نزيف داخل البطين

النزيف داخل البطيني هو نزيف في النظام البطينى للمخ، حيث يتم إنتاج السائل المخى شوكى وتداوله خلاله ليمر باتجاه المساحة تحت الطبقة العنكبوتية للمخ، يمكن أن تنجم عن الصدمات الجسدية أو النزيف في حالة السكتة الدماغية.

Intraventricular hemorrhage
أشعة مقطعية تظهر نزيف تلقائي في المخ ونزيف في كل من البطنينين الجانبينن والثلث واستسقاء الرأس[1]
أشعة مقطعية تظهر نزيف تلقائي في المخ ونزيف في كل من البطنينين الجانبينن والثلث واستسقاء الرأس[1]

معلومات عامة
الاختصاص طب الأطفال  
من أنواع نزف داخل القحف  

في الرُضٌع

أسبابه

هذا النوع من النزيف شائع في الأطفال الرضع، بصفة خاصة الأطفال الذين ولدوا في وقت مبكر عن موعد ولادتهم والذين ولدوا بوزن أقل بدرجة كبيرة عن الطبيعي،[2] وسبب النزيف داخل البطيني في الأطفال الغير ناضجين (المولودين قبل الموعد الطبيعي) بخلاف الأطفال الأكبر سنا والبالغين يكون نادرا بسبب الصدمات الجسدية، وبدلا من ذلك فإنه غالبا ما يكون بسبب تغيرات في نضج الهياكل الخلوية الدقيقة في المخ المتنامى كما أنه يزداد بواسطة الدورة الدموية الدماغية الغير ناضجة والتي هي عُرضه بشكل خاص لالتهاب الدماغ الناتج عن نقص الإمداد الدموي، ويؤدى نقص التدفق الدموى إلى موت الخلايا وبالتالي انهيار جدران الأوعية الدموية، مما يؤدى اخيرا إلى النزيف.

وفي حين يمكن أن يؤدى هذا النزيف إلى مزيد من الضرر فإنه في حد ذاته إشارة إلى وجود الإصابة التي حدثت بالفعل، تصاب معظم الحالات بالنزيف داخل البطينى في ال72 ساعة الأولى بعد الولادة[2]، وتزداد المخاطرة باستخدام الأكسجين الخارجى للأطفال المولودين مبكراً عن موعد ولادتهم.[3]

تختلف كمية النزيف، فغالبا يوصف النزيف داخل البطينى بأنه أربع درجات:

  • الدرجة الأولى - النزيف يحدث فقط في النسيج الغشائي الجنينى.
  • الدرجة الثانية - النزيف أيضا يحدث داخل البطينات، ولكنها ليست متوسعة.
  • الدرجة الثالثة - يتم توسيع البطينين عن طريق الدم المتراكم.
  • الدرجة الرابعة - النزيف يمتد إلى أنسجة المخ حول البطينات.

الدرجات الأولى والثانية هما الأكثر شيوعا، غالبا لا يكون هناك أي مضاعفات أخرى. الدرجات الثالثة والرابعة هما الأكثر خطورة ويمكن أن تؤدى إلى إصابة الدماغ على المدى الطويل للرضيع، وبعد الدرجة الثالثة والرابعة من النزيف داخل البطيني قد تتشكل الجلطات والتي تؤدى إلى إعاقة تدفق السائل المخي شوكي، مما يؤدي إلى زيادة تراكم السوائل في الدماغ (تضخم الدماغ).

صورة قديمة لطفل مصاب بإستسقاء الرأس أو تضخم الدماغ

وقد تم استخدام العديد من العلاجات المختلفة لمنع ارتفاع معدلات الاعتلال والوفيات، بما في ذلك العلاجات المدرة للبول،[4] والبزول القطنية المتكررة،[5] وعلاجات الستربتوكيناز،[6] وتم اكتشاف بعض المركبات الحديثة مؤخرا.

في عام 2002 قامت دراسة هولندية[7] بتحليل بعض الحالات والتي قد تدخل فيها أخصائي حديثى الولادة وقام بتصريف السائل المخي شوكي بالثقوب القطنية أو البطنية إذا كان عرض البطين (كما توضح الأشعة بالموجات فوق الصوتية) قد تجاوز 97 مئوية بالإضافة إلى 4مم.[8] وفي عام 2001 نشر تقرير مراجعة كوكرين الأصلي[4] بالإضافة إلى أدلة من محاولات السيطرة على التجارب العشوائية السابقة أشارت إلى أن التدخلات يجب أن تُبنى على العلامات السريرية وأعراض التوسع البطيني، وقامت تجربة دولية بدلا من ذلك بالنظر إلى 97 مئوية القديمة بمقابل 97 مئوية بالإضافة إلى 4مم للتدخل وتصريف السائل المخي شوكي.[9]

