وادي رم

وادي رم، ويسمى أيضاً وادي القمر نظراً لتشابه تضاريسه مع تضاريس القمر، واد سياحي يقع صحراء حسمى في جنوب الأردن، على بعد 70 كيلومترا شمالي مدينة العقبة الساحلية.[1][2] ووادي رم هو الاسم الدارج والمستخدم في الاعلام لكل المنطقة. مع ان أغلب المواقع والمخيمات السياحية توجد خارج قرية رم.

وادي رم
 

إحداثيات: 29°34′35″N 35°25′12″E  
تقسيم إداري
 البلد الأردن  
التقسيم الأعلى محافظة العقبة  
خصائص جغرافية
 المساحة 74179.7 هكتار
59176.9 هكتار  
التشكيلة الصخريَّة لأعمدة الحكمة السبعة في وادي رم

يمتاز بوجود بالجبال الشاهقة نسبيا فيه، ففيه أعلى القمم الجبلية في جنوب بلاد الشام وهما: جبل أم الدامي وجبل رام.الطريق الرئيسي إلى وادي رم وقرية رم الصغيرة ينحدر شرقا من الطريق الصحراوي عند حوالي خمسة كيلومترات إلى الجنوب من مدينة القويرة وخمسة وعشرين كيلومترا إلى الشمال من العقبة. ومن هناك يمتد الطريق بطول يصل إلى حوالي 35 كيلومترا عبر الصحراء وينتهي حتى وادي رم. يعتبر وادي رم من أكثر المناطق السياحية في الأردن التي يأتي إليها السياح من جميع أنحاء العالم نظرا للطبيعية الموقع والتي لم يصتعها أي إنسان وإنما هي من فعل الطبيعة على الرغم من وجود نقوش ثمودية وإسلامية.

تكثر في منطقة وادي رم المخيمات السياحية التي تحل محل الفنادق كونه محمية طبيعية لا يسمح ببناء فنادق فيها.

جغرافية وادي رم

وادي رم هو جزء من صحراء حسمى. وهذه المنطقة تتميز بوجود جبال صخرية عالية متناثرة في سهل رملي واسع. وحسمى هو الاسم الشائع عند سكان البادية لكل المنطقة وتمتد منطقة حسمى بشكل مستطيل من جنوب مرتفعات الشراة ورأس النقب في الأردن إلى جنوب غرب تبوك في السعودية. جبال هذه المنطقة هي جبال من الصخر الرملي التي اخذت شكلها المميز بسبب العوامل الطبيعية من حت وتعرية في العصور القديمة.

تاريخ وادي رم

نقوش حجرية في وادي رم
صورة لأحد أنواع الفطر النادر الذي ينمو في صحراء وادي رم

في الماضي السحيق وفي فترة أواخر العصر الجليدي (قبل 10000 سنة) تظهر البحوث الميدانية في منطقة وادي رم وجود تجمعات سكانية حيث كانت المنطقة كثيفة الأشجار وتتلقى كميات كبيرة من الأمطار وكان مظهرها في تلك الفترة بعيدا جدا عن طبيعتها الصحراوية الحالية. ووجود كميات كبيرة من المياه الجوفية في هذه المنطقة هو بسبب كثافة الأمطار في تلك الفترة.

يعتقد أن أول من وثق عن وادي رم في التاريخ هو الجغرافي الروماني تولمي Ptolemy في كتابه (الجغرافيا) وذكره باسم "اراموا" Aramaua ويعتقد يان هذه المنطقة هي التي ذكرها القرآن الكريم باسم " إرم" في قوله تعالى : {ألمْ ترَ كيفَ فعلَ ربُكَ بعاد، إرمَ ذاتِ العماد، التي لم يُخْلَقْ مثلُها في البلاد} وإن كان هذا موضوعا خلافيا لوجود منطقة أخرى في اليمن باسم " إرم" أيضا. على اية حال فالبحوث الاسكتشافية في منطقة رم اظهرت وجود نشاطا سكانيا في هذه المنطقة في الفترة ما بين 600 إلى 800 قبل الميلاد وكانت تطلق على هذه المنطقة اسم "ارام" أو "ارَم" Iram. واظهرت البحوث أيضا ان هذه المنطقة كان مشهورة لكثرة ينابيعها وكثرة حيوانات الصيد بها. اما العرب فقد سكنوا هذه المنطقة منذ عصور ما قبل التاريخ وظهرت لهم كتابات في فترة العرب الأنباط الذين تركوا الكثير من النقوش والمعايد التي تعود إلى القرن الرابع للميلاد. وكانت منطقة وادي رم خصوصا ومنطقة حسمى عموما ممرا للقوافل العربية القادمة من الجزيرة واليمن إلى بلاد الشام وتوجد كتابات ونقوشات عديدة تظهر هذا.

