معركة نافارين

معركة نافارين[1](بالتركية: Navarin Deniz Muharebesi)‏، هي معركة بحرية وقعت في 20 أكتوبر 1827 خلال حرب الاستقلال اليونانية [2](1821-1832) في خليج نافارين وهي تقع على الساحل الغربي لشبه جزيرة البيلوبونيز في البحر الأيوني، بين الأسطول العثماني مدعما بالأسطول المصري[3] والجزائري من جهة، وأساطيل الحلفاء (بريطانيا، فرنسا وروسيا) من جهة أخرى.

تحتاج هذه المقالة إلى الاستشهاد بمصادر إضافية لتحسين وثوقيتها. فضلاً ساهم في تطوير هذه المقالة بإضافة استشهادات من مصادر موثوقة. من الممكن التشكيك بالمعلومات غير المنسوبة إلى مصدر وإزالتها.
معركة نافارين
جزء من حرب استقلال اليونان
معركة نافارين البحرية (1827). رسم زيتي من طرف قارنوراي.
معلومات عامة
التاريخ 20 أكتوبر 1827 م
الموقع خليج نافارين، اليونان
36°56′09″N 21°41′16″E  
النتيجة إنتصار القوات البريطانية والفرنسية والروسية. تدمير كامل للأسطول الجزائري
المتحاربون
 الدولة العثمانية
إيالة مصر
إيالة الجزائر
إيالة تونس
المملكة المتحدة
مملكة فرنسا
الإمبراطورية الروسية
القادة
إبراهيم باشا إدورد كدرنكتون
القوة
3 بارجة
17 فرقاطة
30 فريقطة
28 بريج
5 سكونة
5 أو 6 حراقة
10 بارجة
10 فرقاطة
4 بريج
2 سكونة
زورق خفيف واحد
الخسائر
4,109 ما بين قتيل وجريح 181 قتيل 480 جريح
موقع ميناء نافارين الإستراتيجي في البحر المتوسط

أنهزم العثمانيون هزيمة كبيرة كانت سبباً في ضياع أسطول الدولة العثمانية، و تم تدمير الأسطول الجزائري بشكل شبه تام[4] مما سهل على فرنسا الاستيلاء عليها بعد عدة سنوات، ومن هنا بدأت مرحلة استقلال اليونان من الحكم العثماني.

الأسباب العامة

بحسب إتفاقية لندن الموقعة في 6 يوليو 1827 تصبح كل من فرنسا ،بريطانيا العظمى و روسيا ضامنة للحكم الذاتي لليونان ضمن الدولة العثمانية، وقد قبل الثوار اليونانيون التسوية بسهولة نظراً للوضع الصعب التي كانوا فيها ولكن العثمانيون رفضوا تلك الإتفاقية بعد نجاح إبراهيم باشا في القضاء على معظم الثورة.

اتفقت القوات الأوروبية الثلاثة على إرسال أسطول بحري مشترك لمضايقة القوات المصرية بقيادة إبراهيم باشا وإجباره على إخلاء شبه جزيرة المورى (بيلوبونيز حالياً)، وقاد الأسطول نائب أمير البحر (الكونتر أدميرال) ادوارد كودرينكتن Edward Codrington، وهنري دي رنيي Henri de Rigny ولوقين بيتروفيتش قيدن Lodewijk Heyden وتقرر فقط إظهار القوة وعدم الدخول في معركة بحرية.

في الواقع قسم من الأسطول البحري كان يبحر في المنطقة منذ أكثر من عام، وكانت مهمتها محاربة القرصنة البحرية، وكان يخشى أن لا يطيق البحارون من خوض معركة أخرى، حتى قدم شهر أكتوبر وتعزز الأسطول فصار من الواضح أن المهمة هي الضغط فقط على العثمانيين، كما أن البحارين سمعوا عن أخبار ما كان يفعله العثمانيون في المنطقة للثوار اليونانيين من تعذيب لا داعي منه، فازداد تحمسهم للقاء الأسطول العثماني ومواجهته بمناوشات أو أكثر إذا تطلب الأمر.ثم أن الانتصار البحري لفرانك ابني هاستينك في خليج سالونا (أمفيسا) وضع إبراهيم باشا في حالة غضب جعلته يرتكب أخطاء أدت إلى "معركة نافارين".

