زينب بنت جحش

أم المؤمنين زينب بنت جحش (32 ق.هـ - 21هـ) إحدى زوجات الرسول محمد وابنة عمته أميمة، وهي أخت الصحابي عبد الله بن جحش. أسلمت زينب وهاجرت إلى المدينة المنورة، وتزوجها النبي محمد بعد أن طلقها متبناه السابق زيد بن حارثة، بعد أن أجاز الوحي زواج الناس من زوجات أدعيائهم، فيما يعده المسلمون زواجًا تم الترتيب له من السماء. شاركت زينب في عدد من الغزوات كالطائف وخيبر. توفيت زينب بنت جحش سنة 20 هـ، وعمرها 53 سنة، وكانت أول زوجات النبي لحاقًا به، وصلى عليها عمر بن الخطاب، ودفنت بالبقيع.

أم المؤمنين زينب بنت جحش
زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة

معلومات شخصية
الميلاد 33 ق.هـ / 590م
مكة المكرمة  
الوفاة 20 هـ / 641م
المدينة المنورة
مكان الدفن البقيع
الإقامة مكة المكرمة
المدينة المنورة  
مواطنة الخلافة الراشدة  
اللقب أم المؤمنين
الزوج زيد بن حارثة
محمد بن عبد الله
الأم أميمة بنت عبد المطلب  
إخوة وأخوات
الحياة العملية
النسب بنو أسد بن خزيمة

نسبها ونشأتها

جزء من سلسلة حول الإسلام

خديجة بنت خويلد
سودة بنت زمعة
عائشة بنت أبي بكر
حفصة بنت عمر
زينب بنت خزيمة
«أم سلمة» هند بنت أبي أمية
زينب بنت جحش
جويرية بنت الحارث
«أم حبيبة» رملة بنت أبي سفيان
صفية بنت حيي
ميمونة بنت الحارث


مارية القبطية
ريحانة بنت زيد

شجرة نسب زينب بنت جحش والتقاءه بنسب النبي محمد وبأنساب باقي أمهات المؤمنين

ولدت زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة قبل الهجرة النبوية بـ 33 سنة،[1] وقد كان اسمها بَرَّة، فسماها النبي زينب،[2] وتُكنّى بأم الحكم. أبوها جحش بن رئاب الأسدي كان حليفًا لسيد قريش عبد المطلب بن هاشم، ويبدو أنه لم يدرك الإسلام.[3] أما أم زينب فهي أميمة بنت عبد المطلب عمة النبي محمد، أختلف في إسلامها، وذكرت بعض المصادر بأن أميمة أسلمت وهاجرت وأطعمها رسول الله أربعين وسقًا من تمر خيبر.[4][5][6][7][8][9][10] ولزينب من الإخوة عبدالله الذي كان من المسلمين الأوائل، وقتل يوم أحد،[11] وعبيد الله الذي هاجر مع زوجته أم حبيبة إلى الحبشة في هجرة المسلمين الأولى، ثم ارتد عن الإسلام واعتنق المسيحية وبقي بالحبشة،[12] وأبي أحمد عبد أحد السابقين في الإسلام،[13] وحمنة زوجة الصحابي مصعب بن عمير ثم طلحة بن عبيد الله.[14] وأمّ حبيب بنت جَحْش وقيل: أم حبيبة قال ابن سعد: «وبعض أصحاب الحديث يقلب اسمها فيقول أمّ حبيبة وإنّما هي أمّ حبيب واسمها حبيبة.» وقد تزوجها عبد الرحمن بن عوف ولَم تلد له شيئًا.[15]

زينب في يثرب

كانت زينب من المسلمين الأوائل، لكن لم تذكر كُتب التراجم قصة إسلامها. هاجرت زينب إلى يثرب بعد هجرة النبي محمد إليها.[16] وفي يثرب، خطبها النبي محمد لزيد بن حارثة، فأبت زينب في البداية، إلى أن نزل الوحي بقوله تعالى:  وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا  ، فقبلت زينب الزواج بزيد. كان هذا الزواج مثالاً لتحطيم الفوارق الطبقيَّة الموروثة قبل الإسلام، بزواج زيد وهو أحد الموالي من زينب التي كانت تنتمي لطبقة السادة الأحرار. إلا أن هذا الزواج لم يسر على الوجه الأمثل، فدبّ الخلاف بين زينب وزوجها زيد، فهمّ زيد بتطليقها، فردّه النبي محمد قائلاً: «أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ»، فنزل الوحي بقوله تعالى  وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا   فكانت تلك الآية تشريعًا يسمح بزواج الرجل من طليقة متبناه.[11]

زواجها من النبي محمد

بعد طلاق زينب من زيد بن حارثة، وبعد انقضاء عِدَّتها، تزوج النبي محمد بزينب. تكلَّم المنافقون في ذلك، فقالوا: «حرَّم محمد نساء الولد، وقد تزوَّج امرأة ابنه». فنزل الوحي بقوله تعالى:  مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا   وقال أيضًا:  ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا   كان زواج النبي محمد بزينب في ذي القعدة 5 هـ، بعد غزوة بني قريظة. وخرجت زينب بنت جحش مع النبي في اثنتين من غزواته وهما خيبر[17] والطائف.[18] كما خرجت معه في حجة الوداع.

