صناعة الفخار في الجزائر

فخار الجزائر[1]، ارتبطت صناعة الفخار بوجود الإنسان منذ القدم، واستمرّت بقوة الإنتاج نفسه حتى أصبحت اليوم نوعاً من التراث الثمين، ورمزاً من رموز الأصالة والتاريخ، وخصوصاً في دولة الجزائر؛ حيث تُعتبر واحدةً من الصناعات التقليديّة التي لا زالت مُستمرّةً حتى هذا اليوم. رغم انتشار صناعة الفخار في العالم إلا أنّ للجزائر لمسةً خاصةً، حيث منحها وقوعُها بمحاذاة البحر الأبيض المتوسط ريادةً في هذه الصناعة، فلا نجد منطقةً في الجزائر لا تصنع الفخار أو تقتنيه في بيوتها للاستعمال والزينة، وقد اعتبر علماء الجيولوجيا الفخار مقياساً لمعرفة الحقب الزمنية، والاستدلال به على الماضي، حيث كان يُستخدم في المساجد والجدران، من خلال تزيينها بالفسيفساء الملونة.

فخار جزائري من مدينة تيزي وزو

صناعة الفخار موروث ثقافي ومصدر رزق مئات العائلات

تعتبر صناعة الفخار موروثا حضاريا ودليلا ثقافيا في الجزائر خاصة بعدد من مدنها الداخلية والساحلية، حيث أضحت وجهة سياحية بدون تأشيرة، وتعد نشأة هذه الصناعة تلبية لحاجيات المواطن المعيشية ومورد رزق المئات من العائلات التي طالما حملت في بساطة هذه الصناعة هوية الشخصية الوطنية والتراث الحضاري. تشتهر ولاية جيجل خاصة بلدية «جيملة» على غرار عدد من مدن وولايات الوطن بهذه الصناعة التي تتفنن فيها أنامل النسوة رغم استعمالهن لطرق ووسائل جد تقليدية الا أنهن يعتمدن صناعة الآواني الفخارية من أجل الاستعمال والتجارة حيث يتم جمع الطين من الجبل ليغربل فيما بعد ويمزج مع بقايا الآواني الفخارية المهشمة ليتحول إلى اقتصاد لعشرات العائلات في هاته المنطقة توارثها الآهالي أبا عن جد.

التسميات والأشكال

تختلف التسميات وتتعدد الأشكال الفنية التي زادتها روعة الرسومات المميزة التي تحمل عبق الماضي وتاريخ الأجداد ليبقى أمل هؤلاء النسوة القاطنات بالأماكن الريفية في التفاتة من الجهات الوصية في دعم يحققن به المبتغى حيث أن هاته الصناعة تعتبر أقدم صناعة ارتبطت بوجود الإنسان منذ الأمد البعيد، فأصبحت اليوم حرفة وتراثا شعبيا يعبر عن الأصالة والتاريخ المرتبط بالحضارة ليجسده الفخار في أشكال وألوان عرف الإنسان كيف يحول من خلالها الطين إلى مادة صلبة بالاستعانة بالنار واستعمال الدولاب التي أحدث ثورة في كمية الإنتاج وسائل بسيطة ورسومات معبرة. هي الوصفة السحرية التي جعلت من الفخار سفيرا بامتياز فمادته الأساسية هي الطينة الحمراء طوبية اللون.


فصائل الفخار الجزائريّ

الفخار الجزائر

الفصيلة الريفية

هي الموجودة بكثرة وبشكلٍ مُركّزٍ في الريف والقرى والقبائل؛ وتعدُّ من موروثاتها الفنية، وتأخذ إلهامها وديكوراتها من الرموز والإيحاءات القديمة، ويظهر التنوُّع في مُنتجاتها، فنجد الجِرار، والمزهريّات، وأواني الطعام، والأباريق، وممّا دعم بقاء واستمرار هذه الصناعة في القرى والقبائل هو اعتماد المطبخ الجزائريِّ على الأواني الفخاريّة بشكلٍ كبيرٍ؛ حيث تُستعمل بشكلٍ أساسيٍّ للطاجين، وحفظ الزيت، وشرب الحليب، وحفظ الزبدة.

الفصيلة المدنية

تختلف هذه الفصيلة عن الفصيلة الريفية بكثرة استعمالها للديكورات، وتأثُّرها الكبير بالفنِّ الإسلاميِّ، والخطوط العربيّة، وطرق التزيين، وكثرة استعمال الأزهار والأشكال الهندسيّة.

تلوين الفخار

استعملت الأكاسيد المعدنية لطلي الخزف بالألوان الجميلة منها الأحمر، الأسود، الأصفر وغيرها ولكل بلد حكاية مع الألوان والرموز سواء صنعتها الحضارات السابقة أو مخيلة الإنسان المبدع، بالرغم من الشهرة العالمية التي اكتسبها الفخار عبر العصور ومختلف الحقبات التاريخية، لكنه يظل في الجزائر لا يرقى إلى المستوى المطلوب، كونه ليس شيئا عاديا فحسب ولكنه إرث حضاري وموروث شعبي يحمل كل معاني الثقافة الأصيلة، ومع التطور الحاصل في الآلات وحتى الأذواق، فقد ظهرت عدة أنواع من الفخار كالسيراميك الذي انتشرت صناعته في أوربا في القرن 15 ميلادي، وفخار (بوكوراك) الرمادي أو الأسود الجميل الصنع وسطحه لامع أملس.

طاجين الطين يقاوم رياح العصرنة

طاجين الطين الجزائري

لا يزال “طاجين الطين” الذي يستعمل لطبخ الكسرة بأنواعها الهوية المميزة لأرياف وقرى الجزائر، إذ اعتادت النساء على استخدامه لصنع الخبز (كسرة (خبز جزائري)) المنزلي المميز، ومع تطور الحياة ظل هذا طاجين الطين (الجزائر) كما يعرف محليا محافظا على وجوده وظل يحمل عبق الريف الجزائري، مواطنو المناطق الريفية كغيرها من المدن في الجزائر توارثو صناعته أبا عن جد.

انظر أيضاً

وصلات خارجية

مراجع

    • بوابة الجزائر
    • بوابة فنون
    • بوابة المرأة
    • بوابة التاريخ
    • بوابة علم الآثار
    • بوابة ثقافة
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.