التعليم العالي في السعودية

التعليم العالي في المملكة العربية السعودية هو مرحلة من التعليم تأتي بعد التعليم الثانوي الذي يدوم ثلاث سنوات. تتوزع مؤسسات التعليم العالي في السعودية إلى جامعات وكليات ومعاهد ومنها الحكومية (العامة) والأهلية (الخاصة). هناك عموما ثلاثة مراحل في التعليم العالي في السعودية؛ مرحلة البكالوريوس، مرحلة الماجستير، ومرحلة الدكتوراه. بالنسبة لمرحلة البكالوريس، فتقدمها الجامعات الحكومية بشكل مجاني للمواطنين السعوديين، ويصرف لكافة الطلاب المنتظمين وطلاب المنح الخارجية خلال مدة الدراسة بها مكافأة شهرية.[1]

يدوم التعليم العالي في المملكة العربية السعودية أربع سنوات في شعب الإنسانيات والعلوم الاجتماعية، وخمس إلى ست سنوات في شعب الطب، الهندسة، والصيدلة. إحداث جامعة الملك سعود في سنة 1957 كانت الانطلاقة الفعلية لنظام التعليم العالي المعاصر في السعودية.[2] وكانت أول جامعة تُحدث في دول الخليج العربية.[3]

وفقا لبيانات الحكومة، فإن مجموع الطلاب المسجلين في التعليم العالي سنة 2006 كان 636,245 (268,000 ذكور و368،165 إناث). من بينهم كان عدد المسجلين في مرحلة البكالوريوس 528,146 طالبا (187,489 ذكور و340،657 إناث) و9،768 طالبا في مرحلة الماجستير (5,551 ذكور و4،217 إناث) و2،410 طالبا في مرحلة الدكتوراه (1,293 ذكور و1،117 إناث). بالإضافة إلى 93,968 طالب (72,199 ذكور و21،768 إناث) في دورات الدبلوم المتوسط و1،953 طالب (1,548 ذكور و405 إناث) في دورات الدبلوم العالي.[4]

تعدى استثمار الحكومة السعودية في مجال التعليم العالي الدول الغربية في بعض الحالات.[5]

تاريخ

في عام 1395هـ تم إنشاء وزارة التعليم العالي، لتكون الجهة المسؤولة عن تنظيم التعليم العالي وإرساء قواعده، وكان التعليم الجامعي قبل تأسيس وزارة خاصة به تابعًا لمديرية المعارف.[6] وفي 9 ربيع الثاني 1436 هـ الموافق لـ 29 فبراير 2015م دُمجت وزارة التربية والتعليم التي كانت تسمى بوزارة المعارف قبل عام 1424 هـ مع وزارة التعليم العالي  لتصبحا وزارة واحدة تحت مسمى وزارة التعليم.[7][8]

تعد كلية الشريعة بمكة المكرمة والتي تأسست عام 1369هـ أولى المؤسسات التعليمية الجامعية التي تأسست في المملكة العربية السعودية.[6] وتعد جامعة الملك سعود أول جامعة عصرية في المملكة، وتأسست في 21 ربيع الثاني 1377هـ الموافق 14 تشرين الثاني، 1957م تحت المرسوم الملكي رقم 17، وبدأت الجامعة بكلية الآداب، ولم يتجاوز الطلاب حين إنشاءها على 21 طالب[9]، أما حالياً فهي تشمل على كليات الآداب والتربية، والعلوم والهندسة، وإدارة الأعمال، وعلوم الحاسب والمعلومات، والطب والصيدلة، واللغات والترجمة[10]، وقد بلغ عدد الطلاب 51,168 طالباً حسب تعداد عام 2015م.[10]

