يمين متطرف

اليمين المتطرف مصطلح سياسي يطلق على التيارات والأحزاب السياسية لوصف موقعها ضمن محيطها السياسي، ويطلق المراقبون السياسيون هذا المصطلح على الكتل والأحزاب السياسية التي لا يمكن اعتبارها من ضمن جماعات اليمين السياسية التقليدية التي تدعو إلى حماية التقاليد والأعراف داخل المجتمع، ويكمن الاختلاف الوحيد بين جماعات اليمين التقليدية أو المعتدلة وبين المتطرفة أن الأخيرة تدعو إلى التدخل القسري واستخدام العنف واستعمال السلاح لفرض التقاليد والقيم، ولذلك عادة ما ترفض تلك التيارات هذا النعت لأنها تزعم أنها تمثل الاتجاه العام وتنقل صوت الأغلبية.

تعريف

يمثل مبدأ العدوانية صميم نظرة أقصى اليمين للعالم، وهو الاعتقاد القائل بأن المجتمع يسلك سلوك كائن حي مكتمل ومنظم ومتجانس. يرغب أنصار أقصى اليمين إذًا في تطبيق تلك الفكرة على المجتمعات عن طريق بناء أو إعادة بناء المجتمع على أساس الإثنية أو الجنسية أو الدين أو العرق، ويقودهم هذا المفهوم إلى رفض جميع أشكال الكونية في صالح حب الذات وامتعاض الغير، أو بعبارة أخرى إضفاء صفة المثالية على الذوات (نحن) مع إقصاء الغير (هم). ويميل اليمين المتطرف إلى التعبير عن الفوارق بين الأمم والأعراق والأفراد والثقافات بصورة مطلقة نظرًا إلى أنها تحول دون أحلامهم الطوباوية بإنشاء مجتمع عضواني متصل بطبيعته شبه الخالدة وقائم على أسس ميتافيزيقية صلبة. يرى أنصار اليمين المتطرف أن مجتمعاتهم في حالة اضمحلال متواصل بسبب النخبة الحاكمة، ويصورون أنفسهم على أنهم يشكلون النخبة البديلة التي تتحلى بالرصانة والعقلانية دونًا عن غيرهم، والمهمة التي يكرسون لها حياتهم هي إنقاذ المجتمع من الهلاك المُنتظر.[1] يرى هؤلاء أنه لا بد من التخلي عن النظام السياسي الحالي أو تطهيره من القذارة حتى ينجو «المجتمع الفدائي» من طور الكارثة الحدية ويفسح المجال لعصر جديد. ويروج هؤلاء لصورة مثالية عن المجتمع من خلال أنماط بدائية (مثل العصر الذهبي، والمُخلص، والانحطاط، والمؤامرات العالمية)، ويعظمون القيم اللاعقلانية غير المادية مثل الشباب وثقافة الماضي.[2]

وصف عالم السياسة كاس مود أفكار اليمين المتطرف بأنها توليفة من أربع مفاهيم عمومية، ألا وهي: الإقصاء (المتمثل في العنصرية ورهاب الأجانب والاستعلاء العرقي والتعددية العرقية)، والسمات المعادية للديمقراطية والفردية (بما يشمل عبادة الشخصية، والهرمية، والأحادية، والشعبوية، ومعاداة التحزب، ورؤية الدولة من منظور عضوي)، ونظام القيم التقليدية الذي يتحسر على غياب إطارات التاريخ المرجعية (بما يشمل قيم النظام والقانون، والعائلة، والإثنية، والمجتمع اللغوي والديني، والوطن إلى جانب البيئة الطبيعية)، وأخيرًا الإيمان ببرنامج اقتصادي اجتماعي يتبنى مبادئ النقابوية، وتحكم الدولة ببعض القطاعات، والإصلاح الزراعي، والاعتقاد بحرية تأثير قوى السوق الداروينية الاجتماعية بدرجات متفاوتة. ومن هذا المنطلق يقترح مود تقسيم سديم اليمين المتطرف إلى ميول معتدلة وميول متطرفة على حسب مدى توافقها مع مبادئ الإقصاء والماهوية.[3][4]

