أزمة رهائن إيران

أزمة رهائن إيران هي أزمة دبلوماسية حدثت بين إيران والولايات المتحدة عندما اقتحمت مجموعة من الطلاب الإسلاميين في إيران السفارة الأمريكية بها دعما للثورة الإيرانية وأحتجزوا 52 أميركياً من سكان السفارة كرهائن لمدة 444 يوم من 4 نوفمبر 1979 حتي 20 يناير 1981[1]

أزمة رهائن إيران
جزء من توطيد الثورة الإيرانية  
عودة الرهائن المحتجزين إلى الولايات المتحدة الأمريكية
معلومات عامة
التاريخ 4 نوفمبر 1979 - 20 يناير 1981
البلد إيران  
الموقع طهران
النتيجة قطع العلاقات الإيرانية الأمريكية وعودة الرهائن المحتجزين
المتحاربون
 الولايات المتحدة  إيران
القادة
جيمي كارتر
رونالد ريغان
جورج بوش الأب
روح الله الخميني
محمد علي رجائي
أبو الحسن بني صدر
اثنين من الرهائن الأمريكيين

خلفية

في 16 يناير 1979، أرغم الشاه على مغادرة إيران إثر اضطرابات شعبية هائلة ومظاهرات عارمة في العاصمة طهران ضد الاضطهاد والظلم وفساد هائل في العائلة البهلوية ودولتها وسياسات ضد دينية انزعج منها أغلبية أناس متدينين. حاول الشاه اللجوء إلی بلدان مختلفة منها البلدان الأروبية ومصر والمغرب والولايات المتحدة والمكسيك وبنما وغيرها ولکن لم يستطع البقاء في أي بلد لأسباب مختلفة وأخيرا أرسل السادات طائرة خاصة للعودة به إلى مصر. في 19 أكتوبر 1979م وافقت الإدارة الأميريكية للشاه بدخول الولايات المتحدة بعد التأكد من أنه وضعه الصحي حرج للغاية وانه يحتاج للرعاية الطبية الملائمة. وكانت الإدارة الأمريكية متخوفة من ردة فعل عكسية على استضافتها للشاه وهو ما حدث بالفعل.

اقتحام السفارة

في 4 نوفمبر 1979م عند الساعة العاشرة صباحًا قام طلاب من الثوار الإيرانيين الموالين للإمام الخميني بمهاجمة السفارة الأمريكية في طهران. فقامو بكسر الأقفال، وفتحوا الأبواب، واقتحموا ساحة السفارة بسهولة. ثم استولو على السفارة خلال ثلاث ساعات. وكان موظفو السفارة يحاولون تدمير الوثائق، لكن سرعان ما دخل المهاجمون إلى المبنى، فصادروا معظم الوثائق. وقد أخذ الطلاب، الذين كان عددهم أقل من خمسمئة شخصا، 52 أميركياً من سكان السفارة كرهائن. ثم توصلوا إلى مئات النسخ من الوثائق، وحدثت أزمة دولية كبيرة.[2][3]

المطالبات

طالب مقتحمو السفارة الولايات المتحدة بتسليم الشاه محمد رضا بهلوي إلى إيران لمحاكمته. وأكدت الولايات المتحدة أن الشاه جاء إلى أمريكا لتلقي العناية الطبية. كما شملت مطالبتهم أن تعتذر الحكومة الأمريكية عن تدخلها في الشؤون الداخلية لإيران، بما في ذلك الإطاحة برئيس الوزراء محمد مصدق في عام 1953، إضافة إلى الإفراج عن الأصول الإيرانية المجمدة في الولايات المتحدة.

كانت الخطة الأولية هي اقتحام السفارة لفترة قصيرة فقط، لكن تغيرت الخطة عندما حظي الموقف بدعم كامل من الامام الخميني وكذلك من الكثير من الشعب.[4] نسب البعض القرار بعدم الإفراج عن الرهائن بسرعة إلى فشل الرئيس كارتر في توجيه إنذار نهائي إلى إيران. حيث كان رد فعله الأولي هو المطالبة بالإفراج عن الرهائن لأسباب إنسانية وتبادل آماله في ايجاد تحالف استراتيجي مناهض للشيوعية مع النظام الجديد.[5] كما كان يأمل بعض قادة الطلاب، إلى استقالة رئيس الوزراء الإيراني المعتدل بازرغان مع حكومته بسبب الضغوط بعد أيام قليلة من الاستيلاء.

