الحجر الأسود

الحجر الأسود هو حجر موضع إجلال مكون من عدة أجزاء، بيضاوي الشكل، أسود اللون مائل إلى الحمرة، وقطره 30 سم، يوجد في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة من الخارج، وفقا للعقيدة الإسلامية فهو نقطة بداية الطواف ومنتهاه، ويرتفع عن الأرض مترًا ونصفًا، وهو محاط بإطار من الفضة الخالصة صونًا له، ويظهر مكان الحجر بيضاويًّا. أما سواد لونه، فيرجع إلى الذنوب التي ارتُكبت وفقا للروايات عن النبي محمد.[1] حيث روى ابن عباس عن النبي محمد أنه قال: «نزل الحجر الأسود من الجنة أبيض من الثلج فسودته خطايا بني آدم».[2][3][4] وهو سواد في ظاهر الحجر، أما بقية جرمه فهو على ما هو عليه من البياض.

الحجر الأسود
لقطة مقربة للحجر الأسود ويظهر الإطار الفضي حوله

تقديم
البلد  السعودية
مدينة مكة المكرمة
إحداثيات 21°25′21″N 39°49′35″E  
نوع مكان مقدس
تصنيف إسلام
الموقع الجغرافي

فقد وصفه محمد بن خزاعة حين رد القرامطة الحجر سنة 339 هـ وعاينه قبل وضعه وقال: «تأملت الحجر الأسود وهو مقلوع، فإذا السواد في رأسه فقط، وسائره أبيض، وطوله قدر ذراع».[5][6] يعتبر الحجر الأسود من حجارة الجنة، حيث قال النبي محمد: «الحجر الأسود من حجارة الجنة»،[7] فهو ياقوته من ياقوت الجنة حيث قال النبي محمد: « إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله تعالى نورهما ولو لم يطمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب».[8]

كان عبد الله بن الزبير أول من ربط الحجر الأسود بالفضة ثم تتابع الخلفاء في عمل الأطواق من الفضة كلما اقتضت الضرورة وفي شعبان 1375 هـ وضع الملك سعود بن عبد العزيز طوقاً جديداً من الفضة وقد تم ترميمه في عهد الملك فهد بن عبد العزيز في سنة 1422 هـ.[9]

وصفه

رسم يوضح موقع الحجر الأسود من الكعبة ويرمز له بالرقم (1).

يتكون الحجر الأسود من عدة أجزاء رُبطت معاً عن طريق إطار من الفضة،[10] والتي يتم تثبيتها بواسطة المسامير الفضية إلى حجر . وقد عززت بعض الأجزاء الصغيرة معا من خلال لصق سبعة أو ثمانية أجزاء مع بعضهما. الحجم الأصلي للحجر هو حوالي 20 سنتيمتر (7.9 بوصة) في 16 سنتيمتر (6.3 بوصة). حجمه الأصلي غير واضح نتيجة لتغير أبعاده على مر الزمان، كما تمت إعادة تشكيل الحجر في عدة مناسبات.[11]

رسم يدوي للحجر من قبل الكردي، بعد أن وضع ورقة على الحجر ورسمها بنفس حجمها الصحيح، غرة ربيع الأول 1376 هـ.[12]

وقال محمد بن خزاعة حين رد القرامطة الحجر سنة 339 هـ وعاينه قبل وضعه وقال: «تأملت الحجر الأسود وهو مقلوع، فإذا السواد في رأسه فقط، وسائره أبيض، وطوله قدر ذراع».[13]

في القرن العاشر الميلادي وصفه المؤرخون أنه بيضاوي الشكل يبلغ ذراعا واحدا (ما يزيد قليلا عن 1.5 قدم (0.46 م)، في أوائل القرن السابع عشر الميلادي سجلت قياساته على أنها 1.5 يارد (1.4 م) في 1.33 يارد (1.22 م)، وفي القرن الثامن عشر قام علي بك الكبير بأول محاولة لقياس الحجر الأسود، وبلغ طوله 42 بوصة (110 سـم)، و في عهد محمد علي باشا تم قياسه بشكل أفضل حيث سجلت مقاساته: 2.5 قدم (0.76 م) طولاً في 1.5 قدم (0.46 م)عرضاً.[11]