تنطوي سياسات أقصى اليمين –على سبيل المثال لا الحصر– على عدة جوانب من السلطوية، معاداة الشيوعية، والأهلانية. وفي العادة تقترن الدعاوي القائلة بأن الأقوام المتفوقة يجب أن تحصل على حقوق أكبر من الأقوام الدنيا باليمين المتطرف نظرًا إلى أن أنصاره كانوا وما زالوا يؤثرون نظام الهرمية الداروينية أو النخبوية من منطلق الاعتقاد بمشروعية حكم الأقلية السامية على الجماهير الدنيا.[5]

عوامل انتشار اليمين المتطرف

منها : انهيار الاتحاد السوفيتي فظهرت من صلبه مجموعة من الدويلات التفتت إلى أصولها العرقية، وأيضا اندماج الدول الأوروبية في الاتحاد الأوروبي وهذا الأمر أشعل اهتمام الأوروبيين بأصولهم القومية كل دولة على حدة، كما أن انتشار البطالة في أوروبا والركود الاقتصادي الذي تعرفه بين الفينة والأخرى إضافة إلى الأزمة الاقتصادية العالمية جعلت الأوروبيين ينظرون بعين الريبة إلى الأجانب الذين يرون فيهم مزاحمين على الوظائف وخاصة المسلمين منهم، وانطلاقا من هنا ظهرت دعوات إلى كبح جماح الهجرة والتضييق على المهاجرين، بل أصبحت ردود الأفعال العدائية تجاه العرب برنامجا انتخابيا لدى بعض الأحزاب اليمينية الأوروبية [6]

اليمين المتطرف في أوروبا

في عام 2008 أعلنت أحزاب من اليمين المتطرف من دول أوروبية في مدينة أنفير البلجيكية تأسيس منظمة جديدة تهدف إلى مكافحة ما أسمته بـ"الأسلمة" في أوروبا. وقدمت المنظمة الجديدة واسمها "المدن ضد الأسلمة" للصحافيين، رئيس حزب "المصلحة الفلامنكية" فيليب ديوينتر ورئيس حزب "إف. بي. أو" النمساوي هاينز كريستيان ستراسي ورئيس حركة "الزاس ابور" الإقليمية الفرنسية روبرت سبيلر. وشارك أيضًا في إطلاق المنظمة ممثلون للحزب اليميني الألماني "داي ريبوبليكانر" والحزب الوطني البريطاني (بريتيش ناشيونال بارتي) ولأحزاب إيطالية ودنماركية. وقال المسئول في حزب "المصلحة الفلامنكية"برت ديبي: "يجب وقف افتتاح مساجد في مدن مثل أنفير. يجب وقف وصول مسلمين وعلى المتاجر الإسلامية أن تحترم القانون البلجيكي على صعيد جرين الصحة أو القوانين الاجتماعية، وإلا فلتغلق أبوابها".وأشار إلى أن تحركات مماثلة ستنظم خلال الأشهر المقبلة في روتردام (هولندا) وباريس ولندن ومدريد.[7]

اليمين المتطرف في فرنسا

هو توجه سياسي فرنسي ممثل بحزب الجبهة الوطنية ذو الإتجاه المعادي للمهاجرين وكل ما لا يدعم الثقافة العامة الفرنسية. شكل الحزب قائدة السابق جان ماري لوبان وهو الذي احتل المرتبة الثانية في الانتخابات الفرنسية مع الرئيس السابق جاك شيراك. يترأس الحزب في الفترة الحالية مارين لوبان خلفا لوالدها مؤسس الحزب، وهي تقود لواء حزبها وكل المنظمات "مثال: النازيين الجدد" الداعية لعداء الاجانب والمنحدرين من الثقافات الإسلامية والشرق أوسطية.

