لويس باستور

لويس باستور (بالفرنسية: Louis Pasteur)‏، هو عالم كيميائي فرنسي وأحد أهم مؤسسي علم الأحياء الدقيقة في الطب، ويُعرف بدوره المميز في بحث أسباب الأمراض وسبل الوقاية منها. ساهمت اكتشافاته الطبية بتخفيض معدل وفيات حمى النفاس وإعداد لقاحات مضادة لداء الكلب والجمرة الخبيثة، كما دعمت تجاربه نظرية جرثومية المرض. كان يُعرف لدى عامة الناس بسبب اختراعه طريقة لمعالجة الحليب والنبيذ لمنعها من التسبب في المرض، وهي العملية التي أطلق عليها لاحقا مصطلح البسترة. يُعتبر باستور أحد أهم مؤسسي علم الأحياء الدقيقة إلى جانب كوهن فرديناند وروبرت كوخ.

لويس باستور
(بالفرنسية: Louis Pasteur)‏[1] 
"لويس باستور" مخترع عملية البسترة

معلومات شخصية
الميلاد 27 ديسمبر 1822(1822-12-27)
فرانش كومته، فرنسا
الوفاة 28 سبتمبر 1895 (72 سنة)
هوت دو سان، فرنسا
سبب الوفاة توقف القلب [1] 
مكان الدفن معهد باستور [2][3]،  وكاتدرائية نوتردام دو باري [3] 
الإقامة فرنسا  
الجنسية فرنسي
العرق فرنسي [1] 
الديانة كاثوليكي
عضو في الجمعية الملكية [1]،  والجمعية العلمية بباريس  [1]،  وأكاديمية اللغة الفرنسية [1]،  وأكاديمية لينسيان [1]،  والجمعية الأمريكية للفلسفة [1]،  والأكاديمية الوطنية للعلوم [4][1]،  وأكاديمية سانت بطرسبرغ للعلوم   [1]،  والأكاديمية الملكية السويدية للعلوم [1]،  والأكاديمية الهنغارية للعلوم [1]،  والجمعية الهيلينية الفلسفية في القسطنطينية  [1]،  والأكاديمية الملكية الهولندية للفنون والعلوم [1]،  والأكاديمية الفرنسية للعلوم [1]،  والأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم [1]،  والأكاديمية الروسية للعلوم [1]،  والأكاديمية الصربية للعلوم والفنون [1]،  والأكاديمية الوطنية التسعون للعلوم  [5][1]،  والأكاديمية الوطنية للطب [1] 
الزوجة ماري باستور (29 مايو 1849–)[1] 
الحياة العملية
المدرسة الأم مدرسة الأساتذة العليا (الشهادة:بكالوريوس العلوم ) (1844–1845)[1]
جامعة باريس  
شهادة جامعية دكتور في الطب ،  ودكتوراه الطبيعيات  ،  ودكتوراه فخرية ،  ودكتوراه في الفلسفة  
طلاب الدكتوراه بيير بول إميل رو ،  وألبرت كالميت ،  ونيكولاي جماليا  
التلامذة المشهورون شارل فريدل [1]،  وشارل شمبرلند [1]،  وبيير بول إميل رو [1] 
المهنة عالم أحياء دقيقة وكيميائي
اللغات الفرنسية [6][1] 
مجال العمل كيمياء [1]،  وعلم الأحياء الدقيقة [1] 
موظف في جامعة ستراسبورغ [1]،  وجامعة ليل   [7][1]،  ومدرسة الأساتذة العليا [1]،  والمدرسة المركزية بليل [1]،  وجامعة ليل ،  ومعهد باستور ،  وجامعة ليل للعلوم والتكنولوجيا  
الجوائز
ميدالية ليفينهوك (1895)[1]
وسام رمفورد (1892)[1]
 نيشان الاستحقاق الزراعي من رتبة فارس  (1883)[8]
وسام ألبرت (1882)[1]
وسام كوبلي   (1874)[9][10][1][11]
وسام رمفورد (1856)[1]
جائزة المنافسة العامة  [1]
 النيشان المجيدي  
القاعة الوطنية للمخترعين المشاهير [1]
عضوية أجنبي في الجمعية الملكية   
 وسام القديسة حنة من الدرجة الأولى  [1]
 وسام الصليب الأكبر لجوقة الشرف  [12][1] 
التوقيع

لدى باستور أيضا العديد من الاكتشافات في مجال الكيمياء، وأبرزها الأساس الجزيئي لعدم تماثل بلورات معينة.[13] يقع جثمانه في معهد باستور في باريس في قبو مذهل يصور إنجازاته على شكل فسيفساء بيزنطية.[14]