الوثائق المكتشفة في السفارة

ادعى مؤيدو موقف الاستيلاء على السفارة أنه كانت السفارة الأمريكية بمثابة "وكر للجواسيس" التي نظمت انقلاب 1953 في إيران. ثم تم العثور على وثائق في السفارة تشير إلى أن بعض الموظفين كانوا يعملون مع وكالات الاستخبارات الأمريكية. وفي وقت لاحق، أكدت وكالة المخابرات المركزية والحكومة البريطانية على دورهما في انقلاب عام 1953 ضد رئيس الوزراء الإيراني المنتخب ديمقراطيا محمد مصدق.[6]

عرضت الفرق الثورية مستندات سرية، التي حصلت عليها في السفارة والتي تم استرداد بعضها عندما حصلت عليها وهي ممزقة،[7] تدعم ادعائهم بأن الولايات المتحدة كانت تحاول زعزعة استقرار النظام الجديد وأن بعض من الإيرانيين المعتدلين كانوا على اتصال مع الولايات المتحدة. ثم تم نشر الوثائق - بما في ذلك البرقيات والمراسلات والتقارير الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية ووكالة الاستخبارات المركزية- في سلسلة من الكتب التي تحمل اسم "وثائق وكر التجسس".[8] وفقًا لمجلة اتحاد العلماء الأمريكيين لعام 1997 ، بحلول عام 1995، تم نشر 77 مجلداً من الوثائق المكتشفة من وكر التجسس.[9] العديد من هذه المجلدات متاحة الآن على الإنترنت.[10]

عملية إنقاذ فاشلة

بعد فشل محاولات الولايات المتحدة للتفاوض على إطلاق سراح الرهائن قامت الولايات المتحدة بعملية عسكرية لإنقاذهم في 24 إبريل 1980 ولكنها فشلت وأدت إلى تدمير طائرتين ومقتل ثمانية جنود أمريكيين وإيراني مدني واحد. وانتهت الأزمة بالتوقيع على اتفاقية الجزائر في الجزائر يوم 19 يناير 1981. وأفرج عن الرهائن رسميًا في اليوم التالي، بعد دقائق من أداء الرئيس الأمريكي الجديد رونالد ريجان اليمين.

وُصفت الأزمة بأنها حادثة محورية في تاريخ العلاقات بين إيران والولايات المتحدة[11] ويعتقد بعض المحللين السياسيين أن الأزمة كانت سببًا في هزيمة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر في الانتخابات الرئاسية[12]، وفي إيران، عززت الأزمة من وضع علي الخميني[13] وكانت الأزمة أيضا بداية فرض عقوبات اقتصادية أمريكية على إيران.[14]

انظر أيضًا

وصلات خارجية

المصادر

  1. Iran-U.S. Hostage Crisis(1979-1981) نسخة محفوظة 12 يونيو 2018 على موقع واي باك مشين.
  2. Dilip Hiro (1987). Iran under the ayatollahs. outledge & Kegan Paul. صفحات 137-138. ISBN 0-7102-1123-6. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: التاريخ والسنة (link)
  3. Jack L. Goldsmith, Eric A. Posner (2005). The Limits of International Law. Oxford University Press. صفحة 57. ISBN 0-19-516839-9. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: التاريخ والسنة (link)
  4. مارك بودن (2006). Guests of the Ayatollah: The Iran Hostage Crisis: The First Battle in America's War with Militant Islam. New York: Grove Press. (ردمك 0871139251)
  5. Moin, Baqer (2000). Khomeini: Life of the Ayatollah. Thomas Dunne Books, p. 226-221
  6. Kamali Dehghan and Norton-Taylor, Saeed and Richard. "CIA admits role in 1953 Iranian coup". theguardian. مؤرشف من الأصل في 12 نوفمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. "Iran, 1977–1980/Document". Gwu.edu. مؤرشف من الأصل في 8 مارس 2014. اطلع عليه بتاريخ 05 مايو 2016. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. Sciolino, Elaine. "7 YEARS AFTER EMBASSY SEIZURE, IRAN STILL PRINTS U.S SECRETS". nytimes. مؤرشف من الأصل في 10 نوفمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  9. "Secrecy & Government Bulletin, Issue 70". Fas.org. 1997-05-29. مؤرشف من الأصل في 19 يونيو 2019. اطلع عليه بتاريخ 05 مايو 2016. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  10. "Documents from the U.S. Espionage Den : Free Download & Streaming : Internet Archive". Archive.org. 2001-03-10. مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2017. اطلع عليه بتاريخ 01 أغسطس 2013. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  11. Inside Iran's Fury, Stephen Kinzer, Smithsonian magazine, October 2008 [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 12 2يناير3 على موقع واي باك مشين.
  12. Reagan's Lucky Day: Iranian Hostage Crisis Helped The Great Communicator To Victory, سي بي إس نيوز، January 21, 2001 نسخة محفوظة 29 أكتوبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  13. Mackey, Sandra, The Iranians: Persia, Islam and the Soul of a Nation, New York: Dutton, c1996 (p.298)
  14. History Of US Sanctions Against Iran Middle East Economic Survey, 26-August-2002 نسخة محفوظة 10 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
    • بوابة إيران
    • بوابة الولايات المتحدة
    • بوابة عقد 1970
    • بوابة عقد 1980
    • بوابة علاقات دولية
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.