فرط الضغط داخل القحف مجهول السبب

فَرْطُ الضَّغْطِ داخِلَ القِحْف مَجْهُوْلُ السَّبَب (بالإنجليزية: Idiopathic intracranial hypertension)‏ والمعروف سابقًا باسم الورم المخي الكاذب وارتفاع ضغط الدم الحميد داخل الجمجمة، هو حالة تتميز بزيادة الضغط داخل الجمجمة (الضغط حول الدماغ) بدون سبب معروف. تتمثل الأعراض الرئيسية بالصداع، ومشاكل في الرؤية، وطنين في الأذنين وسماع دقات القلب، وألم في الكتفين. قد تشمل المضاعفات فقدان البصر.[1][2]

فَرْطُ الضَّغْطِ داخِلَ القِحْف مَجْهُوْلُ السَّبَب
لتشخيص فَرْطُ الضَّغْطِ داخِلَ القِحْف مَجْهُوْلُ السَّبَب، يجب إجراء تصوير عصبي (مثل تصوير بالرنين المغناطيسي)، للتأكيد بعدم وجود سبب أخر يؤدي إلى ارتفاع الضغط.
لتشخيص فَرْطُ الضَّغْطِ داخِلَ القِحْف مَجْهُوْلُ السَّبَب، يجب إجراء تصوير عصبي (مثل تصوير بالرنين المغناطيسي)، للتأكيد بعدم وجود سبب أخر يؤدي إلى ارتفاع الضغط.

معلومات عامة
الاختصاص طب الجهاز العصبي
من أنواع فرط الضغط داخل الجمجمة   

تشمل عوامل الخطر زيادة الوزن أو حدوث زيادة مؤخرة في الوزن. قد يؤدي دواء التتراسيكلين أيضًا إلى حدوث هذه الحالة. يعتمد التشخيص على الأعراض والضغط المرتفع داخل الجمجمة الذي لوحظ وجوده أثناء إجراء البزل القطني دون وجود سبب محدد عند فحص الدماغ.

يشمل العلاج اتباع نظام غذائي صحي وتقليل تناول الملح وممارسة الرياضة. يمكن أيضًا استخدام جراحة علاج البدانة للمساعدة في إنقاص الوزن. يمكن أيضًا استخدام دواء الأسيتازولاميد جنبًا إلى جنب مع التدابير المذكورة أعلاه. قد تحتاج نسبة صغيرة من الناس لعملية جراحية من أجل تخفيف الضغط.

حوالي 2 من كل 100000 شخص يصابون مؤخرًا كل عام. تؤثر الحالة بشكل شائع على النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 20 و50 عامًا. تتأثر النساء بحوالي 20 مرة أكثر من الرجال. وُصفت الحالة لأول مرة في عام 1897.[3]

العلامات والأعراض

أكثر أعراض فرط الضغط داخل القحف مجهول السبب شيوعًا هو الصداع، والذي يحدث في جميع الحالات (من 92 حتى 94%) تقريبًا. من أهم ما يميزه أنه أسوأ ما يكون في الصباح، ومعمم في طبيعته ويأتي بشكل خافق. قد يترافق مع الغثيان والقيء. يمكن أن يتفاقم الصداع بسبب أي نشاط يزيد الضغط داخل الجمجمة، مثل السعال والعطاس. يمكن أيضًا الشعور بالألم في الرقبة والكتفين. يعاني العديد من الطنين النابض، وهو إحساس بالصفير في إحدى الأذنين أو كلاهما (من 64 حتى 87%). نادرًا ما يُبلَغ عن أعراض أخرى مختلفة، مثل خدر في الأطراف وضعف عام وفقدان حاسة الشم وفقدان التنسيق والتوازن. لا يُعتبر أي عرض من الأعراض السابقة خاصًا بالمرض. عند الأطفال، قد تظهر العديد من العلامات والأعراض غير المحددة.[4][5]

يؤدي الضغط المتزايد إلى انضغاط وشد الأعصاب القحفية، وهي مجموعة من الأعصاب التي تنشأ من جذع الدماغ وتغذي الوجه والرقبة. الأكثر شيوعًا، هو إصابة العصب المُبَعِّد (العصب السادس). يغذي هذا العصب العضلة التي تسحب العين للخارج. لذلك يعاني الأشخاص المصابون بشلل العصب السادس من ضعف الرؤية الأفقية وهو أسوأ عند النظر إلى الجانب المصاب. نادرًا ما يتأثر العصب المحرك للعين والعصب البَكَرِيّ (شلل العصب الثالث والرابع، على التوالي)، وكلاهما يلعب دورًا في حركات العين. يتأثر العصب الوجهي (العصب القحفي السابع) أحيانًا، والنتيجة ضعف كلي أو جزئي في عضلات التعبير الوجهية على أحد جانبي الوجه أو كلاهما.[6]

