مسألة لماذا هناك أي شيء على الإطلاق

مسألة "لماذا هناك شيء على الإطلاق؟" أي "لماذا هناك شيء بدلا من لاشيء؟" هي مسألة طرحها أو علّق عليها فلاسفة ممن فيهم غوتفريد لايبنتس[4] ولودفيغ فيتغنشتاين[5] ومارتن هايدغر، والذي وصفها بأنها المسألة الأساسية للغيبيات،[6][7][8] وغيرهم الكثيرون.

كثيرا ما كَتَبَ فلاسفةٌ عن هذه المسألة منذ بارمينيدس، على الأقل (حوالي عام 515 قبل الحقبة العامة)[1][2][3]

لمحة عامة

المسألة هي عامة غير مختصة بوجود شيء معين مثل الكون (أو الأكوان) أو الانفجار العظيم أو قوانين الرياضيات أو القوانين الفيزيائية أو الزمن أو الوعي أو الله. يمكن اعتبارها مسألة غيبية مفتوحة.[9][10][11][12]

رمز النقطة المحاطة بدائرة استخدمه الفيثاغوريون والإغريق فيما بعد ترميزا إلى الكائن الماوراءالطبيعي الأول: الجوهر الفرد أي الوجود المطلق 

انتقاد صلاحية المسألة

يذهب البعض إلى أن المسألة قد تكون غير منطقية جوهريا؛ فإذا الكون لم تكن له نقطة بداية فربما عدم وجوده لم يكن خيارا قط، أصلا.[13] تقدم دراسة نموذجا يلغي التفرد الابتدائي ويفترض أن الكون لم تكن له بداية بل كان الكون موجودا منذ ما لا نهاية كنوع من الكمون الكمومي حتى انهياره إلى حالته الحامية والكثيفة في الانفجار العظيم.[14][15][16] في بحث آخر، أن الكون ما له من بداية والزمن يعود إلى ما لا نهاية بلا تفرد ابتدائي ولا انفجار عظيم.[17]  جانبا إلى ذلك، قد يثبت الفيزياء أن الزمن لم يكن موجودا حتى الانفجار العظيم، عندئذ فربما لم تكن "بداية" للزمن ولا "ما قبله" ولا حتى "مسبب له" بل كان الزمن موجودا منذ ما لا نهاية.[18][19] وهناك رأي آخر تبناه أوغسطينوس أن الزمن ببساطة من خلق الله.

قال الفيلسوف ستيفن لو إن المسألة قد لا تحتاج لإجابة فهي تحاول أن تجيب على سؤال خارج إطار زمكاني من داخل إطار زمكاني. هو يقارن المسألة بسؤال "ماذا يقع شمالا من القطب الشمالي؟". وكذلك، مبرهنات عدم الاكتمال لغودل تطرح أن السؤال لا يمكن إجابته من داخل نظامنا حيث أنه ينطبق على نظامنا ونظامه الأعلى.[20]

يتساءل البعض، بما فيهم الفيلسوف بيد رندل،[21] عما إذا أمكن أن يوجد اللاشيء.[22][23][24][25][26] اللاشيء قد يكون مفهوما بشريا ما هو ليس إلا بناءً غير صالح لوصف واقع بديل محتمل أو حالة أو غياب وجود حالة. 

حول السبب

حاجج الفيلسوف الإغريقي أرسطو بأن فكرة حجة كونية كانت غير منطقية وبأن الكون أبدي.[بحاجة لمصدر]

حاجج ديفيد هيوم بأنه، مع أننا نتوقع أن يكون لكل شيء مسبب، وذلك بسبب تجربتنا مع ضرورة الأسباب، إلا أن سببا قد لا يكون ضروريا لتشكيل الكون، الذي هو خارج نطاق تجربتنا.[27]

قال بيرتراند راسل: «"علي أن أقول إن الكون موجود وحسب، وذلك كل شيء".»[28] وهو موقف "الحقيقة العمياء" الذي يتبناه الفيزيائي شون كارول كذلك.[29][30]

تفسيرات

التسلسل الزمني للكون المرصود منذ الانفجار العظيم حتى الوقت الحاضر: لماذا يوجد؟

كتب غوتفريد لايبنتس: «"لماذا هناك شيء بدلا من لاشيء؟ السبب الكافي... يوجد في عنصر ما...وهو شيء ضروري يحمل سبب وحوده في نفسه."»[31] أما فيلسوف فيزياء دين ركلز فقد جادل بأن الأرقام أو الرياضيات (أو قوانينهم الأساسية) قد توجد بالضرورة.[32][33]  (الجزئيات يمكن أن تبزغ من العدم بآثار التموج الكمي وربما بآثار قوانين فيزيائية أخرى قد تكون وجدت بزمن بداية الانفجار العظيم.)

