قومية سوداء

القومية السوداء هي نوع من القومية أو القومية التي تتبنى الاعتقاد بأن السود هم عرق ويسعى إلى التطوير والحفاظ على هوية وعرقية القومية السوداء. ويدور النشاط القومي الأسود حول التمكين الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للمجتمعات السوداء والسكان، خاصةً لمقاومة الاندماج في الثقافة البيضاء (من خلال التكامل أو غير ذلك) والحفاظ على هوية سوداء مميزة.[1]

نشأت القومية السوداء داخل الجالية الأمريكية من أصل أفريقي في الولايات المتحدة. وفي أوائل القرن العشرين عززت غارفي التي روج لها ماركوس غارفي في الولايات المتحدة أفكار القومية السوداء. وأثبتت أفكار القومية السوداء ايضاً ـأثيرها على حركة الإسلام الأسود، ولا سيما مجموعات مثل أمة الإسلام التي أسسها إيليا محمد. وخلال الستينيات، أثرت القومية السوداء على حزب الفهد الأسود وحركة القوة السوداء الاوسع.

التاريخ المبكر

كان مارتن دلايني (1821-1885)، وهو أمريكي من أصل أفريقي مؤيد لإلغاء عقوبة الإعدام، أول مناصر لقومية السود.[2]

مستوحاة من نجاح الثورة الهايتية، تكمن أصول القومية الأفريقية والسوداء في الفكر السياسي في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين مع اشخاص مثل جاءت ماركوس غارفي وبنجامين «باب» سينجلتون وهنري ماكنيل ومارتن ديلاني وهنري هايلاند جارنت وإدوارد ويلموت بلايدن وبول كافي، واخرين. وكانت إعادة العبيد الأمريكيين من أصل أفريقي إلى ليبيري أو سيراليون موضوعاً قومياً اسوداً شائعاً في القرن التاسع عشر. وكانت جمعية تحسين الزنوج العالمية لماركوس غارفي في عشرينيات القرن الماضي اقوى حركة قومية سوداء حتى الان، حيث تضم ملايين الأعضاء. وعارض القادة السود الرئيسيون حركة غارفي، وسحقها عمل الحكومة. ومع ذلك، تذكر العديد من خريجيها خطابها الملهم.[3]

ووفقاً لويلسون إرميا موسى، يمكن فحص القومية السوداء كفلسفة من ثلاث فترات مختلفة، مما أدى إلى ظهور وجهات نظر أيديولوجية مختلفة لما يمكن ان نعتبره اليوم القومية السوداء.[4]

بدأت الفترة الأولى من القومية السوداء ما قبل الكلاسيكية عندما جُلب الافارقة الأوائل إلى الأمريكيتين كعبيد خلال الفترة الثورة الأمريكية.[5]

وبدأت الفترة الثانية من القومية السوداء بعد الحرب الثورية. تشير هذه الفترة إلى الوقت الذي شعر فيه عدد كبير من الافارقة المتعلمين داخل المستعمرات «تحديداً داخل نيو انجلاند وبنسلفانيا» بالاشمئزاز من الظروف الاجتماعية التي نشأت من أفكار التنوير. من طريقة التفكير هذه جاءت صعود الأفراد داخل المجتمع الأسود الذين سعوا إلى إنشاء منظمات من شأنها توحيد السود. وكانت نية هذه المنظمات هي تجميع السود معاً حتى يتمكنوا من التعبير عن مخاوفهم ومساعدة مجتمعهم في التقدم بنفسه. ويمكن العثور على هذا الشكل من التفكير في الشخصيات التاريخية مثل: برنس هول وريتشارد ألين وأبشالوم جونز وجيمس فورتن وسايروس بوستيل وويليام جراي من خلال حاجتهم لان يصبحوا مؤسسين لمنظمات معينة مثل المحافل الماسونية الأفريقية، والجمعية الأفريقية الحرة، والمؤسسات الكنسية مثل الكنيسة الأسقفية الأفريقية للقديس توماس. عملت هذه المؤسسات كأسس مبكرة لتطوير منظمات مستقلة ومنفصلة لشعوبها. كان الهدف هو إنشاء مجموعات لتشمل أولئك الذين استبعدوا مرات عديدة من مجتمعات البيض فقط والمنظمات التي تمولها الحكومة.

