معارضو الخدمة العسكرية

المعترض الضميري هو الشخص الذي يطلب حقه في رفض أداء الخدمة العسكرية[5] على أساس حرية الفكر أو الضمير أو الإعاقة أو الدين.[6] ومن أمثلة ذلك أن يُطلب شخص لأداء أعمال عسكرية تتعارض مع مبادئه أو يرفضها ضميره أو معتقده أو دينه أو أن يكون الشخص يرفض العمل العسكري بكل أشكاله وهو ما يُعرف بالسلامية. الاعتراض الضميري حق من حقوق الإنسان[7][8][9] استمدته التشريعات الدولية من الحق في حرية الفكر والوجدان والدين٬ حيث ينص العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية على حرية الإنسان في اعتناق أي مُعتقد يختاره وأنه لا يجوز تعريض أي إنسان لإكراه من شأنه أن يخل بحريته في اعتناق وممارسة هذا المُعتقد.[10][11][12]

  ليس لديها قوات مسلحة
  حاليا لا يوجد تجنيد إجباري
  مشروع نظام نشط، لكن أقل من 20% من جميع الفئات العمرية مضطرون للتجنيد
  خطة لإلغاء التجنيد من قبل الحكومة الحالية[1][2][3][4]
  التجنيد الحالي مستمر
  لا يوجد معلومات

تاريخ

أول معترض ضميري سجله التاريخ هو ماكسيميليانوس (المعروف بالقديس ماكسيميليان) وهو ابن أحد المحاربين القدامى الرومانيين يُدعى فابيوس فيكتور. ماكسيميليانوس أُجبر على الانضمام إلى الجيش الروماني عند سن الحادية والعشرين فرفض حيث دُعي لحلف قسم الولاء للإمبراطورية بصفته محارب[13] أمام حاكم نوميديا فرفض قائلًا أنه بصفته مسيحيًا لا يمكنه الخدمة في الجيش[14] مما أدى إلى قطع رأسه بالسيف فورًا. ويُعتقد أن هناك مسيحيون آخرون رفضوا الخدمة العسكرية في ذلك الوقت وأُعدموا.[15] وفي القرن السادس عشر٬ أُعفي أتباع طائفة المينونايت من واجب الاشتراك في حراسة مجتمعاتهم بقوة السلاح وذلك خلال حروب هولندا لنيل الاستقلال بداية من عام 1575م على الأقل.[16]

بدائل المعترضين

لا يرغب بعض المعترضين الضميريين في خدمة الجيش بأي شكل، بينما يقبل بعضهم بأدوار لاحربية. رغم أن المعترض الضميري عادةً ما يرفض التعاون مع المنظمات العسكرية، مثل مقاتل في الحرب أو أي دور داعم آخر، يؤيد البعض أشكالًا أكثر تساهلًا من الاعتراض الضميري. أحد الأشكال المتساهلة هو القبول بالأدوار غير المقاتلة خلال التجنيد الإلزامي أو الخدمة العسكرية. تشمل البدائل عن الخدمة العسكرية أو المدنية قضاء مدة في السجن أو عقوبةً أخرى نتيجة رفض التجنيد الإلزامي، أو الادعاء الكاذب بعدم اللياقة اللازمة لأداء الواجب عن طريق تزييف وجود حساسية أو حالة قلبية، أو تأخير الالتحاق بالتجنيد الإلزامي حتى أعلى حد عمري للخدمة أو طلب اللجوء في دولة لا تسلم أولئك المطلوبين للخدمة العسكرية. يُسمى تجنب الخدمة العسكرية أحياناً تهرب الجند، خاصةً إذا تحقق هذا الهدف عن طريق عدم الأمانة أو المراوغات الملتبسة. ومع ذلك، يميز العديد من الأشخاص الذين يؤيدون التجنيد الإلزامي بين الاعتراض الضميري «بحسن نية» وتهرب الجند، الذي يُنظر إليه كتملص من الخدمة العسكرية دون عذر شرعي.

لا يعارض المينونايتز المحافظون خدمة بلدهم عبر بدائل سلمية (الخدمة البديلة) مثل العمل في المستشفيات، والزراعة، والحراجة، وبناء الطرق وأشغال مماثلة. اعتراضهم هو أن يكونوا جزءًا من أي قوة عسكرية سواء من خدمة عادية أو غير قتالية. خلال فترات الحرب العالمية الثانية، والحرب الكورية وحرب فيتنام، خدموا في العديد من الوظائف المشابهة في برامج خدمات آي-دبلييو البديلة، في البداية عن طريق لجنة المينونايت المركزية والآن عن طريق بدائلهم الخاصة.