المؤسسات التعليمية

توجد في المملكة العربية السعودية أزيد من 29 جامعة حكومية[1] من بينها جامعة طيبة وجامعة القصيم وجامعة الطائف التي أنشئت بموجب خطة التنمية السابعة. تتكون الجامعات من كليات وإدارات تقدم شهادات، ودرجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في مختلف التخصصات العلمية والإنسانية. توفر بعض الكليات والأقسام أيضًا التعليم عن بُعد. توجد أيضًا كليات خاصة وكليات مجتمعية تابعة للجامعات وكليات البنات، بالإضافة إلى الوكالات والمؤسسات الحكومية التي توفر التعليم المتخصص على مستوى الجامعة[11] بمجموع 4 أكاديميات حكومية، 4 كليات تقنية حكومية و87 كلية تقنية متوسطة للطلاب والطالبات.[1] بالإضافة إلى الجامعات الحكومية توجد أزيد من 38 جامعة وكلية أهلية.[1]

التبادل الجامعي

تُقدَّم فرصة التبادل الجامعي طمعًا في تعزيز التعاون الدولي في مجال التعليم العالي، لتطوير القدرات واكتساب المعرفة وتبادل المنفعة وتقوية العلاقات الدولية بين الجامعات، ويتم فيها الاستفادة من البرامج المبتكرة المتوفرة لدى الدول الأخرى.[1]

المراكز البحثية

يشكل البحث العلمي واحداً من أبرز العناصر التي تهتم بها المملكة العربية السعودية كونها تهدف إلــى نقــل الاقتصــاد الوطنــي من الاعتمــاد علــى النفــط، والتحــول إلــى الاقتصــاد المعرفـي. وتجــدر الإشارة إلــى وجــود مؤسســات علميــة ضخمــة فــي المملكـة كمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ومدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة وغيرهما مــن المؤسسـات البحثيـة السـعودية. كمـا انشـأت أغلـب الجامعــات مراكــز بحثيــة علميــة وتقنيــة فــي قطاعــات تهــم المملكــة. يبلغ عدد مؤسسات ومراكز الأبحاث التقنية والعلمية 106 مركزا ومؤسسة.[1]

المرأة والتعليم العالي في السعودية

في أواخر سبعينيات القرن العشرين، زادت الحكومة السعودية بشكل كبير من عدد الكراسي الجامعية المخصصة للنساء كوسيلة للتقدم البطيء وعدم التعارض مع الثقافة التقليدية في ذلك الوقت.[12] وفقا لتقرير البنك الدولي، فإن عدد الطالبات في التعليم العالي في المملكة العربية السعودية تعدى نظيره في كل من الأردن، تونس، الضفة الغربية، وغزة.[13]

تقريبا ثلثي (%60) الخريجين من الجامعات في السعودية هم من النساء.[14][15] في المملكة العربية السعودية، النساء من القوى العاملة تعمل بشكل رئيسي في قطاع التعليم.[16] هناك الآلاف من البروفيسورات النساء في المملكة العربية السعودية.[17] تخرجت أول مجموعة من النساء من برنامج القانون في عام 2008. في 6 أكتوبر 2013، تلقت أول أربع نساء تراخيصهن القانونية لممارسة القانون، ليس فقط كمستشارات قانونيات ولكن كمحاميات في قاعات المحاكم.[18]

في سنة 2009، أصبحت خبيرة في تعليم الفتيات أول وزيرة في المملكة العربية السعودية؛ وهي نورة بنت عبد الله الفايز، أستاذة سابقة متعلمة في الولايات المتحدة، عُينت نائبة لوزير التعليم مسؤولة عن إدارة جديدة للطالبات.[19] بالإضافة إلى ذلك، توفر المملكة العربية السعودية للطالبات واحدة من أكبر برامج المنح الدراسية في العالم. من خلال هذا البرنامج، حصلت الآلاف من النساء على درجة الدكتوراه من الجامعات الغربية.[17]

يُعد بناء الكليات والجامعات للنساء، الذي أعلنت عنه الحكومة في العقد الأول من الألفية الثالثة، أمرًا بالغ الأهمية.[وفقاً لِمَن؟][20] تشكل النساء %60 من طلاب الجامعات في المملكة العربية السعودية ولكن %21 فقط من القوة العاملة هناك، وهي نسبة أقل بكثير مما هي عليه في الدول المجاورة.[21] جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن هي أول جامعة نسائية في المملكة العربية السعودية وأكبر جامعة نسائية في العالم،[21][22] وتتكون من 32 حرمًا جامعيًا في جميع أنحاء منطقة الرياض.[23]

