وحيد القرن السومطري

وحيد القرن السُّومطري أو الكركدنّ السومطري[6] هو وحيد قرن وأحد الأنواع الخمس الباقية من فصيلة الكركدنيات، والنوع الوحيد الباقي من جنس دايسروهينوس. يُعَدّ وحيد القرن السومطري أحد الثدييات الضَّخمة، غير أنه أصغر أنواع الكركدنيات، إذ يبلغ ارتفاعه عند الكتف ما يتراوح من 112 إلى 145 سنتيمتراً، وأما طول جسده الإجمالي فمن 2.71 إلى 3.88 م. تتراوح أوزانه المُسجَّلة من 500 إلى 1,000 كيلوغرام، بمتوسّط 700 إلى 800 كيلوغرام، بل وقد وصل في إحدى الحالات المسجلة إلى نحو 2,000 كيلوغرام.[7][8] لدى وحيد القرن السومطري - مثله مثل وحيد القرن الأبيض - قرنان لا واحد بالواقع، قرن أماميٌّ كبير فوق الأنف بطول 15 إلى 25 سنتيمتراً، والآخر نتوءٌ صغيرٌ فوق العينين. ويغطِّي أغلب جسد الحيوان غطاءٌ من الشعر البني المُحمَرّ.

اضغط هنا للاطلاع على كيفية قراءة التصنيف

وحيد القرن السومطري[1]


حالة الحفظ

أنواع مهددة بالانقراض (خطر انقراض أقصى) [2]
المرتبة التصنيفية نوع [3][4] 
التصنيف العلمي
المملكة: الحيوانات
الشعبة: الحبليات
الطائفة: الثدييات
الرتبة: وتريات الأصابع
الفصيلة: الكركدنيات
الجنس: ثنائي القرن
النوع: وحيد القرن السومطري
الاسم العلمي
Dicerorhinus sumatrensis [3][4]
يوهان فيشر[5]، 1814
فترة الحمل 400 يوم  
انتشار وحيد القرن السومطري

معرض صور وحيد القرن السومطري  - ويكيميديا كومنز 

قطن وحيد القرن السومطري بالماضي الغابات المطيرة والمستنقعات والغابات الضبابية في جنوب وجنوب شرق آسيا، بدول الصين والهند وبوتان وبنغلادش وبورما وتايلند ولاوس وماليزيا وإندونيسيا، كما قطن في القدم أيضاً منطقة سيشوان جنوب غرب الصين.[9][10] غير أنه باتَ الآن نوعاً معرَّضاً لخطر الانقراض للغاية، إذ لم يبقَ له وجود في البرية إلا بستّ مناطق أساسية، منها أربعة في سومطرة، وواحدة في بورنيو، وواحدة في شبه الجزيرة الماليزية. ومن الصَّعب تحديد الأعداد المتبقية منه بدقّة نظراً إلى طبيعته الانعزالية، لكن التقديرات المتوفّرة تشير إلى أقل من 275 رأس.[2] علاوةً على ذلك، هناك شكوكٌ بانقراض المجموعة المتبقية بشبه الجزيرة الماليزية، فضلاً عن أنّ إحدى مجموعات جزيرة سومطرة الأربعة قد تكون انقرضت بالفعل هي الأخرى. وعلى هذه الحال قد يكون الرَّقم الإجمالي بالواقع نحو 200 رأس فحسب.[11] يعود هذا التقلُّص المستمرّ بأعداد وحيد القرن السومطري إلى صيده سعياً وراءَ قرونه، التي تُقدَّر كثيراً في الطب الشعبيّ الصينيّ، وقد يُدفَع لقاء كل كيلوغرامٍ منها ما يصل إلى 30,000 $ في السوق السوداء.[12]

وحيد القرن السومطري هو حيوان ذو طبيعة انعزاليّة، إلا في حال التزاوج أو تنشأة الصّغار. وهو أكثر أنواع وحيد القرن تواصلاً بالصّوت، كما أنه يتواصل مع الأفراد الآخرين من نوعه بترك علامات آثارٍ على التربة باستخدام أقدامه، أو بنحت الأشجار بأشكال معيّنة، أو بنشر البراز. وحيد القرن السومطري مدروسٌ علمياً بشكل أفضل بكثير من قريبه وحيد قرن جاوة، ويعود هذا جزئياً إلى برنامج جلب 40 رأساً منه للأسر بهدف الحفاظ على النّوع وإنقاذه من الانقراض. غير أنّ البرنامج يُعَدّ كارثة، حيث نفقت أغلب الحيوانات المجلوبة، ولم يلدوا أي صغار حتى مضيّ نحو 20 سنة، ليكون انحدار أعدادهم أسوأ حتى من انحدار النوع في البرية.

أطلقت وزارة البيئة الإندونيسيَّة مشروع تعداد الرؤوس الباقية من الكركدنَّات السومطريَّة خلال شهر فبراير 2019، على أن تنتهي منه خلال ثلاث سنوات. نفق آخر ذكرٍ وأُنثى من هذه الكركدنَّات في ماليزيا خلال شهريّ مايو ونوفمبر 2019 على التوالي، فأصبحت هذه الحيوانات في عداد الكائنات المُنقرضة محليَّا في الدولة سالِفة الذِكر، ولم يعد منها أفرادٌ بريَّة إلَّا في إندونيسيا.[13] ويُقدَّر عدد الأفراد الباقية منها حول العالم بِحوالي 80 فقط. وبحسب الصندوق العالمي للطبيعة فإنَّ أعدادها تصلُ إلى 30 وحيد قرنٍ لا أكثر.[14]

التصنيف

أول رسمٍ لأول وحيد قرن سومطري معروفٍ في العالم الغربي، بريشة وليام بل عام 1793.

كانت أول حالة مُسجَّلة لمشاهدة وحيد القرن السومطري أثناء صيد حيوانٍ منه سنة 1793 على مسافة 16 كيلومتراً من حصن مارلبورو قرب ساحل جزيرة سومطرة الغربيّ. وقد أرسل وصف مكتوب ورسومات للحيوان إلى عالم الطّبيعة جوزيف بانكس، ثم رئيس الجمعية الملكية، الذي نشر ورقة بحثية حول العيّنة في السنة ذاتها. لكن النوع لم يُعطَى اسماً علمياً حتى سنة 1814، حيث سمَّاه العالم الألماني وقيّم متحف دارون الحكومي في موسكو يوهان فيشر فون فالدهايم.[15][16]

اشتقّ اسم النّوع العلمي "Dicerorhinus sumatrensis" من الكلمات الإغريقيَّة داي (بالإغريقية: δι) أي "اثنان"، وسيروس (بالإغريقية: κέρας) أي "قرن"، وراينوس (بالإغريقية: ρινος) أي "أنف".[17] وأما الكلمة الثانية من الاسم العلمي فهي تعني النّسبة إلى سومطرة: السومطريّ، وهي الجزيرة الإندونيسية التي عثر فيها على النّوع وصنّف للمرَّة الأولى.[18] كان كارولوس لينيوس بالأصل قد صَنَّف جميع الكركدنيات في جنس وحيد القرن (باللاتينية: Rhinoceros)، ومن ثمَّ عُرِفَ النّوع علمياً بالأصل بـ"Rhinoceros sumatrensis". إلا أنّ الأحيائي البريطاني جوشوا بروكس اعتبر وحيد القرن السومطريّ - بالنّظر إلى أن لديه قرنين لا واحداً فقط - جنساً مستقلاً، وأطلق على هذا الجنس الجديد اسم "Didermocerus" في سنة 1828. ثم اقترح الأحيائي الألماني قسطنطين ويلهليم غلوجر استبداله بـ"Dicerorhinus" في سنة 1841، بينما اقترح البريطاني جورج إدوارد غري سنة 1868 اسم "Ceratorhinus"، وأصبح هذا شائع الاستخدام على نطاقٍ واسع، حتى أصدرت الهيئة الدولية لتسمية الحيوانات قراراً في سنة 1977 باعتماد اسم "Dicerorhinus" الأقدم.[5][19]

النويعات[20]