معركة نافارين

الأسباب المباشرة

لوحة فنية لمعركة نافارين

كان الأسطول العثماني راسياً في خليج نافارين وكانت "الفرقاطة دارتموث" ذهبت إلى إبراهيم باشا مرتين ليعرض قائدها شروط اخلاء الخليج المقترحة من طرف القوات الثلاثة. لكن إبراهيم باشا رفض شروط الإخلاء المقترحة، لكن "الأدميرال كودرنكتون" لم يحتمل صبراً فقرر استعراض القوة لذلك في 20 أكتوبر 1827، في حوالي الساعة الثانية، مغتنما هبوب رياح جنوبية غربية، دخل شراعيا في الخليج معززا ب 11 سفينة بريطانية و8 سفن روسية و7 سفن فرنسية معززا بـ 1270 مدفعاً أما القوات العثمانية فكانت متكونة من 82 سفينة و2438 فوهة نارية و 16,000 رجلا.

دخلت "سفينة آزيا" الأولى في الخليج وكان الأسطول متكونا من صفين، فقط بجانب بارجة أمير البحر البريطاني كانت بارجة أمير البحر الفرنسي لا سيران. توقفت آزيا أمام "قلعة نافارين"، التي تربع على سفحها المعسكر العثماني، كانت القوات الثلاثة على مدخل الكماشة العثمانية التي كانت لا تنتظر إلا قفل الفخة على الأسطول العثماني، كانت السفن متراصة بعضها البعض وعلى مرمى مسدس من العثمانيين. أرسل أمير البحر "كودرنكتون" زورقا للتفاوض مع إبراهيم باشا، أطلقت رمية مدفعية بيضاء من القلعة ظنها الأسطول العثماني إشارة للاستعداد للعمليات.

وتوقفت الرياح عن الهب، فصارت السفن كلها تطفو بلا تحرك، حتى أنه تم وضع الأشرعة، وكان جزء من الأسطول خصوصا الأسطول الروسي لم يكن دخل بعد الخليج، ولم يشارك في المعركة إلا قرب نهايتها وكان عليه مواجهة طلقات السد الآتية من القلعة. كان أمير البحر كودرنكتون واضحا مع بحارته "لا طلقة مدفع، أو سلاح آخر الا إذا كانت ردا على طلقة عثمانية" كل السفن كان يجب أن يكون لها حبال الربط جاهزة للاستعمال وكودرنكتون ختم أوامره بمقولة نيلسون

« No captain can do very wrong who places his ship alongside of any enemy » « لا يمكن لقبطان إن يخطئ إن وضع سفينته أمام عدو ما»

كانت سفينة حراقة حرائق السفن في حراسة الخط العثماني الشمالي، تهدد مباشرة بارجة الدارثموت يقودها الملازم فيتزوري، وطلب منه التنقل فقامت الحراقة الحارسة العثمانية بإطلاق النار على السفينة البريطانية، فقتلت الملازم فيتزوري، أول ضحية في المعركة وعددا من مجدفيه، فقامت البارجتان الدارثموت ولاسيران بالرد بالبنادق.

وبدأت المعركة بينما لم تبدأ بوارج القادة تبادل أي طلقة نارية طبقاً لإستراتيجية المعارك البحرية.

