نظرية الجذور الحرة والتشيخ

نظرية الجذور الحرة والتشيخ free radical theory of aging هذه النظرية تقول أن تشيخ الكائن الحي يحدث بسبب أن الخلايا تجمع جذورا حرة مفسدة مع الوقت. .[1] الجذر الحر هو أي ذرة أو جزيء يكون فيها إلكترون واحد غير مقترن بإلكترون آخر في الغلاف الخارجي .[2]، فبينما توجد جذور حرة قليلة مثل ميلانين وليست نشطة التفاعل، فإن معظم الجذور الحرة البيولوجية ذات تفاعلية عالية. .[3] معظم التكوينات البيولوجية (الحيوية) يحدث فيها تلف بسبب جذور حرة تكون مقترنة بـ إجهاد تأكسدي . مضادات التأكسد هي مواد اختزال و تحد من التضرر البيولوجي عن طريق تخميل الجذور الحرة.[4]

إن نظرية الجذور الحرة كانت في البدء تأخذ في حسبانها جذور حرة مثل فوق الأكاسيد ( O2 ), ثم توسعت للأخذ في الاعتبار التضرر التأكسدي من أنواع أخرى من الأكسجين النشط مثل فوق أكسيد الهيدروجين (H2O2), أو البيروكسي نتريت peroxynitrite (OONO).[4]

صاغ "دنهام هارمان" نظرية الجذور الحرة والتشيخ في الخمسينيات من القرن الماضي [5] وفي السبعينيات امتد التفكير في أنواع من الأكسجين النشطة تنتجها المتقدرات.[6] في بعض الكائنات مثل الخميرة و دروسوفيلا (ذبابة الفاكهة) تشير الاختبارات إلى أن تقليل التضرر التأكسدي يمكن أن يطيل العمر.[7] ولكن في الفئران فإن واحد من 18 تغيير من نوع (SOD-1 deletion) تبطل عمل مضادات الأكسدة وعملت على تقصير العمر.[8] بالمثل في حالة الديدان الأسطوانية من نوع Caenorhabditis elegans ، أدى تخميل إنتاج مضاد التأكسد الطبيعي superoxide dismutase إلى تأثير بإطالة العمر. .[9] لا زالت التساؤلات مفتوحة عما إذا كان خفض التضرر التأكسدي إلى أقل من المستوى الطبيعي كافيا لإطالة العمر.

خلفية

عاملان رئيسيان وجّها اهتمام "هيرمان" إلى نظريته:

  • 1) نظرية معدل الحياة التي تقول أن طول العمر هو دالة عكسية لمعدل الأيض، وهذا بدوره يتزايد بتزايد أستهلاك الأكسجين،
أهم مصادر أنواع الأكسجين النشط في الكائنات الحية ، تنشأ في المتقدرات.

وبملاحظة أن التعرض للأشعة المؤينة تسبب " طفرات و سرطان و شيخوخة" ؛ هذا ما دعى "هيرمان" إلى الاعتقاد في أن جذور الأكسجين الحرة التي تنتج خلال التنفس الطبيعي قد تتسبب في تراكم أضرار قد تعرض أعضاء الجسم لفقد وظيفتها، وبالتالي تؤدي في النهاية إلى الموت.[10][11]

في السنوات التي تبعت ذلك، امتدت نظرية الجذور الحرة لكي تشمل ليس فقط مسألة "التشيخ" وإنما أيضا الأمراض المتعلقة بالشيخوخة.[12] واقترن ضرر الجذور الحرة في الخلايا بأنواع من الأمراض منها السرطان, و التهاب المفاصلالتصلب العصيدي, و مرض آلزهايمر, و السكري.[13]

كما تشير بعض البحوث إلى أن الجذور الحرة وبعض أنواع النتروجين النشيط يمكن أن تبدأ وتزيد من آلية موت الخلايا في الجسم، مثل الاستماتة وفي بعض الحالات المستعصية النخر .[14]

في عام 1972 قام "هيرمان" بتحسين نظريته الأولى إلى ما يعرف "بنظرية المتقدرات للتشيخ ".[12] وطبقا للفهم الحديث لها فإن تلك النظرية تنادي بأن أنواع من الأكسجين النشط تنشأ في المتقدرات ، وتعمل على الإضرار ببعض جزيئات المتقدرة ومن ضمنها الليبيدات ، والبروتينات وعلى الأخص دنا المتقدرة .[15] تلك الإتلافات تسبب طفرات مما تزيد من إنتاج بعض أنواع الأكسجين النشط، وتسّرع تراكم الجذور الحرة في الخلايا.[15] تلك النظرية المتعلقة بدور المتقدرات أصبحت تلاقي رضاءا كبيرا في الأوساط الطبية، على أنها قد تلعب دورا مؤثرا لعملية التشيخ.[16] ومنذ نظرية هيرمات الأولى عن دور الجذور الحرة في التشيخ أدخلت عليها تعديلات وتحسينات حسب خبرات تلت .[16]