وادي رم في التاريخ العربي والإسلامي

توجد الكثير من المصادر التي تكلمت عن أرض حسمى بشكل عام والتي تظهر ان سكانهاهم من قبيلة جذام العربية. وقد ذكرها ياقوت الحموي بقوله "حسمى بالكسر ثم السكون مقصور يجوز أن يكون أصله من الحسم وهو المنع وهو: أرض ببادية الشام بينها وبين وادي القُرَى ليلتان". ويقول أيضا "وحسمى أرض غليظة وماؤها كذلك لا خير فيها تنزلها جُذَام". وقد ذكرت حسمى في الشعر العربي. وقال عنترة: سيأتيكم عنى وإن كنت نائيا

دخان العلندى دون بيتي مِذودُ

قصائد من قيل امرئ يحتديكم

وأنتم بحسمى فارتدوا وتقلدوا

وقال النابغة:

فأصبحَ عاقلاً بجبال حسمى

دُقاق الترب محتزم القَتَام

ويقول جميل بثينة:

لا قد أرى أن لا بثينة ترتجى

بوادي بدا ولا بحسمى ولا شغب

أما في الأثر الإسلامي فذكرت بهذا القول: قال القتبي ومن رواية أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي عن سهل بن معاذ الجهني عن أسامة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول بشر ركيب السعاة بقطع من جهنم مثل قور حسمى

قال وحسمى بلد جذام

كنز العمال عن كهيل بن حرملة النمري قال: سمعت أبا هريرة يقول: كيف بكم إذا خرجتم منها كفرا كفرا إلى سنبك من الأرض يقال لها حسما جذام إذا لم تأخذوا أبيض ولا أصفر ولم يخدمكم ندراء ولا ينان ولا جرجنة ولا مارق؟ وكيف بكم إذا خرجتم منها كفرا كفرا إلى سنبك من الأرض يقال لها حسمى جذام؟ فقال قائل: أبصر ما تقول يا أبا هريرة! فغضب حتى تخالج لونه، فقال: لقد ضل أبو هريرة وما اهتدى إن لم تكن سمعته أذناي ووعاه قلبي – قالها مرارا.

عن عبد الله بن عمرو قال: ليخرجنكم الروم من الشام كفرا كفرا حتى يوردوكم حسما جذام حتى يجعلوكم في طسوت من الأرض.

أما المتنبي، فقد وصف رحلته الشهيرة من مصر إلى الكوفة، وقد مر بمنطقة حسمى وذكرها بقوله: لا كُلُّ ماشِيَةِ الخَيزَلى