  • وحيد القرن السومطريّ الغربي (باللاتينية: D. s. sumatrensis): لم يبق منه سوى 170 إلى 230 رأساً، معظمها في حديقتي بوكت باريسان سيلاتان وغونوغ لوسور الوطنيَّتين بجزيرة سومطرة،[2] كما ربَّما لا زال يعيش نحو 75 منها في شبه الجزيرة الماليزية.[21] التهديدات الأساسية التي تواجه النويعة هذه هي تدمير البيئة الطبيعية والصيد غير القانوني.[22] يقطن وحيد القرن الغربي منطقتين هما جزيرة سومطرة وشبه الجزيرة الماليزية، وقد كان يُظَنّ في وقتٍ من الأوقات أن المجموعة القاطنة بشبه الجزيرة الماليزية تحت نوع منفصل سُمِّي "D. s. niger"، لكن تم لاحقاً تدارك كونهما متشابهين جداً.[5]
  • وحيد القرن السومطريّ الشرقي أو البورنيّ (باللاتينية: D. s. harrissoni): كانت النويعة هذه منتشرةً في أنحاء جزيرة بورنيو بيومٍ من الأيَّام، لكن لم يبقَ منها الآن سوى ما يُقدَّر بنحو 50 رأساً. والمناطق المعروفة التي تقطنها على الجزيرة هي ولاية صباح الماليزية، كما توجد تقارير غير مؤكّدة عن مشاهدتها في ولايتي سراوق وكليمنتان.[2] سُمِّيت هذه النويعة تيمناً بالبريطاني توم هارّيسون، الذي أجرى بحوثًا واسعةً في الحياة على بورنيو خلال الستينيات.[23] وحيد القرن البورني هو أصغر النويعات الثلاث لوحيد القرن السومطري حجماً.[5] كانت الجمهرة الأسيرة من هذه النويعة تتكوَّن من ذكرٍ وأُنثيان، وقد عاشت جميعها في محميَّة وحيد القرن البورنيّ في إقليم صباح. نفقت أولى الإناث سنة 2017 بينما نفق الذكر والأُنثى الأُخرى سنة 2019.[24][25]
  • وحيد القرن السومطريّ الشمالي (باللاتينية: D. s. lasiotis): كانت تقطن فيما مضى الهند وبنغلادش، إلا أنّها أصبح يُصنَّف الآن نوعاً منقرضاً في كليهما. وتشير بعض التّقارير إلى أنّ هذه النويعة ربَّما لا تزال باقية في بورما، لكن الأوضاع السياسية غير المستقرّة في البلاد حالت دون تأكيد ذلك.[2] اشتقّ اسمها العلمي "lasiotis" من كلمتين إغريقيَّتين تعنيان "الأذنين المشعرَّتين" (المكسوَّتين بالشعر)، إلا أن الدراسات اللاحقة أظهرت أن شعر الأذنين عندها ليس أطول منه عند النويعتين الأخرتين، ومع ذلك لا زال نويعة مستقلة بالنظر إلى كونها أكبر حجماً من النويعات الأخرى بشكلٍ واضح.[5]

التطور

رسم يعود إلى عام 1927.

تطوَّرت الكركدنيات للمرة الأولى من وتريات الأصابع الأخرى خلال عصر الإيوسين المبكر. وتوحي مقارنات الحمض النوويّ للمتقدرات بأنّ أسلافها انفصلت عن أسلاف الخيليات قبل حوالي 50 مليون سنة،[26][27] إذ ظهرت للمرَّة الأولى في أوراسيا خلال الإيوسين المبكر، ثمَّ بدأت الأنواع الباقية اليوم منها بالانتشار في أنحاء آسيا مع بداية عصر الميوسين.[28]

مُقارنة بين أحجام الأنواع الباقية من الكركدنَّات، يظهر فيها وحيدُ القرن السومطري في المركز الأخير.

يُعدّ وحيد القرن السومطري أقل أنواع وحيد القرن الحية اختلافاً عن أسلافهم المنقرضة، فهو يتشارك الكثير من السّمات والصّفات مع أسلافه من عصر الميوسين.[12] تشير الدلائل التاريخية في سجل الأحافير إلى أن جنس ثنائي القرون ظهر في عصر الميوسين المبكر، قبل نحو 23 إلى 16 مليون سنة، وقد صُنِّفت معه عدة أنواعٍ منقرضة من وحيد القرن، إلا أن النوع السومطري هو الوحيد الباقي من الجنس حتى اليوم.[29] تظهر التحاليل أنّ جنس ثنائي القرن انفصل عن الأنواع الأربع الباقية الأخرى من وحيد القرن قبل 25.9 ± 1.9 مليون سنة، وقد وُضِعت ثلاث فرضيات لتوضيح العلاقة بين وحيد القرن السومطري والأنواع الحية الأخرى من الكركدنيات. تقول الفرضية الأولى أنّ وحيد القرن السومطري وثيق الصلة بقريبيه الأسود والأبيض في أفريقيا، بدلالة أن النوع لديه قرنان لا واحد فقط.[26] فيما تذهب الفرضية الثانية إلى أن النوع السومطري هو صنف شقيق للنوعين الجاويّ والهنديّ، بالنظر إلى قرب مناطق تواجدهم الجغرافية وتداخلها الكبير.[26][30] وأما الفرضية الثالثة والأحدث فتفيد بأن النوعين الأفريقيَّين والنوعين الآسيويَّين والنوع السومطري منفرداً تمثّل ثلاث تفرّعاتٍ أساسيّةً للكركدنيات انفصلت عن بعضها البعض قبل 25.9 مليون سنة، وقد يكون هذا سبب عدم وضوح أيٍّ من المجموعات ظهرت أولاً.[26][31]

يعتقد العلماء أن وحيد القرن السومطري وثيق الصّلة بوحيد القرن الصوفي المنقرض، بسبب التّشابهات الشكليَّة الكبيرة بينهما. حاز وحيد القرن الصوفي اسمه بسبب غطاء الشعر الكثيف الذي كان يغطّي جسده، وهي سمة يتشاركها مع النوع السومطري الحديث، وكان قد ظهر للمرة الأولى في الصين في عصر البلستوسين العلويّ، ثم انتشر في أنحاء أوراسيا من كوريا إلى إسبانيا. نجى وحيد القرن الصوفي من العصر الجليدي، إلا أنه - مثله مثل الماموث الصوفي - باتَ منقرضاً بحلول نحو 8,000 سنة قبل الميلاد. ومع أن بعض الدراسات الشكليّة شكَّكت بالعلاقة بين وحيد القرن الصوفي والنوع السومطري الحديث،[31] إلا أن تحاليل المورّثات الحديثة اعتبرت النوعين صنفين شقيقين.[32]

الوصف

وحيدا قرن سومطريَّان في حديقة حيوانات سنسناتي.

يبلغ ارتفاع وحيد قرن سومطري بالغ عند الكتف 120 إلى 145 سنتيمتراً، وطوله نحو 250 سنتيمتراً، ووزنه 500 إلى 800 كيلوغرام، مع أن الحيوانات الكبيرة منه في حدائق الحيوان قد يصل وزنها حتى 1,000 كيلوغرام. لدى وحيد القرن السومطريّ - مثل النوعين الأفريقيَّين - قرنان لا واحد بالواقع، الأكبر منهما هو القرن الأمامي الذي يقع فوق الأنف، ويتراوح طوله عادةً من 15 إلى 25 سنتيمتراً، وفي أكبر حالة مسجلَّة بلغ طوله أكثر من 81 سنتيمتراً،[33] وأما القرن الخلفي فهو الأصغر حجماً.[29] لون القرنين رمادي غامق أو أسود، وهما أكبر عند الذكور منهما عند الإناث، لكن عدى عن ذلك فإنّ وحيد القرن السومطري متشابه الشكل بكلا جنسيه. يعيش هذا الحيوان لما يُقدَّر بـ35 إلى 40 سنة في البرية، وأما بالأسر فإنّ الرقم القياسي المسجل هو لأنثى وحيد قرن سومطري شمالي عاشت 32 سنة و8 شهور، وتوفيت أخيراً في حديقة حيوان لندن سنة 1900.[29] توجد ثنيتان كبيرتان لجلد وحيد القرن السومطري تدوران حول جسده، إحداهما خلف الساقين الأماميَّتين مباشرةً، والأخرى أمام الساقين الخلفيَّتين، كما توجد ثنية ثالثة أصغر حجماً حول الرقبة. جلد هذا الحيوان نفسه سميك جداً، إذ يتراوح من 10 إلى 16 ملليمتراً، ولا يبدو أن تحته أيّ طبقة من الدّهون. وأما الشعر فهو كثيفٌ خصوصاً عند الدغافل، ولونه عادةً بني مُحمَرّ، ويوجد عند هذا الحيوان شريطٌ من الشعر الطويل حول الأذنين وعند طرف الذيل. إلا أنّ ررؤية شعر وحيد القرن السومطري صعبةٌ بالبرية لأن جلده يكون مُغطَّى بالوحل غالباً، وأما في الأسر فإن الشعر ينمو كثيراً ويصبح شديد الخشونة، وعلى الأرجح أن ذلك يعود إلى قلّة كشطه أثناء المرور بين النباتات البرية. حاسة البصر عند وحيد القرن السومطري - مثل جميع أنواع وحيد القرن - ضعيفةٌ جداً، إلا أنّه سريعٌ وذكي، فهو يتسلّق الجبال ويجتاز المنحدرات المرتفعة وضفاف الأنهار بسهولة.[18][29][33]

الانتشار والموطن

انتشار وحيد القرن السومطري تاريخياً وحالياً.
غابة ضبابية في جبل كينابالو بجزيرة بورنيو الإندونيسية، تمثّل إحدى بيئات وحيد القرن السومطري الطبيعية.

