ميتاني
ميتاني أو مملكة ميتاني مملكة هيه حورية كردية بين القرن الخامس عشر ق.م وبدايات القرن الرابع عشر ق.م في شمال الهلال الخصيب في سوريا وما بين النهرين.[1] كانت مملكة ميتاني منحصرة بين آشور والحيثيين وكانت لها علاقات طيبة مع مصر الفراعنة وعلى الأخص في عهد رمسيس الثاني، الذي تزوج من الابنة الكبرى لأمير "باكتيا" وأسماها الملكة "نفرو رع". اختفت مملك الميتاني خلال القرن الحادي عشر قبل الميلاد.
مملكة ميتاني | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
مملكة ميتاني الكردية | |||||||
| |||||||
خريطة توضح أوسع امتداد لمملكة ميتاني في حدود عام 1400 قبل الميلاد | |||||||
عاصمة | واشوكاني (بالكردية) | ||||||
نظام الحكم | ملكية | ||||||
الديانة | الشمس | ||||||
ملك | |||||||
| |||||||
التاريخ | |||||||
| |||||||
عثر على لوحة حجرية مكتوبة في معبد خنسو الذي بناه رمسيس الثاني في معبد الكرنك. تلك اللوحة تقص أحداث طلب أمير باكتيا من متاني من رمسيس الثاني وإرسال طبيب مصري لعلاج ابنته الصغرى "بتريش". ونظرا للعلاقات الطيبة بين البلدين أرسل فرعون مصر طبيبه الخاص تحوت إم حب لعلاجها.[2] واكتشف في نهاية شهر يونيو من سنة 2019م، موقع أثري ضخم، تسبب انحسار مياه سد الموصل في كشفه وظهوره للعيان، وأعلنت جامعة توبنغن الألمانية عن اكتشاف علماء آثار الألمان والعراقيين لقصر يبلغ من العمر 3400 سنة ويعود إلى الامبراطورية الميتانية.[3]
الامتداد
بلغت رقعة المملكة الميتانية في أوج توسعها من نوزي شرقاً، (كيليكيا) كلها، وصولاً إلى حلب غرباً، وربما بلغت اللاذقية وحمص، وكان مركز المملكة عند منابع الخابور، حيث كانت إحدى عواصم المملكة (واشوكاني ) التي تدل على انها تل الفخيرية بالقرب من رأس العين في شمال شرق سوريا . ويلاحظ ان امتداد هذه الرقعة في منطقة الجزيرة السورية وجنوب شرق تركيا وشمال شرق سوريا محيطة بالعاصمة واشوكاني.
اقتصاد
مكنت طبيعة الأراضي الخصبة والهطولات المطرية العالية، سكان المنطقة من إنتاج زراعي جيد وكذلك نربية للأبقار الخراف والماعز، كما مارس السكان التجارة. وبالنظر إلى أن المعلومات المباشرة عن المملكة قليلة، فإن الاعتماد على المصادر المحيطة، كأرشيف نوزي من مملكة عرفة والنصوص من ألالاخ تمكن من تحديد السوية الاقتصادية الجيدة للمملكة الميتانية.
لغة وسكان
الشواهد اللغوية المعروفة في المملكة الميتانية هي بشكل أساسي الحورية والأكادية والأناضولية قديمة. كذلك تدخل فيها بعض الكلمات والأسماء الهندوآرية، مثل بعض أسماء الاشخاص واللواحق الاسمية وأسماء بعض الآلهة. وكانت المملكة الميتانية كبقية ممالك الشرق القديم عبارة عن خليط من مجموعات لغوية متعددة، وإن يكن بشكل أساسي من الحوريين والأموريين والآشوريين وآراميون ومجموعات هندوآرية.
تاريخ
الفترة المبكرة
منذ نهاية الألف الثالث ق.م تشكلت في مناطق الجزيرة الفراتية ومحيطها إمارات صغيرة، أخذت بالنمو تدرجياً، يذكر منها أوركيش، والتي ضمت إليها مواقع ومستوطنات أصغر، كانت قد نشأت في مناطق تواجد حوريي اللغة من زاغروس إلى منابع الخابور. إلا أن انتشار حوريي اللغة يمكن تتبعه حتى حوض العاصي وفي شرق الهلال الخصيب حتى ماري وبابل حيث شكلوا نسبة من العمال والعبيد؛ أما في يمحاض (حلب) فقد أصبحوا من أعيان القوم وحكمائه. ومن النقش على تمثال إدريمي ملك ألالاخ (1470 ق.م) نقرأ لأول مرة عن مملكة حورية-ميتانية، التي يفترض أنها قد نشأت في نهاية القرن السادس عشر ق.م، وامتدت حتى شواطئ البحر الأبيض المتوسط في سورية.
