كونكورد

الكونكورد هي طائرة أسرع من الصوت، وكانت أكثر نجاحًا من التوبوليف تي يو 144 (وهي الطائرة الأخرى الفائقة لسرعة الصوت التي كانت تستخدم تجاريا لنقل الركاب).[2][3][4]

الكونكورد
طائرة كونكورد تابعة للخطوط البريطانية

النوع طائرة خطوط جوية
بلد الأصل  المملكة المتحدة،  فرنسا
الصانع بي إيه إي سيستمز، إي إيه دي إس
سنة الصنع 1969
الكمية المصنوعة 19
تكلفة المشروع 1.3 مليار جنيه[1]
سعر الوحدة 23 مليون جنيه(1977) 107 مليون جنيه إسترليني(2013)
سيرة طائرة
دخول الخدمة 21 يناير 1976
انتهاء الخدمة 26 نوفمبر 2003 
أول طيران 2 مارس 1969
المستخدم الأساسي إير فرانس، الخطوط الجوية البريطانية
مستخدمون آخرون الخطوط الجوية السنغافورية
الطول 61.66 متر  
الارتفاع 12.2 متر  
مساحة الجناح 358.25 متر مربع  
المدى 6667 كيلومتر ،  و7250 كيلومتر  

ويكيميديا كومنز كونكورد

طائرة الكونكورد التي حطمت زجاج المطارات وهشمت مدرجاتها، أصبحت الآن تُعرض في معارض الطيران أمام آلاف من الفرنسيين، لتصبح أثرًا كان في يوم من الأيام يسبح في سماء العالم،

كانت شركة إير فرانس المملوكة للخطوط الجوية الفرنسية قد قرّرت إيقاف رحلات طائرات الكونكورد في 31 مايو2003 بسبب ارتفاع تكاليف تشغيلها وتراجع الطلب عليها، كما قررت شركة الخطوط الجوية البريطانية هي الأخرى تحليق الطائرة من لندن، أيضًا في شهر أكتوبر من نفس العام، فنتهى بذلك عمل الطائرة عندما بدآها معًا منذ ما يزيد عن 40 سنة في 29 نوفمبر 1962.

وعلى مدى الربع قرن الأخير، كانت الكونكورد تقوم بخمس رحلات أسبوعية بين باريس ونيويورك في سرعة قياسية تقل عن 4 ساعات.

تعرضت احدى الطائرات لحادث سقطت إحداها في 25 يوليو 2000 بعد لحظات قليلة فقط من إقلاعها من مطار شارل ديجول في باريس، حيث اصطدمت بأحد الفنادق القريبة من المطار، تسبب الحادث بمقتل جميع ركابها البالغ عددههم 113، وتتوقف رحلات الكونكورد بعدها لمدة تزيد عن عام. وقد كانت أحد الاسباب لاخراج الطائرة عن الخدمة.

مواصفات ومميزات الطائرة

يبلغ طول الطائرة الكونكورد 204 أقدام، قابلة للتمدد من 6 إلى 10 بوصات أثناء الطيران بسبب الحرارة الشديدة لهيكل الطائرة من جراء سرعتها. طلاء الطائرة خاص تم تطويره كي يقاوم التغيرات في درجات الحرارة، إضافة إلى قدرته على تشتيت الحرارة الناشئة عن الطيران بسرعة تفوق ضعفي سرعة الصوت.

ويبلغ طول الجناح 83 قدما و8 بوصات وهو ما يقل كثيرًا عن الطائرات العادية التي تسير بسرعة أقل من سرعة الصوت، حيث تسير الطائرة الكونكورد بطريقة مختلفة تسمى "بالدوامة التصاعدية"

كما تتميزالكونورد بمقدمة متدلية، ويتيح ذلك رؤية أفضل للطيارين عند الإقلاع والهبوط. وشكل مقدمة الطائرة حاد أشبه بالإبرة، وطويل نسبياً بما يضمن أقصى اختراق ممكن للهواء، حيث ينساب الهواء على جانبي الطائرة محدثًا أقل احتكاك ممكن.