وكان أول وصف الحجر الأسود في الأدب الغربي في نهاية القرن التاسع عشر ومع بداية القرن العشرين من قبل الرحالة الأوروبيين في الجزيرة العربية حيث زاروا الكعبة. وزار الرحالة السويسري يوهان لودفيج بوركهارت مكة المكرمة في عام 1814، وقدم وصفاً مفصلاً له عام 1829 في كتاب «السفريات في البلاد العربية».[14]

ومن المتأخرين، وصفها ورسمها الخطاط محمد طاهر الكردي وقال:

«الذي يظهر من الحجر الأسود الآن في زماننا - منتصف القرن الرابع عشر الهجري - ونستلمه ونقبله ثماني قطع صغار مختلفة الحجم، أكبرها بقدر التمرة الواحدة، كانت قد تساقطت منه حين الاعتداءات عليه من قبل بعض الجهال والمعتدين في الأزمان السابقة. وقد كان عدد القطع الظاهرة منه خمس عشر قطعة، وذلك منذ خمسين سنة، أي أوائل القرن الرابع عشر للهجرة، ثم نقصت هذه القطع بسبب الإصلاحات التي حدثت في إطار الحجر الأسود، فما صغر ورق عجن بالشمع والمسك والعنبر، ووضع أيضا على الحجر الكريم نفسه.[15]»

تسميته

سُمي الحجر الأسود بحسب ما روى ابن عباس عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: «نزل الحجر الأسود من الجنة أبيض من الثلج فسودته خطايا بني آدم».[2][3][4] وسماه البعض بالحجر الأسعد إلا أنه لم يثبت بالأدلة صحة هذا الاسم إلا في رواية لحديث ضعيف رواه الحاكم في المستدرك.[16]

والذي سُمي أيضا في الحديث بـ «الركن» وصفه المتقدمون، فقد روى الفاكهي «عن مجاهد قال نظرت إلى الركن حين نقض ابن الزبير البيت، فإذا كل شيء منه داخل البيت أبيض.»[17]

آثار عنه

رسمة للحجر من الأمام والجنب، من كتاب للمستشرق وليم مُيور.[18]

حسب الآثار الإسلامية، فإن الحجر أتى به جبريل من السماء، فقد روى ابن جرير في تفسيره، والأزرقي في «أخبار مكة» بإسناد حسن، وكذا رواه الحاكم في مستدركه، وقال : صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه عن خالد بن عرعرة أن رجلا قام إلى علي فقال:

«ألا تخبرني عن البيت ؟ أهو أول بيت وضع في الأرض؟ فقال: لا ولكن هو أول بيت وضع فيه البركة، مقام إبراهيم، ومن دخله كان آمنا، وإن شئت أنبأتك كيف بني: إن الله أوحى إلى إبراهيم أن ابن لي بيتا في الأرض. قال: فضاق إبراهيم بذلك ذرعا، فأرسل الله السكينة -وهى ريح خجوج ، ولها رأسان - فأتبع أحدهما صاحبه حتى انتهت إلى مكة ، فتطوت على موضع البيت كتطوي الحجفة ، وأمر إبراهيم أن يبني حيث تستقر السكينة . فبنى إبراهيم وبقي حجر، فذهب الغلام يبغي شيئًا، فقال إبراهيم: لا ، ابغني حجرًا كما آمرك . قال : فانطلق الغلام يلتمس له حجرًا ، فأتاه فوجده قد ركب الحجر الأسود في مكانه ، فقال : يا أبت ، من أتاك بهذا الحجر ؟ قال : أتاني به من لم يتكل على بنائك ، جاء به جبريل من السماء . فأتماه.»

[19]

كما جاء في الحديث أن «الحجر الأسود من الجنة»، وعن ابن عباس أن النبي محمد قال: «نزل الحجر الأسود وهو أشد بياضًا من اللبن فسودته خطايا بني آدم». غير أن المسلمين لا يعبدون هذا الحجر، وقد روي عن عمر بن الخطاب أنه كان يُقبِّل الحجر الأسود ويقول: «إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله يُقبِّلك ما قبّلتك».[20]

تاريخه

إعادة وضعه من النبي محمد

صورة رسم اقتراضي أثناء قيام النبي محمد برفع الحجر الأسود محمولا على ثوب لقبائل قريش: من كتاب جامع التواريخ للهمذاني.