تكوين الأساطيل

خليج نافارين

يتكون أسطول كودرينجتون من 12 سفينة على تشكيل الخط، وثماني فرقاطات وست سفن أخرى، في حين أن قوات إبراهيم باشا بلغ عددها سبع سفن على تشكيل الخط و15 فرقاطات و26 طرادات و17 سفنينة أخرى.[5]

المعركة

مخطط المعركة
معركة نافارين

كانت الوضعية التي عليها الأسطول العثماني مناسبة تماماً لهجوم الأوروبيون، وأساساً لم يسع العثمانيون إلى تعديل وضعيتهم قبل المعركة لاعتقادهم بأن الأسطول الأوروبي قادم لمجرد المناوشة وإبراز القوة. تمكنت الأساطيل الأوروبية التي تسد على العثمانيين مجال المناورة من تدمير معظم السفن العثمانية والمصرية والجزائرية في غضون عدة ساعات.

خارطة أوروبا في زمن العثمانيين عام 1877م

نتائج المعركة

معركة نافرين

تعتبر معركة نافارين واحدة من أهم المعارك البحرية التي غيرت مجرى التاريخ. فلقد نجح الأسطول المشترك للدول الأوروبية الثلاث في الآتي:[6]

  1. تحطيم الأسطول العثماني الموجود باليونان.
  2. تحطيم الأسطول المصري بقيادة إبراهيم باشا الذي كانت مهمته إخماد الثورة في الأراضي اليونانية.
  3. تحطيم الأسطول البحري الجزائري التي توجه معظمه، لمساندة الأسطول العثماني والمصري ضد القوات البحرية البريطانية والفرنسية والروسية، ودخل في معركة بحرية غاية الشراسة فتركزت كل الهجمات على الأسطول الجزائري وتحطم تماماً، وقد كان من نتائجه الخطيرة ضعف القوات البحرية للجزائر وعجزها عن حماية سواحلها وهذا ما شجع ملك فرنسا شارل العاشر بعد ثلاث سنوات من معركة نافارين بفرض حصار بحري وينجح في أحتلال الجزائر في 1830م.

وبهذا فقد استطاعت أساطيل الدول الأوروبية الثلاث في تحقيق استقلال اليونان عن الحكم العثماني[6]، بعد أن إستغلت هذه الحادثة في الضغط على السلطان محمود الثاني لقبول استقلال اليونان بينما كان هدفهم في البداية أن تعطى اليونان حكماً ذاتياً مع التبعية للعثمانيين. تسبب تدمير الأسطول العثماني واضطرار السلطان محمود إلى إعادة بناؤه من جديد في إلحاق الضرر الجسيم بمالية الدولة التي أصبح عليها بناء جيش وبناء أسطول، حيث تصادف "معركة نافارين" الفترة التي قضى فيها السلطان محمود على قوات الانكشارية وسعيه إلى تأسيس الجيش الحديث.

وصلات

The Battle of Navarino, 20 October 1827: from the general chart collection

مراجع

  1. قراءة أخرى في معركة نافارين 1827م نسخة محفوظة 6 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  2. عارف, محمد (2015-08). "نكران جميل اليونان". المستقبل العربي. 38 (438): 114–115. doi:10.12816/0021205. ISSN 1024-9834. مؤرشف من الأصل في 21 مارس 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  3. موقف بريطانيا من سياسة محمد علي باشا في اليونان وبلاد الشام، 1821-1841. دار تموز،. 2013. OCLC 949408382. مؤرشف من الأصل في 12 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. حرب المورة فى الوثائق النمساوية. المركز القومى للترجمة،. ٢٠٠٩م ١٤٣٠هج. ISBN 9771806262. OCLC 659757286. مؤرشف من الأصل في 12 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  5. National Maritime Museum | Visit Royal Museums Greenwich نسخة محفوظة 11 أبريل 2015 على موقع واي باك مشين.
  6. منتديات ستار تايمز نسخة محفوظة 24 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
    • بوابة الإمبراطورية الروسية
    • بوابة الحرب
    • بوابة الدولة العثمانية
    • بوابة الجزائر
    • بوابة مصر
    • بوابة المتوسط
    • بوابة اليونان
    • بوابة مملكة فرنسا
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.