تاريخ إربد

تدل الآثار التاريخية على أن مدينة إربد كانت مأهولة بالسكان منذ العصر البرونزي الأول أي نحو 2,500 ق.م [بحاجة لمصدر]، وهناك شواهد أخرى تدل على وجود مدينة اربد تعود إلى العصر البرونزي المتوسط (2,000 - 1,600 ق.م). بعض المعثورات الأثرية الأخرى قد تدُلُّ على وجود نشاط بشري في موقع المدينة قبل نحو 7,000 سنة (أي حوالي عام 5,000 ق.م).

يفتقر محتوى هذه المقالة إلى الاستشهاد بمصادر. فضلاً، ساهم في تطوير هذه المقالة من خلال إضافة مصادر موثوقة. أي معلومات غير موثقة يمكن التشكيك بها وإزالتها. (فبراير 2019)
هناك اقتراح لدمج محتويات هذه المقالة في المعلومات الموجودة تحت عنوان إربد.(نقاش) (ديسمبر 2018)
تحتاج هذه المقالة كاملةً أو أجزاءً منها لإعادة الكتابة حسبَ أسلوب ويكيبيديا. فضلًا، ساهم بإعادة كتابتها لتتوافق معه.
هذه المقالة طويلة جداً وصعبة التصفح. فضلاً ساهم في تطويرها المقالة من خلال تجزئتها إلى مقالات فرعية مفصَّلة، ثُمَّ اكتفِ بمُلخَّص مُختصر عن كل مقالة فرعية.
خريطة الأردن_يدل اللون الأحمر على موقع محافظة إربد

كما كانت مدينة إربد جُزءاً من الحضارات الآدومية وحضارة الغساسنة وحضارة العمونيين وحضارات الجماعات العربية الجنوبية القديمة. ولا يزال تلها الأثري الذي يرتفع نحو ستين متراً والذي بناه الإنسان من الصخر والحجارة منذ آلاف السنين قائماً إلى يومنا هذا حيث عُثر فيه على آثار إغريقية ورومانية وإسلامية.

وقد بدأت أهميتها تظهر في العصر الهلنستي. وقد بدأ ازدهار إربد الحقيقي في العصر الروماني، حيث كانت إربد واحدة من مجموعة من المدن الإغريقية الرومانية الهامة التي نشأت في المنطقة في فترات متزامنة، ومن هذه المُدن:

وهناك بناء Greta Gerwig ضخم في مدينة إربد أقيم تكريماً للإمبراطور الروماني ماركوس أنطونيوس راتيوس أغسطس.

انتشرت المسيحية في هذه المنطقة مُنذ القرنين الثاني والثالث الميلاديين وقد أسس الغساسنة دولتهم في شمال الأردن في منطقة إربد والجولان وسهول حوران.

وفي صدر الإسلام تمكن القائد الإسلامي شرحبيل بن حسنة من ضمها سنة 13 هـ 634م، حيث سيطر على إربد وبيت رأس وأم قيس، كما ضم أبو عبيدة عامر بن الجراح طبقة فحل، وتمكن خالد بن الوليد في معركة اليرموك من التغلب على الرومان سنة 636م/15 هـ منهياً الوجود الروماني هناك.

في فترة حكم المماليك كانت مدينة إربد تابعة لنيابة دمشق، واعتبرت ضمن المنطقة القبلية. وتظهر أهمية اربد في العصر المملوكي من خلال وصف القلقشندي لهذه المنطقة، حيث يقول:

""وهي جل البلاد الشامية، وبها أرزاق العساكر الإسلامية، وطريق الحاج إلى بيت الله الحرام، وزيارة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام، وإلى الأرض المقدسة التي هي على الخيرات مؤسسة، وإلى الأبواب الشريفة السلطانية، وممر التجار القاصدين الديار المصرية، ومنازل العربان، ومواطن العشران"".

وكان لمدينة اربد في العصر الأيوبي دور مهم في حركة الاتصالات والمواصلات بين دمشق وعكا على الساحل الفلسطيني، وكان على من يريد أن يصل إلى عكا المرور عبر مدينة إربد.

وحدثت في إربد تلك الواقعة المشهورة التي جرت في العصر الفاطمي وقت الخليفة الظاهر لإعزاز دين الله بين الدولة الفاطمية والقبائل العربية سنة 420 هـ 1029م.

سنة 1910 كان قضاء عجلون يتألف من مدينة اربد و 120 قرية أخرى، وعند إعلان الحرب العالمية الأولى عام 1914 فُرض التجنيد الإجباري على سكان سنجق عجلون ومن ضمنهم سُكّان مدينة إربد، وبعد أن حلَت الهزيمة بالأتراك انسحب الجيش التركي السابع من إربد عام 1917، وفي العام 1918 وصل لواء بريطاني إلى إربد لطرد بقية الأتراك؛ ولكنه لم يستطع الوصول إلى المدينة لإتمام مُهِمّته بسبب المقوامة الشرسة التي ابداها الأهالي بقيادة موسى المصطفى اليوسف التل.

وبعد انسحاب الجيش البريطاني عام 1919 أصبحت إربد خاضعة للحكم الفيصلي في دمشق، وبقيت كذلك حتى انتهاء العهد الفيصلي في شهر تموز عام 1920.

وفي أوائل العام 1920 تألّفت في إمارة الأردن الانتقالية (Transjordan) ثلاث إدارات محلية عُرِفت باسم الحكومات المحلية وهي: حكومة عجلون، وحكومة السلط، وحكومة الكرك. أما بالنسبة إلى حكومة إربد فكان مركزها إربد برئاسة القائم مقام علي خلقي الشرايري، الذي عُيّن كذلك رئيساً للمجلس الإداري التشريعي الذي تمّ تشكيله أصلاً لمساعدة القائم مقام على أداء مهامّه، واتُّخِذَ قرارٌ في ذلك الوقت يقضي برفع العلم السوري العربي ذي النجمة الواحدة على دار الحكومة والبلدية الواقعين في مدينة إربد، وتقرَّرَ استعمال القوانين العثمانية مع بعض التعديلات الطفيفة.

وفي العام 1921 تولى سمو الأمير عبد الله إمارة شرق الأردن وانتهى عهد الحكومات المحلية، وتمّ تغيير اسم السنجق إلى متصرفية لواء عجلون في العام 1927م وظلت إربد هي مركزه، وفي أوائل الستينات من القرن الماضي أصبح اسم المتصرفية "لواء إربد" حتى العام 1966م، حين سميت باسمها الحالي "محافظة إربد" ومركزها مدينة إربد حيث اتبه لمحافظة اربد الوية جرش وعجلون والمفرق والرمثا والكورة وبني عبيد اليرموك والطيبة والاغوار الشمالية.

ولا يزال في إربد العديد من مقامات صحابة محمد عليه الصلاة والسلام والعديد من المساجد والصروح الدينية، كمسجد إربد المملوكي والسرايا العثماني المعروف باسم السجن القديم.

وقد قال فيها شاعر الأردن مصطفى وهبي التل: يا إربد الخرزات حياك الحيا ـ رغم الجفاء ورغم كل تقاطع

لاشك ان تاريخ مدينة إربد يشير لأهميتها عبر العصور، وان تاريخها لايزال مدفونا في جوف تلها المزروع بالعمارات والمنازل التي تحول دون البحث عن ذلك التاريخ، ورغم ذلك فهناك إشارات ودلائل تشير إلى أن إربد كانت مستوطنة زراعية في العصور القديمة، وقائمة على تلها الكبير، ومحاطة بسور ضخم لا تزال بقاياه ماثلة للعين في الطرف الغربي.

  • وفي العهد الروماني أصبحت مدينة تجارية مزدهرة كونها أصبحت من إحدى مدن الحلف التجاري المشهور باسم(الديكابولس)، وكانت تسمى اربيلا،
  • وفي العصر الإسلامي كانت لها حظوة عند الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك الذي بنى على تلها قصرا كان ينزله متى شاء، وفيه قضى نحبه.
  • وفي العصر الأيوبي كانت معبرا لجيوش صلاح الدين الأيوبي في حربه ضد الصليبين في فلسطين غربي إربد
  • وفي العصر المملوكي صار لها مكانة بارزة، فقد أصبحت محطة للقوافل التجارية، حيث أقيمت بها الخانات، ومحطات للحمام الزاجل، وأبراج للمراقبة، ومنارات للاتصالات بين دمشق والقاهرة.
  • ثم تراجع دورها في العهد العثماني إلى ما بعد منتصف القرن التاسع عشر الميلادي عندما أنشئت الدولة العثمانية التنظيمات الإدارية في شمالي الأردن عام1851، وشكلت قضاء عجلون واتخذت من إربد مركزا له، وأقيمت بها أعمال عمرانية مثل:بناء السرايا (دار الحكومة) سنة 1884.وكان في ساحتها حوض ماء"بركة" يستقي منها أهلها، ولم يكن يتجاوز عدد سكانها عام 1884 عن (700) نسمة، كما بنى الأتراك المسجد الغربي أو جددوا بناءه، ورمموا بركتها، وانشئوا مدرسة ابتدائية، ودارا للبلدية عام1883، وفرعا للبنك العثماني عام1900، وكل هذا أعطى المدينة بعدا عمرانيا وحضاريا، وشكل بداية للنمو السكاني المتزايد في البلدة.
  • وتبع ذلك قيام حركة تجارية نشطة أحدثها التجار الشاميين مع المنطقة في مطلع القرن العشرين، حيث أقاموا في المنطقة بشكل مؤقت ثم استوطنوا المدينة واخذوا يتوسعون في تجارتهم، كما قام تجار إربد وقراها بأعمال التجارة مع دمشق التي شكلت لهم السوق الرئيسي لبيع منتجاتهم ومحاصيلهم وشراء ما يحتاجونه منها، ومما ساعد الناس على الاستقرار والتوطن فيها قدوم عناصر إدارية وعسكرية وأمنية إليها في مهمات مؤقتة، وظلت مدينة اربد مركزا لإدارة قضاء عجلون حتى غروب العهد التركي عام 1918 (104).
  • واستمر الحال في العهد الفيصلي السوري عندما أصبحت إربد مركزا لقضاء عجلون التابع إلى لواء حوران ومركزه مدينة درعا، بالإضافة إلى وجود الدوائر الحكومية
  • والعسكرية فيها خلال الفترة القصيرة من1918-1920. وفي عهد الحكومات المحلية اتخذ من إربد مركزا لحكومة عجلون المحلية برئاسة القائم مقام علي خلقي الشرايري حتى عام1921. وفي عهد الإمارة بقيت مركزا لمتصرفية لواء عجلون أو لمتصرفية إربد حتى عام 1966، حينما أصبحت تسمى "محافظة إربد "وبقي مركزاً إدارياً لمحافظة إربد منذ ذلك الوقت إلى اليوم.

