معركة نور شمس

معركة نور شمس هي معركة وقعت في 23 ايار 1936ْم، وكانت أول معركة في ثورة فلسطين الكبرى.[1] حيث هاجم مسلحون عرب فرقة من الجنود البحارة الإنجليز كانت حكومة الانتداب البريطاني قد أحضرتها من قاعدتها الحربية في مصر، وحدثت المعركة في منطقة نور شمس بمدينة طولكرم،[2] وقتل فيها اثنان من العرب، إضافة إلى مقتل ضابطين بريطانيين كما ذكرت ذلك جريدة دافار العبرية.

معركة نور شمس
جزء من ثورة فلسطين 1936
معلومات عامة
التاريخ 23 أيار 1936
الموقع منطقة نور شمس في مدينة طولكرم، فلسطين
النتيجة انسحاب الثوار بعد اشتباك استمر 9 ساعات
المتحاربون
عرب فلسطين  المملكة المتحدة
القادة
إبراهيم نصار جون إيفيتس
القوة
10 -100 رجل 300 جندي بريطاني
الخسائر
2 قتلى

5 جرحى

2 قتلى

3 جرحى

المعركة

وقد وصفت المعركة بأنها أول صدام بين العرب والإنجليز [3]، حيث وقعت عندما ألقت السلطات البريطانية القبض على 61 عربياً من مختلف أنحاء البلاد، وكان من ضمن المقبوض عليهم، سليم عبد الرحمن زعيم في منطقة طولكرم. فاتجه القرويون إلى مدينة طولكرم، وحدث صدام بينهم وبين قوات الجيش القادمة من مصر والمتجه إلى نابلس عند (انعطاف بلعا) في طولكرم.[4] واستمر تبادل إطلاق النار حتى المساء. وقد وصف مراسل جريدة الجامعة الاسلامية الحدث:"اتصل بنا مراسلنا في طولكرم ونقل إلينا عنها أنباء خطيرة، وعن ظهور عصابات وتصادم بينها وبين الجند ووقوع جرحى من الجند ورجال العصابات ومهاجمة المستعمرات اليهودية ومهاجمة سجن نور شمس بالمدينة". [5] واتلفت الجسور الواقعة فيما بين نابلس و طولكرم عند منطقة عنبتا بطولكرم، وهدم قسم منها بالمفرقعات.[6]

ويصف المؤرخ إحسان النمر المعركة فيقول: حدثني إبراهيم نصار قائد هذه المعركة فقال: "وردتني كمية من الفشك وبطاقة من سليمان بك طوقان يذكر فيها أن فرقة من البحارة الإنجليز ستمر آتية من حيفا إلى نابلس فرابطت لها، بدأت المعركة بعشرة أشخاص الساعة الواحدة بعد الظهر، وتوالت علي النجدات وقد جعلت بين كل واحد وآخر عشرة أمتار، وبعد إقامة السدود وصل الجيش فأطلقنا عليه نيران بنادقنا وهم يجيبون، وقد استمر امتداد السدود والمرابطين إلى مسافة عشر كيلو مترات، ودامت المعركة تسع ساعات وقد بلغ عددنا المئات وتكبد الجيش البريطاني خسائر منها طائرة أسقطناها، ولم نخسر سوى شهيدين وبضعة جرحى".[7] وقد ذكر الصحفي النابلسي محمد علي الطاهر تلك الحادثة فقال: أما يوم السبت 23 ايار- فقد تسلح الفلاحون وكانوا عصابات وقتلوا (9) جنود انجليز بين عنبتا ونابلس.[8]

وقد وصفت جريدة فلسطين الحدث فقالت: "بعد ظهر هذا اليوم كانت دبابتان وسيارتان كبيرتان ملأى بالبوليس الإنكليزي والعربي متجهة شطر نابلس، ومن شرقي نور شمس هاجمهم مجهولين وتبادلوا اطلاق العيارات النارية فجرح عربي من العصابة وجرح عدة جنود انكليز مع بوليس عربي ونقلو جميعهم إلى مستشفى نابلس وقطعت عشرة خطوط تلفونية". [9] وفي البلاغ الرسمي:"اطلقت العيارات النارية على القافلة التي تسير بين نابلس - طولكرم فاجابت القافلة باطلاق النار". [10]