جاء في كتب السيرة أن الرسول محمد، حين كان في الخامسة والثلاثين من عمره (أي قبل البعثة)، أرادت قريش إعادة بناء الكعبة، فحصل خلاف أيُّهم يكون له فخر وضع الحجر الأسود في مكانه، حتى كادت الحرب تنشب بينهم بسبب من ذلك. وأخيراً جاء الإتفاق على أن يحكّموا في ما بينهم أول من يدخل من باب الصَّفا، فلما رأوا محمداً أول من دخل قالوا: «هذا الأمين رضينا بحكمه». ثم إنهم قصّوا عليه قصَّتهم فقال: «هلمَّ إليّ ثوباً» فأُتي به، فنشره، وأخذ الحجر فوضعه بيده فيه ثم قال: «ليأخذ كبير كل قبيلة بطرف من أطراف هذا الثوب»، ففعلوا وحملوه جميعاً إلى ما يحاذي موضع الحجر من البناء، ثم تناول هو الحجرَ ووضعه في موضعه، وبذلك انحسم الخلاف.[21][22][23]

الزبير ويزيد بن معاوية

ولم يعتر الحجر الأسود نقل أو تغييب من عهد قصي بن كلاب إلى بناء عبد الله بن الزبير، وهو أول من ربط الحجر الأسود بالفضة عندما تصدع من الأحداث التي جرت عام 64 هـ، حيث احترقت الكعبة بسبب الحرب بين ابن الزبير الذي تحصَّن داخلها وجيش يزيد بن معاوية، وتكررت الفعلة سنة 73 هـ على يد الحجاج بن يوسف الثقفي ، ثم أضاف إليه الخليفة العباسي هارون الرشيد تنقيبه بالماس وأفرغ عليه الفضة.[24]

حادثة القرامطة

تعتبر حادثة القرامطة هي أفظع ما مرّ على الحجر الأسود فقد أغاروا على المسجد الحرام وقتلوا ما فيه وأخذوا الحجر وغيبوه 22 سنة، ورُدّ إلى موضعه سنة 339هـ.[25] ففي سنة 317 هـ وتحديدا يوم التروية، قام أبو طاهر القرمطي، ملك البحرين وزعيم القرامطة، بغارة على مكة والناس محرمون، واقتلع الحجر الأسود،[26] وأرسله إلى هَجَر وقتل عدد كبير من الحجاج، وحاولوا أيضا سرقة مقام إبراهيم ولكن أخفاه السدنة. وفي 318 هـ تقريبا سنّ الحج إلى الجش بالأحساء بعدما وضع الحجر الأسود في بيت كبير، وأمر القرامطة سكان منطقة القطيف بالحج إلى ذلك المكان، ولكن الأهالي رفضوا تلك الأوامر، فقتل القرامطة أناساً كثيرين من أهل القطيف، قيل: بلغ قتلاه في مكة ثلاثين ألفاً.[27]

وقد ذكر ابن كثير في أحداث سنة 317 هـ، أن أبو طاهر القرمطي أمر:

«أن يقلع الحجر الأسود، فجاءه رجل فضربه بمثقل في يده وقال: أين الطير الأبابيل؟ أين الحجارة من سجيل؟ ثم قلع الحجر الأسود وأخذوه حين راحوا معهم إلى بلادهم، فمكث عندهم ثنتين وعشرين سنة حتى ردوه، كما سنذكره في سنة تسع وثلاثين وثلاثمئة فإنا لله وإنا إليه راجعون. ولما رجع القرمطي إلى بلاده ومعه الحجر الأسود وتبعه أمير مكة هو وأهل بيته وجنده، وسأله وتشفع إليه أن يرد الحجر الأسود ليوضع في مكانه، وبذل له جميع ما عنده من الأموال فلم يلتفت إليه، فقاتله أمير مكة فقتله القرمطي وقتل أكثر أهل بيته وأهل مكة وجنده، واستمر ذاهبا إلى بلاده ومعه الحجر وأموال الحجيج.[26]»
صورة قديمة مرسوم بها الحجر الأسود

وجاء في «تحفة الراكع والساجد بأحكام المساجد» لأبي بكر الجراعي أنه قيل:

«إنهم باعوه [أي القرامطة] من الخليفة المقتدر بثلاثين ألف دينار. ولما أرادوا تسليمه، أشهدوا عليهم ألا تسلّموا الحجر الأسود، وقاله لهم بعد الشهادة: يا من لا عقل لهم، من علم منكم أن هذا هو الحجر الأسود ولعلنا أحضرنا حجرا أسودا من هذه البرية عوضه، فسكت الناس، وكان فيهم عبد الله بن عكيم المحدث، فقال لنا في الحجر الأسود علامة، فإن كانت موجودة : فهو هو، وإن كانت معدومة، فليس هو، ثم رفع حديثا غريبا أن الحجر الأسود يطفو على وجه الماء ولا يسخن بالنار إذا أوقدت عليه، فأحضر القرمطي طستا فيه ماء ووضع الحجر فيه فطفى على الماء، ثم أوقدت عليه النار فلم يحس بها فمد عبد الله المحدث يده وأخذ الحجر وقبله وقال: أشهد أنه الحجر الأسود، فتعجب القرمطي من ذلك، وقال: هذا دين مضبوط بالنقل. وأرسل الحجر إلى مكة.»

غير أن ابن دحية قال: «عبد الله بن عكيم هذا لا يعرف، والحجر الأسود جلمدا لا تخلل فيه. والذي يطفو على الماء يكون فيه بعض التخلل كالخفاف وشبهه.»[28]

كما ذكر ابن كثير في أحداث سنة 339 هـ، ذكر خبر رجوع الحجر وقال:

«في هذه السنة المباركة في ذي القعدة منها رد الحجر الأسود المكي إلى مكانه في البيت...وكان ملكهم إذ ذاك أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد الحسين الجنابي، ولما وقع هذا أعظم المسلمون ذلك، وقد بذل لهم الأمير بجكم التركي خمسين ألف دينار على أن يردوه إلى موضعه فلم يفعلوا، وقالوا: نحن أخذناه بأمر فلا نرده إلا بأمر من أخذناه بأمره. فلما كان في هذا العام حملوه إلى الكوفة وعلقوه على الأسطوانة السابعة من جامعها ليراه الناس، وكتب أخو أبي طاهر كتابا فيه: إنا أخذنا هذا الحجر بأمر وقد رددناه بأمر من أمرنا بأخذه ليتم حج الناس ومناسكهم.[29][30]»

حادثة سنة 363هـ

إطار قديم للحجر، في الطوپ قپو سراي.

ذكر ابن فهد المكي في كتابه «إتحاف الورى بأخبار أم القرى» في أخبار سنة 363 هـ، قصة رجل نصراني جاء من بلاد الروم، وقد جعل له مالا كثيرا على ذهاب الركن، فضرب الركن بمعول ضربة شديدة، فلما هم بضربه ثانية بادره رجل من اليمن كان يطوف في البيت فطعنه بخنجر حتى أرداه قتيلا.[30]

حادثة سنة 413هـ

وفي أحد الحوادث سنة 413 هـ حصل اعتداء آخر على الحجر قام به مجموعة من عشرة فرسان، استغواهم الحاكم العبيدي في مصر، وكان يقودهم رجل بإحدى يديه سيف مسلول، وبالأخرى دبوس، والرواية لابن فهد المكي:

«بعدما فرغ الإمام من صلاة الجمعة ليوم النفر الأول، وقبل عودة الحجيج من منى، قام قاصدا الحجر كأنه يستلمه، فضرب وجه الحجر ثلاث ضربات متوالية بالدبوس»، وهو يقول: «إلى متى يعبد الحجر الأسود؟ ولا محمد، ولا علي يمنعانني عما أفعله، فإني أريد اليوم أن أهدم هذا البيت وأرفعه. وكان على أبواب المسجد عشرة فرسان لنصرته، فاحتسب رجل وثار به فوجأه (طعنه) بخنجر واحتوشه الناس فقتلوه، وقطعوه وأحرقوه بالنار. وأقام الحجر على حاله ذلك يومين، وكان قد تنخش وجهه في وسطه، وصارت فيه شقوق يمينا ويسارا، وتقشر من تلك الضربات، وتساقطت منه شظايا مثل الأظفار، وخرج مكسره أسمر يضرب إلى صفرة، ثم أن بعض بني شيبة جمعوا ما وجدوا مما سقط منه، وعجنوه بالمسك واللَك ـ صبغ أحمر ـ وحشيت به الشقوق.[31]»

حادثة سنة 990 هـ

ذكر الإمام ابن علان في كتابه «فضل الحجر الأسود» أنه في سنة 990 هـ:

«جاء رجل عراقي أعجمي، وكان منجذبا، فضرب الحجر الأسود بدبوس في يده، وكان عند البيت الأمير ناصر جاوش حاضرا، ففاجأ ذلك الأعجمي بالخنجر فقتله.[30]»