عصور ما قبل التاريخ

ان أول من سكن وسط المدينة حديثا التلول ارشيدات دلاقمه عبندات شرايري حجازي خريس حتامله الشواترة (أبو رجيع العقلة شوتر) أبو سالم سكران جيزاوي كريزم الشيخ حسين جمل جوده كردي أبو عياد شرع ويعود تاريخها إلى ما قبل /4500/ سنة، إذ دلت الآثار المكتشفة فيها على أنها من المدن المأهولة في الازمنة الغابرة. تل إربد: من أبرز معالم مدينة إربد الأثرية، حيث أشارت الحفريات إلى أن في جوفه بقايا مدينة إربد القديمة التي تعود إلى العصرين البرونزي والحديدي (حوالي 3000 سنة قبل الميلاد). إذ تبلغ مساحته مائتي دونم

الإنسان الأوّل

وُجد الإنسان الأول في كهوف ومغاور تل إربد، ولكي يحمي نفسه من أخطار الطبيعة ومن اعتداءات الأعداء أحاط ذلك التل بسور ضخم من الحجارة البازلتية السوداء ولم يبق منه اليوم سوى بقايا ظاهرة للعيان في الطرف الشمالي الغربي من التل، وقد هُدِمت تلك البقايا عام 1937 م عندما قامت البلدية بتوسيع الشارع المجاور لهذا السور. عُثِر في هذا التل على عدد من الكهوف في الجهتين الشمالية والشرقية، وفي أحد هذه الكهوف وُجِدت قطعة من وعاء فخاري وعليها رسم صيادٍ يحمل بيده رمحاً، ويرتدي قميصاً بدون أردان، وشعر رأسه وذقنه كثيف وغزير. ورسمت عيناه بنقاطٍ سوداء بيضاوية الشكل.

العصر البرونزي

وفقاً لتقرير أعده الدكتور "روبرت ج وردن" من معهد الآثار في جامعة اليرموك عن حفريات تل إربد عام 1985 م فإنّ مدينة إربد تُعَدُ من المستوطنات البشرية القديمة في منطقة جنوبي الشام، وتل إربد نفسه يعد من أكبر التلال التي صنعها الإنسان في هذه المنطقة، ويرجع تاريخ الآثار المُكتشفة في جوفه إلى أكثر من 3,000 سنة قبل الميلاد، أي قبل بداية العصر البرونزي الأول.

هناك شواهد أخرى تدل على وجود تجمّع سكني ونشاطات بشرية في هذا الموقع تعود إلى العصر البرونزي المتوسط ما بين (2,000 - 1,600 ق.م)، وتشير الدلائل أيضا إلى وجود مدينة كبيرة في هذا الموقع في العصر البرونزي المتأخر، وقد أظهرت الكشوفات الأثرية ان المدينة تعرضت للتدمير أكثر من مرة بسبب عوامل الحريق والزلازل أو ربما بسبب الحروب القديمة التي كانت تحدث بين التجمعات السكانية في هذه المنطقة، حيث شهدت بلاد الشام تحركات سكانية متعددة، كانت سببا في نشوب الحروب، وتدمير المدن وإحراقها. وليست هناك دلائل أثرية ملموسة عن الناس الذين أقاموا في إربد خلال الفترة الواقعة بين أوائل العصر البرونزي والعهد الروماني، وقد يكون دمار تلك الدلائل ناتجا عن إحدى الكوارث الطبيعية –كحدوث زلزال- مما أدى إلى جفاف مصادر المياه. وبقي نقص المياه عائقا دون ازدهار المدينة حتى تغلبت عبقرية المهندسين الرومان عليه، عندما جلبوا المياه في قنوات باطنية من مكان قريب من الرمثا- ليس إلى إربد فحسب- بل إلى جدارا(أم قيس)أيضا. وحديثا تم العثور على أدوات تمثل طقوس دينية من تل إربد في موسم حفريات 1985، وهذه الأدوات ترمز إلى ممارسات دينية وثنية قديمة. عثر عليها في منطقة محددة تعود إلى المرحلة الانتقالية ما بين العصر البرونزي الأخير والعصر الحديدي. وتشير إلى التطور التدريجي في تصنيع الآنية الفخارية في هذه المنطقة من الأردن. وقد تم العثور عليها في الناحية الشمالية الغربية من التل أرخت إلى حوالي 1200 ق. م. ويعتقد بأن التدمير ناتج عن حريق هائل بالمنطقة، وبسبب التطور المعماري الحالي في تل إربد فانه لم يتبق سوى مساحة صغيرة قابلة لإجراء الحفريات الأثرية. أما الأدوات الدينية المكتشفة فتمثلت بقاعدة مبخرة مزينة بمنظر شجرة نخيل، وكأس، وصحن صغير استعملت كمصباح، ومصباح فخاري، وقارورتين منتفختي البدن، وحامل من البازلت- موجودة اليوم لدى متحف التراث الأردني في جامعة اليرموك. حيث عثر على جميع هذه الأدوات في حجرة واحدة، تغطي المنطقة المكتشفة تراكما تدميرياً مساحته 5 ر2 متر مربع.جاءت هذه التراكمات كنتيجة لانهيار بناء عام علوي مكون من عدة طبقات، وتتكون من الطوب الطيني والمواد التي استعملت في بناء السقف.عثر ضمن طبقات هذا الردم على أنماط مختلفة من آنية فخارية، تحمل مظاهر فترتي العصر البرونزي الأخير والعصر الحديد. ان دراسة الأدوات الدينية المكتشفة يمكن أن تعطي فكرة أولية عن الممارسات الدينية لسكان إربد القدامى، أما دراستها مع المخلفات الحضارية الأخرى التي عثر عليها في نفس الموقع فإنها تعطي صورة واضحة عن التطور التدريجي في تصنيع الآنية الفخارية في شمال الأردن. وهناك شواهد أخرى تدل على وجود مدينة اربد تعود إلى العصر البرونزي المتوسط (2,000 - 1,600 ق.م). بعض المعثورات الأثرية الأخرى قد تدُلُّ على وجود نشاط بشري في موقع المدينة قبل نحو 7,000 سنة (أي حوالي عام 5,000 ق.م).

دول متعاقبة

وخضعت اربد عبر تاريخها لسيطرة الادوميين – العمونيين – الاشوريين – اليونان، والرومان – والعرب الانباط، وقبل الفتح والتحرير العربي الإسلامي، كانت خاضعة للحكم الروماني الشرقي (الإمبراطوريه البيزنطيه). كما كانت مدينة إربد جُزءاً من الحضارات الآدومية وحضارة الغساسنة وحضارة العمونيين وحضارات الجماعات العربية الجنوبية القديمة. ولا يزال تلها الأثري الذي يرتفع نحو ستين متراً والذي بناه الإنسان من الصخر والحجارة منذ آلاف السنين قائماً إلى يومنا هذا حيث عُثر فيه على آثار إغريقية ورومانية وإسلامية.

الدولة الآشورية

في سنة 745 قبل الميلاد قام الآشوريون باحتلال مدينة إربد في عهد ملكهم تجلت بلاسر الثالث (745-727 ق.م)، ويُقال انه تمّ في عصره تجديد بناء إربد وإعادة بناء سورها القديم. وقد جاء في الترجمة العربية لمجلد "دائرة المعارف الإسلامية": "ليس ببعيد ان تكون الأماكن المسماة (أرابيلا) و(أربيل) و(إربد) الواقعة خارج (اشور) قد ابتناها أهل (أربلا) الآشورية باسم مدينتهم". وأربلا الآشورية هي مدينة (أوبل) العراقية الواقعة على بعد نحو 80 كم جنوب شرقي مدينة الموصل. وحسب الأطلس التاريخي للأراضي المقدسة للجغرافي (آدم سميث) تقع (آبلا) تقريباً في نفس موقع مدينة إربد الحالية.

الفراعنة

قام الفراعنة المصريين باحتلال إربد والمنطقة المحيطة بها في عهد ملكهم (بسامتيك الثاني) سنة 590 ق.م، ودام حكمهم هناك لفترةٍ قصيرة نسبياً.

البابليون

في عام 586 ق.م رجعت إربد تحت سيادة حضارات ما بين النهرين حيث قام البابليون باحتلال إربد في ذلك التاريخ استطاع ملكهم المعروف (نبوخذ نصر) أن يهزم الفراعنة ويطردهم منها.

الفرس

وبمجئ الفرس من بلاد فارس وقضائهم على البابليين، خضعت جميع البلاد البابلية لهم بما فيها إربد وأصبحت تحت سيطرتهم وذلك بتاريخ 539 ق.م، وضُمّت مدينة لإربد إلى الولاية الخاصة بتلك المنطقة والتي سميت (مزربانه عبر نهرا).

