استثنائية

الاستثنائية هي الاعتقاد أو القناعة أن صنفاً أو بلداً أو مجتمعاً أو مؤسسة أو حركة أو فرداً أو فترة زمنية هي استثنائية (ما يعني، غير اعتيادية أو خارقة). يحمل المصطلح الإيحاء أن المعني أسمى من غيره بطريقة أو بأخرى سواءً حُدِّدَ ذلك أم لم يُحدَّد.

بالرغم من أن الفكرة قد طُوِّرت بصدد عصر ما، تُطبَّق في الزمن الحاضر بشكل خاص بصدد أُمم أو مناطق محددة.

تتضمن الاستخدامات الأخرى للمصطلح الاستثنائية الطبية والجينية.

التاريخ

أسهب المؤرخون الفلاسفة الرومنسيون الألمان، خصوصاً يوهان غوتفريد هيردر (1744-1803) ويوهان غوتليب فيشته (1762-1814) حول موضوع التميز في أواخر القرن الثامن عشر. إذ قللوا من التركيز على الحالة السياسية وبدلًا من ذلك زادوا التركيز على تميز الفولك، الذي يشمل كل الشعب ولغاتهم وتقاليدهم. تملك كل أمة تُعتَبر وحدة ثقافية ذات تاريخ مميز خاص بها «روحًا وطنية» أو «روح الشعب» (فولكسجيست). لدى هذه الفكرة تأثير كبير على نمو القومية في الأراضي الأوروبية في القرن التاسع عشرــ خصوصاً تلك التي يحكمها النخبة من مكان آخر.[1][2]

قُدِّمت مزاعم الاستثنائية للكثير من الدول، من ضمنها الولايات المتحدة وأستراليا[3] وألمانيا وفرنسا واليونان[4] والهند وباكستان وإمبراطورية اليابان وإيران وإسرائيل وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية وجنوب أفريقيا[5][6] وإسبانيا وبريطانيا والاتحاد السوفييتي والاتحاد الأوروبي وتايلاند.[7][8] أضاف المؤرخون حالات عديدة أخرى، من ضمنها الإمبراطوريات التاريخية مثل الصين والدولة العثمانية وروما القديمة والهند القديمة، فضلًا عن مجموعة كبيرة من الممالك الأقل شأنًا في التاريخ.[9]

النقد

يمكن أن يمثل الاعتقاد بالاستثنائية تشبيه أفكار خاطئ بالفلسفة التاريخية وبهذا تقوم بالتأكيد البالغ على السمات الخاصة في التحليل وتتجاهل أو تقلل من شأن مقارنات ذات مغزى. قد تتمسك مجموعة ما بالاستثنائية بهدف المبالغة في إظهار الفروقات وإظهار نطاق أكبر للفعل ولتجنب الاعتراف بالتشابهات التي قد تقلل من المبررات المفروضة. قد يكون هذا مثالًا عن الالتماس الخاص، وهو صيغة من الجدال المُفتَعل الذي يتجاهل الأسس المهمة للمقارنات ذات المغزى.

الانفصال

استخدم جيه برادفورد دي لونغ المصطلح «استثنائي «لوصف النمو الاقتصادي لأوروبا الغربية ما بعد الحرب العالمية الثانية.[10]

قد تُمثِّل الاستثنائية تشبيهًا خاطئًا بالفلسفة التاريخية بالافتراض أنه فقط السمات الخاصة مهمة في التحليل، في حين تتجاهل المقارنات ذات المغزى. كتب العالم السياسي نوريتادا ماتسودا، «من الممكن لما قد يبدو استثنائيًا في دولة ما أن يتواجد في دولة أخرى».[11]

في النقاشات ذات الدوافع العقائدية، قد تتمسك مجموعة ما بالاستثنائية، مع أو بدون المصطلح، بهدف المبالغة في إظهار الفروقات، ربما لخلق جو متسامح لنطاق أكبر من الفعل، ولتجنب الاعتراف بالتشابهات التي قد تقلل من المبررات المفروضة. إذا لم يبرر له، يُمثِّل هذا مثالًا عن الالتماس الخاص، وهو صيغة من الجدال المُفتَعل الذي يتجاهل الأسس المهمة للمقارنات ذات المغزى.

