جنجاويد

"جنجاويد" أو جنجويد مصطلح سوداني مكون من مقطعين هما: "جن" بمعنى جني، ويقصد بها أن هذا الجني (الرجل) يحمل مدفعا رشاشا من نوع "جيم 3" المنتشر في دارفور بكثرة، و"جويد" ومعناها الجواد.[1][2][3] ومعنى الكلمة بالتالي هو: الرجل الذي يركب جوادا ويحمل مدفعاً رشاشا.

أحد حراس الجنجويد في السودان

كلمة جنجويد تعني كما ذكر سابقاً (جن راكب جواد يحمل مدفع جيم 3) وترمز للرجال الذين يقاتلون من فوق الخيل ويحملون الـ ج3 (البندقية الآلية المعروفة) والكلمة تأتي من (جنجد) حسب رواياتهم وتعني (النهب) حيث أنهم منذ سنوات عديدة يحترفون النهب المسلح بمنطقة دارفور، ويقولون (نمشي نجنجد) أي ننهب ومنها أتت تسميتهم بالجنجويد.

وهم من القبائل العربية الوافدة التي استقرت منذ الأمد، وتداخلت وانصهرت مع بعض القبائل الأفريقية كالزغاوة والبرتي والداجو وغيرهم، وكل هذه القبائل الأفريقية تستخدم اللغة العربية كلغة تخاطب فيما بينهم مع وجود لهجات خاصة بكل قبيلة .. نجد أن طبيعة عمل الجنجويد معظمها رعي الماشية وخاصة الإبل والأبقار والزراعة في مناطق ضيقة داخل أو حول مساكنهم لاكتفاء الأسرة المحدود ولترحالهم الدائم، وقليل منهم يسكن المدن، فهم رحّل (دائمي الترحال) ومنهم من يمتهن النهب لجلب القوت له ولأسرته.

وقد ارتبط هذا المصطلح بأزمة دارفور بشكل كلي، إذ ينسب سكان دارفور من ذوي الأصول الإفريقية هذا المسمى لميلشيات شبه منظمة وذات أصول عربية تعمل على فرض سطوة الحكومة المركزية على الإقليم، وتتهم أيضاً بتنظيم عمليات اغتصاب وإبادة جماعية ضد السكان الأصليين. ويذكر أنها من الأسباب المباشرة لتفجر قضية دارفور بالمحافل العالمية، فضلاً عن ما يعانيه سكان دارفور من التهميش الحكومي وانعدام البنية التحتية.

قوات الدعم السريع (جنجاويد)

بتفكك الدفاع الشعبي أصبح الجيش السوداني أعزل يقاتل ميليشيا قرنق في حرب عصابات معقدة في جنوب السودان، تعجز عن خوضها الجيوش النظامية، خصوصًا في جنوب السودان حيث تخاض المعارك في الغابات، وفي النهاية بعد شد وجذب وضغوط أمريكية وقع اتفاق سلام بين الحكومة وقرنق تضمن حق تقرير المصير لجنوب السودان، وانتهت الحرب التي استمرت من 1955 م وحتى 2005 م كأطول حرب أهلية في أفريقيا.

انفجرت أزمة دارفور بعد انتهاء حرب جنوب السودان ولأن الحرب كانت في ذلك الإقليم حرب عصابات أو ما يطلق عليها حرب الغوريلا، احتاجت القوات المسلحة إلى قوات مساندة لمكافحة التمرد فأنشأت قوات شعبية من قبل بعض القبائل الموالية للدولة لمكافحة التمرد في عملية مشابهة لتجربة الصحوات في العراق، التي استطاعت تدمير القاعدة واشتهرت هذه القوات عالميًا باسم قوات الجنجويد.

اضطرت الدولة لإعادة هيكلة قوات الدعم السريع ونزع صفة القبلية عنها بعدما زخرت أدراج مجلس الأمن والجنائية الدولية بما ارتكبته هذه القوات من فظائع

استطاعت القوات (الأهلية) تدمير الحركات المتمردة واستعادة كل الأراضي التي سيطروا عليها، لكن كانت التكلفة الوطنية باهظة، فقد تورطت هذه الميليشيات التي تعمل بإشراف الدولة في انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، مما أدى لاحقًا إلى إحالة ملف دارفور إلى محكمة الجنايات الدولية والتي أصدرت أمر توقيف بحق الرئيس السوداني كسابقة دولية لم تحصل من قبل، وهي اتهام محكمة دولية لرئيس دولة وهو على رأس عمله ويتمتع بالحصانة الدبلوماسية.

اختارت الدولة في السنوات الأخيرة هيكلة هذه القوات الشعبية وتحويلها إلى قوات قومية، فهيكلتها تحت اسم قوات الدعم السريع، بإشراف جهاز الأمن السوداني، وألغي الطابع القبلي لهذه القوات بإدخال أبناء مختلف القبائل السودانية شرقًا وغربًا بقيادة الفريق محمد حمدان حميدتي.

لقد كان المجتمع الدولي رافضًا لهذه القوات منذ نشأتها الأولى، ولذلك زخرت محاضر مجلس الأمن ومجالس حقوق الإنسان بعشرات التوصيات التي تدعو لحل هذه القوات واصفةً إياها بالميليشيا (القبلية)، ولكن هذا الوضع لم يستمر طويلًا فقد انفجرت أزمة اللاجئين غير الشرعيين في 2015م، ومعها ظهر التهديد الإرهابي لتنظيم داعش في ليبيا مما جعل الغرب يغيّر رأيه وموقفه من القوات ومن النظام الذي يستند عليها.[4]

مراجع

  1. "Page not found". مؤرشف من الأصل في 14 أبريل 2020. اطلع عليه بتاريخ 26 أغسطس 2016. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. Sudan's Janjaweed Militia نسخة محفوظة 05 نوفمبر 2013 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  3. "Janjaweed 'leader' denies genocide". 14 November 2004. مؤرشف من الأصل في 28 أغسطس 2017. اطلع عليه بتاريخ 26 أغسطس 2016 عبر bbc.co.uk. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. "الدعم السريع: ماذا تعرف عن قوات البشير الحاسمة في اليمن؟ – إضاءات". إضاءات. 2017-08-17. مؤرشف من الأصل في 25 أبريل 2019. اطلع عليه بتاريخ 25 أغسطس 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)

    وصلات خارجية

    • بوابة تشاد
    • بوابة السودان
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.