عامل مرافق (كيمياء حيوية)

العامل المرافق [1] (بالإنجليزية: cofactor)‏ هو مركبات غير بروتينية ضرورية للنشاط البيولوجي للبروتينات.وهذه البروتينات هي عادة إنزيمات.والعوامل المرافقة يمكن اعتبارها "جزيئات مساعدة" تساعد في التحولات الكيميائية الحيوية.

معقد إنزيم السكسينيت ديهيدروجينيز يظهر عدة عوامل مرافقة بما يشمل الفلافين، مركز الحديد-بريت، والهيم.

العوامل المرافقة يمكن تصنيفها اعتمادا على مدى إحكام ارتباطها بالإنزيم حيث أن العوامل المرافقة المرتبطة بطريقة رخوة وبحرية تسمى مرافقات إنزيمية أما العوامل المرافقة المرتبطة بإحكام بالإنزيم تسمى بالمجموعات محكمة الارتباط (بالإنجليزية: prosthetic groups)‏ أو المجموعات المحكمة اختصارا.[2] بعض المصادر والمراجع تقيد استعمال المصطلح "عامل مرافق'" فقط مع المواد غير العضوية.[3][4] أي إنزيم غير فعال بدون عامل مرافق يسمى إنزيم خالص أو صميم الإنزيم (بالإنجليزية: apoenzym)‏ بينما الإنزيم الكامل مع العامل المرافق يسمى إنزيم وظيفي (بالإنجليزية: holoenzyme)‏ أو هولوإنزيم.[5]

بعض الإنزيمات أو المعقدات الإنزيمية تحتاج عدة عوامل مرافقة.على سبيل المثال، المعقد متعدد الإنزيمات المسمى بيروفيت ديهيدروجينيز [6] الموجود عند حلقة الوصل بين التحلل السكري و حلقة كربس يحتاج إلى خمسة عوامل مرافقة وإلى أيون معدني وهي: الثيامين بايروفسفات الذي يرتبط بطريقة غير محكمة بالإنزيم، والأميد الدهني الذي يرتبط تساهميا بالإنزيم، والفلافين أدينين ثنائي النيوكليوتيد (FAD) ،والثنائي نوكليوتيد الأدنين وأميد النيكوتين (+NAD) ،ومرافق الإنزيم-أ (CoA) ،والأيون المعدني (2+Mg).

العوامل المرافقة هي غالبا فيتامينات أو يتم تكوينها من الفيتامينات. العديد من المركبات تحتوي نيوكليوتيد الأدينوسين أحادي الفسفات كجزء من بنيتها ومن الأمثلة على هذه المركبات الأدينوسين ثلاثي الفسفات وثنائي نيوكليوتيد الفلافين والأدينين وثنائي نوكليوتيد الأدنين وأميد النيكوتين.وهذا التركيب الشائع يعكس أصلا تطوريا مشتركا كجزء من إنزيمات الحمض النووي الريبوزي في عالم الحمض النووي الريبوزي القديم.لقد كان مقترحا أن جزء الأدينوسين أحادي الفسفات للجزيء يمكن أن يعتبر كمقبض أو كذراع يستطيع الإنزيم بوساطته أن يقبض ويمسك بالمرافق الإنزيمي ليبدله وينقله بين المراكز التحفيزية (بالإنجليزية: catalytic centers)‏ أو مراكز التحفيز المختلفة.[7]

التصنيف

العوامل المرافقة يمكن أن تقسم إلى مجموعتين رئيسيتين واسعتين هما: العوامل المرافقة العضوية كالفلافين أو الهيم والعوامل المرافقة غير العضوية كالأيونات المعدنية Mg2+، Cu+، Mn+2 وعناقيد الحديد-كبريت.

العوامل المرافقة العضوية تقسم أحيانا إلى مرافقات إنزيمية ومجموعات محكمة الارتباط. مصطلح المرافق الإنزيمي يطلق بشكل مخصص على الإنزيم وكذلك على الخصائص الوظيفية للبروتين. من جانب آخر، يركز مصطلح المجموعة محكمة الارتباط على طبيعة ارتباط العامل المرافق بالبروتين (ارتباط محكم وقوي أو تساهمي)، ولذلك فهو يشير إلى صفة تركيبيية بنيوية. المصادر المختلفة تعطي تعريفات مختلفة بشكل بسيط لمفاهيم كل من المرافقات الإنزيمية والعومل المرافقة والمجموعات محكمة الارتباط. فالبعض يعتبر الجزيئات العضوية التي ترتبط باحكام أنها عوامل محكمة الارتباط وليست مرافقات إنزيمية، في حين أن آخرين يعرفون كل مركب عضوي غير بروتيني يحتاجه الإنزيم للقيام بنشاطاته على أنه مرافق إنزيمي، ويصنفون تلك الجزيئات التي ترتبط بإحكام على أنها مرافقات إنزيمية محكمة الارتباط. ويجب أن يلاحظ أن هذه المصطلحات تستخدم غالبا على نحو طليق وبشكل حر بلا قيود تجبر على استعمالها بشكل مخصص ومحدد.