قد يتضمن المصطلح «استثنائي «نقدًا لنزعة البقاء منفصلًا عن الآخرين. على سبيل المثال، يُسمّى أحيانًا عزوف حكومة الولايات المتحدة عن الانضمام لعدة معاهدات دولية «استثنائياً».[12]

الاستثنائية الطبية

ينطوي استخدام المصطلح «استثنائية فيروس نقص المناعة البشرية» على أن الإيدز هو مرض معدٍ والذي يجب علاجه بشكل مختلف عن باقي الأمراض المعدية أو يوحي بالمنافع غير المتوفرة لأولئك الذين يعانون من أمراض أخرى.[13][14][15]

الاستثنائية الجينية هي برنامج سياسة يحول المعلومات الجينية إلى شيء طبي. مثل الاستثنائية المحيطة بفحص فيروس نقص المناعة البشرية، ترتكز الاستثنائية الجينية على الاعتقاد أن الشخص العادي يحتاج لخبير طبي مُسجَّل من أجل تقديم الإرشاد والدعم خلال اكتشاف المعلومات مع التداعيات الصحية، حتى لو كانت تلك المعلومات معرفة عامة، مثل أنه لدى الشخص شعرٌ أحمرٌ، والذي يصاحبه تعرض أكبر لحروق الشمس وسرطان الجلد. في دولة تملك قوانين استثنائية جينية قوية، التصريح من معالج فيزيائي ضروري للحصول على المعلومات بخصوص جينات الشخص.

انظر أيضًا

مراجع

  1. Royal J. Schmidt, "Cultural Nationalism in Herder", Journal of the History of Ideas, Vol. 17, No. 3 (June 1956), pp. 407–17 in JSTOR نسخة محفوظة 15 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  2. Hans Kohn, "The Paradox of Fichte's Nationalism", Journal of the History of Ideas, Vol. 10, No. 3 (June 1949), pp. 319–43 in JSTOR نسخة محفوظة 15 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  3. "Speeches". www.humanrights.gov.au. مؤرشف من الأصل في 18 نوفمبر 2018. اطلع عليه بتاريخ 01 سبتمبر 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. (jwehner@wehnerweb.com), wehnerj. "Questioning Greek Exceptionalism". www.mod-langs.ox.ac.uk. مؤرشف من الأصل في 16 أغسطس 2017. اطلع عليه بتاريخ 01 سبتمبر 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. Dlakavu, Simamkele. "South Africa IS in 'Africa' - Daily Maverick". مؤرشف من الأصل في 22 نوفمبر 2018. اطلع عليه بتاريخ 01 سبتمبر 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. Raymond Padya, Journalism Editor (October 29, 2013). "South Africa's Worrying Exceptionalism". Iziko Live. Durban University of Technology. مؤرشف من الأصل في 16 مايو 2019. اطلع عليه بتاريخ September 2, 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. جورج كروفورد and Helmut Philipp Aust (2013). "European exceptionalism?" (PDF). Global Constitutionalism. 2 (3): 407–436. doi:10.1017/S2045381713000038. hdl:10419/66220. مؤرشف من الأصل (PDF) في 7 يناير 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. du même auteur (2011-01-01). "Becoming Exceptional? American and European Exceptionalism and their Critics: A Review". Cairn.info. مؤرشف من الأصل في 12 يونيو 2018. اطلع عليه بتاريخ 14 نوفمبر 2015. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  9. See Christopher K. Chase-Dunn, Thomas D. Hall, and E. Susan Manning, "Rise and Fall: East-West Synchronicity and Indic Exceptionalism Reexamined", Social Science History, Volume 24, Number 4, Winter 2000, pp. 727–54 in Project Muse نسخة محفوظة 10 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  10. DeLong, J. Bradford (September 1997). "Post-WWII Western European Exceptionalism: The Economic Dimension". Berkeley: جامعة كاليفورنيا. مؤرشف من الأصل في 28 يوليو 2012. اطلع عليه بتاريخ 14 نوفمبر 2015. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  11. "ejcjs - Exceptionalism in Political Science: Japanese Politics, US Politics, and Supposed International Norms". Japanesestudies.org.uk. 2003-08-13. مؤرشف من الأصل في 01 أغسطس 2019. اطلع عليه بتاريخ 14 نوفمبر 2015. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  12. Park, Jeanne (November 2000). "The New Sovereigntists: American Exceptionalism and Its False Prophets". Foreign Affairs (November/December 2000). مؤرشف من الأصل في 27 نوفمبر 2018. اطلع عليه بتاريخ 14 نوفمبر 2015. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  13. Hanssens, Catherine (Lambda Legal) (Winter 1997–1998). "Inventing "AIDS Exceptionalism"". TheBody.com. مؤرشف من الأصل في 11 أكتوبر 2008. اطلع عليه بتاريخ 14 نوفمبر 2015. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  14. Sheryl Gay Stolberg (12 November 1997). "New Challenge to Idea That 'AIDS Is Special'". نيويورك تايمز. نيويورك. مؤرشف من الأصل في 01 سبتمبر 2018. اطلع عليه بتاريخ 14 نوفمبر 2015. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  15. الكونغرس الأمريكي (25 October 2010). Congressional Record, V. 152, Pt. 16, September 29 2006. مكتب النشر لحكومة الولايات المتحدة. صفحة 539. ISBN 978-0-16-086781-1. مؤرشف من الأصل في 2 يناير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    • بوابة فلسفة
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.