الابتعاث الخارجي

تقدم وكالة الابتعاث في وزارة التعليم، إسهاماتها في إعداد الموارد البشرية السعودية، وتأهيلها بشكل فاعل؛ لتصبح منافساً في سوق العمل ومجالات البحث العلمي عالميا ومحليا ورافداً مهماً في دعم الجامعات السعودية في القطاعين الحكومي والأهلي بالكفاءات المتميزة.[1]

في عام 2005، نفذ الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود برنامج المنح الحكومية لإرسال الشباب السعودي إلى الجامعات الغربية للدراسات الجامعية والدراسات العليا. يقدم البرنامج أموالاً لتغطية نفقات التعليم والمعيشة لمدة تصل إلى أربع سنوات. حصل حوالي 5000 طالب سعودي على منح حكومية للدراسة في الخارج للعام الدراسي 2007/2008. درس معظم الطلاب في جامعات في كندا والولايات المتحدة، المملكة المتحدة، أستراليا، نيوزيلندا، سويسرا، فرنسا وألمانيا.

في الولايات المتحدة الأمريكية

تعتبر المملكة العربية السعودية خامس أكبر مصدر لطلاب الدراسات العليا الدوليين في الولايات المتحدة الأمريكية بعد الصين والهند وكوريا الجنوبية وتايوان وذلك بأزيد من 9300 طالب مسجل حسب أرقام سنة 2012.[24]

في المملكة المتحدة

في المملكة المتحدة وحدها، هناك أكثر من 15000 طالب سعودي، تشكل الإناث نسبة %25 من بينهم، يذهبون إلى الجامعات.[متى؟] ويشمل هذا العدد الكبير من الطلاب السعوديين أولئك الذين يدفعون الرسوم الدراسية الخاصة بهم. دفع التدفق الكبير للطلاب السعوديين إلى المملكة المتحدة وزارة التعليم العالي في السعودية شنة 2010 إلى إغلاق الوصول إلى البلاد لمزيد من الدراسة.[بحاجة لمصدر]

تشمل جامعات المملكة المتحدة التي تقدم التعليم عن بعد في المملكة العربية السعودية جامعة لستر. احتلت الجامعة مرتبة أولى 1% من بين أفضل الجامعات في العالم من قبل تصنيفات الجامعة العالمية.[25]

المكتبة الرقمية السعودية

المكتبة الرقمية السعودية هي مكتبة رقمية ضخمة ومتطورة تشمل مختلف التخصصات التي تدعم العملية التعليمية وتلبي احتياجات المستفيدين في مؤسسات التعليم العالي في المملكة العربية السعودية، تحوي أكثر من 680,000 كتابً إلكترونيًا بمختلف المجالات.[1]