يقطن وحيد القرن السومطري الغابات المطيرة والمستنقعات والغابات الضبابية الثانوية المنخفضة والمرتفعة. بشكل عامٍّ يُفضِّل المناطق التليَّة (كثيرة التلال) القريبة من مصادر المياه، خصوصاً الأودية العالية المنحدرة كثيرة الأعشاب. كان يعيش هذا الحيوان فيما مضى بمنطقة واسعةٍ جداً تصل حتى شمال بورما وشرق الهند وبنغلادش، ووردت تقارير غير مؤكدة عن تواجده في لاوس وكمبوديا وفيتنام أيضاً، إلا أن ما تبقّى منه اليوم يعيش في شبه الجزيرة الماليزية وجزيرتي بورنيو وسومطرة. يأمل بعض البيئيين أنّ وحيد القرن السومطري لا زال يقطن أجزاءً من بورما، غير أن ذلك يُعتَبر غير مُرجَّح، وتحول دون التحقّق منه الاضطرابات السياسيّة في البلاد.[34] وردت آخر تقارير مشاهدة وحيد القرن السومطري بحدود شبه القارة الهندية في تسعينيات القرن العشرين.[35]

وحيد القرن السومطري أكثر تبعثراً في مناطق انتشاره الجغرافي من أنواع وحيد القرن الآسيويَّة الأخرى، ممَّا يجعل مهمة حمايته أصعب بالنسبة للبيئيّين.[34] لا توجد سوى ستّ مناطق معروفة حالياً يتواجد فيها هذا الحيوان بأعدادٍ فوق الدّزينة، هي حدائق بوكيت باريسان وغونوغ لوسر ووي كامباس الوطنية في سومطرة، وحديقة تامان نيغارا الوطنية في شبه الجزيرة الماليزية، ومحمية تابين للحياة البرية في ولاية صباح الماليزية بجزيرة بورنيو.[36]

وقد كانت حديقة كيرينسي سيبلات الوطنية الأكبر بجزيرة سومطرة تؤوي ما يُقدَّر بنحو 500 وحيد قرنٍ سومطريٍّ في الثمانينيات،[37] إلا أن الحيوان باتَ منقرضاً فيها اليوم جرّاء الصيد. كما أنّ بقاء أي وحيد قرنٍ في شبه الجزيرة الماليزية لا زال موضع شكٍّ وجدل.[11]

أظهرت التحاليل الوراثية لوحيد القرن السومطريّ في مختلف مناطق انتشاره الجغرافيّ وجود ثلاث تفرُّعات أساسية منفصلة منه عن بعضها البعض.[16] لم يكن مضيق ملقا بين سومطرة وشبه الجزيرة الماليزية حاجزاً مانعاً بالنسبة لوحيد القرن للتنقّل بين المناطق الجغرافية بقدر ما كانت جبال باريسان المُمتدّة على طول ساحل سومطرة، ولذلك فإنّ مجموعات وحيد القرن السومطريّ بشرق جزيرة سومطرة وشبه الجزيرة الماليزية أقرب ببعضها البعض من المجموعات على جانبي سومطرة الشرقي والغربي اللذين تفصل بينهما الجبال. بل والواقع أن الاختلاف الوراثيّ بين وحيد القرن بشبه الجزرة الماليزية وشرق سومطرة ضئيلٌ جداً، مما يُرجِّح أن المجموعتين لم تنفصلا خلال عصر البلستوسين، عندما كان مستوى البحر أكثر انخفاضاً بكثيرٍ، لدرجة أن سومطرة كانت جزءاً من برّ شبه الجزيرة الماليزية. والمجموعتان متقاربتان إلى حدّ أن إجراء التوالد الداخلي بينهما لن يسبّب مشكلة، وأما وحيد قرن بورنيو فهو مختلفٌ وراثياً جداً عن باقي المجموعات، لدرجة أنّ وراثيّي البيئة لا ينصحون بتزاوجه معها.[16] وقد بدأ وراثيّو البيئة حديثاً بدراسة تنوّع تجميعات المورّثات ضمن هذه المجموعات عن طريق تحديد السّواتل المجهرية. وقد أظهرت نتائج الاختبارات الأوّلية مستويات اختلافٍ بين مجموعات وحيد القرن السومطري قريبة منها بين أنواع وحيد القرن الأفريقية الأقلّ تعرّضاً لخطر الانقراض، إلا أنّ تنوع وحيد القرن السومطري الوراثيّ لا زال قيد الدراسة وفي مراحله الأولية.[38]

السلوك

التمرُّغ بالوحل من العادات الحياتية المهمة عند وحيد القرن السومطري.

وحيد القرن السومطريّ حيوانٌ انعزاليٌّ بطبيعته، ولا يستثنى من هذا إلا خلال موسم التزاوج أو عند رعاية الصّغار. يمكن أن يصل حجم المنطقة الخاصة بالذكور - الثيران - حتى 50 كيلومتراً مربَّعاً، وأما الإناث فتتراوح أحجام مناطقها من 10 إلى 15 كيلومتراً. وعادةً ما تفصل مسافات كبيرة خالية بين مناطق الإناث المختلفة، وأما مناطق الذكور فهي - على العكس - كثيراً ما تتطابق. ما من دلائل تشير إلى أن وحيد القرن السومطري يلجأ إلى القتال المباشر في نزاعاته المناطقيّة، وهو يقوم بتحديد منطقته بوسائل عدّة، بينها إزاحة التّربة بقدمه، ولوي الأشجار بأشكالٍ معيّنة، ونثر البراز. يكون وحيد القرن السومطريّ عادةً في ذروة نشاطه عند الأكل، أي عند الفجر أو عند الغسق. وأما في النّهار فهو يتمرّغ ببرك الوحل لتبريد جسمه ونيل قسطٍ من الرّاحة. وفي موسم الأمطار يصعد إلى مناطق أكثر ارتفاعاً، وأما في الموسم البارد فهو يعود إلى الأراضي المنخفضة.[18] عندما لا تتوافر برك الوحل سيبحث وحيد القرن عن أيّ قبعةٍ موحلة ليغمر فيها أرجله وقرنه، ويساعده هذا السلوك على الحفاظ على حرارة جسمه وحماية جلده من المتطفّلات والحشرات. عندما يُحرَم وحيد القرن السومطري في الأسر من ممارسة التمرُّغ بالوحل بالقدر الكافي، فإنه سرعان ما سيتشقَّق جلده ويظهر عليه القيح ويواجه مشاكل في عينيه والتهاباتٍ في منخره فضلاً عن تساقط شعره، وفي نهاية المَطاف موته. توصَّلت إحدى الدراسات التي دامت 20 شهراً لسلوك التمُّرغ بالوحل عند الكركدنّ أنه لا يستعمل في الآن ذاته أبداً أكثر من ثلاث برك وحل، وبعد أن يقضي أسبوعين إلى 12 أسبوعاً في بركة معيَّنة فإنه سيتركها. عادةً ما يتمرَّغ وحيد القرن بالوحل في منتصف النهار لساعتين أو ثلاث ساعات (80 إلى 300 دقيقة)، قبل أن يخرج باحثاً عن الطعام. مع ذلك فإن الكركدنَّ في الأسر يُرَى أحياناً وهو يتمرَّغ لأقل من 45 دقيقة.[39]

كركدنٌ في حديقة سنسناتي.