على الرغم من حقيقة أن المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة «يو إن» ومجلس أوروبا «سي أو إي» تعتبر الاعتراض الضميري حقًا من حقوق الإنسان وتشجعه، إلا أنه بحلول عام 2004، ما زال هذا الحق مفتقرًا لأساس قانوني في معظم الدول. من بين مئة دولة تقريبًا تفرض التجنيد الإلزامي، تملك ثلاثون دولة فقط بنودًا قانونية، وتوجد 25 دولة منها في أوروبا. في أوروبا، تحقق معظم الدول التي تفرض التجنيد الإلزامي اليوم التوجيهات العالمية المتعلقة بشرعية الاعتراض الضميري (ما عدا اليونان، وقبرص، وتركيا، وفنلندا وروسيا). في العديد من الدول خارج أوروبا، خاصةً في المناطق ذات النزاع المسلح (مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية)، يُعاقب الاعتراض الضميري بشدة.[17]

بينما نُظر إلى المعترضين الضميريين قديمًا على أنهم فارون، أو خائنون، أو جبناء أو ببساطة غير وطنيين، فقد تغيرت صورتهم جذرياً في العالم الغربي في العقود الماضية. على وجه الخصوص في أوروبا، يخدم المعترضون عادةً في خدمات مدنية بديلة، ويُعتبر أنهم يقدمون إسهامًا هامًا للمجتمع بشكل مساو للمجندين. بالإضافة إلى ذلك، فقد ارتفع عدد المعترضين بشكل ملحوظ. في عام 1991، أنشأت دير السلام السجل الوطني للاعتراض الضميري، حيث أمكن للمواطنين التصريح علانيةً عن رفضهم المشاركة في صراع مسلح.

طالع أيضا

مراجع

  1. "Ukraine removes last conscripts from war zone". مؤرشف من الأصل في 05 مارس 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ أرشيف= (مساعدة)
  2. "Military conscription to stop completely from 2018". مؤرشف من الأصل في 23 ديسمبر 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. "Turkey: How Conscription Reform Will Change the Military". مؤرشف من الأصل في 20 أكتوبر 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. "Kazakh Military Draft To End By 2016". مؤرشف من الأصل في 03 ديسمبر 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ أرشيف= (مساعدة)
  5. في 30 يوليو 2011 أُصدر توضيح صريح للمادة 18 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية قدمته لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في تعليقها العام رقم 22 فقرة رقم 11 نسخة محفوظة 26 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  6. العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية في مواده 8 بند 3٬ و 18 و 38 نسخة محفوظة 23 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
  7. قرار لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة رقم 59/1989 (باللغة الإنجليزية) نسخة محفوظة 05 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.
  8. قرار لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة رقم 83/1995 (باللغة الإنجليزية) نسخة محفوظة 05 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.
  9. قرار لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة رقم 84/1993 (باللغة الإنجليزية) نسخة محفوظة 05 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.
  10. قرار لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة رقم 46/1987 (باللغة الإنجليزية)
  11. العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية٬ المادة 18 نسخة محفوظة 23 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
  12. الاستنكاف الضميري عن الخدمة العسكرية٬ الأمم المتحدة٬ حقوق الإنسان٬ مكتب المفوض السامي٬ نيويورك وجنيف 2012 نسخة محفوظة 09 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  13. Ott, Michael. "Maximilian." The Catholic Encyclopedia. Vol. 10. New York: Robert Appleton Company, 1911. 15 Mar. 2013 نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  14. Butler, Rev. Alban, "Saint Maximilian", Lives of the Saints, Vol. III, 1866 نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  15. Richard Alston, Soldier and Society in Roman Egypt, London and New York: Routledge, 1995, ISBN 0-415-12270-8, p 149.
  16. .Brock, Pacifism in Europe to 1914, p. 167
  17. D. CHRISTOPHER DECKER; AND LUCIA FRESA (29 March 2001). "THE STATUS OF CONSCIENTIOUS OBJECTION UNDER ARTICLE 4 OF THE EUROPEAN CONVENTION ON HUMAN RIGHTS, 33 N.Y.U. J. INT'L L. & POL. 379 (2000)" (PDF). New York University School of Law, Issues – Volume 33. مؤرشف من الأصل (PDF) في 22 نوفمبر 2011. اطلع عليه بتاريخ 02 ديسمبر 2009. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    • بوابة حقوق الإنسان
    • بوابة الحرب
    • بوابة فلسفة
    • بوابة علم الاجتماع
    • بوابة لاسلطوية
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.