العصر الهلنستي

بقيت المنطقة تحت حكم الفرس إلى أن قام الاسكندر المقدوني باحتلال بلاد الشام ومصر بعد انتصاره على ملك الفرس داريوس سنة 333 ق.م، فأصبحت إربد حينئذ تحت سيطرة الإغريق اليونانيين، وبقيت كذلك لفترة تناهز الثلاثمائة سنة. وتظهر أهمية إربد في العصر الهلنستي عندما أُعيد بناءها ومدن المنطقة على نمط جديد متأثرٍ بالأسلوب الإغريقي، وذلك قد يشمل إقامة المدرجات والمسارح والملاعب والمعابد والشوارع المحاطة بالأعمدة، وإحاطة المدينة بالأسوار المنيعة. وأُطلق على المدينة اسـم أربيـلا (Arbela). كان الإغريق يهدفون من وراء إعادة بناء تلك المدن وعلى رأسها إربد إلى:

  • إيجاد مراكز لنشر الثقافة والحضارة اليونانية في الشرق
  • العمل على صهر شعوب المنطقة في الثقافة اليونانية عن طريق التزاوج والصداقة والتحالف
  • تأسيس قواعد عسكرية في تلك المنطقة لحماية تجارتهم
  • الوقوف في وجه غارات القبائل البدوية القادمة من الشرق
  • إنشاء مراكز دعم في قلب خطوط المواصلات والاتصالات التي تربط بلاد الرافدين وجنوب سوريا بالساحل الفلسطيني ومصر.

وكانت إربد في ذلك الوقت تحكم نفسها حكما ذاتيا على الطريقة اليونانية، وتُسيطر على ما حولها من الأرياف والقرى والمزارع، فتشرف على الزراعة، وتجبي الضرائب. ويرجع السبب إلى قلة الآثار المُكتشفة في تلك الفترة أنّ المدينة تعرّضت في فترة ما إلى الزلازل التي ردمتها، كما أن الإنسان الذي استوطن إربد قد ساهم في تدميرها من خلال إعاد استخدم حجارة هذه المعالم في بناء منازله الخاصة مما أدى إلى القضاء على تلك المعالم، كما جاء التوسع العمراني الحديث الذي شهدته منطقة التل بوجه خاص للمساعدة على بقاء هذه المعالم مدفونة في أماكنها. ولا يزال يمثُل للعيان من آثار التل بضعة أحجار منحوتة، ونواويس وتمثالان منتصبان بلا رؤوس أمام مدخل مدرسة وصفي التل الصناعية القائمة على ذلك التل، بالإضافة إلى تمثالين نصفيين أحدهما من البازلت الأسود والآخر من الحجر الجيري عُثر عليهما في التل ذاته، وهما الآن موجودان في متحف التراث الأردني في جامعة اليرموك.

الإمبراطورية الرومانية

طبقة فحل

بعد سقوط الحضارة الإغريقية وانتهاء العصر الهلنستي في المنطقة، خضعت إربد والمناطق المُحيطة بها لحكم الرومان وذلك حوالي سنة سنة 64 ق.م، وأصبحت إربد جزءاً من ولاية سورية الرومانية التي كانت عاصمتها إنطاكية في ذلك الوقت. وقد تابعت مدينة إربد ازدهارها تحت الحكم الروماني، وتغير اسمها من أربيـلا (Arbela) إلى أرابيلا (Arabella)، وأُدخلت ضمن حلف (الديكابولس) أو (المدن العشر) الذي أقامه الرومان عل يد الإمبراطور بومبي أساساً لنشر الثقافة الرومانية بالإضافة إلى تنظيم العلاقات التجارية بين مدن هذا التحالف وبين روما. ً ومن المُدن الأخرى المحيطة بإربد والتي شهدت ازدهاراً مماثلاً في ذات الحُقبة:

أم قيس

وقد انخرطت إربد في معاهدات وتبادلات تجارية كثيرة مع تلك المدن بالإضافة إلى بيسان ودمشق. هذا وقد اتخذ الرومان من تل إربد منصة عالية لمراقبة تحركات القادمين من الشام والمساعدة على أخذ (الأتوات) من مزارعي القمح في سهل حوران لتصديرها إلى روما وإلى بقية المستعمرات الرومانية، حيث كان لوقوع مدينة إربد وإشرافها على سهول حوران الممتدة بجوراها من جهة الشرق حتى دمشق أهمية كبرى لدى الرومان في مسألة إنتاج الحبوب، إذ كانت تمدهم بالقمح الجيد، حتى أنه كان يُطلق على سهول حوران ومعها سهول إربد اسم "اهراء روما"، أي مخزن الحبوب.كما حُلّت مشكلة المياه التي كانت تعاني منها إربد مراراً في العصر الروماني من قِبَل المهندسين الرومان بواسطة جر المياه عبر الأقنية المحفورة تحت الأرض من "تل الرميث" الواقع على مسافة كيلو مترين جنوبي مدينة الرمثا إلى إربد وأم قيس.

بيت رأس

ولم تتأثر مدينة إربد كثيراً عندما حصل الانقسام في الإمبراطورية الرومانية في عام 286 م وأصبحت تتبع الإمبراطورية الرومانية الشرقية (الإمبراطورية البيزنطية)، بل استمرّت في النمو والازدهار في ظل الحُكم الجديد، ولعلّها حظيت بمزيدٍ من الاهتمام في تلك الفترة كون مقر الإدارة المركزية (العاصمة) أصبح أقرب بعد أن انتقل من روما إلى القسطنطينية.

وتعتبر الآثار المكتشفة في إربد والتي تعود إلى تلك الحُقبة قليلة نسبياً، ومنها مُدرج روماني، بالإضافة إلى عثور علماء الآثار عام 1906 م على نقشٍ حجري أسفل تل إربد يرجع تاريخه إلى (238 - 239 م) تُبرِز كتابته سيطرة الرومان على المدينة. ويحمل هذا النقش أسماء شخصيات رومانية شاركت في ذلك العمل، ويشير أيضاً إلى أنّ الرومان أقاموا في إربد بناء ضخما بمناسبة قدوم الإمبراطور الروماني ماركوس (ماركوس أنطونيوس راتيوس أغسطس) إليها، وهو شديد الشبه بأقواس النصر التي كانت تقام للأباطرة في مداخل المدن الرومانية، لكن هذه البوابة غير موجودة اليوم. ولا تزال بقايا آثار بعض المغائر وبرك المياه الرومانية ماثلةً للعيان، إلا أن معظمها اندثر بسبب التطور العمراني الحديث بشكلٍ رئيسي.

دولة الأنباط

خلال الفترة الرومانية خضعت إربد لفترةٍ قصيرة لحكم الأنباط في الجنوب الذين امتد حكمهم في وقت ما حتى أبواب دمشق، لكن دولتهم سرعان ما سقطت على يد الإمبراطور الروماني ترجان سنة 106 م مما أعاد إربد مرةً أخرى إلى الحكم الروماني، ولكن هذا الحدث كان بداية نهاية حلف الديكابولس كتجمع مُدُنْ.

دولة الغساسنة

وفي القرنين الخامس والسادس الميلادي، سكنت المدينة قبائل غسان التي بلغت مجدها أيام الحارث بن جبلة الذي استطاع وبدعمٍ من الإمبراطور الروماني جوستنيان ان يمد سلطانه على القبائل العربية في بلاد الشام الجنوبية سنة 529 م ومن بينها شمالي الأردن الذي عَظِمَ فيه نفوذ الغساسنة وخاصة بلدة (بيت راس) التي اشتهرت بإنتاج العنب والخمور، وتغنّى بخمرتها شعراء العصر الجاهلي كحسان بن ثابت والنابغة الذبياني. وقد كان الغرض من دعم دولة الغساسنة في ذلك الوقت من قِبَلِ الإمبراطورية الرومانية الشرقية (الإمبراطورية البيزنطية) هو جعل المملكة الغسّانية تلعب دور الحارس الرئيسي لطرق التجارة المهمة في شمالي الأردن من الهجمات المتفرّقة وبالذات الهجمات الفارسية، علاوةً على أنّ الكثير منهم انضم للجيش البيزنطي وساعد في درء أخطار الغزو الفارسي للمنطقة. لكن قوة هذه الدولة تراجعت فيما بعد وخاصة بعد الغزو الفارسي المُؤقّت للمنطقة سنة 611 م، وانتهت تماماً في معركة اليرموك سنة 636 م.ليبلبيلبي

صدر الإسلام

كانت معركة اليرموك سنة 15 هـ / 636 م بقيادة خالد بن الوليد والتي أنهت وجود الإمبراطورية البيزنطية (مُمَثّلاً غالباً بدولة الغساسنة) من أهم أسباب دخول إربد في ظِل الحكم الإسلامي، حيث قام القائد شرحبيل بن حسنه بعدها بضمها بغير قتال بالإضافة إلى العديد من حصون ومدن الأردن الشمالية ومن أهمِّها بيت رأس وأم قيس، كما قام أبو عبيدة عامر بن الجراح بِضَم طبقة فحل. وابتداءً مُنذُ العام 639 م أصبحت إربد كباقي الجزء الشمالي من الأردن الحالي تابعةً إدارياً إلى جُندِ الأردن وعاصمته طبرية، ولم ترد إربد ككورة من كُوَرِ هذا الجند، ومن الغالب أنّها كانت تابعةً إدارياً لِكورة بيت راس نظراً لكون هذه الأخيرة أقرب مركز كورة إلى إربد.

وقد استخدم المسلمون (تل اربد) لتحديد اتجاهات الجيوش إلى الشام والعراق وفلسطين بواسطة مشاعل نارية متصلة بين تل اربد، وتل الحصــن، وتل الناصرة، والمرتفعات الطبيعية الأخرى باتجاه (ام قيس) حتى طبريا والناصرة وبيت المقدس. وقد تنبه قادة الجيوش الإسلامية لإستراتيجية مدينة اربد وتلها العظيم ابان معركة اليرموك وذلك لقربها من دمشق ولوقوعها على حافة بادية الشام وملتفى طرق سورية والعراق وفلسطين.

ولا يزال في إربد العديد من مقامات صحابة النبي محمد والعديد من المساجد والصروح الدينية المُقامة في تلك الفترة.

العصر الأموي

وعندما آلت الخلافة إلى بني أمية، استمرّت إربد بالازدهار بحكم موقعها على طريق فواقل الحج المتجهة إلى الحجاز، وأصبحت منذ بداية الخلافة الأموية محطّ أنظار الرحالة ورجال الدين المسيحيين من الدول الأوروبية وغيرها، حيث كانت ام قيس وإربد من المحطّات الرئيسية للمسيح بعد عبوره نهر الأردن هرباً من اليهود، وقد زارها المطران (آركولف) مطران (الغال) في تلك الفترة وأقام في مدينة إربد والأغوار الشمالية لمدة من الزمن وروى عن مُشاهداته في تلك المنطقة أخباراً كثيرة.