لم تُتَح الكثير من الفرص لدراسة الأوبئة عند وحيد القرن السومطري. تشير وثائق القرن التاسع عشر إلى أنَّ القراد وذباب النِبْر كانا يسبّبان وفاة هذه الحيوانات في الأسر آنذاك.[33] تُعرَف هذه الثدييات أيضاً بكونها حسَّاسة لمرض الدم سورّا الذي ينشره ذباب الخيل، فقد توفّيت في عام 2004 جميع حيوانات الكركدنّ السومطري الأربعة في مركز حماية وحيد القرن السومطري خلال 18 يوماً بسبب هذا المرض.[40] ليس لهذا الحيوان أيُّ مفترسون معروفون في البرية عدا البشر، ومع أن الببور والكلاب البرية قد تستطيع قتل دغافله الصَّغيرة، إلا أنَّ هذه الدغافل عادةً ما تلازم أمهاتها، وليس من المعروف مدى كثرة حوادث مقتل الدغافل. تتداخل مناطق عيش وحيد القرن السومطريّ مع الفيل الآسيوي والتابير الملاوي، إلا أنَّه لا يتنافس معهما على مصادر الطعام أو الموئل الطبيعي. بل إنه من المعروف عن الفيلة ووحيد القرن السومطري أنَّهما يتشاركان مناطق العيش.[18][41]

يحفر وحيد القرن السومطريُّ العديد من الدروب في الأرض في مناطق عيشه. هناك نوعان من هذه الدروب. فأما الدروب الأساسية فمن الممكن أن تستعملها أجيالٌ متعاقبةٌ من وحيد القرن كلوحاتٍ إرشادية للتنقُّل بين المناطق الهامة في إقليمه، مثل الطرق بين مسطحات الملح أو الطرق التي تساعد على اجتياز المناطق الوعرة للوصول من منطقةٍ إلى أخرى. أما في مناطق التغذي فإن دروب وحيد القرن ستكون أصغر حجماً وتُغطِّى بالنباتات، وهي تؤدي إلى مناطق الطعام الذي يأكله وحيد القرن. وجد أن بعض دروب هذه الحيوانات قد تعبر أنهاراً بعمقٍ أكبر من 1.5م وبعرض 50 سنتيمتراً، ومن المعروف عن تيَّارات هذه الأنهار أنها قوية، إلا أنَّ وحيد القرن السومطري أيضاً سبَّاح قوي.[29][33] إذا ما كانت برك الوحل نادرةً نسبياً حول أحد الأنهار فقد يعني ذلك أن وحيد القرن يلجأ إلى النهر نفسه للتمرُّغ بالوحل.[41]

الغذاء

اليوجينيا، أكثر النباتات التي تقتات عليها الكركدنات السومطرية.

يحصل وحيد القرن السومطري على معظم غذائه في الصَّباح الباكر أو قبل غروب الشمس مباشرةً. هذه الحيوانات عاشبة في غذائها، فهي تأكل الشجيرات الصغيرة والأوراق والثمار والغصينات والبراعم.[29] عادةً ما يأكل وحيد القرن الواحد نحو 50 كيلوغراماً من الطعام كل يوم.[18] وقد وجد الباحثون - عبر دراسة روث الحيوان بالدرجة الأولى - أنه يتغذى على أكثر من 100 نوعٍ من النباتات. إلا أنَ أهمُّ جزءٍ من غذائه هو الشجيرات التي يتراوح قطر جذعها من سنتيمترٍ واحد إلى 6 سنتيمترات، وهو عادةً ما يبدأ بدفعها إلى الأرض مستعملاً جسمه، ثم يمشي فوقها دون الدوس عليها ليأكل أوراقها. لا توجد العديد من أنواع النباتات التي يعتمد عليها وحيد القرن السومطري في غذائه سوى في مناطق صغيرة، ممَّا يوحي بأنه كثيراً ما يغير عاداته الغذائية حسب موقعه الجغرافي.[41] من بين أبرز النباتات التي يأكلها هذا الحيوان الفربيونية والفوية وغيرها.[42]

غذاء وحيد القرن السومطري ذو الطبيعة النباتية غنيٌّ بدرجةٍ كبيرة بالألياف الغذائية، إلا أنَّه معتدلٌ في احتوائه على البروتين.[43] تعتمد هذه الحيوانات بدرجةٍ كبيرة على المسطَّحات الملحية للحصول على الأملاح التي يحتاجها لنظامه الغذائي. قد تكون هذه المسطحات ينابيع حارَّة صغيرة أو تجمُّعات للماء المالح الجافّ أو براكين طينية. تخدم المسطَّحات الملحية حياة وحيد القرن الاجتماعية أيضاً، إذ تجوبها الذكور بحثاً عن رائحة الإناث في مواسم التزاوج. إلا أنَّ بعض جماعات وحيد القرن السومطري تعيش في أماكن لا تتوافر فيها المسطَّحات الملحية بكثرة، وعندها ستضطرُ إلى الاعتماد على النباتات الغنية بالمعادن والأملاح لسدّ احتياجها الغذائي من هذا العنصر.[41][42]

التواصل

وحيد القرن السومطري هو الأكثر اعتماداً على التواصل بالصَّوت من بين جميع أنواع وحيد القرن.[44] تظهر مراقبة الحيوان في الأسر أنَّه يصدر الأصوات على الدوام تقريباً، كما أنه يفعل ذلك في البرية.[33] يصدر وحيد القرن ثلاثة أنواعٍ مختلفة من الأصوات: هي الإيب، والحوت، ونفخ الصفير. الإيب هو نباحٌ قصير بطول ثانية واحدةٍ، يعد أكثر أصوات هذه الحيوانات شيوعاً. أما الحوت - الذي حازَ اسمه لتشابهه مع أصوات الحوت السنامي - فهو أكثر الأصوات شبهاً بالأغنية وثاني أكثرها شيوعاً. تختلف درجة هذا الصوت وقد يستمرُّ مدة تتراوح من أربع إلى سبع ثوان. وأما نفخ الصفير فهو الأكثر ضجيجاً من بين أصوات هذه الحيوانات، حيث يُنفَخ الهواء في تعاقبٍ سريع لإصدار الضجيج. إن علوَّ هذا الصوت كافٍ لجعل الأعمدة الحديدية في سور قفص الحيوان تهتزّ. الغاية من هذه الأصوات غير معروفة، إلا أنَّه يعتقد أنها تلعب دوراً في الإنذار من الخطر والاستعداد للتزاوج وتحديد الموقع. يمكن أن يُسمَع نفخ الصفير من على مسافاتٍ هائلة، حتى في بيئة الغابات الكثيفة التي يسكنها وحيد القرن السومطري، فمن المحتمل أنَّها تسمع من مسافةٍ تصل إلى نحو 10 كيلومترات.[44]

التكاثر

أم مع دغفلٍ بعمر بضعة أيام.
الدغفل الصغير هارابان - المولود عام 2007 - مع أمّه إيمي، وهو ثالث دغفل يولد في الأسر خلال أكثر من قرن.

تنضج إناث وحيد القرن السومطري جنسياً عند عمر الـ6 إلى 7 سنوات، فيما أن الذكور تنضج عند الـ10 سنوات. تدوم فترة الحمل 15 إلى 16 شهراً، ليولد دغفلٌ بوزن 40 إلى 60 كلغم. يصل الدغفل الفطام بعد نحو 15 شهراً، إلا أنَّه يظلُّ مع أمه طوال السنتين أو الثلاث سنوات الأولى من حياته. يُقدَّر الفاصل بين كل فترة حملٍ والأخرى لهذه الحيوانات في البرية بنحو أربع إلى خمس سنوات. رغم ذلك، فإن طبيعة تربية أمهات وحيد القرن السومطري لدغافلها لم تُدرَس بالدرجة الكافية.[18]

دُرِسَت عادات وحيد القرن السومطري التكاثرية اعتماداً على أفرادٍ موجودين في الأسر بالدرجة الأولى. تبدأ العلاقة الجنسية بفترة مغازلةٍ، يرافقها ازدياد التواصل الصوتي بين الزوجين، وإبداء إشارات مثل رفع الذيل والتبول وزيادة الاحتكاك الفيزيائي، ويسعمل الذكور والإناث الخطم لضرب رؤوس بعضيهما البعض. يشبه هذا الأسلوب في المغازلة بدرجةٍ كبيرة ذاك عند وحيد القرن الأسود. كثيراً ما تكون ذكور هذه الحيوانات اليافعة شديدة العدائية مع الإناث، فقد تتسبَّب بجرحها أو حتى بقتلها خلال المغازلة، وقد تهرب الإناث بعيداً في البرية من الذكور العدائية، لكنها لا تستطيع ذلك في الأسر بسبب ضيق مساحة الأقفاص، وقد تساهم عدم قدرة الإناث على الهروب من الذكور العدائية بشكلٍ جزئيٍّ في بطء عمليات إكثار وحيد القرن السومطري بالأسر.[45][46][47]

تستمرُّ مدة قابلية التزاوج - حيث تكون الإناث مستعدَّة لاستقبال الذكور - نحو 24 ساعة، وتشير الدراسات إلى أنها تتكرَّر مرة جديدة كل 21 إلى 25 يوماً. يأخذ الجماع مدَّة 30 إلى 50 دقيقة، وهي مدَّة شبيهة بتلك التي تأخذها أنواع الكركدن الأخرى، وذلك مع أنَّ الأمر قد يأخذ وقتاً أطول في بعض الأحيان.[45] رغم أن هذا العملية كانت تسير على ما يرامٍ في الأسر بالكثير من الأحيان، إلا أنَّ الحمل كان يفشل لاحقاً لأسباب مختلفة، وذلك حتى نجح الباحثون باستيلاد أول وحيد قرنٍ سومطري في الأسر عام 2001. حيث اكتشفت دراسات فشل الحمل في حدائق الحيوان أنَّ إباضة هذه الحيوانات كانت تُستَحثٌّ بالتزاوج، وأن لدى إناثها مستويات بروجستيرون يصعب التنبؤ بها مسبقاً،[48] ومن هنا تمكَّن العلماء - عبر منح الإناث كميات إضافية من البروجستيرون - من الحصول على ولادات ناجحةٍ في أعوام 2001 و2004 و2007.[49] ومع ولادة حديثةٍ لدغفل في غربي إندونيسيا، لا توجد حتى الآن سوى خمس حالات ولادة ناجحة لوحيد القرن السومطري في الأسر خلال أكثر من قرنٍ وربع من الزمن.[50]