اليمين المتطرف في إيطاليا

اتجاه سياسي ورث النظريات الفاشية للفاشيين القدامى بزعامة موسوليني لم يسجل له اي تدخل في الشؤون السياسية لإيطاليا.

اليمين المتطرف في هولندا

طالب "خيرت فيلدرز" – رئيس حزب الحرية اليميني الهولندي المتطرف – الحكومات الأوروبية بحصر عدد المسلمين في أوروبا، وأعلن أن التزايد السريع في أعداد المسلمين في "هولندا" ودول الاتحاد الأوروبي يبعث على القلق الكبير.

وقدم مذكرة بذلك إلى الحكومات الأوروبية بوصفه عضوًا في البرلمان الأوروبي مطالبًا بسرعة وضرورة الاستجابة.

وطالبت هذه المذكرة الحكومات الأوروبية بالإفصاح عن العدد الحقيقي للمسلمين في الوقت الحاضر، وكذلك إعطاء التوقعات المتعلقة بالسنوات القادمة، وتساءل عن الاحتياطات التي تفكر الحكومات في اتخاذها في مواجهة زيادة عدد السكان المسلمين.[8]

اليمين المتطرف في إسرائيل

اليمين المتطرف في إسرائيل قوي الشعبية ويدعو صراحة إلى عدم التسامح مع العرب والمسلمين وقتلهم، كما يدعو إلى قتل الأطفال وتشبيه المسلمين بالأفاعي، ومن أبزر المتنفذين في اليمين المتطرف الإسرائيلي الحاخام يعقوب يوسف[9][10]

جماعات يمينية

في ألمانيا يعتبر النازيون من جماعات الضغط اليميني وفي إيطاليا يعتبر الفاشيون من الأقطاب اليمينية كما تعتبر كذلك الأحزاب الدينية من أجنحة اليمين وفي المجمل يمكن وصف الكتل السياسية المحافظة على أنها يمينية بينما تطلق اليسارية على الجماعات المتحررة والثورية

انظر أيضًا

مراجع

  1. Bar-On, Tamir (2016-12-05). Where Have All The Fascists Gone? (باللغة الإنجليزية). Routledge. ISBN 9781351873130. مؤرشف من الأصل في 01 يناير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. Camus, Jean-Yves; Lebourg, Nicolas (2017-03-20). Far-Right Politics in Europe (باللغة الإنجليزية). Harvard University Press. صفحة 22. ISBN 9780674971530. مؤرشف من الأصل في 01 يناير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. Mudde, Carl. "The Extreme Right Party Family: An Ideological Approach" (PhD diss., جامعة لايدن, 1998).
  4. Camus, Jean-Yves; Lebourg, Nicolas (2017-03-20). Far-Right Politics in Europe (باللغة الإنجليزية). Harvard University Press. صفحات 44–45. ISBN 9780674971530. مؤرشف من الأصل في 01 يناير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. Oliver H. Woshinsky. Explaining Politics: Culture, Institutions, and Political Behavior. (Oxon, England; New York City, United States: Routledge, 2008) p. 154.
  6. اليمين المتطرف ومستقبل المسلمين في أوروبا نسخة محفوظة 01 يناير 2012 على موقع واي باك مشين.
  7. بحوث ودراسات » الأخبار » اليمين المتطرف في أوروبا ينشئ تحالفاً ضد الإسلام نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  8. اليمين المتطرف في هولندا يطالب بإغلاق أوروبا أمام المسلمين نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  9. "عوفاديا يوسف". ويكيبيديا. 2020-05-11. مؤرشف من الأصل في 26 مايو 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  10. فتوى يهودية جديدة تطالب بقتل الأطفال العرب وإخلاء إسرائيل من العرب | أخبار موقع العرب نسخة محفوظة 2020-05-17 على موقع واي باك مشين.
    • بوابة السياسة
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.