وتعززت مكانة إربد أكثر في عهد الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك (يزيد بن عبد الملك بن مروان) الذي استلم الخلافة سنة 101 هـ / 720 م وبنى فيها قصراً فخماً كان يفضل الإقامة فيه على غيره من القصور المنتشرة من دمشق حتى شمال الجزيرة العربية، ويعود هذا التفضيل بشكلٍ رئيسي لاهتمام أهل مدينة إربد بالفن والأدب والشعر والطرب والموسيقى، ولقرب المدينة أيضاً من العاصمة دمشق.

وكانت الحالة الاقتصادية تنشط في مدينة إربد خلال فترة إقامة يزيد فيها، وكان سوقها يتحول إلى ما يشبه معرضاً للمنتجات اليدوية والخناجر والسيوف التي كان يطلق عليها السيوف المؤابية وغيرها من المصنوعات.

وقد حدثت فاجعة الخليفة مع جاريته وعشيقته (حبابه) تحديداً في بيت رأس بل إن حبابة دُفِنت فيها إثر وفاتها. ولا تزال النسوة الإربديّات الكبار في السن يتداولن هذه القصة حتى أصبحت من الحكايات الشعبية.

وقد تُوُفّي الخليفة نفسه في إربد، وتروي بعض الروايات أنه دُفِن فيها، والأرجح أنه نُقِل على أكتاف الرجال إلى دمشق ليُوارى الثرى هناك في حدود سنة 105 هـ / 724 م.

زلزال في المدينة في العصر الأموي

وفي العام 747 م، ضرب المدينة وجوارها زلزالٌ عنيف أدّى إلى تدمير الكثير من المعالم الحضارية لذلك العصر ومن أهمّها قصر الخليفة يزيد بن عبد الملك، وكان حدوث ذلك الزلزال قبل انتقال السلطة إلى العباسيين بثلاثة أعوام، ومما زاد مُعاناة المدينة وأهلها انتشار مرض الطاعون والذي عُرِف باسم طاعون عمواس والذي قتل وفتك بالمئات من أهلها، وقيل أن الموتى كانوا يدفنون بقبور جماعية. وقد أدّت هذه الحوادث وغيرها من العوامل إلى فُقدان إربد والمنطقة المُحيطة بها لبريقها

العصر العباسي وفترة الانحطاط

وفي العصر العباسي تراجعت مكانة إربد بسب انتقال عاصمة الخلافة الإسلامية من دمشق إلى بغداد، وبعد ذلك خضعت لحكم الدول التي بدأت بالانفصال عن الدولة العباسية كالدولة الطولونية، والاخشيدية، والفاطمية، والسلاجقة، ثم الفاطميين مرة أخرى، فالأيوبيين، والمماليك. وحدثت في إربد تلك الواقعة المشهورة التي جرت في العصر الفاطمي وقت الخليفة الظاهر لإعزاز دين الله بين الدولة الفاطمية والقبائل العربية سنة 420 هـ 1029 م. الذي كان في العهد الأموي، بدليل انه لم يعثر على شواهد اثرية تذكر تعود إلى العصر العباسي، إذ لم يوجد هناك مخلفات معمارية، أو معالم اثرية حضارية أخرى مثل التي وجدت للأمويين.

العصر الأيوبي

في العهد الايوبي، عادت اربد إلى عصرها الذهبي، فتجددت مهمتها العسكرية والجهارية، فأصبحت بوابـة عبور للجيوش الإسلامية الزاحفة باتجاه (حطين) وبيت المقدس، وعاشت أفراحها بالانتصار العربي الإسلامي، ونشير هنا إلى دور (تل اربد)، فقد لعب دوراً مهماً في نقل إشارات الحرب وتحركات الجيوش، وقبل تحرير اربد من الغزو الصليبي، فقد اقام الصليبيون فوق قمة تل اربد شعلة نار كشيفره عسكرية لمعرفة تحركات الجيوش الإسلامية القادمة لتحرير بيت المقدس. إربد في العصر الأيوبي. عادت الأهمية إلى مدينة إربد في العصر الأيوبي كونها أصبحت في تماس مباشر مع الوجود الصليبي في فلسطين، وصارت طريقا لتنقل جيوش صلاح الدين إلى الأغوار وخاصة إلى القصير المعيني (الشونة الشمالية)، وإلى سهول الأقحوانة المطلة على بحيرة طبرية وبيسان وكوكب الهوى. كما أصبح لها أهمية خاصة في حركة الاتصالات والمواصلات بين دمشق شرقا، وعكا غربا على الساحل الفلسطيني، وكان من يريد الوصول إلى عكا عليه ان يسلك طريقا آخر يمر عبر مدينة إربد إلى القصير(الشونة الشمالية)، ثم إلى جسر الصنبرة، فطبرية ليصل إلى عكا، كما خدمت طرق إربد القوافل التجارية التي كانت تجوب المنطقة خلال فترة الحروب الصليبية، فكانت تسلك طريق إربد قوافل الجمال باعتباره اقل وعورة من طريق بانياس المخصصة لقوافل البغال التي تجيد السير في تلك الشعاب، وعبر سهولها مر الناصر صلاح الدين الأيوبي بجيشه وجحافله إلى شمال فلسطين والتقى بجحافل الصليبيين في سهل حطين لتشهد تلك المعركة الحاسمة التي أنهت الوجود الصليبي في المنطقة. وكان لمدينة اربد في العصر الأيوبي دور مهم في حركة الاتصالات والمواصلات بين دمشق وعكا على الساحل الفلسطيني، وكان على من يريد أن يصل إلى عكا المرور عبر مدينة إربد. ليب

العصر المملوكي

لعبت إربد دورا بارزا في العصر المملوكي، إذ كانت إحدى محطات الحمام الزاجل، والأبراج، والمنارات، ومركزا هاما للبريد، ومركزا لنقل الثلج من الشام إلى مصر، وممر التجار وقوافلهم القاصدين إلى الديار المصرية، وكانت إربد آنذاك تابعة لنيابة دمشق، واعتبرت ضمن الصفقة القبلية، وقد وصفها القلقشندي بقوله: " وهي جل البلاد الشامية، وبها أرزاق العساكر الإسلامية، وطريق الحاج إلى بيت الله الحرام، وزيارة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام، وإلى الأرض المقدسة، التي هي على الخيرات مؤسسة، وإلى الأبواب الشريفة السلطانية، وممر التجار قاصدين الديار المصرية، ومنازل العربان، ومواطن العشران". وهكذا يتبين لنا أن مدينة إربد شكلت قلب شبكة الاتصالات والمواصلات بين الشام ومصر في العصر المملوكي، بالإضافة إلى حركة القوافل التجارية والجيوش والمسافرين من وإلى القاهرة ودمشق، وقد أدى ذلك إلى ازدهارها تجاريا، فأقيمت بها الخانات لخدمة المسافرين والتجار، كما وجدت بها بركة ماء كبيرة لتزويد القوافل بالماء، وبقيت هذه البركة قائمة إلى وقت ليس ببعيد عندما طمرت وأقامت فوقها مجمعاً للباصات، ولا يزال الحي المجاور لهذا المجمع يعرف باسمها(حي البركة). كما بنى المماليك فيها المسجد الغربي الذي لا يزال قائما إلى اليوم، وبنوا فيها برجا تطير منه حمائم البريد التي تحمل الرسائل من دمشق إلى القاهرة.

من علماء اربد في العصر المملوكي

وقد برز من إربد والقرى المحيطة بها في هذا العصر مجموعة من علماء الدين والخطباء، كان من أشهرهم:

  • أحمد بن سليمان الإربدي(000-776 هـ=000-1374 م)، تفقه على يد ابن خطيب يبرود وغيره، مهر في الفقه والأصول والأدب، وكان محببا إلى الناس، لطيف الأخلاق، اخذ القضاء عن الفخر المصري، وكانت له أسئلة حسنة في فنون العلم.
  • حسن بن أحمد بن أبي بكر بن حرز الله الإربدي (000-763 هـ=000-1360 م)، عالم بالفقه واللغة، كان عارفا بالشروط، ولي قضاء الحج، وكان قد سمع دالج من التقي سليمان، وابن سعد، سمع منه الحسيني وابن سند.
  • قاسم بن محيسن الإربدي (700؟-764 هـ=1300؟-1362 م)، فقيه، سمع من ابن شرف، وحفظ المنهاج، واشتغل إلى أن ناب بالاتابكية، وحدث. وناب في الحكم باذرعات(درعا)، وفي كرك نوح بلبنان حتى توفي فيها.
  • يحيى بن عبد الله بن محي الدين الإربدى (847-922 هـ=1466-1516 م)، ولد بإربد، وتلقى العلم والفقه على يد مشايخ دمشق، ولقب بالشيخ العالم الصالح. سكن دمشق، وتوفي فيها.
  • العالم الصالح يوسف الدجاني الإربدي، من علماء القرن العاشر الهجري.والدجاني ربما يرجع إلى بلدة "الدجنية "الواقعة اليوم بين المفرق وعجلون.
  • عبد الغني بن الجناب العجلوني الإربدي الجمحي(873-953 هـ=1468-1546 م)، زاهد ومتصوف، أصله من جمحا إحدى قرى إربد اليوم. كان صحيح العقيدة، زار دمشق مرارا وسكنها نحو ثلاث سنوات، فكان يقرئ الأطفال بالترابية بالمزار، ولي إعادة الشامية البرانية، وكانت له منزلة خاصة لدى العلماء ورجال الحكم في دمشق، وكثيرا ما تردد إلى باشا دمشق لرفع بعض المظالم عن أهالي منطقته.