المراجع

  1. "التعليم في المملكة | المنصة الوطنية الموحدة". 29 صفر 1441. مؤرشف من الأصل في 22 أكتوبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 5 يناير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  2. "Saudi Arabia". World Data on Education (الطبعة 6th). UNESCO IBE. 2006–2007. مؤرشف من الأصل في 03 مارس 2016. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. Bashshur, Munir (2004) Higher Education in the Arab States, Beirut: UNESCO Regional Bureau for Education in the Arab States. Saudi Arabia, 2004 الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); الوسيط |separator= تم تجاهله (مساعدة)CS1 maint: ref=harv (link)
  4. "Achievement of the Development Plans Facts and Figures Twenty-Fifth Issue 1390-1429H 1970-2008G". Kingdom of Saudi Arabia, Ministry of Economics and Planning. 2008. مؤرشف من الأصل في 17 فبراير 2009. اطلع عليه بتاريخ 30 أبريل 2009. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. Augustine, Norman (March 24, 2008). "America, We Have A Problem". Forbes. Forbes. مؤرشف من الأصل في November 7, 2017. اطلع عليه بتاريخ November 2, 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. "نبذة عن الجامعة | جامعة أم القرى". uqu.edu.sa. مؤرشف من الأصل في 30 مارس 2019. اطلع عليه بتاريخ 24 نوفمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. Education, Ministry of. "المملكة العربية السعودية - وزارة التعليم". البوابة الإلكترونية لوزارة التعليم. مؤرشف من الأصل في 24 يناير 2015. اطلع عليه بتاريخ 24 نوفمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. صحيفة الجزيرة - دمج وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم في وزارة واحدة باسم«وزارة التعليم» نسخة محفوظة 20 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
  9. آل الشيخ, حسن بن عبدالله بن حسن (أغسطس-سبتمبر 1972م). "تاريخ الحركة التعليمية في المملكة العربية السعودية" (PDF). قافلة الزيت. الظهران، المملكة العربية السعودية. 20 (7). مؤرشف من الأصل (PDF) في 23 مارس 2017. اطلع عليه بتاريخ 22 آذار 2017م. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=, |تاريخ= (مساعدة)
  10. https://plus.google.com/u/0/110652947389607595274/posts. "الكليات | جامعة الملك سعود". ksu.edu.sa. مؤرشف من الأصل في 13 مايو 2019. اطلع عليه بتاريخ 22 مارس 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  11. "Archived copy". مؤرشف من الأصل في 24 نوفمبر 2010. اطلع عليه بتاريخ 06 ديسمبر 2010. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: الأرشيف كعنوان (link)
  12. Mackey, p. 163-164.
  13. "The Road Not Travelled: Education Reform in the Middle East and North Africa". World Bank 2008 Education Flagship Report. The World Bank. 2008. صفحة 171. مؤرشف من الأصل في 09 فبراير 2009. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  14. House, Karen Elliott (2012). On Saudi Arabia : Its People, past, Religion, Fault Lines and Future. Knopf. صفحة 111. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  15. "Higher Education: the Path to Progress for Saudi Women - World Policy Institute". 2011-10-18. مؤرشف من الأصل في 15 يوليو 2013. اطلع عليه بتاريخ أكتوبر 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  16. البنك الدولي 2005
  17. The World Bank (2007) The Status of Progress of Women in the Middle East and North Africa, Washington D.C., 2007 الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); الوسيط |separator= تم تجاهله (مساعدة)CS1 maint: ref=harv (link)
  18. "JURIST - Saudi Arabia permits first women lawyers to practice law". jurist.org. مؤرشف من الأصل في 08 ديسمبر 2015. اطلع عليه بتاريخ 27 نوفمبر 2015. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  19. Borger, Julian; Editor, Diplomatic (17 February 2009). "Borger, Julian (2009) "Saudi Arabia Appoints First Female Minister," The Guardian online". The Guardian. مؤرشف من الأصل في 06 سبتمبر 2013. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: نص إضافي: قائمة المؤلفون (link)
  20. The World Bank (2009) The Status of Progress of Women in the Middle East and North Africa, Washington D.C, 2009 الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); الوسيط |separator= تم تجاهله (مساعدة)CS1 maint: ref=harv (link)
  21. Miller, D.E. (May 17, 2011) "Saudi Arabia opens world's largest women's university" نسخة محفوظة 2011-08-30 على موقع واي باك مشين. Jerusalem Post
  22. Jabaji, R. (October 31, 2008) "Saudi Arabia's First Women's University" نسخة محفوظة 2017-08-25 على موقع واي باك مشين. PBS
  23. "Princess Nora bint Abdulrahman University" نسخة محفوظة 2011-03-10 على موقع واي باك مشين. Saudi Ministry of Higher Education Portal
  24. Nick Clark (3 نونبر 2014). "Education in Saudi Arabia" [التعليم في السعودية] (باللغة الإنجليزية). World Education News & Reports. مؤرشف من الأصل في 13 يوليو 2017. اطلع عليه بتاريخ 6 يناير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  25. The University Of Leicester Distance Learning In Saudi Arabia, مؤرشف من الأصل في 01 أكتوبر 2017 الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); الوسيط |separator= تم تجاهله (مساعدة)CS1 maint: ref=harv (link)
    • بوابة تربية وتعليم
    • بوابة السعودية
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.