الحماية

كان وحيد القرن السومطري فيما مضى منتشراً بكافَّة منطقة جنوب شرق آسيا، أما الآن فيُقدَّر أنه بقي منه أقلُّ من 80 رأس.[51][52] يُصنَّف النوع كنوع معرَّض لخطر الانقراض للغاية، وذلك بالدرجة الأولى نتيجة صيده غير القانوني. كان يُقدَّر معدل انحدار أعداد هذه الحيوانات حتى مطلع التسعينيات بنحو 50% كل عشر سنوات. أما الآن بعد تبقّي عددٍ صغير من أفراده المبعثرين، فإنَّهم يواجهون خطر الضعف الجيني الناتج عن التوالد الداخلي.[2] معظم أفراد وحيد القرن السومطري الحيَّة الآن تقطن مناطق جبلية صعبة المسالك في إندونيسيا.[53][54]

جاكسون، وحيد قرن في حديقة حيوانات لندن من تحت نوع "D. s. lasiotis" المنقرض.

يمثل صيد هذه الحيوانات غير القانوني مصدر قلقٍ كبير، إذ يُقدَّر سعر قرونها بنحو 30,000 دولار أمريكي لكل كيلوغرام.[12] اصطيد وحيد القرن السومطري بأعدادٍ كبيرة لقرون سعياً وراء قرونه، ممَّا أدى إلى وصول أعداده حالتها الآن، والتي لا زالت في انحدارٍ مستمرّ.[2] من الصعب مراقبة وصيد هذه الحيوانات مباشرةً (حتى أن أحد الباحثين الميدانيين قضى سبعة أسابيع في تجويف شجرةٍ قرب مسطح ملحيّ دون حتى أن يتمكَّن من مشاهدة أحدها)، لذلك فإن الصيادين يعتمدون على أفخاخ الحفر والرماح للإمساك بها. حتى سبعينيات القرن العشرين على الأقل، كان أهالي جزيرة سومطرة الإندونيسية يستعملون أجزاء جسد وحيد القرن استعمالاتٍ مختلفة، مثل استعمال قرونه في صنع التمائم سيراً وراء معتقد شعبيٍّ يفيد بأن هذه القرون تحمي صاحبها من السموم. أما لحم وحيد القرن المجفَّف فهو يستعمل في الطبّ لعلاج الإسهال والجذام والسل. وأما "زيت وحيد القرن" - وهو ما يبقى بعد نقع جمجمة الحيوان في زيت جوز الهند لبضعة أسابيع - فإنه يستعمل لعلاج أمراض الجلد.[33][34][41] رغم ذلك، فإنَّ مدى نطاق استعمال هذه الوسائل ومدى شعبيَّتها غير معروفان. كان يعتقد في الماضي أن قرون هذه الحيوانات تستعمل على نطاقٍ واسع بصفتها منشطات جنسية طبيعية، إلا أنَّه تبين لاحقاً أن الطب الصيني لم يكن يستعملها لهذا الغرض مطلقاً.[12] رغم ذلك، فإن السبب الأساسي وراء صيد وحيد القرن السومطري كان الحصول على قرونه لاستعمالها في أغراض طبية.[2]

يقطن وحيد القرن السومطري الغابات المطيرة في ماليزيا وإندونيسيا، وهي بيئة تُستَهدف بقطع الأشجار القانوني وغير القانوني - على حدّ سواء - بدرجةٍ كبيرة، سعياً وراء أخشابها الجيّدة، ممَّا يتسبَّب بدفع ما يصل إلى 1,800 دولار مقابل كلِّ متر مربَّع. من جهةٍ أخرى، فإن تطبيق القانون وكبح قطع الأشجار غير القانوني صعبٌ، كون الأهالي يعيشون قرب غابات وحيد القرن أو في نفس غاباته. بل وقد استعمل زلزال وتسونامي المحيط الهندي 2004 لتبرير المزيد من عمليات اجتثاث الأشجار، فمنذ ذلك الحين ازداد عدد تراخيص القطع التي تمنحها الحكومة ضمن غابات وحيد القرن السومطري بدرجةٍ كبيرة.[36] في الماضي، اعتقد أن وحيد القرن السومطري حيوانٌ عالي الحساسية لتدمير بيئته الطبيعية، لكن عل ى ما يبدو أن ضرر هذه الظاهرة قليلٌ مقارنة بصيده، حيث يمكنه التكيُّف مع أي بيئة أحراش مهما كانت.[2] أطلقت وزارة البيئة الأندونيسيَّة برنامجًا لِتعداد رؤوس الكركدنَّات السومطريَّة الباقية خلال شهر فبراير 2019، على أن تنتهي منه خلال ثلاث سنوات.[55]

في الأسر

البقايا المحنَّطة لآخر وحيد قرن سومطري عاش في حديقة حيوانات كوبنهاغن، نفق في عام 1972.

رغم ندرة وحيد القرن السومطري، إلا أنَّه كان يعرض في حدائق الحيوان لنحو قرنٍ ونصف من الزمن. حصلت حديقة حيوان لندن على فردين منه عام 1872، أحدهما أنثى اسمها "بيغوم" كانت قد أمسكت في شيتاغونغ عام 1868، وظلَّت حية في الحديقة حتى عام 1900، وهي أطول حياةٍ عاشها وحيد قرن سومطري في الأسر على الإطلاق.[56] انتمت بيغوم إلى تحت نوع منقرضٍ من وحيد القرن السومطري كان يُسمَّى علمياً باسم "D. s. lasiotis". في ذلك الحين، ادَّعى فيليب سكلارتر - أمين سر جمعية علم الحيوان بلندن - أنَّ أول وحيد قرن سومطري في تاريخ حدائق الحيوان كان موجوداً في حدائق هامبورغ الحيوانية منذ عام 1868، أي قبل بيغوم حتى.[33] رغم ذلك، لم تزدهر هذه الحيوانات كثيراً خارج موطنها الأصلي، فقد سُجِّلت حالة ولادة ناجحةٍ واحدةٌ لوحيد القرن السومطري في حديقة حيوانات كالكوتا عام 1889، إلا أنَّها كانت الوحيدة من نوعها خلال القرن الآتي، حيث لم تُسجَّل طوال القرن العشرين أي ولادة ناجحة لوحيد قرن في حديقة حيوانات. في عام 1972، ماتت "سوبور" - آخر وحيد قرن سومطري متبقٍّ في الأسر - في حديقة حيوانات كوبنهاغن.[33]

بيغوم، إحدى أولى إناث وحيد القرن السومطري التي وضعت في الأسر، نفقت عام 1900.

رغم الصعوبات العديدة التي واجهت إكثار هذا النوع، فقد بدأت بعض المنظمات البيئية في مطلع الثمانينيات بإطلاق برامج لاستيلاده في الأسر. نقل هذا البرنامج بين عامي 1984 و1996 نحو 40 وحيد قرن سومطري من موطنها الطبيعي إلى حدائق حيوان في مختلف أنحاء العالم. كانت الآمال أول الأمر عالية، وأجريت بحوثٌ كبيرةٌ حول أسلوب عيش هذه الحيوانات بناءً على أفرادها الموجودين في الأسر، لكن وحتى نهاية التسعينيات لم تكن هناك حالة ولادةٍ واحدةٍ ضمن البرنامج، وأقرَّ معظم مؤيديوه بأنه انتهى بالفشل. كانت قد أطلقت هذا البرنامج مجموعة متخصّصي وحيد القرن الآسيوية التابعة للاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة، إلا أنَّها هي نفسها أعلنت في عام 1997 أنها فشلت "حتى في الحفاظ على النوع ضمن ظروفٍ أخلاقية مقبولة"، حيث أنَّه - فضلاً عن انعدام الولادات - فقد توفّي 20 من الحيوانات المأسورة.[34] انتشر في عام 2004 مرض السورا في مركز حماية وحيد القرن السومطري ليتسبَّب بمقتل جميع أفراد وحيد القرن السومطري الباقية بالأسر في شبه الجزيرة الماليزية، لينخفض عددها في الأسر عالمياً إلى ثمانية فقط.[40][54]

دغفل صغير في الأسر.