مكانتها

كان لزينب عند النبي محمد مكانة عالية، فقد قالت أم المؤمنين عائشة عنها: «كانت زينب هي التي تساميني من أزواج النبي، ولم أرَ امرأة قطُّ خيرًا في الدين من زينب، وأتقى لله، وأصدق حديثًا، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشدَّ ابتذالاً لنفسها في العمل الذي يُتصدَّق به، ويُتقرب به إلى الله، ما عدا سورة من حدَّة كانت فيها، تُسرع منها الفيئة.» وقد وصفها النبي محمد بأنها أوَّاهة.[11] عُرف عن زينب بنت جحش حبها للخير وكثرة تصدُّقها، حتى عُرفت بأم المساكين،[19] كما عُرف عنها زهدها في الدنيا.[11][20]

وقد روت زينب بنت جحش عن النبي محمد طائفة من الأحاديث، وروى عنها ابن أخيها محمد بن عبد الله والقاسم بن محمد وكلثوم بن المصطلق الخزاعي، وأم حبيبة وزينب بنت أبي سلمة.[21] كما كانت آية الحجاب:  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا   في شأن وليمة عرسها على النبي محمد، حيث أطال بعض القوم المقام بعد الوليمة، فنزلت تلك الآية.[22][23] ونزل قوله تعالى:  يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ   في حادثة هجر النبي لبعض زوجاته بعد أن تواطئن لمكث النبي محمد عند زوجته زينب بنت جحش.[24]

وفاتها

توفيت زينب بنت جحش سنة 20 هـ، وعمرها 53 سنة، وحين حضرتها الوفاة قالت: «إني أعددت كفني، فإن بعث عمر لي بكفن فتصدقوا بأحدهما، وإن استطعتم إذا دليتموني أن تتصدقوا بحقوتي فافعلوا.» وقد ماتت ولم تترك درهماً ولا ديناراً، ودفنت بالبقيع. وقد صلى عليها الخليفة وقتئذ عمر بن الخطاب، وأنزلها في قبرها ابن أخيها محمد بن عبد الله بن جحش وأسامة بن زيد وعبد الله بن أبي أحمد بن جحش وابن أختها محمد بن طلحة بن عبيد الله. وقد بيع منزلها للوليد بن عبدالملك حين عزم على توسعة المسجد النبوي بخمسين ألف درهم.[25]

مراجع

  1. الخراط 1998، صفحة 17
  2. الخراط 1998، صفحة 15
  3. الخراط 1998، صفحة 23
  4. الطبقات الكبرى - محمد بن سعد - ج ٨ - الصفحة ٤٦. نسخة محفوظة 2020-01-26 على موقع واي باك مشين.
  5. أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي. نسخة محفوظة 2017-04-28 على موقع واي باك مشين.
  6. محمد أمين نجف، موسوعة الشيعة. نسخة محفوظة 2018-12-14 على موقع واي باك مشين.
  7. التاريخ الكبير - البخاري - ج ١ - الصفحة ٣٤٤.. نسخة محفوظة 2020-08-08 على موقع واي باك مشين.
  8. تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣ - الصفحة ١٢٤. نسخة محفوظة 2020-08-08 على موقع واي باك مشين.
  9. قبس من نور ومع أميمه بنت عبد المطلب. نسخة محفوظة 2020-08-08 على موقع واي باك مشين.
  10. الخراط 1998، صفحة 22
  11. زينب بنت جحش رضي الله عنها 01/05/2006 قصة الإسلام نسخة محفوظة 29 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  12. الخراط 1998، صفحة 26-27
  13. أبو أحمد بن جحش الأسدي. نسخة محفوظة 11 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
  14. الخراط 1998، صفحة 21
  15. الطبقات الكبير، جـ10/ص 230. نسخة محفوظة 11 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  16. الخراط 1998، صفحة 67-68
  17. الخراط 1998، صفحة 72
  18. الخراط 1998، صفحة 71
  19. الخراط 1998، صفحة 42
  20. الخراط 1998، صفحة 43-44
  21. الخراط 1998، صفحة 63
  22. تفسير البغوي،سورة الأحزاب، تفسير قوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه" إسلام ويب نسخة محفوظة 12 أكتوبر 2014 على موقع واي باك مشين.
  23. البداية والنهاية، ابن كثير، تزويجه بزينب بنت جحش 45 نسخة محفوظة 05 2يناير5 على موقع واي باك مشين.
  24. الجامع لأحكام القرآن، سورة التحريم، قوله تعالى يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك إسلام ويب نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  25. الخراط 1998، صفحة 125-130

    المصادر

    • الخراط, أمينة عمر (1998). أم المؤمنين زينب الصالحة العابدة أم المساكين. دار القلم، دمشق الطبعة الأولى. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    • بوابة الإسلام
    • بوابة المرأة
    • بوابة الخلافة الراشدة
    • بوابة محمد
    • بوابة التاريخ الإسلامي
    • بوابة أعلام
    • بوابة صحابة
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.