في البالغين

30% من حالات النزيف داخل البطيني تكون ابتدائية، وتقتصر على النظام البطيني وتحدث عادةً بسبب الصدمات داخل البطين، وتمدد الأوعية الدموية، والتشوهات الوعائية، والأورام خاصة أورام الضفيرة المشيمية،[10] بينما ال70% المتبقية هي حالات ثانوية بطبيعتها، تنتج من تمدد الأنسجة الحيوية الموجودة أو نزيف المساحة تحت الطبقة العنكبوتية،[10] وقد تم اكتشاف أن النزيف داخل البطينى يحدث في 35% من الحالات التي تتراوح بين صدمات دماغية معتدلة إلى صدمات دماغية خطيرة،[11] وهذا النزيف لا يحدث عادةً من دون أضرار واسعة النطاق ونادرا ما تكون آثاره جيدة.[12][13]

الأعراض والتشخيص

أعراض النزيف داخل البطينى تعد مماثلة تماماً لأعراض أي نزيف مخى آخر، وتشمل ظهور صداع مفاجئ وغثيان وقئ، بالإضافة إلى تغيرات في الحالة النفسية والعقلية وانخفاض مستوى الوعي،[14] تكون علامات التنسيق العصبي في الحد الأدنى أو غائبة وقد تحدث أيضا بعض التشنجات والنوبات الجزئية أو الكلية،[14] إصفرار، وتصبٌغ السائل المخى الشوكي باللون الأصفر.[14] يتم التشخيص بواسطة التأكد من وجود دم في البطينات في الأشعة المقطعية.

العلاج

يركز العلاج على الرصد والمراقبة ويجب أن يكون منجزاً مع الرعاية الطبية والخدمات للمرضى الداخليين حيث يتم يوضع المريض تحت الملاحظة بغرف العناية المركزة الخاصة بفاقدي الوعي أو الذين يعانون من انخفاض مستوى الوعي،[15] وينبغي إيلاء اهتمام إضافي إلى مراقبة الضغط داخل الجمجمة عن طريق وضع القسطرة داخل البطين والأدوية للحفاظ على الضغط داخل الجمجمة بمستوى ثابت والحفاظ على ضغط الدم ونسبة تخثر الدم،[10] وفي الحالات الأكثر خطورة قد تكون هناك حاجة للتصريف الخارجى للبطينات وذلك للحفاظ على الضغط داخل الجمجمة وللتخلص من النزف، وفي بعض الحالات القصوى قد يتطلب الأمر فتح التجويف القحفي،[10][15] وفي حالات النزيف داخل البطيني على جانب واحد حققت الطريقة المشتركة بين جراحة التوضيع التجسيمي وفتح التجويف الحقي نتائج واعدة.[16]

مصيره

يكون الوضع سئ للغاية عندما ينتج النزيف داخل البطينى من نزيف داخل المخ ومرتبط بارتفاع ضغط الدم ويكون أسوأ عندما يُتيع باستسقاء أو تضخم الرأس،[1] ويمكن أن يؤدى أيضاً إلى ارتفاع الضغط داخل الجمجمة بشكل خطير وقد يسبب فتق الدماغ المميت[1] والذي يمكنه أن يسبب الاعتلال والموت، أولاً يمكن أن يؤدى النزيف داخل البطيني إلى جلطة في قنوات السائل النخاعي مما يمنع تدفقه ويؤدي إلى إستسقاء الرأس مما قد يؤدي بسرعة إلى زيادة الضغط داخل الجمجمة والموت،[15] ثانياً نتاج تكسير الجلطة الدموية قد يؤدي إلى رد فعل واستجابة التهابية ربما تضر بالحبيبات العنكبوتية، مما يثبط الامتصاص المنتظم للسائل النخاعي وينتج عنه إستسقاء دماغى دائم.[10][15]

الحالات المصاحبة

ترتبط كدمات الدماغ ونزيف تحت العنكبوتية عادةً مع النزيف داخل البطيني.[17] يمكن أن يتضمن النزيف الشريان الموصل الأمامي والشريان الموصل الخلفي.

وفي كل من البالغين والرضٌع يمكن أن يسبب النزيف داخل البطيني زيادة خطيرة في الضغط داخل الجمجمة، وتلف أنسجة المخ، وإستسقاء الرأس.[2][18]