في فترة حكم المماليك كانت مدينة إربد تابعة لنيابة دمشق، واعتبرت ضمن المنطقة القبلية. وتظهر أهمية اربد في العصر المملوكي من خلال وصف القلقشندي لهذه المنطقة، حيث يقول: "وهي جل البلاد الشامية، وبها أرزاق العساكر الإسلامية، وطريق الحاج إلى بيت الله الحرام، وزيارة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام، وإلى الأرض المقدسة التي هي على الخيرات مؤسسة، وإلى الأبواب الشريفة السلطانية، وممر التجار القاصدين الديار المصرية، ومنازل العربان، ومواطن العشران" مثل:

  • كمسجد إربد المملوكي
  • مسجد حبراص المملوكي

العصر العثماني

كانت اربد خلال الحكم العثماني شبه مهملة، على الرغم من كونها المركز التجاري لمنطقة الشمال الأردني، وكانت تتبع إدارياً إلى مركز المتصرفية في درعا حتى عام 1920 م وفي عام 1884 م، بنيت دار الحكومة في اربد وخرج أهل اربد إلى الشوارع فرحاً، حيث كانت القضايا العامة لا تحل إلا من قبل الحاكم الإداري في درعا، وبناء دار الحكومة خففت عليهم مشقات السفر إلى درعا.وكان (سنان باشا) المشرف العام على بناء المساجد والمقرات الحكومية في الدولة العثمانية قد زار مدينة اربد عام 1855 م، فاختار (تل اربد) ليجعله مقراً للحاكمية الإدارية وعلى اطرافه بنيت البلدية، والبنك الزراعي، ودار الوقف والايتام، والمسجد، والحامية العسكرية. وكانت طريقة الحكم في اربد عشوائية جداً، وكان الحاكم الإداري الشريف حماد حتامله الذي اغتيل بعدها بفترة في سوريا حيث كان القائم مقام حاكماً بامره فهو يحكم ويسجن ويأمر وينهي.

اما مسألة التعليم – على الرغم من كثرة العلماء الذين انجبتهم مدينة اربد خلال العصر الوسيط – فكانت بدائية، ففي سنة 1879 م كان عدد من يقرأون محدوداً، وبعد مطالبات من قبل الأهلي بتأسيس مدرسة، تاسست المدرسة في اربد، وتعين فيها معلمان مبدئيا هم:

  1. عبد الحكيم افندي،
  2. والشيخ عوض الهامي، وفتحت المدرسة في غرف الجامع الغربي، وكان عدد التلاميذ فيها لا يزيد عن عشرين تلميذاً.

في بداية الحكم العثماني للمنطقة تشكل لواء عجلون أو سنجق عجلون سنة 1517 م، ليحل مكان نيابة الكرك وعجلون المملوكية، وكان تابعا إلى ولاية دمشق الشام، وشملت حدوده كافة أراضي الأردن الحالي، باستثناء المنطقة الواقعة بين وادي الطيبة حتى نهر اليرموك، التي كانت تشمل نواحي بني الأعسر(بني عبيد)،و بني جهمة (إربد)، وبني كنانة، وكانت تابعة إداريا إلى قضاء حوران، أو إلى لواء الشام. وكان للواء عجلون أهمية خاصة في سيطرته على جزء من طريق الحج الشامي، وبه استقرار سكاني، وإنتاج زراعي كبير، وكان يمد الدولة بكمية لا باس بها من الحبوب، وبعدد من أفراد الجيش. وكان يتبع اللواء النواحي التالية: عجلون، السلط، علان، طوائف عربان عجلون، الكرك. أما نواحي بني جهمة وبني عبيد وبني كنانة فكانت تابعة إلى قضاء حوران. أما المناطق التي كانت تابعة له من شمالي الأردن فهي ناحية عجلون التي كانت تضم قرى ناحية الكورة. وكانت عاصمة لواء عجلون الإدارية مدينة "عجلون " التي حمل اسمها، لكن هذه المدينة تراجعت إداريا وسياسيا بعد تعرضها للخراب والدمار بفعل بعض السيول الجارفة، فنقل المركز الإداري إلى مدينة إربد من القرن التاسع عشر وحتى العصر الحديث. ثم ازداد اهتمام العثمانيون بالمنطقة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر من خلال فرض التقسيمات الإدارية، وإنشاء مراكز حكومية مزودة بالموظفين ورجال الأمن والدرك، وقامت بتشكيل قضاء عجلون سنة 1849، ثم أعادت تشكيله 1851 م، ثم حولته إلى قضاء عجلون في 9 حزيران 1868 م، وعينت قائم مقاما له يكون مركزه في إربد، وأنشأت عددا من الدوائر الحكومية، ودعمت سلطاتها بقوة عسكرية، وارتبط بلواء حوران التابع لولاية دمشق. وقد تعرض قضاء عجلون إلى تغيرات عديدة، فعندما تشكل القضاء عام1868 م الحق بلواء حوران، ثم فصل عنه والحق بلواء البلقاء عام1871 م باستثناء منطقة الرمثا التي بقيت تابعة للواء حوران، ثم أعيد إلحاقه إلى لواء حوران مرة ثانية عام1872 م، وبقي على هذا الوضع حتى نهاية الوجود العثماني عام 1918 م.

وفي عهد الدولة العثمانية أُنشئت سنجقية جبل عجلون في العام 1851 م التي كانت تابعة للدولة العثمانية وضمت نواحي من سهول حوران وإربد والكورة وبني جهمة والسرو والوسطية وبني عبيد والكفارات وجبل عجلون وجرش إلى منطقة نابلس غرباً، وفي سنة 1910 كان قضاء عجلون يتألف من مدينة اربد و 120 قرية أخرى، وعند إعلان الحرب العالمية الأولى عام 1914 فُرض التجنيد الإجباري على سكان سنجق عجلون ومن ضمنهم سُكّان مدينة إربد، وبعد أن حلَت الهزيمة بالأتراك انسحب الجيش التركي السابع من إربد عام 1917، وفي العام 1918 وصل لواء بريطاني إلى إربد لطرد بقية الأتراك؛ ولكنه لم يستطع الوصول إلى المدينة لإتمام مُهِمّته.

أقامت الدولة العثمانية في إربد العديد من المباني الحكومية، حيث بنى سنان باشا عام1855 قلعة صغيرة (سرايا) ومسجدا على تلها المعروف، ولكن العناية بهذه القلعة كانت غير سليمة مما أدى إلى اندثارها، أما المسجد فلا يزال قائما إلى اليوم في إربد ويعرف باسم - المسجد الغربي- وقد بني من الحجارة البازلتية السوداء المتوفرة في المنطقة، وأيضاً:

  • وفي عام1884 شيدت في إربد دار الحكومة (السرايا)، وكان في ساحتها بركة لجمع مياه الأمطار يستقي منه الأهالي، ولا تزال سرايا إربد قائمة إلى اليوم حيث جرى ترميمها من قبل دائرة الآثار العامة، وقد استخدمت السرايا كمركز لإدارة قضاء عجلون منذ تلك الفترة حتى ترك العثمانيون إربد يوم 27 أيلول 1918،
  • وكان يوجد في اربد دارا للبلدية- التي تأسست عام1881،
  • فرعا للبنك العثماني- أنشي عام 1900.
  • إدارة الغابات (اورمان إدارة سي)،
  • محكمة بداية،
  • بريد،
  • مأمور طابو(أراضي)،
  • مكتب تحصيل الضرائب،
  • العديد من الدوائر المدنية والعسكرية،
  • مدرسة لتعليم الصبيان أسست عام (1850 م).

وقام محمد طاهر بد رخان قائم مقام قضاء عجلون (1883-1884 م) بالعديد من الإصلاحات في القضاء كان من أبرزها:

  • تعمير الجامع الغربي في إربد،
  • بناء مكتب ابتدائي،
  • مدرسة ابتدائية مكونة من أربع غرف تتسع لحوالي مائة وخمسين تلميذا،
  • أعاد ترميم بركة إربد حيث استعان بالأهالي لحمل الأتربة الموجودة فيها وتم تشيدها بالكلس،

وتولى بعده حسن شوقي بك الذي أكمل الأعمال العمرانية التي بدأها طاهر بك،

  • فاكمل في عهده بناء الجامع والبركة والمكتب السلطاني عام1882. وكانت إربد في هذه الفترة قرية صغيرة تضم 130 بيتا، ولا يتجاوز عدد سكانها(700) نسمة. كما وجدت في قضاء عجلون إدارة الغابات "اورمان إدارة سي" ويعود سنة تأسيسها إلى عام1306 هـ/1888 م للإشراف على الغابات والاحراج التي تغطي مساحات واسعة من أراضي عجلون، وعينت لها موظفين، وفي الحرب العالمية الأولى تعرضت غابات عجلون إلى تقطيع من قبل الدولة العثمانية لاستخدام الأخشاب كوقود للقطارات. كما أنشئت عدة دوائر حكومية مختلفة في قضاء عجلون، بعضها عسكرية وبعضها مدنية مثل" بولنار سيار تحرير"،و" البوليس". سفر برلك أو التجنيد الإجباري قبل نشوب الحرب العالمية الأولى 1914 فرض التجنيد الإجباري على الأهالي شرقي عجلون باستثناء متصرفية الكرك (70) وهو ما عرف في الذاكرة الشعبية باسم"سفربرلك" أي النفير العام وحمل السلاح، وسيقت الشباب إلى جبهات القتال في البلقان والأناضول ومصر وقضى الكثير نحبه هناك.

وتشدد قائمقام عجلون سنة 1913 بالإجراءات العسكرية، واخذ من قضاء عجلون وحده طابورا ونصفا من الشباب لساحات معارك الدولة العثمانية البعيدة، حيث يموتون هناك. وكان يتم اخذ الجنود عن طريق(القرعة)ممن بلغ العشرين من العمر، وكانت القرعة تجري في إربد بمقر للشعبة العسكرية (شعبة اخذ عسكر)، وكان يمكن اخذ بدل نقدي بدلا من الخدمة العسكرية.وظل لواء عجلون يمد الدولة بالمجندين حتى قامت الحرب العالمية الأولى وأعلن"النفير العام" في آب 1914 م.