من جهة أخرى، إن تعاطي الطعام بمقادير أقل تعني خفض للإجهاد التأكسدي للخلايا مما يقلل أيضا من كمية الجذور الحرة في الجسم، وبالتالي ضرر أقل للخلايا. وحقيقة، أن خفض عدد السعرات التي تتناولها بعض الكائنات التي تـُجرى عليها تجارب معملية تبين إطالة ملحوظة في العمر. وقد أدى إمداد بعض حيوانات التجارب بمركبات مضادة للتأكسد إلى إطالة في متوسط أعمارها، وهذا عندما تـُعطى تلك المواد لها مبكرا من عمرها. ولكن لم يحدث إطالة في الحد الأقصى للأعمار.[17]

مراجع

  1. Hekimi S, Lapointe J, Wen Y. Taking a "good" look at free radicals in the aging process. Trends In Cell Biology. 2011;21(10) 569-76.
  2. Erbas M, Sekerci H. IMPORTANCE OF FREE RADICALS AND OCCURRING DURING FOOD PROCESSING. SERBEST RADÏKALLERÏN ONEMÏ VE GIDA ÏSLEME SIRASINDA OLUSUMU. 2011;36(6) 349-56.
  3. Herrling T, Jung K, Fuchs J (2008). "The role of melanin as protector against free radicals in skin and its role as free radical indicator in hair". Spectrochimica Acta Part A: Molecular & Biomolecular Spectroscopy. 69 (5): 1429–35. doi:10.1016/j.saa.2007.09.030. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: يستخدم وسيط المؤلفون (link)
  4. Halliwell B (2012). "Free radicals and antioxidants: updating a personal view". Nutrition Reviews. 70 (5): 257–65. doi:10.1111/j.1753-4887.2012.00476.x. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. Harman, D (1956). "Aging: a theory based on free radical and radiation chemistry". Journal of Gerontology. 11 (3): 298–300. doi:10.1093/geronj/11.3.298. PMID 13332224. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. Harman, D (1972). "A biologic clock: the mitochondria?". Journal of the American Geriatrics Society. 20 (4): 145–147. doi:10.1111/j.1532-5415.1972.tb00787.x. PMID 5016631. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. Fontana, Luigi; Partridge, Linda; Longo, Valter D. (16 April 2010). "Extending Healthy Life Span—From Yeast to Humans". Science. 328 (5976): 321–326. doi:10.1126/science.1172539. PMC 3607354. PMID 20395504. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. Pérez VI, Bokov A, Remmen HV, Mele J, Ran Q, Ikeno Y; et al. (2009). "Is the oxidative stress theory of aging dead?". Biochimica et Biophysica Acta (BBA) - General Subjects. 1790 (10): 1005–14. doi:10.1016/j.bbagen.2009.06.003. PMC 2789432. PMID 19524016. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); Explicit use of et al. in: |مؤلف= (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  9. Van Rammsdonk, Jeremy M.; Hekimi, Siegfried (2009). Kim, Stuart K. (المحرر). "Deletion of the Mitochondrial Superoxide Dismutase sod-2 Extends Lifespan in Caenorhabditis elegans". PLoS Genetics. 5 (2): e1000361. doi:10.1371/journal.pgen.1000361. PMC 2628729. PMID 19197346. مؤرشف من الأصل في 03 يوليو 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  10. Harman D (Jul 1956). "Aging: a theory based on free radical and radiation chemistry". J Gerontol. 11 (3): 298–300. doi:10.1093/geronj/11.3.298. PMID 13332224. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  11. Speakman JR, Selman C (2011). "The free-radical damage theory: Accumulating evidence against a simple link of oxidative stress to ageing and lifespan". BioEssays. 33 (4): 255–9. doi:10.1002/bies.201000132. PMID 21290398. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  12. Harman D (2009). "Origin and evolution of the free radical theory of aging: a brief personal history, 1954–2009". Biogerontology. 10 (6): 773–81. doi:10.1007/s10522-009-9234-2. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  13. Clancy D, Birdsall J. Flies, worms and the Free Radical Theory of ageing. Ageing Research Reviews. (0).
  14. Chatterjee S, Lardinois O, Bhattacharjee S, Tucker J, Corbett J, Deterding L, et al. (2011). "Oxidative stress induces protein and DNA radical formation in follicular dendritic cells of the germinal center and modulates its cell death patterns in late sepsis". Free Radical Biology and Medicine. 50 (8): 988–99. doi:10.1016/j.freeradbiomed.2010.12.037. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  15. Jang YC, Remmen HV (2009). "The mitochondrial theory of aging: Insight from transgenic and knockout mouse models". Experimental Gerontology. 44 (4): 256–60. doi:10.1016/j.exger.2008.12.006. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  16. Gruber J, Schaffer S, Halliwell B (2008). "The mitochondrial free radical theory of ageing--where do we stand?". Frontiers in Bioscience. 13: 6554–79. doi:10.2741/3174. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  17. B. N. Ames u. a.: Oxidants, antioxidants, and the degenerative diseases of aging. In: PNAS 90, 1993, S. 7915–7922, PMID 8367443, ببمد سنترال 47258.

    وصلات خارجية

    اقرأ أيضا

    • بوابة موت
    • بوابة علم الأحياء
    • بوابة الكيمياء
    • بوابة علم الأحياء الخلوي والجزيئي
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.