وقد تم تصميم محرّكات الكونكورد الأربعة من نوع رولز رويس / سنيكما أوليمبوس إس 593 خصيصا، بحيث تعطي أكثر من 38.000 رطل (17.260 كلجم) من الدفع لكلّ مرة يعاد فيها عملية التسخين، حيث تزود هذه العملية المحرك في المرحلة النهائية للتسخين بالوقود اللازم لإنتاج القوّة الإضافية المطلوبة للإقلاع والانتقال من مرحلة التسخين إلى الطيران الأسرع من الصوت. وهو ما يتيح للطائرة سرعة إقلاع تبلغ 400 كم/ ساعة.

محركات الطائرة هي الأقوى بالنسبة لمجال الطيران التجاري. وتتطلب خطة الطيران في المسافة بين باريس والساحل الفرنسي للمحيط الأطلنطي على سبيل المثال، الاستواء على سرعة أقل من سرعة الصوت يتم تحديدها بـ 0.93 ماخ على أن يكون ذلك على ارتفاع حوالي 9.000 متر، بعدها تبدأ الطائرة في القفز بسرعة للوصول إلى سرعة الإقلاع والارتفاع المطلوبين، ويؤدي فارق السرعة ما بين الوضعين إلى حدوث تغير في ديناميكية الطائرة للانتقال من الطيران بسرعة أقل من الصوت إلى سرعة أخرى أعلى من الصوت، وللتغلب على هذا الوضع، يتم نقل الوقود داخل الطائرة باستخدام نظام الدفع من الخزانات الموجودة في المقدمة إلى الخزانات الموجودة في المؤخرة.

وفى أثناء الحالة الانتقالية بين الوضعين السابقـين (بين 1 ماخ و1.6 ماخ)، تزداد مقاومة الهواء بشكل حاد، في هذه اللحظة يتم كسر حاجز الصوت(يادارسين القاز داينمكس AE325). وبمجرد الوصول إلى 1.7 ماخ، يقوم الكابتن بإيقاف عملية الاحتراق الداخلي. بعدها تزيد سرعة الطائرة جدًّا لتصل إلى 2 ماخ أو 2200 كيلومتر في الساعة (1350 ميل/ ساعة)، أي أكثر من ضعفي سرعة الصوت، والتي تمثل السرعة المستهدفة للطائرة، بينما يتراوح الارتفاع المستهدف بين 16.000 إلى 18.000 متر (52.000 قدم/ 59.000 قدم) لتعبر بذلك المسافة بين لندن ونيويورك في قرابة 3 ساعات ونصف، وهو ما يعد زمنًا قياسيًا بالمقارنة بالطائرات الأقل سرعة من سرعة الصوت.

يشار إلى أن سرعة إقلاع الكونكورد تصل إلى 225 عقدة (قرابة 400 كم / ساعة) بما يعادل 248 ميل في الساعة، مقارنة مع 165 عقدة بالنسبة للطائرات التي تسير بسرعة أقل من سرعة الصوت (من المعروف أن سرعة الصوت تتغير مع تغير الحرارة، حيث ينتقل بسرعة 740 ميلا في الساعة على مستوى سطح البحر، ولكنه ينخفض إلى 667 ميلا في الساعة فوق 36000 قدم فوق سطح الأرض، حيث تنخفض حرارة الجو).

اجنحة الكونكورد

يتناسب شكل الجناح الذي تتميز به الكونكورد مع كونها طائرة أسرع من الصوت، حيث يتطلب المزج بين خاصية الطول الكافي وعمل المجداف، مع أقل سمك نسبي، ويتواءم كل ذلك مع عمليات الصعود والهبوط، حيث يظهر من الصلابة الهيكلية ما هو كافٍ لظروف الطيران في هذه الأجواء.