انظر أيضا

مراجع

  1. "Poem of Parmenides : on nature". philoctetes.free.fr. مؤرشف من الأصل في 11 يونيو 2018. اطلع عليه بتاريخ 2 مايو 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. "The Metaphysics of Nothing". www.friesian.com. مؤرشف من الأصل في 20 يناير 2018. اطلع عليه بتاريخ 02 مايو 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. "Parmenides". Ancient History Encyclopedia. مؤرشف من الأصل في 03 أغسطس 2018. اطلع عليه بتاريخ 2 مايو 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ أرشيف= (مساعدة)
  4. "Principles of Nature and Grace", 1714, Article 7. نسخة محفوظة 20 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  5. "Not how the world is, is the mystical, but that it is." Tractatus Logico-Philosophicus 6.44 https://www.gutenberg.org/files/5740/5740-pdf.pdf نسخة محفوظة 20 ديسمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  6. Martin Heidegger, Introduction to Metaphysics, Yale University Press, New Haven and London (1959), pp. 7–8.
  7. "The Fundamental Question". www.hedweb.com. مؤرشف من الأصل في 09 يوليو 2018. اطلع عليه بتاريخ 26 أبريل 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ أرشيف= (مساعدة)
  8. Geier, Manfred. Wittgenstein und Heidegger: Die letzten Philosophen (باللغة الألمانية). Rowohlt Verlag. صفحة 166. ISBN 9783644045118. مؤرشف من الأصل في 08 مارس 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  9. "Metaphysics special: Why is there something rather than nothing?". New Scientist. مؤرشف من الأصل في 19 مايو 2017. اطلع عليه بتاريخ 26 أبريل 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  10. Sorensen, Roy (1 January 2015). "Nothingness". The Stanford Encyclopedia of Philosophy. مؤرشف من الأصل في 8 أبريل 2019. اطلع عليه بتاريخ 26 أبريل 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  11. Dascal, Marcelo. Leibniz: What Kind of Rationalist? (باللغة الإنجليزية). Springer. صفحة 452. ISBN 9781402086687. مؤرشف من الأصل في 16 يناير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  12. Goldschmidt, Tyron. The Puzzle of Existence: Why Is There Something Rather Than Nothing? (باللغة الإنجليزية). Routledge. ISBN 9781136249228. مؤرشف من الأصل في 21 مايو 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  13. Lynds, Peter (10 January 2012). "Why there is something rather than nothing: The finite, infinite and eternal". arXiv:1205.2720. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  14. "What if the universe had no beginning?". earthsky.org. مؤرشف من الأصل في 29 يونيو 2018. اطلع عليه بتاريخ 26 أبريل 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  15. "Kosmologie: Quantentrick schafft Urknall-Singularität ab" (باللغة الألمانية). مؤرشف من الأصل في 21 يوليو 2017. اطلع عليه بتاريخ 26 أبريل 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  16. "Ein Universum ohne Urknall, Dunkle Materie und Dunkle Energie". Forschung und Wissen (باللغة الألمانية). مؤرشف من الأصل في 29 يونيو 2018. اطلع عليه بتاريخ 26 أبريل 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  17. Moskowitz, Clara. "In a "Rainbow" Universe Time May Have No Beginning" (باللغة الإنجليزية). Scientific American. مؤرشف من الأصل في 29 يونيو 2018. اطلع عليه بتاريخ 26 أبريل 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  18. "No Big Bang? Quantum equation predicts universe has no beginning". مؤرشف من الأصل في 29 يوليو 2018. اطلع عليه بتاريخ 26 أبريل 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  19. "The Beginning of TIme". Stephen Hawking. مؤرشف من الأصل في 20 يوليو 2018. اطلع عليه بتاريخ 26 أبريل 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  20. Stephen Law - Closer To Truth نسخة محفوظة 19 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
  21. Kanterian, Edward (31 October 2011). "Bede Rundle obituary". The Guardian. مؤرشف من الأصل في 24 يونيو 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  22. Bede Rundle - Closer To Truth نسخة محفوظة 19 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
  23. "Why there's something rather than nothing". مؤرشف من الأصل في 24 يونيو 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  24. "Levels of Nothing by Robert Lawrence Kuhn - Closer to Truth". مؤرشف من الأصل في 09 يوليو 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ أرشيف= (مساعدة)
  25. Bede Rundle - CloserToTruth نسخة محفوظة 19 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
  26. Why Does Anything Exist? نسخة محفوظة 02 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  27. Gutting, Gary. Talking God: Philosophers on Belief (باللغة الإنجليزية). W. W. Norton & Company. ISBN 9780393352825. مؤرشف من الأصل في 08 مارس 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)[بحاجة لرقم الصفحة]
  28. "5 Reasons Why the Universe Can't Be Merely a Brute Fact : Strange Notions". مؤرشف من الأصل في 03 يوليو 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ أرشيف= (مساعدة)
  29. Torres, Phil. ""The evidence is pretty incontrovertible that he doesn't exist": Stephen Colbert's favorite scientist on the universe, naturalism and finding meaning without God". مؤرشف من الأصل في 18 مارس 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  30. Carroll, Sean M. (6 February 2018). "Why there is something, rather than nothing?". arXiv:1802.02231. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  31. Monadologie (1714). نيكولاس رشر, trans., 1991. The Monadology: An Edition for Students. Uni. of Pittsburg Press, p. 135.
  32. Dean Rickles - Closer ToTruth نسخة محفوظة 19 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
  33. Michael Kuhn (to Christopher Ishaam) – Closer To Truth نسخة محفوظة 19 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
    • بوابة الأديان
    • بوابة الفيزياء
    • بوابة علم الكون
    • بوابة فلسفة
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.