يؤدي الضغط المتزايد إلى وذمة حليمة العصب البصري، وهي تورم في القرص البصري، الذي هو البقعة التي يدخل فيها العصب البصري إلى مقلة العين. يحدث هذا عمليًا في جميع حالات ارتفاع الضغط مجهول السبب داخل القحف، ولكن لا يعاني الجميع من هذه الأعراض. عادةً ما يبلغ أولئك الذين يعانون من الأعراض عن «عوائق بصرية عابرة»، وهي نوبات من صعوبة الرؤية تحدث في كلتا العينين ولكن ليس بالضرورة في نفس الوقت. تؤدي وذمة الحليمة غير المعالجة على المدى الطويل إلى فقدان البصر، في البداية في المحيط ولكن بشكل تدريجي نحو مركز الرؤية.[7]

عادة ما يكون الفحص البدني للجهاز العصبي طبيعيًا بصرف النظر عن وجود وذمة حليمة العصب البصري، والتي تظهر عند فحص العين بجهاز صغير يسمى منظار العين أو بمزيد من التفصيل باستخدام كاميرا قاع العين. إذا كان هناك تشوهات في الأعصاب القحفية، فقد تُشاهَد أثناء فحص العين بشكل حول (شلل العصب الثالث أو الرابع أو السادس) أو شلل العصب الوجهي. إذا كانت وذمة حليمة العصب البصري طويلة الأمد، فقد تكون الحقول المرئية مقيدة وضيقة، وقد تنخفض حدة البصر. يوصى باختبار المجال البصري بواسطة القياس الآلي (همفري) لأن طرق الاختبار الأخرى قد تكون أقل دقة. تؤدي وذمة الحليمة المزمنة إلى ضمور العصب البصري، فيبدو القرص شاحبًا ويميل فقدان البصر إلى التقدم مع الوقت.

الأسباب

تعني كلمة «مجهول السبب» أن السبب غير معروف. لذلك، لا يمكن تشخيص فرط الضغط داخل القحف مجهول السبب إلا إذا لم يكن هناك تفسير بديل للأعراض الموجودة. قد يزداد الضغط داخل الجمجمة بسبب الأدوية مثل الجرعات العالية من مشتقات فيتامين أ (مثل إيزوتريتينوين لعلاج حب الشباب) والمضادات الحيوية (كالتتراسيكلين) طويلة المدى (يُستخدم التتراسكلين لمجموعة متنوعة من الأمراض الجلدية) وموانع الحمل الهرمونية.

هناك العديد من الأمراض الأخرى، معظمها حالات نادرة، قد يؤدي إلى مرض ارتفاع ضغط الدم داخل الجمجمة. إذا كان هناك سبب للحالة سيُطلق عليها اسم «ارتفاع الضغط الثانوي داخل الجمجمة». تشمل الأسباب الشائعة لارتفاع ضغط الدم الثانوي داخل الجمجمة انقطاع النفس الانسدادي النومي (اضطراب التنفس المرتبط بالنوم) والذئبة الحمامية الجهازية (SLE) ومرض الكلى المزمن ومرض بهجت.

مراجع

  1. "Idiopathic Intracranial Hypertension". National Eye Institute (باللغة الإنجليزية). April 2014. مؤرشف من الأصل في 8 يوليو 2019. اطلع عليه بتاريخ 08 نوفمبر 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. Wall, M (February 2017). "Update on Idiopathic Intracranial Hypertension". Neurologic Clinics. 35 (1): 45–57. doi:10.1016/j.ncl.2016.08.004. PMC 5125521. PMID 27886895. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. Wakerley, BR; Tan, MH; Ting, EY (March 2015). "Idiopathic intracranial hypertension". Cephalalgia: An International Journal of Headache. 35 (3): 248–61. doi:10.1177/0333102414534329. PMID 24847166. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. Binder DK, Horton JC, Lawton MT, McDermott MW (March 2004). "Idiopathic intracranial hypertension". Neurosurgery. 54 (3): 538–51, discussion 551–2. doi:10.1227/01.NEU.0000109042.87246.3C. PMID 15028127. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. Sismanis A (July 1998). "Pulsatile tinnitus. A 15-year experience". American Journal of Otology. 19 (4): 472–7. PMID 9661757. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. Soler D, Cox T, Bullock P, Calver DM, Robinson RO (January 1998). "Diagnosis and management of benign intracranial hypertension". Archives of Disease in Childhood. 78 (1): 89–94. doi:10.1136/adc.78.1.89. PMC 1717437. PMID 9534686. مؤرشف من الأصل في 3 مارس 2009. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. Acheson JF (2006). "Idiopathic intracranial hypertension and visual function". British Medical Bulletin. 79–80 (1): 233–44. CiteSeerX = 10.1.1.131.9802 10.1.1.131.9802. doi:10.1093/bmb/ldl019. PMID 17242038. مؤرشف من الأصل في 5 يوليو 2009. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    • بوابة طب
    • بوابة علوم عصبية
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.