سليم التومي

سليم التومي أو سليم الثومي[1] · [2] · [3]، هو قائد قبيلة الثعالبة، عين أمير لمدينة الجزائر في بداية القرن السادس عشر.

تاريخ

عندما سقطت مدينة بجاية تحت قبضة الإسبان يوم 6 جانفي 1510، ذهب “سليم التومي” حاكم مدينة الجزائر العاصمة إلى بجاية لإعلان ولائه للقائد الإسباني “بيدرو نافارو “. إشترط هذا الأخير على سليم التومي دفع ضريبة باهضة وإطلاق سراح كل العبيد المسيحيين الأسرى في يد سكان المدينة، ومن جهة أخرى فرض بناء قلعة على تلال الجزر المقابلة لمدينة الجزائر المحروسة حصن الصخرة (الجزائر) والتي أصبحت تُعرف ب”البينيون El peñon” نسبة للصخور الصلبة التي بنيت فوقها. بُنيت القلعة على شكل مُثمن وحُصّنت بحصنين وكان يربض فيها حوالي 200 جندي إسباني. كان موقع البينيون قريبا من مدينة الجزائر بحيث أن طلقات المدافع تصل اليابسة وأن طلقات المدفعية تمر فوق المدينة من سور إلى أخر. ومهمة هذا الحصن هي مراقبة كل ما يجري من تحركات في البحر دون انقطاع ومنع القراصنة من استعمال الميناء كملجأ. وبحسب أحد الأقوال الشعبية أنذاك، كانت البينيون شوكة في قلب كل جزائري. للتخلص من هذه القلعة ونقض المعاهدة المجحفة مع الإسبان، فكر “سليم التومي” في "الإخوة بربروس" الذين كانوا يسيطرون على ميناء جيجل و أعتقد أنهم أفضل من يساعده على تهديم القلعة.

إتفاقية سليم التومي مع “عروج”

أوفد سكان مدينة الجزائر عدة شخصيات بارزة لإقناع عائلة بربروس لمساعدتهم على القضاء على قلعة البينيون والجنود الإسبان الموجودين فيها. يقول المؤرخ الأمريكي ”وليم سبنسر” : “وقد عُقدت إتفاقية بين سكان المدينة وحاميهم الجديد تحدد بمقتضاها أن تُحترم سيادة مدينتهم وأن لا يخضعوا لدفع أية أتاوة جديدة ولا لأي تدخل في تجارتهم وأن تكون مساعدة عروج مقصورة على إسترجاع صخرة (البينيون)“. ويقول هاييدو ”وقبلت عائلة بربروس هذا الطلب ورأت في ذلك فرصة للإستيلاء على مدينة الجزائر الهامة والغنية جدا والمأهولة بالسكان وخاصة كونها مريحة ومناسبة لعمليات القرصنة”. سار عروج وإخوته بسفنهم وجيشهم نحو مدينة الجزائر العاصمة وقبل أن يقوموا بمهاجمة قلعة “البينيون”، شنوا حملة على شرشال وطردوا منها القرصان “كارا حسن” الذي كان منافسا لعروج.

عندما وصل عروج إلى مدينة الجزائر العاصمة باشر بحفر خندق ونصب مدفعيته مقابل القلعة وبدأ هجومه عليها، غير أن ضعف مدفعيته منعته من تحقيق نتائج مُرضية. وبعد عشرين يوما بدأ سكان مدينة الجزائر يضيقون ذرعا من تصرفات جنود عروج. يقول هاييدو ”ولم يتحمّل سكان المدينة تصرفات الأتراك لممارستهم العنف والسرقة وغطرستهم مما زاد الوضع سوءا”. ويضيف وليم سبنسر “و لما رأى سليم تومي أن حكمه قد ذهب إنسحب إلى حماية قبيلته في المتيجة. وكان ذلك بمثابة مؤامرة لإخراج الزائرين الذين أصبحوا غير مرغوب فيهم والذين تطلّب سلوكهم تجاه السكان النظر إليهم كمحتلين عسكريين“.

عروج يغتال سليم التومي

يروي وليم سبنسر أنه عندما أدرك عروج أن سليم التومي قد إنسحب إلى المتيجة عمل على إرجاعه إلى مدينة الجزائر مُظهرا له الولاء ثم شنقه بقماش عمامته وهو في الحمام لما كان هذا الأخير يتأهب لأداء صلاة الظهر. ويخبرنا مؤلف مجهول في حوليته “غزوات عروج وخير الدين” أن عروج قد روّج لكلمة فحواها أن سليم تومي كان قد إختنق في حمامه، فقام كل من الأتراك والأهالي على إثرها وأخذوا أسلحتهم ثم ذهبوا برئيسهم على صهوة حصان إلى المسجد الكبير أين ودعوه الوداع الأخير كحاكم لمدينة الجزائر.

انظر أيضا

وصلات خارجية

المراجع

    • كورين شوفالييه الثلاثون سنة الأولى لقيام دولة مدينة الجزائر 1510-1541.
    • وليم سبنسر، الجزائر في عصر ريّاس البحر.
    • هاييدو، تاريخ ملوك الجزائر.
    • بوابة التاريخ
    • بوابة ملكية
    • بوابة الجزائر
    • بوابة الدولة العثمانية
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.