فِدا كُلُّ ماشِيَةِ الهَيذَبى

وَكُلِّ نَجاةٍ بُجاوِيَّةٍ

خَنوفٍ وَما بِيَ حُسنُ المِشى

وَلَكِنَّهُنَّ حِبالُ الحَياةِ

وَكَيدُ العُداةِ وَمَيطُ الأَذى

ضَرَبتُ بِها التيهَ ضَربَ القِمارِ إِمّا لِهَذا وَإِمّا لِذا

إِذا فَزِعَت قَدَّمَتها الجِيادُ

وَبيضُ السُيوفِ وَسُمرُ القَنا

فَمَرَّت بِنَخلٍ وَفي رَكبِها

عَنِ العالَمينَ وَعَنهُ غِنى

وَأَمسَت تُخَيِّرُنا بِالنِقابِ

وادي المِياهِ وَوادي القُرى

وَقُلنا لَها أَينَ أَرضُ العِراقِ

فَقالَت وَنَحنُ بِتُربانَ ها

وَهَبَّت بِحِسمى هُبوبَ الدَبورِ

مُستَقبِلاتٍ مَهَبَّ الصَبا

رَوامي الكِفافِ وَكِبدِ الوِهادِ

وَجارِ البُوَيرَةِ وادِ الغَضى

وَجابَت بُسَيطَةَ جَوبَ الرِداءِ

بَينَ النَعامِ وَبَينَ المَها

إِلى عُقدَةِ الجَوفِ حَتّى شَفَت

بِماءِ الجُراوِيِّ بَعضَ الصَدى

صورة تجسد الحياة الصحراوية في وادي رم وإستخدام الإبل للتنقل

تاريخ وادي رم الحديث

سكنت في التاريخ الحديث هذا الوادي قبائل بدوية كثيرة وأهمها قبيلة بني عطية والحويطات . وفي هذا اليوم تسكنه قبيلتي الزلابية والزوايدة التي تعود في الاصل إلى قبيلة عنزة الوائلية إضافة إلى عائلات من قبائل أخرى من الحويطات. وتوجد في منطقة وادي رم مدرسة عسكرية ونقطة "مركز" امني تابع لقوات البادية الأردنية. وانشئ مؤخرا في بلدة الديسة مضمارا رسميا لسباق الهجن (الإبل). ويتميز سكان المنطقة بانهم لا زالوا يحتفظون بالعادات والتقاليد البدوية واللباس العربي وتربية الجمال وكل هذا كان قد اختفى من الكثير باقي مناطق الأردن. وكما قال الشاعر مصطفى وهبي التل:

يا أخت (رم) كيف (رم) وكيف حال بني عطية

هل مــــا تزال هضــابهم شـمّا وديرتهم عـــذية

ســــقيا لعـهدك والحــــياة كــما نؤملها رضــية

السياحة في وادي رم

وبدأ ترويج هذه المنطقة سياحيا من اواخر الثمانينات بعد أن صور بها فيلم "لورنس العرب" في الستينيات. والان أصبحت السياحة هي مصدر دخل العديد من السكان الذين يعملون بها كأدلاء أو غيرها من الأعمال. وتسوق وزارة السياحة الأردنية وادي رم على أنه جزءا من مثلث السياحة الذهبي الذي يشمل وادي رم والبتراء والعقبة. وتشمل النشاطات السياحية في هذه المنطقة التخييم وجولات سياحية بين الجبال على ظهور الخيل والإبل أو باستخدام سيارات الدفع الرباعي، كما تمارس هناك هواية تسلق الجبال. ويمكن للزائر المبيت في المخيمات التي تقدم وجبات الطعام والخدمات الأخرى.

الوصول إلى وادي رم

تستغرق الرحلة من العاصمة عمان إلى وادي رم حوالي 4 ساعات على الطريق الصحراوي أو حوالي 5 ساعات على الطريق الملوكي أما من العقبة، فلا تتجاوز المسافة ساعة واحدة من الزمن.

وادي رم والأفلام

صور في وادي رم الكثير من الأفلام العالمية والمحلية. أهمها

  • الكوكب الأحمر، حيث صَوّر وادي رم على أنه سطح المريخ
  • the face وهو وثائقي من البي بي سي BBC عن تسلق الجبال
  • لورنس العرب وهو فيلم شهير يعزز الصور النمطية السلبية للعرب عند الغرب
  • المتحولون: ثأر الهاوي ، صوّر وادي رم على أن المنطقة هي مصر
  • فلم ذيب - 2014

معرض الصور

مصادر

  1. "معلومات عن وادي رم على موقع whc.unesco.org". whc.unesco.org. مؤرشف من الأصل في 3 سبتمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. "معلومات عن وادي رم على موقع d-nb.info". d-nb.info. مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    • بوابة الأردن
    • بوابة جغرافيا
    • بوابة التراث العالمي
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.