الوضع التعليمي

جامعة اليرموك

أما بالنسبة للتعليم فقد كانت مدرسة ابتدائية في إربد، وبعض الكتاتيب في القرى، وبعض مدارس الإرساليات للطوائف المسيحية في إربد والحصن. و من القلائل الذين كانو يعرفون القراءة والكتابة في ذلك الوقت حسن الشرع والد (خليف وخليل و خلف وعلي الشرع) و شخص آخر من عائلة شاهين

الوضع الصحي

أما الوضع الصحي فقد كان سيئا، ولم توجد مراكز صحية تهتم بأحوال الناس، باستثناء بعض البلديات التي عين فيهل طبيب، وكان الناس يذهبون إلى مدن فلسطين المجاورة كطبرية وبيسان للعلاج.

وفي نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، كانت إربد قرية صغيرة بنيت منازلها من الحجر والطين والقناطر، وتعتمد على الزراعة وتربية الماشية، وكانت محصورة في المنطقة الجنوبية الغربية من التل، ومع ذلك كان لها وزنها الإداري والتجاري في المنطقة، ولم يتجاوز عدد سكانها الألف نسمة. بعد الهزائم المتلاحقة التي مني بها الجيش التركي على جبهتي القتال في فلسطين وشرقي الأردن، لجاء الجيش الرابع المتقهقر إلى شمالي الأردن، وأصبحت إربد أحد معابر الجيش التركي المتقهقر من فلسطين، فقد عبرت الجيوش التركية الغور بقيادة مصطفى كما ل باشا(اتاتورك فيما بعد)واستأذنت بالمرور من قرية ايدون، فأذن لها محمد الحمود الخصاونة –الذي كان رئيسا لبلدية إربد في العهد العثماني – ودخلت القوات البلدة، وبقيت فيها ثلاثة أيام، ثم غادرتها دون حدوث أية مشاكل (76). فواصلت سيرها إلى الرمثا ومنها إلى سوريا فتركيا. ثم قامت فرقة الفرسان الرابعة البريطانية بالزحف على إربد، فسارت من يافا إلى العفولة إلى بيسان، واستولت على جسر الشيخ حسين وجسر المجامع، وقتلت عددا كبيرا من الجنود الأتراك، فأصبحت الطريق سهلة لتقدم هذه القوة إلى شمالي الأردن. وبعد أن حلَت الهزيمة بالأتراك انسحب الجيش التركي السابع من إربد عام 1917، وفي العام 1918 وصل لواء بريطاني إلى إربد لطرد بقية الأتراك؛ ولكنه لم يستطع الوصول إلى المدينة لإتمام مُهِمّته. وفي يوم 26 أيلول 1918 هاجم اللواء العاشر البريطاني الجبهة التركية الممتدة من زبده- إربد- بيت راس، وقد تولى الدفاع عن إربد ضابط عثماني من اصل عربي اسمه(منيب الطرابلسي)، وكبد الإنجليز خسائر في الأرواح، وفي ليلة 26 وصباح يوم 27 أيلول انسحب الجيش العثماني من إربد، فوصل الجيش البريطاني إلى أبوابها ودخلوها في صباح يوم 27 أيلول 1918 م. وفي عام 1924 غادرت إربد مفرزة من الجيش البريطاني كانت متمركزة فيها. وبعد انسحاب العثمانيون من إربد تولى الشريف سعد السكيني الذي عهد إليه تنظيم شؤون الحكم فيها خلال العهد العربي الفيصلي.

الإمارة الزيدانية

ومن الأحداث البارزة في هذا العصر خضوع بلاد إربد لسيطرة الإمارة المحلية الزيدانية التي أسسها ظاهر العمر الزيداني في شمالي فلسطين بين سنوات(1760-1775 م)، واختيارهم قرية (تبنه) كعاصمة إقليمية للمنطقة بزعامة ابنه أحمد ظاهر العمر الزيداني، وفي شهر آب عام 1775 م سقطت هذه الإمارة وعادت المنطقة ثانية إلى الحكم العثماني.

الحكم المصري

الخضوع للحكم المصري. ومن الأحداث البارزة في العهد العثماني خضوع بلاد الشام للحكم المصري ما بين الفترة (1831-1841 م)، ومن ضمنها بلاد إربد - لواء عجلون- وفي سنة 1839 قامت ثورة ضدهم من قبل سكان جبل عجلون وجبل حوران، مما دفع البيكباشي محمد آغا الولي لحصر التمرد، فأمر 150 جنديا لحماية سرايا إربد، وخلال غياب القوات المصرية هاجم المتمردون إربد مستغلين غياب المتسلم عنها، ونهبوا السرايا (دار الحكومة)، واخذوا دفاترها وأوراقها ومستنداتها. على اثر ذلك كلف إسماعيل عاصم بك حكمدار حلب بإخماد الثورة باللين والمهادنة، وأعطى الأهالي الأمان إن هم سلموا الأسلحة والخيول التي نهبوها من مخازن إربد، فاستجاب أهالي قرية الطيبة، أما أهالي قرية تبنه فرفضوا العرض وأصروا على المقاومة، فسار إسماعيل بك إلى تبنه واقتحمها بالقوة، ونهب أموالها ومواشيها بعد أن فر السكان خارج القرية، واستطاع بسط سيطرته على المنطقة، واتخذت قواته من تبنه معسكرا لها، ثم عينت يوسف الشريدة متسلماً لعجلون. وبعد فترة، انسحبت القوات المصرية من بلاد الشام عام1840 م، وأصبحت البلاد تحت سيطرة الزعامات المحلية، وانفلت حبل الأمن وعمت الفوضى، وانتشر اللصوص وقطاع الطرق، وأصبحت البلاد عرضة لاعتداءات البدو على سكان القرى، ونهبوا مزروعاتهم ومواشيهم، ولهذا قل العمران، وهجر الناس القرى، وتعرضت المزروعات إلى الخسائروعانى السكان من كثرة الضرائب، وتجبر الولاة والحكام الإداريين الأتراك، وابتزازهم.

العصر العثماني

كانت اربد خلال الحكم العثماني شبه مهملة، على الرغم من كونها المركز التجاري لمنطقة الشمال الأردني، وكانت تتبع إدارياً إلى مركز المتصرفية في درعا حتى عام 1920 م وفي عام 1884 م، بنيت دار الحكومة في اربد وخرج أهل اربد إلى الشوارع فرحاً، حيث كانت القضايا العامة لا تحل إلا من قبل الحاكم الإداري في درعا، وبناء دار الحكومة خففت عليهم مشقات السفر إلى درعا.وكان (سنان باشا) المشرف العام على بناء المساجد والمقرات الحكومية في الدولة العثمانية قد زار مدينة اربد عام 1855 م، فاختار (تل اربد) ليجعله مقراً للحاكمية الإدارية وعلى اطرافه بنيت البلدية، والبنك الزراعي، ودار الوقف والايتام، والمسجد، والحامية العسكرية. وكانت طريقة الحكم في اربد عشوائية جداً، وكان الحاكم الإداري الشريف حماد حتامله الذي اغتيل بعدها بفترة في سوريا حيث كان القائم مقام حاكماً بامره فهو يحكم ويسجن ويأمر وينهي.

تابع القراءة - إربد في العصر العثماني

في العصر الحديث

ومن أهم الشخصيات التي لعبت دوراً مهماً في حالة النهوض الحضاري والثقافي في اربد، نذكر الأسماء التالية:

  1. مصطفى وهبي التل (عرار)
  2. فالح حسين كريزم
  3. الشيخ إبراهيم حماد حتامله
  4. الشيخ عبدالنبي عبد الله خريس
  5. حسن الشرع
  6. سعيد الشرايري
  7. ذيب شوتر
  8. # حميد الشركسي
  9. امين ارسلان
  10. تحسبن بله جركس
  11. عبد الوالي الخطيب
  12. المختار سليمان إبراهيم حتامله
  13. الشاعر مصطفى حسن السكران
  14. سامح مصطفى حجازي
الملك فيصل الأول بن الحسين بن علي الهاشمي

الحكم الفيصلي السوري

إربد أيام الحكم الفيصلي السوري1918-1920 م بعد نهاية الحكم العثماني عن بلاد الشام عام 1918، شكل الأمير فيصل بن الحسين حكومة عسكرية في دمشق بتاريخ 5 تشرين الأول من عام1918، وكانت هذه الحكومة تبسط سيطرتها على سورية الداخلية وشرقي الأردن من حلب شمالا حتى العقبة جنوبا، وبعد انسحاب الجيش البريطاني(لواء وفرقة الخيالة الرابعة) من إربد في 19 أيلول 1919، بقيت الأردن تحت حكم الملك فيصل بن الحسين لمدة سنة وتسعة شهور حتى انتهت بمعركة ميسلون التي جرت يوم 24 تموز 1920. وقد جرى في هذا العهد إلغاء التقسيمات العثمانية الإدارية للمنطقة، وأصبحت سوريا مقسمة إلى ثمانية ألوية، وشرقي الأردن موزعا على ثلاثة ألوية هي: الكرك، البلقاء، حوران ومركزه درعا بدلا من سنجقية عجلون المشار إليها، واتبع إليه اللواء الشمالي الذي أصبح مقسما إلى قضائي عجلون وجرش. وعندما تشكل المؤتمر السوري الأول، وافتتح أعماله في دمشق في 7/6/1919 سارع أبناء الأردن إلى إجراء الانتخابات، وإرسال مندوبيهم للمشاركة في أعمال المؤتمر، وقد مثلت منطقة عجلون –إربد- كل من:

  • الشيخ إبراهيم حماد حتامله
  • سليمان السودي الروسان
  • عبد الرحمن رشيدات.

وفي المؤتمر السوري الثاني الذي عقد بين 6-8/3/1920 م، شارك أبناء الأردن في حضور هذا المؤتمر، وحضروا الاحتفال الذي أقيم في دمشق بمناسبة إعلان الحكومة العربية، وتتويج فيصل بن الحسين ملكا على سورية، والمناداة بالاستقلال الناجز. وقد مثل قضاء عجلون في ذلك المؤتمر كلا من الزعامات التالية:

  1. الشيخ إبراهيم حماد حتامله
  2. سعد العلي البطاينة
  3. سليمان السودي الروسان
  4. ناجي باشا العزام
  5. سالم الهنداوي
  6. كليب الشريدة، حيث شاركوا في الاحتفال، وقد قدمت لجنة التبرعات في عجلون إلى كل واحد منهــم 600 قرش(80).