عند الاقتراب من الهبوط، ينتقل الوقود إلى مقدمة الطائرة، ويصحب ذلك ارتفاع مقدمة لتهبط الطائرة في مشهد يشبه هبوط الطيور على سطح الماء. كما تتحرك أجنحة الكونكورد بزاوية واضحة أكثر مع المستوى الأرضي في الإقلاع والهبوط، وهو ما يضمن لطاقم الطائرة رؤية أوضح. كما تمتاز الطائرة بوجود جهاز تسجيل ومراقبة على جانبي جسمها يحلل ما يزيد عن 600 قراءة تعبر عن مسار وحالة الرحلة.

حادثة تحطم الكونكورد في الرحلة رقم 4590

سقطت طائرة الكونكورد بعد إقلاعها بدقائق قليلة من مطار شارل ديغول في 25 تموز من عام2000 حيث اشتعل حريق مفاجئ في جناح الطائرة الأيسر مسببا فقدان توازنها مما أدى إلى وقوعها وتحطمها على سطح فندق قريب من المطار. نجم عن هذا الحادث الكارثي مقتل 109 أشخاص هم جميع الركاب وطاقم الطائرة. بالإضافة إلى 4 أشخاص كانوا في الفندق الذي تحطمت عليه الطائرة، ليصل اجمالي عدد القتلى إلى 113 شخصاً.

إن إطاراتها حساسة للغاية وذات ضغط عال وكان معدل تفجرهم أكثر ب 60 مرة من الطائرات العادية. إلا إن حوادث تفجر الإطارات لم تؤذ أحداً.

كشفت التحقيقات على أن سبب الحادث هو سلك معدني طوله لا يتعدى 43 سم كان موجودا في ممر الإقلاع. حيث ارتطمت به عجلة الطائرة بينما كانت تسير بسرعة 350 كم في الساعة. فانفجر ذلك الإطار الحساس، متسبب بفصل قطعة تزن 25 كغم من الإطار لتصطدم بمحركات الجناح الأيسر. فتسللت كميات كبيرة من الوقود على طول الجناح وعلى المحركات. إلا إن هذا لم يكن كافيا لاشتعال الطائرة. حيث اشتعلت النيران عندما طارت قطعة أخرى صغيرة من الإطار المفجور بنفس الوقت مع خروج القطعة الأولى، قاطعة سلكا كهربائيا بالقرب من الجناح مما أدى إلى اشتعال شرارة أشعلت الوقود المتسرب الذي بدوره أشعل حريقاً كبيراً في جناح الطائرة بأكمله أدى إلي إيقاف محركات ذلك الجناح.

عند الحادث كانت الطائرة بقرب من نهاية ممر الإقلاع وتسير بسرعة عالية فوصلت إلى نقطة اللاعودة عندما اندلع الحريق فوجب إقلاعها بأي شكل من الأشكال.

لم يعرف الطيار ان هناك حريق هائل بالمحرك الايسر للطائرة الا بعد أن أخبره برج مراقبة شارل ديجول بأن هناك حريق

بعد هذا الحادث توقفت الطائرة عن الطيران لمدة سنة كاملة لتحسين إجراءات السلامة عليها. هذه الإجراءات الاحترازية الجديدة جعلت من الرحلة مكلفة جداً. فتوقفت الطائرة عن العمل تماماً في عام 2003.

مصادر

  1. Marston, Paul (16 August 2000). "Is this the end of the Concorde dream?". London: The Daily Telegraph, 16 August 2000. مؤرشف من الأصل في 24 أكتوبر 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); غير مسموح بالترميز المائل أو الغامق في: |ناشر= (مساعدة)
  2. Simpkins, Edward (15 June 2003). "Buffett vehicle to follow in Concorde's slipstream". The Daily Telegraph. London. مؤرشف من الأصل في 21 يونيو 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. Clark, Jay (18 January 1986). "Supersonic Concorde 10 years in service and still confounding critics". Toronto Star. مؤرشف من الأصل في 12 مارس 2013. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. New Design Concepts for High Speed Air Transportedited by H. Sobieczky (1997) نسخة محفوظة 2 سبتمبر 2019 على موقع واي باك مشين.

    تقرير الحادث

    وصلات خارجية

    • بوابة عقد 1960
    • بوابة طيران
    • بوابة فرنسا
    • بوابة المملكة المتحدة
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.