نشأته

ولد لويس باستور في 27 ديسمبر 1822 لعائلة فقيرة تعمل في دباغة جلود الحيوانات في مدينة دول في فرنسا وترعرع في بلدة Arbois. وربما غرس ذلك لدى باستور مبدأ الوطنية القوية في شبابه وكان ذلك في وقت لاحق من العناصر المحددة لشخصيته.[15] كان الابن الثالث لأبيه جان جوزيف باستور وأمه جان إتيان روكي. عمل أبوه رقيبا في جيش نابوليون ثم امتهن الدباغة. وكان لويس باستور طالب متوسط المستوى في سنواته الدراسية الأولى، ولكن برز نبوغه في الرسم والتصوير. في وقت لاحق تم الاحتفاظ برسوماته الباستيل التي أنجزها عندما كان عمره 15 عاما وصور والديه وأصدقائه في متحف معهد باستور في باريس. حصل على درجة بكالوريوس آداب سنة 1840 ودرجة بكالوريوس علوم سنة 1842 من المدرسة العليا للأساتذة، وحصل على الدكتوراه سنة 1847. أصبح باستور أستاذ كيمياء في جامعة ستراسبورغ بعد أن قضى فترة وجيزة كأستاذ فيزياء في ثانوية ديجون في عام 1848، حيث التقى وتودد إلى لوران ماري، ابنة رئيس الجامعة في عام 1849. تزوجا في 29 مايو 1849 وأنجبا خمسة أطفال، توفي منهم ثلاثة لإصابتهم بالتيفوئيد. استمد باستور من هذه المآسي الشخصية رغبته في التوصل إلى علاج أمراض مثل التيفوئيد.

إسهاماته العلمية

نظرية تخمر الجراثيم

أظهر باستور أن سبب عملية التخمر هو نمو الكائنات الحية الدقيقة، وأن النمو الناشئ للبكتيريا في سوائل المغذيات لا يعود إلى التولد الذاتي، وإنما إلى النشوء الحيوي خارج الجسم، حيث قام بتعريض السائل المغلي في الهواء في أوعية تحتوي على فلتر لمنع جميع الجزيئات من الوصول إلى مرحلة النمو المتوسط مع دخول الهواء عبر أنبوب متعرج طويل لا يسمح لجزيئات الغبار بالمرور. لاحظ باستور عدم نمو أي شيء في السائل إلا إذا تم كسر وفتح القوارير، لذا توصل إلى أن الكائنات الحية كجراثيم الغبار التي نمت في السائل جاءت من الخارج بدلا من تولدها تلقائيا داخل السائل. وكانت هذه إحدى أهم وآخر التجارب لدحض نظرية التولد الذاتي. كما دعمت تلك التجربة نظرية جرثومية المرض.

لم يكن باستور أول من جاء بنظرية جرثومية المرض (فقد اقترحها كل من جيرولامو فراكاسترو، وأغوستينو باسي، وفريدريك جوستاف جاكوب هنلي وغيرهم في وقت سابق)، إلا أن باستور قام بإجراء التجارب التي تبين بوضوح صحة تلك النظرية وتمكن من إقناع معظم دول أوروبا بصحتها. يعتبر باستور في يومنا هذا أنه منشئ نظرية جرثومية المرض وعلم الجراثيم، إلى جانب روبرت كوخ.[16]

كما بينت بحوث باستور أن نمو الكائنات الدقيقة هو المسؤول عن إفساد المشروبات مثل النبيذ والجعة والحليب. بالإضافة إلى أنه أوجد عملية يتم فيها تسخين السوائل مثل الحليب للقضاء على معظم البكتيريا والعفن الموجود بالفعل داخله. أنجز باستور أول تجربة بالتعاون مع كلود برنار في 20 أبريل 1862. بعد ذلك بوقت قصير سميت هذه العملية باسم البسترة.[16]

استنتج باستور من فكرة فساد المشروبات أن الكائنات الحية الدقيقة التي تصيب الحيوانات والبشر تسبب الأمراض. اقترح وجوب منع دخول الكائنات الدقيقة في جسم الإنسان، مما قاد جوزف ليستر لتطوير أساليب التطهير في الجراحة.

في عام 1865، تسبب كل من داء pébrine وflacherie وهي أمراض طفيلية بقتل أعداد كبيرة من دودة القز في منطقة Alès الفرنسية. عمل باستور خلال عدة سنوات ليثبت أن مسبب تلك الأمراض هو هجوم جرثومي على بيض دود القز، وأن القضاء على هذه الميكروبات سيقضي بدوره على المرض.[15][16]

لوي باستور في معمله، للرسام ألبرت إدلفلت عام 1885.