حادثة سنة 1351 هـ

ذكر الشيخ حسين با سلامة في كتابه «تاريخ الكعبة المشرفة» حادثة، حيث يقول:

«في آخر شهر محرم سنة 1351 هـ جاء رجل فارسي من بلاد الأفغان، فاقتلع قطعة من الحجر الأسود، وسرق قطعة من ستارة الكعبة، وقطعة من فضة من مدرج الكعبة الذي هو بين بئر زمزم وباب بني شيبة، فشعر به حرس المسجد فاعتقلوه، ثم أعدم عقوبة له.[30]»

الخصائص العلمية

صورة مقربة للحجر الأسود والذي يبدو أشبه بالمعادن نتيجة الطبقة الشمعية التي وضعت عليه

أجريت العديد من النقاشات حول طبيعة الحجر الأسود. حيث وصفته أنها أحجار مختلفة مكونة من البازلت والعقيق وقطعة من الزجاج الطبيعي ونيزك حجري. نشر بول باتريتش الذي كان مسؤولا عن الأحجار الكريمة في الإمبراطورية النمساوية المجرية أول تقرير شامل عن الحجر الأسود في عام 1857 والذي قال بأن أصل هذه الأحجار نيزكي. روبرت ديتز وجون ماكهون اقترحوا في عام 1974 أن الحجر الأسود كان في الواقع من العقيق، وانطلاقا من خصائصه المادية وتقرير من قبل الجيولوجيين العرب أن الأحجار تتكون بالفعل من العقيق.[11]

ووفقا للآثار التاريخية أنه حينما قام القرامطة بسرقة الحجر عام 951 م واسترد بعد 21 عاما؛ وفقا لمؤرخ، تم التأكد من الحجر من خلال اختبار قدرتها على التحرك في الماء. إذا كان هذا الحساب دقيقا فإنه يستبعد الحجر الأسود كونه العقيق أو حمم البازلت أو أحجار النيزك، على الرغم من أنه لن يكون متوافقا مع كونها الزجاج أو الخفاف.[10]

في عام 1980 قدمت إليزبيث تومسن من جامعة كوبنهاغن فرضية مختلفة. وأشارت إلى أن الحجر الأسود قد يكون جزءاً الزجاج أو حجر متحول من آثار نيزك مجزء سقط قبل حوالي 6,000 سنة في منطقة الوبار في صحراء الربع الخالي والذي يبعد 1,100 كم شرقا عن مكة المكرمة. الحفريات في منطقة الوبار جديرة بالملاحظة لوجود كتل من الزجاج السيليكا تنصهر تحت تأثير الحرارة والمشرب مع حبات من سبيكة النيكل والحديد من النيزك (ومعظمها دمرت في الأثر). يتم إجراء تجارب على بعض الكتل وقطع من الزجاج سوداء لامعة ومجوفة داخليا ومليئة بالغاز الأبيض أو الأصفر، والتي تسمح له بالطفو على سطح الماء.[10] [10]

ويبدو أن العلماء لم يتأكدوا من فرضية حفريات وبار حتى عام 1932، كانت تقع بالقرب من طريق القوافل من عمان والذي كان من المرجح جدا أنه معروف لسكان الصحراء. حيث كانت مساحة واسعة جدا ومعروفة في الشعر العربي القديم، كان وبار أو أوبار (المعروف أيضا باسم "إرم ذات العماد") موقع مدينة الرائع التي دمرتها النيران الساقطة من السماء بسبب شر ملكها. وبفرضية أن هذه الحفريات دقيقة فإن هذا ممكن لكون قيام البعض باستيطان هذه المنطقة فيما بعد . ولكن كانت التحليلات العلمية الحديثة التي أجريت عام 2004 من موقع وبار والتي تشير إلى أن هذا الحدث يعتبر أحدث بكثير مما كان يعتقد، وربما حدث فقط في غضون السنوات 200-300 الماضية،[32] لذلك تعتبر فرضية النيزكية حاليا المشكوك فيها ويفترض المتحف البريطاني للتاريخ الطبيعي أنه قد يكون صخرة أرضية نسبت خطأ إلى أصل النيزكية.[33][34]

أحكامه وفضائله

بعض الطائفين وهم يحاولون لمس الحجر.
صورة الكعبة المشرفة ويظهر الحجر الأسود علي يسار باب الكعبة