وفي عام 1979 صدرت رسالة حول التوجهات في العلوم الكيميائية الحيوية أشارت إلى الإلباس الحاصل في المواد المطبوعة والتمييز الاعتباطي والكيفي بشكل أساسي في التفريق بين المجموعات محكمة الارتباط والمرافقات الإنزيمية واقترحت النظام التالي. حيث جاء فيه أن تعريف العامل المرافق هو مادة إضافية بصرف النظر عن البروتين والركيزة اللذين يحتاجهما الإنزيم للقيام بنشاطه وعرف المجموعة المحكمة الارتباط بأنها مادة تقضي كل دورتها التحفيزية وهي مرتبطة بجزيء إنزيم واحد. لكن على الرغم من ذلك، لم يستطع مؤلفها أن يصل لتعريف منفرد للمرافق الإنزيمي يكون محيطا بالموضوع أو إلى مصطلح يستوعب جميع جوانب المسألة واقترح أن هذا المفهوم متروك من الاستعمال في صناعة الأدب والمواد المطبوعة.[8]

عوامل مرافقة غير عضوية

الأيونات المعدنية

تعتبر الأيونات المعدنية عوامل مرافقة شائعة. وتقع دراسة هذا النوع من العوامل المرافقة ضمن مجال الكيمياء الحيوية غير العضوية.في التغذية، تعكس قائمة العناصر الزهيدة دورها كعوامل مرافقة. وعند البشر، تشمل هذه القائمة عادة عناصر كالحديد، والمغنيسيوم، والمنغنيز، والكوبلت، والخارصين، والموليبدنوم.[9] وبالرغم من أن نقص الكروم يسبب اختلال تحمل الجلوكوز، إلا أنه لم يتم تحديد أن هناك إنزيم بشري يستخدم هذا المعدن كعامل مرافق.[10][11] اليود هو عنصر زهيد أساسي أيضا، إلا أن هذا العنصر يستخدم كجزء من بنية الهرمونات الدرقية أكثر من كونه عامل مرافق للإنزيم.[12] الكالسيوم هو حالة خاصة أخرى، حيث أنه عنصر يحتاج إليه كمكون لغذاء الإنسان، وهو ضروري لإحداث النشاط والفعالية الكاملة للعديد من الإنزيمات كحمض النتريك سينثاز والفوسفاتاز والأدينيليت كاينيز، حيث أن الكالسيوم ينشط هذه الإنزيمات عن طريق التنظيم غير النشط (التفارغي)، غالبا عن طريق الارتباط بهذه الإنزيمات بوساطة مركب معقد مع الكالموديولين.[13]

مراجع

  1. موقع الطبي، تاريخ الولوج 5 نوفمبر 2014 نسخة محفوظة 17 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
  2. Nelson, David (2008). <Lehninger Principles of Biochemistry>. New York: W.H. Freeman and Company. صفحات 184. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. "coenzymes and cofactors". مؤرشف من الأصل في 30 يوليو 2018. اطلع عليه بتاريخ 17 نوفمبر 2007. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. "Enzyme Cofactors". مؤرشف من الأصل في 03 أبريل 2015. اطلع عليه بتاريخ 17 نوفمبر 2007. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ أرشيف= (مساعدة)
  5. Sauke, David J.; Metzler, David E.; Metzler, Carol M. (2001). Biochemistry: the chemical reactions of living cells (الطبعة 2nd). San Diego: Harcourt/Academic Press. ISBN 0-12-492540-5. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  6. Jordan, Frank; Patel, Mulchand S. (2004). Thiamine: catalytic mechanisms in normal and disease states. New York, N.Y: Marcel Dekker. صفحة 588. ISBN 0-8247-4062-9. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  7. Denessiouk KA, Rantanen VV, Johnson MS (2001). "Adenine recognition: a motif present in ATP-, CoA-, NAD-, NADP-, and FAD-dependent proteins". Proteins. 44 (3): 282–91. doi:10.1002/prot.1093. PMID 11455601. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. Bryce CFA (March 1979). "SAM – semantics and misunderstandings". Trends Biochem. Sci. 4 (3): N62. doi:10.1016/0968-0004(79)90255-X. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  9. Aggett PJ (1985). "Physiology and metabolism of essential trace elements: an outline". Clin Endocrinol Metab. 14 (3): 513–43. doi:10.1016/S0300-595X(85)80005-0. PMID 3905079. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  10. Stearns DM (2000). "Is chromium a trace essential metal?". BioFactors. 11 (3): 149–62. doi:10.1002/biof.5520110301. PMID 10875302. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  11. Vincent JB (1 April 2000). "The biochemistry of chromium". J. Nutr. 130 (4): 715–8. PMID 10736319. مؤرشف من الأصل في 12 مارس 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  12. Cavalieri RR (1997). "Iodine metabolism and thyroid physiology: current concepts". Thyroid. 7 (2): 177–81. doi:10.1089/thy.1997.7.177. PMID 9133680. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  13. Clapham DE (2007). "Calcium signaling". Cell. 131 (6): 1047–58. doi:10.1016/j.cell.2007.11.028. PMID 18083096. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)

    طالع أيضا

    • Bugg, Tim (1997). An introduction to enzyme and coenzyme chemistry. Oxford: Blackwell Science. ISBN 0-86542-793-3. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)

    روابط خارجية

    • بوابة الكيمياء الحيوية
    • بوابة طب
    • بوابة علم الأحياء
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.