علم المناعة والتطعيم

اشتمل عمل باستور في وقت لاحق على مرض الكوليرا الذي يصيب الدجاج. أثناء عمله، فشل التصور بأن البكتيريا هي المسؤولة عن إصابة بعض الدواجن بهذا المرض. بإعادة استخدام دواجن ذات صحة جيدة، توصل باستور إلى أنه لا يستطيع نقل العدوى لهم، حتى مع البكتيريا الجديدة، لذا فإن البكتيريا المضعّفة أعطت مناعة للدواجن ضد المرض، على الرغم من أنها قد تسبب أعراض خفيفة فقط.[15][16]

صدرت تعليمات لمساعده شارل شمبرلند (من أصل فرنسي) لتطعيم الدواجن بعد أن ذهب باستور في عطلة، ولكن فشل شمبرلند بذلك وذهب في عطلة هو الآخر. بعد عودته، أدى الاستنبات لمدة شهر إلى إعياء الدواجن، ولكن بعد ذلك تعافت تماما بدلا من أن يكون المرض قاتلا كما كان متوقعا. افترض شمبرلند أنه قد ارتكب خطأ، وأراد أن يتخلص من الاستنبات الخاطئ كما كان يبدو له عندما أوقفه باستور. استنتج باستور أن الحيوانات التي تعافت قد تكون حصلت على مناعة من هذا المرض، كما الحال مع الحيوانات في إقليم أور ولوار الفرنسي التي قد تعافت من مرض الجمرة الخبيثة. قدم باستور طلبا لاستخدام هذه الطريقة لتطعيم الماشية ضد مرض الجمرة الخبيثة مما أثار اهتماما في مكافحة أمراض أخرى.[17]

ادعى باستور صنعه لقاحا للجمرة الخبيثة من خلال تعريض البكتيريا العصوية للأكسجين. تم الاحتفاظ بالدفاتر التي كان يستخدمها في مختبره لدى المكتبة الوطنية في باريس، في الواقع استخدم باستور في إنشاء لقاح الجمرة الخبيثة أسلوب منافسه جان جوزيف هنري توسان، وهو جراح بيطري في تولوز.[18][19] تتم هذه الطريقة بأكسدة ثاني كرومات البوتاسيوم. نتج بالفعل لقاحا عن طريقة باستور للأكسدة بعد أن حصل على براءة اختراع لإنتاج لقاح الجمرة الخبيثة.

إن مفهوم اكتساب المناعة بعد التطعيم بنموذج مضعّف من الأمراض الخبيثة لم يكن جديدا، وكان يُعرف هذا المفهوم لفترة طويلة مع مرض الجدري، حيث أن التلقيح بالجدري كان يؤدي إلى تقليل الندوب وتقليص معدل الوفيات إلى حد كبير مقارنة مع المرض المكتسب طبيعيا. وقد اكتشف إدوارد جينر أيضا التطعيم، وذلك باستخدام جدري البقر لإعطاء المناعة للجدري (في 1796)، إلا أن الاختلاف عن التطعيم ضد الجدري أن التطعيم ضد الجمرة الخبيثة أو تطعيم الدواجن ضد الكوليرا يتم عن طريق شكل مضعَّف "أي تم إنتاجه بشكل اصطناعي" بدلا من الشكل المضعَّف طبيعيا.

نتج عن هذا الاكتشاف ثورة في العمل على الأمراض المعدية، وأطلق باستور اسما علميا على هذه الأمراض المضعَّفة بشكل اصطناعي وأسماها اللقاحات تكريما لاكتشاف إدوارد جينر. أنتج باستور أول لقاح لداء الكلب من خلال زراعة الفيروس في الأرانب، ومن ثم إضعافها عن طريق تجفيف الأنسجة العصبية المتضررة.

أيامه الأخيرة ووفاته

توفي باست[20] ور في عام 1895 بالقرب من باريس جراء مضاعفات لسلسلة من السكتات الدماغية التي بدأت في عام 1868.[18] توفي أثناء استماعه إلى قصة القديس بول دي فينسنت.[15] دفن في كاتدرائية نوتردام، ولكن تمت إعادة دفن رفاته في قبو معهد باستور في باريس، حيث يتذكر الناس أعماله المنقذة للحياة.