وصلات خارجية

مراجع

  1. Yadav, Yad; Mukerji, Gaurav; Shenoy, Ravikiran; Basoor, Abhijeet; Jain, Gaurav; Nelson, Adam (2007). "Endoscopic management of hypertensive intraventricular haemorrhage with obstructive hydrocephalus". BMC Neurology. 7: 1. doi:10.1186/1471-2377-7-1. PMC 1780056. PMID 17204141. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. Annibale DJ and Hill J. 2006. Periventricular Hemorrhage-Intraventricular Hemorrhage. Emedicine.com. Retrieved on June 19, 2007. نسخة محفوظة 02 ديسمبر 2008 على موقع واي باك مشين.
  3. Jobe, Alan H. (2004). "Post-conceptional age and IVH in ECMO patients". The Journal of Pediatrics. 145 (2): A2. doi:10.1016/j.jpeds.2004.07.010. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. Whitelaw, Andrew; Brion, Luc P; Kennedy, Colin R; Odd, David (2001). Whitelaw, Andrew (المحرر). "Diuretic therapy for newborn infants with posthemorrhagic ventricular dilatation". Cochrane Database of Systematic Reviews. doi:10.1002/14651858.CD002270. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. Whitelaw, Andrew (2001). Whitelaw, Andrew (المحرر). "Repeated lumbar or ventricular punctures in newborns with intraventricular hemorrhage". Cochrane Database of Systematic Reviews. doi:10.1002/14651858.CD000216. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. Whitelaw, Andrew; Odd, David; Brion, Luc P; Kennedy, C R (2007). Whitelaw, Andrew (المحرر). "Intraventricular streptokinase after intraventricular hemorrhage in newborn infants". Cochrane Database of Systematic Reviews. doi:10.1002/14651858.CD000498.pub2. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. de Vries, LS; Liem, KD; Van Dijk, K; Smit, BJ; Sie, L; Rademaker, KJ; Gavilanes, AWD; Dutch Working Group of Neonatal Neurology (2007). "Early versus late treatment of post-haemorrhagic ventricular dilatation: Results of a retrospective study from five neonatal intensive care units in the Netherlands". Acta Paediatrica. 91 (2): 212–7. doi:10.1111/j.1651-2227.2002.tb01697.x. PMID 11952011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. Volpe, Joseph J. (1989). "Intraventricular hemorrhage in the premature infant?current concepts. Part I". Annals of Neurology. 25 (1): 3–11. doi:10.1002/ana.410250103. PMID 2913926. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  9. Bristol Neonatal Neurology Group | School of Clinical Sciences | University of Bristol نسخة محفوظة 06 يناير 2014 على موقع واي باك مشين.
  10. Hinson, Holly; Hanley, Daniel; Ziai, Wendy (March 2010). "Management of Intraventricular Hemorrhage". Current Neurology and Neuroscience Reports. 10 (2): 73–82. doi:10.1007/s11910-010-0086-6. PMC 3138489. PMID 20425231. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  11. Barkley JM, Morales D, Hayman LA, Diaz-Marchan PJ (2006). "Static neuroimaging in the evaluation of TBI". In Zasler ND, Katz DI, Zafonte RD (المحررون). Brain Injury Medicine: Principles and Practice. Demos Medical Publishing. صفحات 140–43. ISBN 1-888799-93-5. مؤرشف من الأصل في 23 يناير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  12. Dawodu S. 2007. "Traumatic Brain Injury: Definition, Epidemiology, Pathophysiology" Emedicine.com. Retrieved on June 19, 2007. نسخة محفوظة 22 نوفمبر 2008 على موقع واي باك مشين.
  13. Vinas FC and Pilitsis J. 2006. "Penetrating Head Trauma." Emedicine.com. نسخة محفوظة 07 ديسمبر 2008 على موقع واي باك مشين.
  14. Gates, Peter; Barnett, Henry; Vinters, Harry; Simonsen, Randall; Siu, Kevin (1986). "Primary Intraventricular Hemorrhage in Adults" (PDF). Srroke. 17 (5): 872–877. doi:10.1161/01.STR.17.5.872. مؤرشف من الأصل في 27 مايو 2016. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  15. Naff, Neal (June 1, 1999). "Intraventricular hemorrhage in adults". Current Treatment Options in Neurology. 1 (3). مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  16. Jaliya R. Lokuketagoda, "Two cases of intraventricular hemorrhage evacuation by open craniotomy assisted with stereotaxy, leading to excellent results", world-sci.com, مؤرشف من الأصل في 04 مارس 2016 الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); الوسيط |separator= تم تجاهله (مساعدة)CS1 maint: ref=harv (link)
  17. Leroux, Peter D.; Haglund, Michael M.; Newell, David W.; Grady, M. Sean; Winn, H. Richard (1992). "Intraventricular Hemorrhage in Blunt Head Trauma". Neurosurgery. 31 (4): 678–84, discussion 684–5. doi:10.1227/00006123-199210000-00010. PMID 1407453. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  18. Mayfrank, L.; Kissler, J.; Raoofi, R.; Delsing, P.; Weis, J.; Küker, W.; Gilsbach, J.M.; Muizelaar, J. P. (1997). "Ventricular Dilatation in Experimental Intraventricular Hemorrhage in Pigs: Characterization of Cerebrospinal Fluid Dynamics and the Effects of Fibrinolytic Treatment". Stroke. 28 (1): 141–8. doi:10.1161/01.STR.28.1.141. PMID 8996503. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    • بوابة طب
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.