أرسلت سبعٌ من هذه الحيوانات إلى الولايات المتحدة، فيما أبقى الأخير في جنوب شرق آسيا. إلا أنَّ عددها تضاءل بحلول عام 1997 إلى ثلاثة فقط، وهي أنثى في حديقة حيوانات لوس أنجلوس (إيمي)، وذكر في حديقة حيوانات سنسناتي (لبوه)، وأنثى في حديقة حيوانات برونكس. وقد جُمِعَت الحيوانات الثلاثة - في محاولةٍ أخيرة - بحديقة حيوانات سنسناتي، حيث أجريت عليها محاولات إكثار فاشلة لسنوات، حملت خلالها إيمي خمس مرَّات متتالية لم تنجح فيها بوضع دغفل أي مرة. في المرة السادسة، أدرك الباحثون - من دراسة التجارب السابقة - أن الإناث تحتاج إلى جرعاتٍ هرمونية إضافية من البروجستيرون لضمان ولادتها، فتكمنوا بإعطائها جرعاتٍ من هذه الهرمونات من استيلاد دغفل بصحة جيّدة من إيمي في شهر سبتمبر عام 2001، سُمِّي "أندالاس"، وهو اسم إندونيسي لجزيرة سومطرة.[57] كان أندالاس أول حالة ولادة ناجحة لوحيد قرن سومطري في الأسر منذ 112 سنة. وقد تبعته أنثى صغيرة باسم "سوسي" (تعني "خالص" بالإندونيسية) في 30 يوليو عام 2004.[58] ثم ولدت إيمي مرة ثالثةً في 29 أبريل عام 2007، لتضع دغفلاً ذكراً باسم "هارابان" (تعني "الأمل" بالإندونيسية).[49][59] أعيد أندالاس - الذي كان يعيش آنذاك في حديقة حيوانات لوس أنجلوس - إلى جزيرة سومطرة عام 2007، ليشارك ببرامج إكثارٍ مع إناث بصحَّة جيدة،[47][60] ليلد في 23 يونيو عام 2012 دغفلاً ذكراً باسم "أنداتو"، وهو رابع دغفلٍ يولد في الأسر خلال القرن الحالي.[61]

رغم النجاح الذي حُقِّق حديثاً في إكثار هذه الحيوانات بحديقة سنسنّاتي، إلا أنَّ برنامج إكثارها بالأسر بصورةٍ عامة واجه انتقادات كثيرة. يحاجج مؤيّديو البرنامج بأن حدائق الحيوانات ساعدت جهود حماية وحيد القرن السومطري عبر إتاحة دراسة عاداته التكاثرية، ليساعدوا على نشر الوعي الشعبي وتعليم الناس عن وحيد القرن، وفي الآن ذاته الحصول على دعم مالي لدعم جهود الحماية في سومطرة. إلا أنَّ المعارضين - من جهة أخرى - يحاججون بأن الخسائر كبيرةٌ جداً، والتكاليف عالية جداً، وبأن إخراج وحيد القرن من موطنه الطبيعي - حتى ولو مؤقتاً - يفسد دوره البيئي الطبيعي، حيث لا يمكن لجماعات وحيد القرن في الأسر أن تجاري بمعدَّلات تكارثها وتعافيها تلك في المناطق المحمية بالبرية.[47]

نفوق تام

آخر ذكور وحيد القرن السومطري في ماليزيا، تام، نفق في يوم 27 مايو 2019 تاركًا وراءه أنثى واحدة فقط من نفس النويعة النادرة في الأسر.[62] حيث نشر خبر نفوقه تحالف اتحاد وحيدة القرن في بورنيو (بورا BORA) في بيان على موقع فيسبوك يوم الاثنين، قائلاً: "بقلوب مليئة بالأسى، نشاطركم الأخبار المأساوية عن تام، آخر وحيد قرن مالاوي في سومطرة، قد وافته المنية".[63] وقالت بورا إن تام كان يعاني من فشل في الأعضاء قبل نفوقه.

كان تام قد تم وقع في الأسر وجلب للعيش في محمية صباح للحياة البرية. حيث كان من المأمول أن يتكاثر مع وحيدة القرن الأنثى الأسيرة، ولكن الآمال تحطمت عند اكتشاف أن الإثنين كانا يعانيان من العقم. وبنفوق تام لم يتبقى وحيد قرن سومطري في ماليزيا إلا أنثى تدعى إيمان،[64][65][66] وقد نفقت إيمان هي الأخرى بعد صراع مع السرطان يوم 24 نوفمبر 2019 لتختفي بذلك الكركدنات السومطرية في ماليزيا.[67]

في الثقافة الشعبية

رسم لـ"بيغوم" يعود إلى عام 1872.

لم يكن وحيد القرن السومطري معروفاً كثيراً خارج موطنه الأصلي، عدا عن القليل من أفراده الذين عرضوا في حدائق الحيوان ورسموا بالكتب العلمية، حيث طغت عليه أنواع وحيد القرن الأخرى السوداء والبيضاء والهندية. رغم ذلك، بدأت مقاطع فيديو لهذه الحيوانات بالظهور مؤخراً في العديد من وثائقيات الحياة البرية. فقد ظهرت الكثير من المقاطع التي تظهر هذه الحيوانات في الوثائقي الآسيوي The Littlest Rhino. كما عرضت على قناة Natural History New Zealand النيوزلندية مقاطع لوحيد قرنٍ سومطري التقطها مصوّر يعمل عملاً حراً، ظهرت في وثائقي لعام 2001 باسم The Forgotten Rhino عن وحيد القرن في إندونيسيا والهند.[68][69]

بدأت صور وحيد القرن السومطري في جزيرة بورنيو بالانتشار على نطاقٍ واسع بين علماء الطبيعة الحديثين في عام 2006، عندما نجح مصورون بأخذ لقطات لأفراد بالغة من هذه الحيوانات في غابات صباح بماليزيا.[70] في 24 أبريل عام 2007، أعلن عن التقاط أول صور بالفيديو لوحيد قرن بري في جزيرة بورنيو. حيث التقط مقطع ليليٌّ لوحيد قرن وهو يتغذى على أوراق النباتات في الأدغال، ويتفحَّص كاميرا التصوير. التقط الفيديو الصندوق العالمي للطبيعة، الذي الذي استغلَّه في جهود لإقناع الحكومة المحلية بتحويل منطقة التصوير إلى محمية لوحيد القرن.[71][72] استمرَّت المراقبة، ونصبت 50 كاميرا جديدة في الموقع، حيث صورت في شهر فبراير عام 2010 مقاطع لأنثى حاملٍ من وحيد القرن السومطري.[73]

كان قد جمع عدد من علماء الطبيعة والصيَّادين الأوروبين خلال فترة الاستعمار بعض الحكايات الشعبية والأساطير المحلية التي تدور حول وحيد القرن السومطري، وذلك منذ منتصف القرن التاسع عشر حتى مطلع القرن العشرين. ففي بورما كان هناك معتقد شائع في الماضي يقضي بأنَّ هذه الحيوانات تأكل النار. وتروي بعض الحكايات أنَّ هذه الكائنات آكلة النار كانت تبع الدخان أينما رأته باحثةً عن مصدره، خصوصاً نيران المخيَّمات، حيث كانت تهاجم المخيَّم ومن فيه. بل وكان هناك معتقد بورمي يفيد بأن أفضل وقت لصيد وحيد القرن هو شهر يوليو، حيث تتجمَّع هذه الحيوانات تحت القمر البدر. وأما في شبه جزيرة الملايو فقد كان يقال أن قرن هذه الحيوانات مجوَّف من الداخل، ومن الممكن أن يستعمل لاستنشاق الهواء أو شرب الماء. كان يعتقد كذلك في الملايو وسومطرة أن وحيد القرن كان يستبدل قرنه كل عامٍ ويدفنه تحت الأرض، وقيل في بورنيو أنه كان حيواناً مفترساً يغوص في النهر ليلتهم الأسماك.[33]