كما سعت الحكومة الفيصلية بدمشق إلى الشروع في بناء مدرسة للإناث في إربد عام،1920 وطرحت إعلانا رسميا للمناقصة. ولكن هذه الحكومة كانت غارقة في تنظيم إدارتها المركزية، ولهذا لم تعتن بهذه المنطقة، حيث انتشر فيها الفوضى وغمرتها القلاقل والفتن، فانتشر اللصوص وقطاع الطرق، وعاد الغزو بين القبائل والعشائر على ما كان عليه في السابق.

موقف أهالي اربد على سايكس- بيكو

لما شاع خبر تقسيم سوريا الكبرى ما بين فرنسا وبريطانيا، كان الأردنيون من أوائل الذين تنبهوا إلى خطورة هذا الأمر، حيث عبروا عن ذلك عبر إرسال البرقيات والاحتجاجات والمظاهرات، وجمع التبرعات، فقد بعث مشايخ قضاء عجلون البرقية التالية إلى الأمير فيصل، وإلى مؤتمر الصلح في باريس، وإلى دمشق بتاريخ1/11/1919، قالوا فيها:

"إن تواتر الإشاعات عن تقسيم البلاد قد جعلنا في هياج عظيم. نحن عشائر قضاء عجلون ومشايخه، وجميع أهاليه على اختلاف الملل نحتج بكل قوانا على اقل تقسيم يمس البلاد العربية، نحن متهيئون للدفاع، لنا أسوة بالأمم المتحررة وكأمة لها حظ من النصر الأخير نؤكد طلب استقلالنا المطلق وندافع حتى نلقى الله، تكرموا بإبلاغ عواطفنا إلى مؤتمر الحلفاء. الأهلون في هياج عظيم.عشرات الألوف في عجلون ينتظرون الجواب".

وقد وقع عليها المشايخ: الشيخ هود القضاة، سعد العلي البطاينة، ناجي العزام، شيخ فالح. كليب اليوسف (الشريدة)، الشيخ سليمان السودي الروسان، الشيخ إبراهيم حتامله، رئيس بلدية عجلون مصطفى حجازي، راشد الخزاعي، الشيخ شلاش العزام. كما أرسل مشايخ عجلون برقية إلى الصحف احتجوا فيها على تجزئة البلاد السورية، ونشرتها جريدة "العاصمة" بدمشق، وجاء فيها: " تواترت الإشاعات عن تقسيم البلاد مما جعلنا بهياج عظيم، ونحن رؤساء عشائر ومشايخ وعموم أهالي قضاء عجلون على اختلاف مللهم نحتج بكل قوانا على تقسيم يحصل لبلادنا، نحن متهيئون للدفاع حتى الموت لنا أسوة بالأمم المحررة التي كان لها حظ من النصر الآخر، ونؤكد طلب استقلالنا المطلق وندافع عنه حتى الموت ". كما تشكلت لجان وطنية في بعض المدن الأردنية ومنها عجلون بهدف جمع الإعانات والتبرعات، وتشكيل كتائب مجهزة بالسلاح للدفاع عن الوطن. وقد تبرع المواطنون في (قضاء)عجلون بـ (36) ألف قرش مصري، والجمعية النسائية ب 300 مجيدي، وتبرع المشرفون على ضريبة الويركو ب(35)ألف قرش مصري(86). وبعد نهاية العهد الفيصلي في سوريا أثر معركة ميسلون عام 1920 استمرت العلاقة قائمة بين شرقي الأردن والعاصمة دمشق، ففي 16/8/1920 صدر كتاب رئيس الوزراء رقم 94 بالموافقة على تسمية "علي نيازي" وكيل قائم مقام بعلبك لمدينة جرش(89).

وبعد انسحاب الجيش البريطاني عام 1919 أصبحت إربد خاضعة للحكم الفيصلي في دمشق، وبقيت كذلك حتى انتهاء الحكم الفيصلي في شهر تموز عام 1920.

عصر الحكومات المحلية

بعد سقوط الحكم العربي الفيصلي، تأسست حكومات محلية في اربد لسد الفراغ السياسي وبعد مقاوضات مع الإنكليز تأسست حكومة اربد المحلية برئاسة أمير اللواء علي خلقي الشرايري في 5 ايلول 1920 م، وظلت هذه الحكومة المحلية قائمة حتى قدوم الأمير عبد الله بن الحسين إلى عمان عهد الحكومات المحلية بعد سقوط حكومة فيصل في سوريا عام 1920، أصبحت شرقي الأردن تشكل جزءاً من منطقة الانتداب البريطاني، وكان على بريطانيا أن ترعى اهتماما خاصا بالأردن لملء الفراغ السياسي الذي تركته الحكومة الفيصلية، وان الأردن أصبح بالنسبة لها يشغل جسرا بريا يوصل بين العراق والخليج العربي، ووضع حد لاعمال الغزو والسلب التي تدور بين أهالي شرقي الأردن ضد المصالح الاستعمارية. واتفق البريطانيون على إرسال ضباط سياسيين بريطانيين إلى مناطق الأردن بشرط ألا يكون هناك ضرورة لوجود حاميات عسكرية لتحافظ على سلامتهم. فجاء المندوب السامي البريطاني في فلسطين –هربرت صموئيل-إلى السلط يوم 12 آب 1920 واجتمع مع زعماء ومشايخ شرقي الأردن من البلقاء والكرك، أما نائبه سمرست فقد اجتمع بأعيان اللواء الشمالي في أم قيس في 2 أيلول 1920.وأسفر الاجتماعان عن الدعوة إلى تشكيل حكومات محلية في كل من عجلون والسلط والكرك، ويدير شؤونها أحد رجال الإدارة بالتعاون مع مجلس استشاري أعضاؤه من وجوه المنطقة واعيانها، وكان يمثل بريطانيا لدى كل حكومة من هذه الحكومات معتمد بريطاني. حكومة إربد تألفت هذه الحكومة في إربد برئاسة القائم مقام العسكري علي خلقي الشرايري بعدما انسحب مع الملك فيصل من درعا إلى حيفا، وقد طلب إليه فيصل أن يعود إلى إربد لتنظيم الأهالي بعد أن أعلمه المندوب السامي برغبة بريطانيا في إنشاء حكم وطني في شرقي الأردن تحت ظل الانتداب، فقام بالاجتماع مع وجهاء وأهالي اللواء الشمالي لتشكيل حكومة وطنية للاحتفاظ بطابع الأردن الوطني، وافهم أن الانتداب البريطاني حل محل الحكم العربي، وانتخب المجتمعون عددا من زعماء اللواء للاجتماع بالمندوب السامي البريطاني بعد ذلك، ومن المعروف ان زعماء اللواء الشمالي لم يتمكنوا من الاجتماع بالمندوب السامي في السلط يوم 21 آب 1920 بسبب الخصومات العشائرية بينهم وبين بعض عشائر البلقاء، ولان اللواء الشمالي أكبر مساحة وسكانا من السلط. لذا اتفق على الاجتماع في يوم 2 أيلول 1920 مع الميجر سمرست- "اللورد رجلان " فيما بعد- نائبا عن المندوب السامي في قرية أم قيس لكونها تقع في منطقة متوسطة بين إربد مركز قضاء عجلون وبين طبريا مكان إقامة سمرست، وفي ذلك اليوم المرسوم اجتمع الميجر سمرست مع زعماء اللواء الشمالي، وتباحث المجتمعون في علاقة منطقتهم ببريطانيا وتحديد تلك العلاقة، ونتيجة للمباحثات التي جرت آنذاك قدم أولئك الزعماء مطالبهم إلى سمرست في عريضة موقعة منهم فأجابهم عليها خطيا.وعرفت المطالب والأجوبة فيما بعد باسم "معاهدة أم قيس". أما الزعماء الذين لم يتمكنوا من حضور اجتماع أم قيس فقد عقدوا في البارحة اجتماعا مع سمرست وابلغوه انهم سيشكلون حكومات محلية.وقد اتضح أن سمرست كان يعمل على تشجيع الفوضى والانفصالية رغبة منه في جلب قوات هندية للسيطرة على البلاد، كما صرح بنفسه.

ولكن حكومة إربد كانت ماضية في استكمال أسباب سيادتها وكيانها، فعملت على المطالبة من حكومة الانتداب البريطاني بالعمل على تعيين الحدود بينها وبين فلسطين، فأوفدت في أواخر شهر شباط وفدا إلى القدس مشكل من أربعة من أعضاء المجلس التشريعي للتداول مع المندوب السامي في هذا الأمر، وطالبت حكومة فلسطين أيضا بتعيين حصتها من الواردات الجمركية. وكانت ميزانية هذه الحكومة اضخم موازنة في تاريخ الحكومات المحلية الأخرى، وأخذت على عاتقها مد الثوار العرب في سوريا ضد الفرنسيين، والثوار الفلسطينيين ضد الإنجليز مما اقلق مضاجع الاستعمار الفرنسي والبريطاني من هذا المد البشري والمادي والمعنوي، فلجأت بريطانيا إلى تقسيم المنطقة وتشجع الحكومات الانفصالية في الكرك والسلط وعجلون، ، وعدم مد العون المادي والعسكري لكل منها، واخذ الصراع يحتدم بين هذه الحكومات، وأصبح كل رئيس حكومة يحكم كما يريد، دون تفكير أو دراسة عسكرية، حتى الإدارة كانت مفقودة. واستمرت حكومة إربد تمارس أعمالها حتى يوم11 نيسان 1921 عندما تشكلت الإمارة رسميا، وعرف ان حكومة إربد كانت تدفع لأعضاء المجلس التشريعي راتبا شهريا مقداره أربع ليرات. وأشاد بحكومة إربد المجاهد السوري الكبير تيسير ظبيان بقوله: "كانت حكومة إربد التي ترأسها السيد علي خلقي أكثر تلك الحكومات استقرارا، وأحسنها تنظيما، وأبعدها نفوذا، وأقواها مادة، فقد بلغ الوفر الذي كان موجودا في خزانتها في العام الأول من تأسيسها عشرة آلاف دينار(جنيه مصري)، وهو مبلغ جسيم بالنسبة لتلك الظروف والأوضاع". وفي أوائل العام 1920 تألّفت في إمارة الأردن الانتقالية (Transjordan) ثلاث إدارات محلية عُرِفت باسم الحكومات المحلية وهي:

  • حكومة عجلون
  • وحكومة السلط
  • وحكومة الكرك

أما بالنسبة إلى حكومة إربد فكان مركزها إربد برئاسة أمير اللواء علي خلقي الشرايري، الذي عُيّن كذلك رئيساً للمجلس الإداري التشريعي الذي تمّ تشكيله أصلاً لمساعدة القائم مقام على أداء مهامّه، واتُّخِذَ قرارٌ في ذلك الوقت يقضي برفع العلم السوري العربي ذي النجمة الواحدة على دار الحكومة والبلدية الواقعين في مدينة إربد، وتقرَّرَ استعمال القوانين العثمانية مع بعض التعديلات الطفيفة.