نشأت الفترة الثالثة من القومية السوداء خلال فترة ما بعد إعادة الإعمار، ولا سيما بين مختلف دوائر رجال الدين الأمريكيين الأفارقة. وأُنشأت بالفعل الدوائر المنفصلة وقبولها لان الأمريكيين من أصل أفريقي عانوا منذ فترة طويلة من اضطهاد العبودية وجيم كرويسم في الولايات المتحدة منذ إنشائها. وأدت ظاهرة رجال الدين إلى ولادة شكل حديث من القومية السوداء التي شددت على الحاجة إلى فصل السود عن غير السود وبناء مجتمعات منفصلة من شأنها ان تعزز الكبرياء العرقي وتجمع الموارد. وأصبحت الايدولوجية الجديدة فلسفة مجموعات مثل معبد العلوم المغاربي وأمة الإسلام.  وبحلول عام 1930، كان والاس فرد محمد قد أسس أمة الإسلام. واستخدمت طريقته في نشر المعلومات حول أمة الإسلام أساليب غير تقليدية لتجنيد الافراد في ديترويت بولاية ميشيغان. لاحقاً. قاد إيليا محمد أمة الإسلام وأصبح مرشداً لأشخاص مثل مالكوم إكس.[6] وعلى الرغم من ان الستينيات قد جلبت فترة من القومية الدينية والثقافية والسياسية المتزايدة، الا ان القومية السوداء هي التي من شأنها أن تؤدي إلى الترويج للنزعة الأفريقية.

برنس هال

كان برنس هال زعيمًا اجتماعياً مهماً في بوسطن بعد الحرب الثورية. وهو معروف بمساهمته كمؤسس الماسونية السوداء. حياته وماضيه غير واضحين، لكن يُعتقد أنه كان عبداً سابقاً وحُرر بعد واحد وعشرين عاماً من العبودية. وفي عام 1775، انضم خمسة عشر رجلاً اسوداً أخرين مع هال إلى نزل الماسونيين للجنود البريطانيين، وبعد رحيل الجنود أنشأوا نزلهم الأفريقي الأول وحصلوا على مكانة كاملة في عام 1784. ولا يعاملونهم على قدم المساواة ولذا بدأ هال في مساعدة المحافل الماسونية السوداء الأخرى في جميع انحاء البلاد لمساعدة قضيتهم – للتقدم كمجتمع معاً على الرغم على الرغم من أي صعوبات جلبها لهم العنصريون. وكُرم هال بشكل أفضل لمساهماته في المجتمع الأسود جنباً إلى جنب مع التماساته (رُفض الكثير منها) باسم القومية السوداء. وفي عام 1787، قدم التماساً إلى مجلس إلى المجلس التشريعي في ولاية ماساتشوستس دون جدوى لإعادة السود إلى أفريقيا (للحصول على الحرية «الكاملة» من تفوق البيض). وفي عام 1788، كان هال من المساهمين المعروفين في تمرير تشريع تحريم تجارة الرقيق والمتورطين فيها. واصل هال جهوده لمساعدة مجتمعه، وفي عام 1796 التماسه لموافقة بوسطن على تمويل مدارس السود. وعلى الرغم من عد قدرة المدينة على توفير مبنى، أعار هال مبناه للمدرسة لتهرب منه. حتى وفاته عام 1807، واستمر هال في العمل من اجل حقوق السود في قضايا الإلغاء والحقوق المدنية والنهوض بالمجتمع بشكل عام.[7]