وفقا للعقيدة الإسلامية يُسنّ لمن يطوف أن يستلم الحجر الأسود (أي يلمسه بيده) ويقبله عند مروره به،[35] فإن لم يستطع استلمه بيده وقبلها، فإن لم يستطع استلمه بشيء معه (كالعصا وما شابهها) وقَبَّل ذلك الشيء، فإن لم يستطع أشار إليه بيده وسمى وكبّر (بسم الله والله أكبر) ولا يقبل يده. وقد روي عن عمر بن الخطاب أنه كان يقبل الحجر الأسود ويقول: «إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك».[20] روى الحافظ ابن حجر عن الطبري أنه قال: «إنما قال ذلك عمر، لأن الناس كانوا حديثي عهد بعبادة الأصنام، فخشي عمر أن يظن الجهال أن استلام الحجر تعظيم بعض الأحجار، كما كانت العرب تفعل في الجاهلية، فأراد عمر أن يعلم الناس أن استلامه إتباع لفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا لأن الحجر يضر وينفع بذاته، كما كانت تعتقده في الأوثان.»[36][37]

وجاء في فضل مسحه واستلام، إنه يحط الخطايا والذنوب فعن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن مسح الحجر الأسود والركن اليماني يحطان الخطايا حطاً».[38] و أنه يوم القيامة يبعث وله عينان ولسان ينطق باسم من استلمه، فروى عبد الله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «والله ليبعثنه الله يوم القيامة له عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد على من استلمه بحق»[39][40]