المراجع

  1. Grubb, P. (2005). "Order Perissodactyla". In Wilson, D.E.; Reeder, D.M (المحررون). Mammal Species of the World: A Taxonomic and Geographic Reference (الطبعة 3rd). Johns Hopkins University Press. صفحة 635. ISBN 978-0-8018-8221-0. OCLC 62265494. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)CS1 maint: ref=harv (link)
  2. van Strien, N.J., Manullang, B., Sectionov, Isnan, W., Khan, M.K.M, Sumardja, E., Ellis, S., Han, K.H., Boeadi, Payne, J. & Bradley Martin, E. (2008). Dicerorhinus sumatrensis. في: الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة 2008. القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض. وُصل بتاريخ 28 November 2008.
  3. وصلة : التصنيف التسلسلي ضمن نظام المعلومات التصنيفية المتكامل — تاريخ الاطلاع: 19 سبتمبر 2013 — العنوان : Integrated Taxonomic Information System — تاريخ النشر: 22 أبريل 2004
  4. وصلة : http://www.departments.bucknell.edu/biology/resources/msw3/browse.asp?s=y&id=14100054 — تاريخ الاطلاع: 19 سبتمبر 2015 — العنوان : Mammal Species of the World
  5. Rookmaaker, L.C. (1984). "The taxonomic history of the recent forms of Sumatran Rhinoceros (Dicerorhinus sumatrensis)". Journal of the Malayan Branch of the Royal Asiatic Society. 57 (1): 12–25. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. خاروف, حسن حلمي. "الكركدن". الموسوعة العربية. هئية الموسوعة العربية سورية- دمشق. مؤرشف من الأصل في 27 فبراير 2017. اطلع عليه بتاريخ نيسان 2014 م. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  7. Groves, C. P. and Kurt, F. (1972). "Dicerorhinus sumatrenis" (PDF). Mammalian Species. 21: 1–6. مؤرشف من الأصل (PDF) في 3 مارس 2016. اطلع عليه بتاريخ أغسطس 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  8. Rhino Species >> Sumatran Rhinoceros. onehornedrhino.org نسخة محفوظة 27 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
  9. Chapman, Jan The Art of Rhinoceros Horn Carving in China (1999), p. 27. Christie's Books, London ISBN 0-903432-57-9.
  10. Schafer, Edward H. The Golden Peaches of Samarkand: A study of T'ang Exotics (1963), p. 83. University of California Press. Berkeley and Los Angeles. First paperback edition: 1985.
  11. Save The Rhino : Sumatran rhino numbers revised downwards, 18 March 2012 نسخة محفوظة 12 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  12. Dinerstein, Eric (2003). The Return of the Unicorns; The Natural History and Conservation of the Greater One-Horned Rhinoceros. ولاية نيويورك: دار نشر جامعة كولومبيا. ISBN 0-231-08450-1. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  13. Williams, David; Ko, Stella (24 November 2019). "The last Sumatran rhino in Malaysia has died and there are less than 80 left in the world". سي إن إن. مؤرشف من الأصل في 19 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 27 نوفمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  14. "Sumatran rhinos are extinct in their native Malaysia after last living female dies". 23 November 2019. مؤرشف من الأصل في 7 فبراير 2020. اطلع عليه بتاريخ 21 يناير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  15. Rookmaaker, Kees (2005). "First sightings of Asian rhinos". In Fulconis, R. (المحرر). Save the rhinos: EAZA Rhino Campaign 2005/6. London: الجمعية الأوروبية لحدائق الحيوان والأحياء المائية. صفحة 52. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  16. Morales, Juan Carlos (1997). "Mitochondrial DNA Variability and Conservation Genetics of the Sumatran Rhinoceros". Conservation Biology. 11 (2): 539–543. doi:10.1046/j.1523-1739.1997.96171.x. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  17. Liddell, Henry G. (1980). Greek-English Lexicon (الطبعة Abridged). Oxford: Oxford University Press. ISBN 0-19-910207-4. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  18. van Strien, Nico (2005). "Sumatran rhinoceros". In Fulconis, R. (المحرر). Save the rhinos: EAZA Rhino Campaign 2005/6. London: الجمعية الأوروبية لحدائق الحيوان والأحياء المائية. صفحات 70–74. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  19. International Commission on Zoological Nomenclature (1977). "Opinion 1080. Didermocerus Brookes, 1828 (Mammalia) suppressed under the plenary powers". Bulletin of Zoological Nomenclature, 34:21–24.
  20. Derived from range maps in:
    • Foose, Thomas J. and van Strien, Nico (1997). Asian Rhinos – Status Survey and Conservation Action Plan. IUCN, Gland, Switzerland, and Cambridge, UK. ISBN 2-8317-0336-0. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
      and
    • Dinerstein, Eric (2003). The Return of the Unicorns; The Natural History and Conservation of the Greater One-Horned Rhinoceros. ولاية نيويورك: دار نشر جامعة كولومبيا. ISBN 0-231-08450-1. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  21. van Strien, Nico. "Sumatran rhinoceros" (PDF). British and Irish Association of Zoos and Aquariums. مؤرشف من الأصل (PDF) في 10 مايو 2020. اطلع عليه بتاريخ December 5, 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  22. van Strien, N.J., Manullang, B., Sectionov, Isnan, W., Khan, M.K.M, Sumardja, E., Ellis, S., Han, K.H., Boeadi, Payne, J. & Bradley Martin, E. 2008. Dicerorhinus sumatrensis. In: IUCN 2011. القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض. Version 2011.2. نسخة محفوظة 5 فبراير 2020 على موقع واي باك مشين.
  23. Groves, C.P. (1965). "Description of a new subspecies of Rhinoceros, from Borneo, Didermocerus sumatrensis harrissoni". Saugetierkundliche Mitteilungen. 13 (3): 128–131. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  24. Jeremy Hance (23 April 2015), Officials: Sumatran rhino is extinct in the wild in Sabah, Mongabay, مؤرشف من الأصل في 19 أبريل 2020 الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); الوسيط |separator= تم تجاهله (مساعدة)CS1 maint: ref=harv (link)
  25. Woodyatt, Amy. "Malaysia's last male Sumatran rhino dies". CNN. مؤرشف من الأصل في 27 مايو 2020. اطلع عليه بتاريخ 28 مايو 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  26. Tougard, C. (2001). "Phylogenetic relationships of the five extant rhinoceros species (Rhinocerotidae, Perissodactyla) based on mitochondrial cytochrome b and 12s rRNA genes". Molecular Phylogenetics and Evolution. 19 (1): 34–44. doi:10.1006/mpev.2000.0903. PMID 11286489. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  27. Xu, Xiufeng (1 November 1996). "The Complete Mitochondrial DNA Sequence of the Greater Indian Rhinoceros, Rhinoceros unicornis, and the Phylogenetic Relationship Among Carnivora, Perissodactyla, and Artiodactyla (+ Cetacea)". Molecular Biology and Evolution. 13 (9): 1167–1173. PMID 8896369. مؤرشف من الأصل في 8 أغسطس 2010. اطلع عليه بتاريخ 04 نوفمبر 2007. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  28. Lacombat, Frédéric (2005). "The evolution of the rhinoceros". In Fulconis, R. (المحرر). Save the rhinos: EAZA Rhino Campaign 2005/6. London: الجمعية الأوروبية لحدائق الحيوان والأحياء المائية. صفحات 46–49. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  29. Groves, Colin P., and Fred Kurt (1972). "Dicerorhinus sumatrensis" (PDF). Mammalian Species. American Society of Mammalogists (21): 1–6. doi:10.2307/3503818. JSTOR 3503818. مؤرشف من الأصل (PDF) في 3 مارس 2016. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  30. Groves, C. P. (1983). "Phylogeny of the living species of rhinoceros". Zeitschrift fuer Zoologische Systematik und Evolutionsforschung. 21: 293–313. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  31. Cerdeño, Esperanza (1995). "Cladistic Analysis of the Family Rhinocerotidae (Perissodactyla)" (PDF). Novitates. المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي (3143). ISSN 0003-0082. مؤرشف من الأصل (PDF) في 27 مارس 2009. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة) نسخة محفوظة 27 مارس 2009 على موقع واي باك مشين.
  32. Orlando, Ludovic (2003). "Ancient DNA analysis reveals woolly rhino evolutionary relationships". Molecular Phylogenetics and Evolution. 28 (2): 485–499. doi:10.1016/S1055-7903(03)00023-X. PMID 12927133. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  33. van Strien, N.J. (1974). "Dicerorhinus sumatrensis (Fischer), the Sumatran or two-horned rhinoceros: a study of literature". Mededelingen Landbouwhogeschool Wageningen. 74 (16): 1–82. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  34. Foose, Thomas J. and van Strien, Nico (1997). Asian Rhinos – Status Survey and Conservation Action Plan. IUCN, Gland, Switzerland, and Cambridge, UK. ISBN 2-8317-0336-0. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  35. Choudhury, A.U. (1997). "The status of the Sumatran rhinoceros in north-eastern India" (PDF). Oryx. 31 (2): 151–152. doi:10.1046/j.1365-3008.1997.d01-9.x. مؤرشف من الأصل (PDF) في 3 مارس 2016. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  36. Dean, Cathy (2005). "Habitat loss". In Fulconis, R. (المحرر). Save the rhinos: EAZA Rhino Campaign 2005/6. London: الجمعية الأوروبية لحدائق الحيوان والأحياء المائية. صفحات 96–98. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  37. SOS Rhino : Rhino population at Indonesian reserve drops by 90 percent in 14 years, 18 March 2012 نسخة محفوظة 18 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