المجتمع الأمريكي الحر

في عام 1787 شكل ريتشارد ألين وأبشالوم جونز، الوزراء السود في ولاية بنسلفانيا، الجمعية الأفريقية الحرة في بنسلفانيا. وكان هدف هذه المنظمة هو إنشاء كنيسة خالية من القيود المفروضة على شكل واحد فقط من الدين، وتمهيد الطريق لأنشاء دار عبادة خاصة بمجتمعهم. لقد نجحوا في القيام بذلك عندما أنشأوا كنيسة القديس توماس الأفريقية الأسقفية في عام 1793. ضمت الجماعة العديد من الأعضاء الذين كانوا على وجه الخصوص من الرجال الذين الغوا عقوبة الإعدام والعبيد السابقين. غادر ألين المنظمة بعد عامين، اتباعاً لمعتقداته الخاصة بأن العبادة يجب ان تكون بصوت عالٍ وصريح. مع إعادة فرصة ليصبح راعي الكنيسة لكنه رفض العرض وتركه لجونز. وكانت الجمعية نفسها منظمة خيرية لا تُنسى سمحت لأعضائها بالتواصل الاجتماعي والتواصل مع شركاء الاعمال الاخرين، في محاولة لتحسين مجتمعهم. وكان نشاطها وأبوابها المفتوحة بمثابة نمو تحفيزي للمدينة حيث بدأت العديد من جمعيات المساعدة المتبادلة السوداء الأخرى في المدينة في الظهور. بالإضافة إلى ذلك، فأن المجتمع معروف بمساعدته خلال وباء الحمى الصفراء في عام 1793 المعروف انه أودى بحياة العديد من أبناء المدينة.[8]

الكنيسة الأسقفية الأفريقية للقديس توماس في فيلادلفيا، بنسلفانيا

تأسست الكنيسة الأفريقية أو الكنيسة الأسقفية الأفريقية في سانت توماس فيلادلفيا، بنسلفانيا في عام 1792 لأولئك المنحدرين من أصل أفريقي، ككنيسة حاضنة للمجتمع بهدف ان تكون بين الطوائف. وفي بداية تأسيس الكنيسة، أقيمت قداسها في المنازل والمدارس المحلية. وكان أحد مؤسسي المجتمع الأفريقي الحر أول كاهن أسقفي من أصل أفريقي أمريكي، أبشالوم جونز. وبني منزل الكنيسة الأصلي في شارع 5th وشارع Adelphi فيلادلفيا، والذي يعرف الان باسم مكان القديس جيمس وكُرس في 17 يوليو 1794؛ تضمنت المواقع الأخرى للكنيسة: شارع 12 بالقرب من شارع والنت و57 th وشوارع اللؤلؤ، و52nd وشوارع باريش والموقع الحالي واوفربروك وشارع لانكستر في حي مزارع أوفربروك التاريخي في فيلادلفيا. الكنيسة في الغالب من أصل أمريكي- أفريقي. ولعبت الكنيسة وأعضاؤها دوراً رئيسيا في حركة إلغاء/ مناهضة العبودية والمساواة في الحقوق في القرن التاسع عشر.

«منذ عام 1960، شاركت سانت توماس في حركة الحقوق المدنية المحلية والوطنية من خلال عملها مع الرابطة الوطنية لتقدم الملونين (الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين)، واتحاد الأساقفة السود، ومركز تصنيع الفرص (أو آي سي)، وعمل فيلادلفيا بين الأديان، ونساء الكنيسة الأسقفية. والأهم من ذلك أنها كانت في طليعة الحركة لدعم معرفة وقيمة الوجود الأسود في الكنيسة الأسقفية. واليوم، يستمر هذا التقليد بعضوية متزايدة من خلال مجموعة من الوزارات مثل التنشئة المسيحية، وجوقة شانيل، وجوقة الإنجيل، وفرقة الجاز، وزمالة الرجال، ووزارات الشباب، ومدرسة الكنيسة، ووزارة الصحة، ووزارة الرعاية، وبرنامج الرعي».