انظر أيضًا

مصادر

  1. الحَجَر الأسود، بوابة الحرمين الشريفين نسخة محفوظة 14 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  2. رواه الترمذي عن ابن عباس. (صحيح) حديث رقم: 6756 في صحيح الجامع
  3. حديث نَزَلَ الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ مِنَ الْجَنَّةِ، صحيح الترمذي نسخة محفوظة 04 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  4. صحيح الترمذي، حديث رقم 802
  5. إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون، ص 246
  6. السيرة الحلبية 1-3 إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون، ج 1، ص 218 نسخة محفوظة 15 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  7. (سمويه) عن أنس (صحيح) حديث رقم: 3175 في صحيح الجامع
  8. رواه أحمد والترمذي عن ابن عمرو (صحيح) حديث رقم: 1633 في صحيح الجامع
  9. الحجر الأسود في كتب التراث، محيي هادي نسخة محفوظة 20 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  10. Alex Bevan, John De Laeter, Meteorites: A Journey Through Space and Time, pp. 14-15. UNSW Press, 2002. ISBN 0-86840-490-X
  11. Burke, John G. (1991). Cosmic Debris: Meteorites in History. University of California Press. صفحات 221–223. ISBN 978-0-520-07396-8. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  12. "الحجر الأسود". المسجد الألكتروني. مؤرشف من الأصل في 3 نوفمبر 2018. اطلع عليه بتاريخ محرم 1435 هـ. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  13. تاريخ الخلفاء - المكتبة الشاملة نسخة محفوظة 24 مارس 2015 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  14. Quoted in Thomas Patrick Hughes, A Dictionary of Islam, p. 154. W. H. Allen & Co, 1885
  15. بكداش, سائد (1416 هـ / 1996 م). فضل الحجر الأسود ومقام إبراهيم وذكر تاريخهما وأحكامهما الفقهية وما يتعلق بهما (الطبعة الأولى). بيروت: دار البشائر الإسلامية. صفحة 33. مؤرشف من الأصل في 25 مايو 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  16. تسمية الحجر الأسود بالأسعد وهل بداخله وثيقة نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  17. الحجر الأسود .. ركن البيت العتيق ورائـحـة الفردوس - صحيفة عكاظ. [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  18. Muir, William (1923). The life of Mohammad : from original sources. Edinburgh: J. Grant. صفحة 29. مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  19. "الحجر الأسود". بوابة الحرمين الشريفين. الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي. مؤرشف من الأصل في 31 أغسطس 2018. اطلع عليه بتاريخ محرم 1435 هـ. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  20. القرضاوي, يوسف (2013 2:4). "شبهات حول الحجر الأسود". موقع القرضاوي. مؤرشف من الأصل في 3 ديسمبر 2013. اطلع عليه بتاريخ تشرين 2013 م. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=, |تاريخ= (مساعدة)
  21. "الحجر الأسود". الموسوعة العربية الميسرة. موسوعة شبكة المعرفة الريفية. 1965. اطلع عليه بتاريخ تشرين الثاني 2013. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  22. البعلبكي, منير (1991). "الحجر الأسود". موسوعة المورد. موسوعة شبكة المعرفة الريفية. اطلع عليه بتاريخ تشرين الثاني 2013. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  23. أنطاكي, أكرم (حزيران 2006 م). "منمنمات محمَّدية من العصر الوسيط". معابر. مؤرشف من الأصل في 13 مارس 2019. اطلع عليه بتاريخ تشرين 2013 م. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=, |تاريخ= (مساعدة)
  24. الحجر الأسود تاريخ و أحكام، صيد الفوائد [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 14 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  25. الحجر الأسود، إسلام ويب نسخة محفوظة 08 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  26. البداية والنهاية/الجزء الحادي عشر/ثم دخلت سنة سبع عشرة وثلاثمئة - ويكي مصدر "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 10 يونيو 2015. اطلع عليه بتاريخ 17 نوفمبر 2013. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link)
  27. الزركلي, خير الدين (أيار 2002 م). الأعلام - ج 3 (الطبعة الخامسة عشر). بيروت: دار العلم للملايين. صفحة 123. مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  28. الجراعي الصالحي الحنبلي, أبي بكر بن زيد (1425 هـ / 2004 م). اعتنى به النهام والمطيري والعنزي والعلي (المحرر). تحفة الراكع والساجد بأحكام المساجد (الطبعة الأولى). الكويت: المراقبة الثقافية. صفحة 88. مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  29. البداية والنهاية/الجزء الحادي عشر/ثم دخلت سنة تسع وثلاثين وثلاثمئة - ويكي مصدر "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 10 يونيو 2015. اطلع عليه بتاريخ 17 نوفمبر 2013. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link)
  30. المضواحي, عمر (9 ذو الحجـة 1424 هـ 1 فبراير 2004). "الحجر الأسود فقدته الكعبة 22 عاما في القرن الرابع الهجري: يمين الله في الأرض.. ومن استلمه كأنما بايع النبي محمد عليه السلام". جريدة الشرق الأوسط العدد 9196. الشركة السعودية البريطانية للأبحاث والتسويق. مؤرشف من الأصل في 3 ديسمبر 2013. اطلع عليه بتاريخ تشرين 2013 م. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=, |تاريخ= (مساعدة)
  31. بكداش, سائد (1416 هـ / 1996 م). فضل الحجر الأسود ومقام إبراهيم وذكر تاريخهما وأحكامهما الفقهية وما يتعلق بهما (الطبعة الأولى). بيروت: دار البشائر الإسلامية. صفحة 28-29. مؤرشف من الأصل في 25 مايو 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  32. Prescott, J.R., Robertson, G.B., Shoemaker, C., Shoemaker, E.M. and Wynn, J. (2004) "Luminescence dating of the Wabar meteorite craters, Saudi Arabia", Journal of Geophysical Research, 109 (E01008), doi:10.1029/2003JE002136
  33. New Light on the Origin of the Holy Black Stone of the Ka'ba. Author: Thomsen, E. Journal: Meteoritics, volume 15, number 1, page 87 نسخة محفوظة 01 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
  34. Grady, Monica M.; Graham, A.L. (2000). Grady, Monica M. (المحرر). Catalogue of meteorites: with special reference to those represented in the collection of the Natural History Museum, London. 1. Cambridge University Press. صفحة 263. ISBN 978-0-521-66303-8. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  35. حكم تقبيل الحجر[وصلة مكسورة]، موقع الإيمان "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 9 مارس 2020. اطلع عليه بتاريخ 31 مايو 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  36. فتح الباري شرح صحيح البخاري، باب ما ذكر في الحجر الأسود. حديث 1520
  37. تعليق الطبري على تقبيل عمر للحجر، حفة الأحوذي نسخة محفوظة 22 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  38. رواه أحمد عن ابن عمر (صحيح) حديث رقم: 2194 في صحيح الجامع
  39. رواه ابن ماجة عن ابن عباس (صحيح) حديث رقم: 5346 في صحيح الجامع
  40. كتاب الحج عن رسول الله صلى الله عليه وسلم » باب ما جاء في الحجر الأسود - موقع الإسلام نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.

    وصلات خارجية

    • بوابة الإسلام
    • بوابة السعودية
    • بوابة محمد
    • بوابة علوم الأرض
    • بوابة مكة
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.