بدايات المملكة الميتانية ما زالت غامضة، وليس معروفاً كيف ازداد دور اللغة الهندوآرية فيها. أكان ذلك عن طريق دخول مجموعات هندوآرية اللغة، أم أن الحوريين نفسهم تبنوا هذه اللغة، مع أن قلّة من الملوك كانوا يحملون أسماء حورية.
فترة القوة
يمكن الاسنتاج من أن حملة تحوتمس الأول (1492- 1504 ق.م) على سوريا، على أنها بداية المواجهة بين مصر الفرعونية والمملكة الميتانية، حتى أنه نصب تذكاراً له غرب الفرات في الجزيرة السورية، وما تابعه تحتمس الثالث (1479- 1425 ق.م) من حملات.
إلا أنه ليس واضحاً الدور الذي لعبته ميتاني في التحالف السوري الذي قاده ملك قادش في معركة مجدو (1456 ق.م) ضد فرعون مصر تحتمس الثالث، لكن الواضح أن المواجهات المصرية الميتانية السورية القديمة كانت في العام (1446 ق.م) حيث تقابل الجيشان إلى الغرب من حلب.
لم يكن سهلاً على الجيش المصري التحكم في كامل غرب وشمال الهلال الخصيب، وإن كان قد وضع حاميات عسكرية في بعض المدن كما كان في جبيل. إلا أن ذلك لم يحد من ثورة بعض مدن الساحل الكنعاني؛ وكذلك شهدت هذه الفترة زيادة نفوذ ميتاني في كانل شمال الهلال الخصيب، حتى أن أوغاريت كانت إحدى المدن التابعة لميتاني في بعض الفترات. كما أن بعض الدويلات التابعة سابقاَ للممكة الحيثية انضمت إلى ميتاني مع نهاية القرت الخامس عشر قبل الميلاد. ميتاني كانت قد أخضعت آشور فترة وعقدت تحالفات مع الدولة البابلية.
لاحقاً بدأت العلاقات الميتانية المصرية بالتحسن، ويشهد على ذلك الزيجات المتبادلة بين الملوك والرسائل المتبادلة بين طيبة وواشوكاني (سوريا) في رسائل تل العمارنة، كما في رسالة من الملك الحوري شوتارنا الثاني (Shuttarna II) ملك ميتاني إلى الملك المصري أمنحوتب الثالث.
ثم تلى ذلك صراعات على العرش بين أمراء المملكة أدى إلى فترة ضعف. لاحقاً قام الملك الآشوري آشور أوبليط الأول (1363- 1328 ق.م) باستعادة الدور الآشوري في المنطقة مسبباً تشظي المملكة الميتانية في وحدات صغيرة.
ميتاني بين آشور والحيثيين
عقد الأمير شاتيوازا (Shattiwaza)، حكم أقليم هانيلجابات 1335- 1320 ق.م معاهدة تبعية مع ملك الحيثيين شوبيلوليوما الأول (Suppiluliuma I) وأصبحت المنطقة متنازعا عليها من القوتين الآشورية والحيثية. وتزايدت الهجمات الآشورية على المنطقة في عهد آداد نياري الأول (1305- 1275 ق.م) حتى أنه بنى قصرا له في إحدى بلاد المنطقة، كما رحلت مجموعات من السكان نحو مدينة آشور.
أما من الجانب الحيثي فقد شاركت القوات الميتانية ضمن القوات الحيثية في معركة قادش (1285 ق.م) في وسط سوريا ضد القوات المصرية. وعادت المناوشات والسيطرة الآشورية على المنطقة، حتى زمن الملك الآشوري توكولتي نينورتا الأول (1243- 1207 ق.م) والذي بسط نفوذ المملكة الآشورية من بابل وحتى نياري (فان حالياً) . إلا أن المنطقة بقيت منطقة نزاع بين الآشوريين والحيثيين، حتى نهاية الألف الثاني ق.م وظهور الممالك الآرامية كقوة جديدة سيطرت على المنطقة.
هوامش
- The Ancient Near East, C. 3000-330 BC - Amélie Kuhrt - كتب Google نسخة محفوظة 09 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
- (أنظر لوحة باختان)
- نسخة محفوظة 1 يوليو 2019 على موقع واي باك مشين.
اقرأ أيضا
- بوابة الشرق الأوسط القديم
- بوابة بلاد الرافدين
- بوابة تاريخ الشرق الأوسط
- بوابة حضارات قديمة
- بوابة سوريا