أمة الاسلام

أسس والاس د. فارد أمة الإسلام في الثلاثينيات من القرن الماضي. وتولى فارد منصب تلميذه إيليا «بول» محمد، الذي أصبح فيما بعد زعيم التنظيم. وكان أساس المجموعة هو الاعتقاد بأن المسيحية كانت ديناً حصرياً للرجل الأبيض، بينما كان الإسلام هو الطريق للسود؛ كانت المسيحية ديناً، مثل العبودية نفسها، فرض على الأشخاص الذين عانوا على ايدي البيض اثناء استعبادهم. ومعتقدات أبناء أمة الإسلام على أساس الاستياء من الطريقة التي تعامل بها البيض تاريخيا من الملونين، وهي تتبنى أفكار القومية السوداء. لقد جندت الجماعة نفسها منذ قيادة إيليا محمد، آلاف الاتباع من جميع شرائح المجتمع: من السجون، وكذلك من الكبرياء الأسود والحركات القومية السوداء. ودعا أعضاء أمة الإسلام إلى ان الهدف لم يكن الاندماج في الثقافة الأمريكية البيضاء، ولكن بدلاً من ذلك خلق بصمتهم الثقافية ومجتمعهم المنفصل من اجل القضاء على الاضطهاد. وكان هدفهم هو ان يكون لديهم مدارسهم وكنائسهم وان يدعموا بعضهم البعض دون أي اعتماد على الجماعات العرقية الأخرى. ويُعرف أعضاء امة الإسلام بالمسلمين السود. وعندما أصبحت المجموعة أكثر وأكثر بروزاً مع شخصيات عامة مثل مالكوم إكس كخطباء لها، وتلقت اهتماماً متزايداً من الغرباء. وفي عام 1959، كانت المجموعة موضوع فيلم وثائقي بعنوان الكراهية التي تنتجها الكراهية. الفيلم الوثائقي القى المنظمة في صورة سلبية، ووصفها بأنها مجموعة سيادة السود. وحتى مع مثل هذه الصورة لم تفقد المجموعة الدعم من شعبها. وعندما توفي إيليا محمد، تولى ابنه دور زعيم أمة الإسلام، وحول التنظيم إلى تكرار أكثر تقليدية للإسلام وتخلي عن المعتقدات التي تميل إلى العنف. ودفع هذا التحول الاخرين إلى التخلي عن المجموعة، غير راضين عن التغيير في الايدولوجية. ولقد انشأوا امة الإسلام «الجديدة» من أجل استعادة اهداف التنظيم الأصلي.[9]

ويصنف مركز قانون الفقر الجنوبي أمة الإسلام على انها مجموعة كراهية، قائلاً: «إن لاهوتها المتمثل في السيادة الفطرية للسود على البيض وخطاب قدتها العنصري والمعاد للسامية والمناهض للمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسية قد أكسبت امة الإسلام مكانة بارزة في الرتب. من الكراهية المنظمة». يقود لويس فراخان المجموعة حالياً.[10]

المراجع

  1. black nationalism | United States history (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 19 فبراير 2021. اطلع عليه بتاريخ 19 مايو 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. Libraries.wvu.edu نسخة محفوظة 2009-04-25 على موقع واي باك مشين.
  3. William L. Van Deburg, ed., Modern Black Nationalism: From Marcus Garvey to Louis Farrakhan (1996). نسخة محفوظة 4 مارس 2021 على موقع واي باك مشين.
  4. Wilson Jeremiah Moses, Classical Black Nationalism (1996).
  5. Nationalism.htm "Black Nationalism" تحقق من قيمة |مسار أرشيف= (مساعدة). BHA. مؤرشف من الأصل في 03 يوليو 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)[هل المصدر موثوق؟]
  6. Muhammad, Nafeesa Haniyah (16 April 2010). Perceptions and Experiences in Elijah Muhammad's Economic Program: Voices from the Pioneers (Thesis). CiteSeerX = 10.1.1.830.8724 10.1.1.830.8724. مؤرشف من الأصل في 23 سبتمبر 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. Swanson, Abigail (18 January 2007). "Prince Hall (ca. 1735-1807)". Black Past. مؤرشف من الأصل في 16 يناير 2021. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. "Free African Society of Philadelphia (1787- ?)". The Black Past. 2011-02-10. مؤرشف من الأصل في 26 سبتمبر 2018. اطلع عليه بتاريخ 10 مايو 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  9. ushistory.org. "Malcolm X and the Nation of Islam [ushistory.org]". www.ushistory.org. مؤرشف من الأصل في 5 نوفمبر 2020. اطلع عليه بتاريخ 10 مايو 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  10. "Nation of Islam". Southern Poverty Law Center. مؤرشف من الأصل في 2 مارس 2021. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    • بوابة أفريقيا
    • بوابة الولايات المتحدة
    • بوابة السياسة
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.