  38. Scott, C. (2004). "Optimization of novel polymorphic microsatellites in the endangered Sumatran rhinoceros (Dicerorhinus sumatrensis)". Molecular Ecology Notes. 4 (2): 194–196. doi:10.1111/j.1471-8286.2004.00611.x. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  39. Julia Ng, S.C. (2001). "Wallows and Wallow Utilization of the Sumatran Rhinoceros (Dicerorhinus Sumatrensis) in a Natural Enclosure in Sungai Dusun Wildlife Reserve, Selangor, Malaysia". Journal of Wildlife and Parks. 19: 7–12. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  40. Vellayan, S. (2004). "Trypanosomiasis (surra) in the captive Sumatran rhinoceros (Dicerorhinus sumatrensis sumatrensis) in Peninsular Malaysia". Proceedings of the International Conference of the Association of Institutions for Tropical Veterinary Medicine. 11: 187–189. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  41. Borner, Markus (1979). A field study of the Sumatran rhinoceros Dicerorhinus sumatrensis Fischer, 1814: Ecology and behaviour conservation situation in Sumatra. Zurich : Juris Druck & Verlag. ISBN 3-260-04600-3. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  42. Lee, Yook Heng (1993). "The Mineral Content of Food Plants of the Sumatran Rhino (Dicerorhinus sumatrensis) in Danum Valley, Sabah, Malaysia". Biotropica. The Association for Tropical Biology and Conservation. 3 (5): 352–355. doi:10.2307/2388795. JSTOR 2388795. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  43. Dierenfeld, E.S. (2006). "Intake, utilization, and composition of browses consumed by the Sumatran rhinoceros (Dicerorhinus sumatrensis harissoni) in captivity in Sabah, Malaysia". Zoo Biology. 25 (5): 417–431. doi:10.1002/zoo.20107. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  44. von Muggenthaler, Elizabeth (2003). "Songlike vocalizations from the Sumatran Rhinoceros (Dicerorhinus sumatrensis)". Acoustics Research Letters Online. 4 (3): 83. doi:10.1121/1.1588271. مؤرشف من الأصل في 7 نوفمبر 2018. اطلع عليه بتاريخ 20 سبتمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  45. Zainal Zahari, Z. (2005). "Reproductive behaviour of captive Sumatran rhinoceros (Dicerorhinus sumatrensis)". Animal Reproduction Science. 85 (3–4): 327–335. doi:10.1016/j.anireprosci.2004.04.041. PMID 15581515. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  46. Zainal-Zahari, Z. (2002). "Gross Anatomy and Ultrasonographic Images of the Reproductive System of the Sumatran Rhinoceros (Dicerorhinus sumatrensis)". Anatomia, Histologia, Embryologia: Journal of Veterinary Medicine Series C. 31 (6): 350–354. doi:10.1046/j.1439-0264.2002.00416.x. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  47. Roth, T.L. (2006). "New hope for Sumatran rhino conservation (abridged from Communique)". International Zoo News. 53 (6): 352–353. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  48. Roth, T.L. (2001). "Ultrasound and endocrine evaluation of the ovarian cycle and early pregnancy in the Sumatran rhinoceros, Dicerorhinus sumatrensis". Reproduction. 121 (1): 139–149. doi:10.1530/rep.0.1210139. PMID 11226037. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  49. Roth, T.L. (2003). "Breeding the Sumatran rhinoceros (Dicerorhinus sumatrensis) in captivity: behavioral challenges, hormonal solutions". Hormones and Behavior. 44: 31. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  50. "Endangered Sumatran rhino gives birth in Indonesia". 24 June 2012. مؤرشف من الأصل في 26 يونيو 2012. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  51. "Last male Sumatran rhino in Malaysia dies". Animals. 2019-05-27. مؤرشف من الأصل في 8 يونيو 2019. اطلع عليه بتاريخ 27 مايو 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  52. "Sumatran Rhino". World Wildlife Fund (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 12 يونيو 2019. اطلع عليه بتاريخ 27 مايو 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  53. Rabinowitz, Alan (1995). "Helping a Species Go Extinct: The Sumatran Rhino in Borneo". Conservation Biology. 9 (3): 482–488. doi:10.1046/j.1523-1739.1995.09030482.x. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  54. van Strien, Nico J. (2001). "Conservation Programs for Sumatran and Javan Rhino in Indonesia and Malaysia". Proceedings of the International Elephant and Rhino Research Symposium, Vienna, June 7–11, 2001. Scientific Progress Reports. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  55. "To rescue Sumatran rhinos, Indonesia starts by counting them first". Mongabay Environmental News. 15 April 2019. مؤرشف من الأصل في 12 يوليو 2019. اطلع عليه بتاريخ 21 يناير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  56. Lydekker, Richard (1900). "The great and small game of India, Burma, and Tibet". ISBN 978-81-206-1162-7. مؤرشف من الأصل في 10 مايو 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); Cite journal requires |journal= (مساعدة)
  57. "Andalas – A Living Legacy". حديقة حيوان سينسيناتي والحديقة النباتية. مؤرشف من الأصل في 17 نوفمبر 2007. اطلع عليه بتاريخ 04 نوفمبر 2007. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  58. "It's a Girl! Cincinnati Zoo's Sumatran Rhino Makes History with Second Calf". حديقة حيوان سينسيناتي والحديقة النباتية. مؤرشف من الأصل في 27 أكتوبر 2007. اطلع عليه بتاريخ 04 نوفمبر 2007. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  59. "Meet "Harry" the Sumatran Rhino!". حديقة حيوان سينسيناتي والحديقة النباتية. مؤرشف من الأصل في 17 نوفمبر 2007. اطلع عليه بتاريخ 04 نوفمبر 2007. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  60. Watson, Paul (April 26, 2007). "Come into my mud pool". لوس أنجلوس تايمز. مؤرشف من الأصل في 3 مارس 2016. اطلع عليه بتاريخ 05 ديسمبر 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  61. "Rare baby Sumatra rhinoceros named a 'gift from God'". Jakarta Globe. June 26, 2012. مؤرشف من الأصل في 27 يونيو 2012. اطلع عليه بتاريخ 26 يونيو 2012. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  62. CNN, Amy Woodyatt. "Malaysia's last male Sumatran rhino dies". CNN. مؤرشف من الأصل في 8 يونيو 2019. اطلع عليه بتاريخ 27 مايو 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  63. "Borneo Rhino Alliance". www.facebook.com. مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 27 مايو 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  64. Agencies (2019-05-27). "Malaysia's last male Sumatran rhino dies". The Guardian (باللغة الإنجليزية). ISSN 0261-3077. مؤرشف من الأصل في 27 يوليو 2019. اطلع عليه بتاريخ 27 مايو 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  65. "'Hearts filled with sadness': Malaysia's last Sumatran male rhino dies". ABC News (باللغة الإنجليزية). 2019-05-28. مؤرشف من الأصل في 16 أغسطس 2019. اطلع عليه بتاريخ 27 مايو 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  66. "Malaysia's last male Sumatran rhino dies". Evening Standard (باللغة الإنجليزية). 2019-05-27. مؤرشف من الأصل في 9 يونيو 2019. اطلع عليه بتاريخ 27 مايو 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  67. ""إيمان" تقضي بالسرطان". RT Arabic. مؤرشف من الأصل في 28 نوفمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 24 نوفمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  68. "The Littlest Rhino". Asia Geographic. مؤرشف من الأصل في 09 أكتوبر 2007. اطلع عليه بتاريخ 06 ديسمبر 2007. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  69. "The Forgotten Rhino". NHNZ. مؤرشف من الأصل في 1 أكتوبر 2006. اطلع عليه بتاريخ 06 ديسمبر 2007. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  70. "Rhinos alive and well in the final frontier". نيو ستريتس تايمز (Malaysia). July 2, 2006. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  71. "Rhino on camera was rare sub-species: wildlife group". وكالة فرانس برس. April 25, 2007. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  72. Video of the Sumatran rhinoceros is available on the World Wildlife Fund web site. نسخة محفوظة 20 نوفمبر 2008 على موقع واي باك مشين.
  73. "Endangered pregnant Borneo rhino caught on camera". The Telegraph. 21 April 2010. مؤرشف من الأصل في 5 يناير 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)

    وصلات خارجية

    • بوابة ثدييات
    • بوابة علم الحيوان
    • بوابة علم الأحياء
    • بوابة آسيا
    • بوابة إندونيسيا
    • بوابة ماليزيا
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.