كتب عنه

انظر أيضا

  • روبرت كوخ
  • ماري باستور

مراجع

  1. https://www.biography.com/people/louis-pasteur-9434402 — تاريخ الاطلاع: 26 أغسطس 2018
  2. https://www.biography.com/people/louis-pasteur-9434402 — تاريخ الاطلاع: 16 أبريل 2019
  3. https://www.sciencesetavenir.fr/archeo-paleo/patrimoine/hommage-a-pasteur-pour-cette-123e-annee-la-ceremonie-ne-s-est-pas-faite-en-presentiel-a-l-institut_147735 — تاريخ الاطلاع: 28 سبتمبر 2020
  4. وصلة : مُعرِّف قاعدة بيانات الأسماء الملحوظة (NNDB)
  5. Elenco cronologico Soci Stranieri — تاريخ الاطلاع: 3 مارس 2018 — الناشر: الأكاديمية الوطنية التسعون للعلوم
  6. http://data.bnf.fr/ark:/12148/cb119187405 — تاريخ الاطلاع: 10 أكتوبر 2015 — المؤلف: المكتبة الوطنية الفرنسية — الرخصة: رخصة حرة
  7. https://www.biography.com/people/louis-pasteur-9434402 — المخترع: جيمي ويلز — إقتباس: Mémoire sur la fermentation appelée lactique, in Mémoires de la Société des sciences, de l'agriculture et des arts de Lille, séance du 8 août 1857, 2e sér., V, 1858, p. 13-26
  8. http://agriculture.gouv.fr/histoire/3_merite_agr/chrono_1.htm — تاريخ الاطلاع: 26 أغسطس 2018
  9. https://docs.google.com/spreadsheets/u/1/d/1dsunM9ukGLgaW3HdG9cvJ_QKd7pWjGI0qi_fCb1ROD4/pubhtml?gid=1336391689&single=true
  10. https://docs.google.com/spreadsheets/u/1/d/1dsunM9ukGLgaW3HdG9cvJ_QKd7pWjGI0qi_fCb1ROD4/pubhtml?gid=1336391689&single=true — إقتباس: For his researches on fermentation and on pelerine.
  11. Award winners : Copley Medal — تاريخ الاطلاع: 30 ديسمبر 2018 — الناشر: الجمعية الملكية
  12. http://www.culture.gouv.fr/public/mistral/leonore_fr?ACTION=CHERCHER&FIELD_1=COTE&VALUE_1=LH%2F2064%2F18
  13. James J. Walsh (1913). "Louis Pasteur". Catholic Encyclopedia. New York: Robert Appleton Company
  14. Campbell, D. M. (January, 1915). "The Pasteur Institute of Paris". American Journal of Veterinary Medicine (Chicago, Ill.: D. M. Campbell) 10 (1): 29–31. Retrieved February 8, 2010.
  15. James J. Walsh (1913). "Louis Pasteur". Catholic Encyclopedia. New York: Robert Appleton Company.
  16. Ullmann, Agnes (August 2007). "Pasteur-Koch: Distinctive Ways of Thinking about Infectious Diseases". Microbe (American Society for Microbiology) 2 (8): 383–7. Retrieved December 12, 2007.
  17. Sternberg, George M. (1901). A Textbook of Bacteriology. New York: William Wood and Company. pp. 278–9.
  18. David V. Cohn location=University of Louisville (December 18, 2006). "Pasteur". Retrieved 2007-12-02. "Fortunately, Pasteur's colleagues Chamberlain [sic] and Roux followed up the results of a research physician Jean-Joseph-Henri Toussaint, who had reported a year earlier that carbolic-acid/heated anthrax serum would immunize against anthrax. These results were difficult to reproduce and discarded although, as it turned out, Toussaint had been on the right track. This led Pasteur and his assistants to substitute an anthrax vaccine prepared by a method similar to that of Toussaint and different from what Pasteur had announced."
  19. Adrien Loir (1938). Le mouvement sanitaire. pp. 18, 160.
  20. اكشا, اكشا; شوليا (1978 /12/1). الكتاب الاندلسي (المحرر). (باللغة التركي) (الطبعة توتوتا). الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); line feed character في |تاريخ الوصول= على وضع 13 (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=, |تاريخ= (مساعدة); مفقود أو فارغ |title= (مساعدة); |access-date= بحاجة لـ |url= (مساعدة)صيانة CS1: لغة غير مدعومة (link)
  21. الكتاب

    وصلات خارجية

    • بوابة أعلام
    • بوابة الكيمياء
    • بوابة تاريخ العلوم
    • بوابة طب
    • بوابة علم الأحياء الدقيقة
    • بوابة علم النبات
    • بوابة فرنسا
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.