إمارة الأردن الانتقالية

حتى قدوم الأمير عبد الله إلى عمان، وشكل أول حكومة مركزية في الأردن بتاريخ 11 نيسان 1921 م وكانت اربد من المحطات التي شهدت زيارات الأمير عبد الله بن الحسين واعتمد كثيراً على مشايخها وقادتها في بناء الدولة ومؤسساتها الحكومية. ولعبت اربد دورها الجهادي في دعم ثوار سورية وفلسطين، وشارك فرسانها بقيادة المجاهد خلف محمد التل في ثورة العراق عام 1920 م وعام 1948 م وأصبحت اربد المدينة الثانية بعد العاصمة عمان من حيث النبى التحتيه، والمؤسسات التعليمية الأكاديمية والمنتديات الثقافية فأطلق عليها اسم (عروس الشمال الأردني). تاريخ إربد في العصر الحديث في ذلك اليوم المشرق من تاريخ الأردن الحديث وهو يوم 2 آذار 1921 وصل الأمير عبد الله بن الحسين إلى عمان قادما من معان، وفي 27 منه توجه إلى القدس وقابل وزير الخارجية البريطانية المستر ونستون تشرشل، وفي اليوم التالي من هذه المقابلة اعترفت بريطانيا بالأمير عبد الله بن الحسين أميرا على شرقي الأردن. وبعد عودته إلى عمان تلاشت الحكومات المحلية وحل محلها حكومة مركزية، عهد الأمير في تأليفها إلى رشيد بك طليع وكان برنامجه توحيد البلاد وهكذا فعل. أما بالنسبة لإربد فقد شهدت إصلاحات هامة في عهد الإمارة وخصوصا على يد المتصرف عبد المهدي الشمايلة (1933- 1937)، الذي اخذ على عاتقه تحويلها إلى مدينة عصرية على حد تعبير المؤرخ محمود العابدي، ومن هذه الإصلاحات الت قام بها: 1- قطع أشجار الصبر الشوكي التي كانت تطغى عليها وتشوه منظرها. 2- هدم الأبنية القديمة المبنية من الطين. 3- شق الشوارع العريضة. 4- تزويدها بالماء من عيون راحوب التي تبعد 18 كم إلى الشمال منها. 5- إضاءة الشوارع بمصابيح الكاز. ومما ساعد على عمران المدينة هو موقعها المتميز بين مدينة طبرية والقدس غربا، وبين طريق دمشق وبغداد شرقا وشمالا من جهة أخرى. وفي العام 1921 تولى سمو الأمير عبد الله إمارة شرق الأردن وانتهى عهد الحكومات المحلية، وتمّ تغيير اسم السنجق إلى متصرفية لواء عجلون في العام 1927 م وظلت إربد هي مركزه، وفي أوائل الستينات من القرن الماضي أصبح اسم المتصرفية "لواء إربد" حتى العام 1966 م، حين سميت باسمها الحالي "محافظة إربد" ومركزها مدينة إربد.

المملكة الأردنية الهاشمية

تعد محافظطة اربد حاليا من أكثر المحافظات في الأردن تطورا بعد العاصمة عمان. في التسعينات من القرن الماضي تم فصل اربدج إلى 3 محافظات وهي:

  • اربد
  • عجلون
  • جرش

رحالة زاروا إربد وأقوال عنها

الرحالة السويسري بيركهارت

في 4 ايار 1812 م زار مدينة اربد الرحالة السويسري (بيركهارت) وذكرها في كتابه الخاص برحلاته بقوله: "اربد.... هي المكان الرئيسي في المنطقة التي تدعى (البطين) أو (بني جهمة) تقوم قلعة اربد على تل، وتقع القرية عند سفحة، والصخر الكلسي اليد يم تد عبر (الصويت) و(المعراض) و(عجلون) و(بني عبيد) بيدأ هنا بافساح المجال لحجر حوران الأسود المبنيه منه جميع بيوت اربد وكذلك الأسوار الحديثة المحيطة بالقلعة، والأثر الوحيد في هذا المكان هو (بركة) كبيرة قديمة حسنة البناء قد طرحت حولها عدة توابيت حجرية كبيرة مصنوعه من ذات الصخر مع بعض النقوش البارزة المنحوتة فيها، وقد كان قسم من حاشية (آغا) طبريه المؤلف من المقاربة نازلاً باربد".

وكتب عنها أيضاً يقول: "بلاد إربد أو بلاد بني جهمة، وتدعى أيضا البطين، وهذا الاسم مشتق من عائلة البطاينة التي لرجالها المكان الأول في البلاد. والقرى الرئيسية في بلاد إربد هي:إربد، مكان إقامة الشيخ، البارحة، كفرجايز، تقبل، علعال، كفريوبا، جمحه. أما القرى والمدن الخربة فيها زبده، بيت راس، عين الجمل".

الرحالة الأمريكي إدوارد رو بنصون

وفي عام 1852 م مر باربد الرحالة الأمريكي (إدوارد رو بنصون) فوصفها بقوله: "امامنا اكوام من خرائب البيوت العادية، حجارتها مربعة الزوايا ولكنها غير منحوته ولا شيء غيرها يستحق الذكر، سوى اطلال صرح واحد، يدخل إلى الصرح من الشرق من باب مزين بالنقوش، في الداخل عمود قائم وعمود آخر مزدوج وعدة أعمدة مرمية ارضاً، وتاج كورنشي.. ان مدينة اربد لا تزيد عن /140/ بيتاً، وهي قليلة السكان، ولكنها كانت كبيرة وعامرة في العهود السابقة، وبخاصة في العهد الايوبي والمملوكي". أما حال إربد في منتصف القرن التاسع عشر فيصفه لنا الرحالة الأمريكي (إدوارد روبنصون) الذي زارها عام 1852 بقوله: "أمامنا أكوام من خرائب البيوت العادية، حجارتها مربعة الزوايا ولكنها غير منحوتة، ولاشيء يستحق الذكر، سوى أطلال صرح واحد، يدخل إلى الصرح من الشرق، من باب مزين بالنقوش وفي الداخل عمود قائم، وعمود آخر مزدوج، وعدة أعمدة مرمية أرضا، وتاج كورنثي".

المطران آركولف

قام بزيارتها المطران (آركولف) مطران (الغال) إحدى الجزر البريطانية، فاقام في مدينة اربد والاغوار الشمالية، وذكر اربد بقوله: "وفي البرية نوع من الجراد الصغير لا يتجاوز حجم الواحد حجم الاصبع، وفيها أيضاً شجر له اوراق كبيرة مستديره إذا ضغطت خرجت منها عصارة حلوة، وهذا هو العسل البري". وقيل عن زيارة المطران (اركولف) بانهالم تكن للسياحه ولا للتبشير، انما جاءت ليطلع بنفسه على الحياة الجديدة، وعلى روح الإسلام التسامحي، والتآخي بين القبائل العربية التي استقر بعضها في اربد، والتي ارتضت بالإسلام التسامحي، والتآخي بين القبائل العربية التي استقر بعضها في اربد، والتي ارتضت بالإسلام ديناً، وبقيت بعضها على دينها المسيحي، وجميعهم يعتزون بعروبتهم ولا تعصب بينهم.

الدكتور عبد الكريم الغرايبة

وقال الدكتور عبد الكريم الغرايبة، حول مباني اربد وعدد سكانها في القرن التاسع عشر: "كانت اربد في القرن التاسع عشر قرية صغيرة، وعدد سكانها /700/نسمة، وتضم فقط /130/ بيتاً، وفي أوائل القرن العشرين أصبح عدد سكانها بحدود الالفين نسمه تقريباً". وفي عام 1922 م، بلغ عدد سكان مدينة اربد حوالي /2500/ نسمه، وفي عام 1941 م، بلغ حوالي /6696/ نسمه، بالاستناد إلى بطاقات توزيع المؤن، وكان عدد سكان الأردن الإجمالي حوالي /225/ الف نسمه عام 1922. واول من سكن وسط المدينة من العائلات القديمة هي التل الحتامله السكران ارشيدات عبنده شرايري دلقموني حجازي خريس الشرع أبوسالم كريزم الشواترة (أبو رجيع العقلة شوتر) جيزاوي جمل الشيخ حسين أبو عياد جوده غرام والشيخ سالم وهذا ما ذكره زياد أبو غنيمه في ذاكره في محطات اربديه وأيضا ما ذكره المختار سليمان إبراهيم حتامله ومن ثم حدثت الهجرات الداخلية والخارجيه للمدينة وكبرت واتسعت وزاد وتضاعف السكان من 700 نسمه في القرن التاسع عشر إلى مئات آلاف في القرن العشرين

انظر أيضاً

مصادر

      محطات في ذاكره اربديه زياد أبو غنيمه الكاتب تحسين التل ما يخطر على البال عن أهل الشمال

      • بوابة إربد
      • بوابة الأردن
      This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.