وقد وصفت صحيفة ديلي نيوز الخبر فقالت: "حاول المتمردون الإغارة على سجن نور شمس، لكنهم فشلو وأطلقوا النار من سفوح التلال، وأفادت الأنباء أن أحد أفراد سيفورث هايلاندر قُتل وأصيب آخر. ونصب مسلحون في طولكرم كمينا لقافلة من الدبابات في وادي زومر بالمدينة، ورد الجنود بالبنادق الرشاشة وقاموا بتشغيل كشافاتهم، وقد اختفى المهاجمون عند حلول الظلام". [11]

وذكرت الصحافة العربية الخبر فقالت: نسفت الجسور بين نابلس وطولكرم وتعطلت المواصلات وانتشرت العصابات في أكثر جبال نابلس، [12] وهوجمت بين نور شمس وعنبتا دبابتين كانتا آتيتين من نابلس، واطلق عليها عيارات نارية فتمزقت عجلاتها واضطرت إلى الرجوع لنابلس.[13] اما صبحي ياسين فقد وصف تلك الحادثة فقال: دارت معركة بين الشعب والبوليس سقط خلالها مجاهدان عربيان، وقتل اربعة من الإنكليز، وعلى اثر هذه الاضرابات والاصطدامات وتحدي المستعمر لإرادة الشعب، ابتدأ الجهاد المقدس.[14] وقد وصفت جريدة دافار تلك الحادثة فقالت: في 23 ايار- جميع سكان القرى ولا سيما بلعا خرجوا مسلحين إلى طولكرم، سمعوا بالتمرد هناك، عند وصولهم إلى عنبتا واجهوا الدبابات فاندلع شجار دموي، اسفر عن مقتل اثنين من الضباط البريطانيين، كما روى بذلك السكان.[15] اما الارشيف اليهودي فقال: توفي اثنان من العرب الذين أصيبوا بجروح يوم أمس بعد أن فتحو النار على القوات العسكرية شرق طولكرم.[16]

الردود

بعد المعركة مشطت الطائرات الحربية مخابئ المتمردين في التلال بين نابلس وطولكرم وجنين حيث كانت القوات العربية لجأت إليها حينما اصيب بعض افرادها بجراح جراء الاشتباكات مع القوات البريطانية.[17] وعلى اثر اضطراب الحالة وصل المندوب السامي بعد الظهر إلى نابلس واشرف بنفسه على الوقائع وزار حاكم المدينة وقائد قوات الجيش وتفقد هذه القوات ثم عاد في المساء إلى القدس، وحضر إلى طولكرم وكيل حاكم اللواء من حيفا المستر بيلي واجتمع إلى قواد الجيش في السراي وسافر في قطار المساء. [13]

انظرأيضًا

المصادر

  1. نديم البيطار, قضية العرب الفلسطينية, 1945, ص172.
  2. المثلث الفلسطيني: فصولٌ من الثورة والمقاومة نسخة محفوظة 4 نوفمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  3. امين سعيد, ثورات العرب في القرن العشرين, 1967, ص119
  4. عيسى السفري, فلسطين العربية بين الانتداب والصهيونية, يافا, 1937, ك2, ص70
  5. جريدة الجامعة الاسلامية، 25 ايار 1936، ص4
  6. جريدة (الجامعة الاسلامية) 21 ايار 1936، ص3.
  7. إحسان النمر، تاريخ جبال نابلس والبلقاء, 1975 ج3. ص 252.
  8. محمد علي الطاهر، خمسون عاماً في القضايا العربية بيروت ،1978, ص392
  9. جريدة فلسطين، 24 ايار 1936، ص4
  10. جريدة فلسطين، 25 ايار 1936، ص7.
  11. The Daily News , p5, 25 may 1936
  12. جريدة الجامعة الاسلامية، 25 ايار 1936، ص5
  13. جريدة الدفاع،25 ايار 1936، ص4.
  14. صبحي ياسين, الثورة العربية الكبرى في فلسطين, 1959, ص123
  15. DAVAR, p8, 24 may 1936
  16. Jewish News Archive, 24 May 1936
  17. Jewish News Archive, 26 May 1936
    • بوابة الحرب
    • بوابة عقد 1930
    • بوابة فلسطين
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.