ركود صفراوي داخل الكبد أثناء الحمل

ركود صفراوي داخل الكبد أثناء الحمل[1] (بالإنجليزية: Intrahepatic cholestasis of pregnancy)‏ أو ركود الحمل صفراوي أو يرقان الحمل أو حكة الحمل[2]، هي حالة طبية تتميز بالركود الصفراوي ويحدث أثناء الحمل وتتميز بحكة مزعجة[3]، وقد يؤدي إلي وفاة الأم والجنين.

ركود صفراوي داخل الكبد أثناء الحمل
معلومات عامة
الاختصاص طب التوليد  
من أنواع ركود صفراوي داخل الكبد أثناء الحمل   

واعتبرت الحكة عرضا من أعراض الحمل منذ زمن طويل، وهو إحساس بالضيق البسيط بسبب تغيرات في الجلد وخصوصا البطن، والحكة هي عرض من أعراض الركود الصفراوي داخل الكبد أثناء الحمل وتكون غالبا في راحة اليدين أو باطن القدمين ولكن قد يحدث في جميع أنحاء الجسم.

ويحدث في الثلث الأخير من الحمل بصورة أكثر شيوعا، ولكن قد يحدث في أي وقت من الحمل.

الأعراض والعلامات

تعاني معظم النساء من الحكة في الثلث الأخير من الحمل من الحكة الغير مصاحبة بطفح جلدي، وتظهر في باطن القدم أو راحة القدم ولكن يمكن أن يظهر في جميع أنحاء الجسم.

وتشتمل علي الأعراض الآتية:

الأكثر شيوعا:

  • حكة غير مقتصرة علي راحة اليد أو باطن القدم، غير مصاحب بطفح جلدي
  • الحكة التي تزيد في المساء
  • الحكة التي لا تستجيب لمضادات الهيستامين وغيرها من العلاجات المضادة للحكة
  • ارتقاع وظائف الكبد في الغالب، وأيضا زيادة تعداد الأحماض الصفراء

الأقل شيوعا:

  • يصبح البول أغمق
  • يصبح البراز أفتح
  • زيادة وقت التخثر (بسبب نقص فيتامين ك المرتبطة بها)
  • إعياء
  • زيادة الغثيان
  • نقص الشهية
  • يرقان
  • ألم في الربع العلوي الأيمن من البطن

من المهم أن نلاحظ أنه ليس كل الحوامل الذين يعانون من الركود الصفراوي داخل الكبد ليهم كل من الأعراض المذكورة أعلاه. على سبيل المثال اليرقان يحدث في مجوعة صغيرة نسبيا من الحالات، وفي بعض الحالات ظلت النتائج المعملية طبيعية حتى 15 أسبوع أو أكثر بعد ظهور الأعراض.

الأسباب

لا يزال الركود الصفراوي داخل الكبد في الحوامل غير مفهوما.[4] ومن المحتمل أن تكون الهرمونات والعوامل الوراثية من المسبباب المهمة للمرض.[5] وهناك عدد من الخصائص تشير إلى علاقة المرض بالهرمونات:[6]

  • يحدث الركود الصفراوي داخل الكبد في الثلث الأخير من الحمل حيث تصل الهرمونات إلى أعلى مستوياتها.
  • أظهرت حالات الحمل بالتوائم ارتفاع معدل حدوث الركود الصفراوي داخل الكبد، حيث ارتبطت هذه الحالات بزيادة في معدل الهرمونات.[7]
  • يختفي الركود الصفراوي بعد الولادة عندما يتوقف إفراز الهرمونات من المشيمة.
  • تسبب حبوب منع الحمل والجرعات العالية من هرمون الإستروجين أعراض الركود الصفراوي داخل الكبد.

هرمون الاستروجين

وقد تبين أن هرمون الإستروجين، وخاصة الجلوكورونيدات مثل إستراديول -17β-D-غلوكورونيد يتسبب في حدوث الركود الصفراوي في الدراسات الحيوانية، عن طريق الحد من امتصاص الأحماض الصفراوية داخل خلايا الكبد.[8]

هرمون البروجسترون

ارتبطت النساء الذين يعانون من الركود الصفراوي داخل الكبد بزيادة في مستويات الأيض لهرمون البروجسترون وخاصة كبرتيد البروجسترون من النساء غير المتضرين، وهذا يشير إلي أن هرمون البروجسترون له دور في الركود الصفراوي داخل الكبد.

عوامل وراثية

يظهر الركود الصفراوي داخل الكبد في عدد من العائلات، وفي أماكن جغرافية متنوعة، ويتكرر الركود الصفراوي داخل الكبد في الحمل اللاحق بنسبة 45-70%، وهذا كله يشير إلي العنصر الوراثي للمرض. تم العثور علي طفرات في بروتين نقل الكبد ABCB4)MDR3) المسئول عن إفراز الفوسفوتيديلكولين في 15% من الحالات.

كما تم العثور على الطفرات الجينية التي تؤثر على جزيئات نقل الأملاح الصفراوية الكبدية في المرضى الذين يعانون من ركود صفراوي داخل الكبد التدريجي العائلي. وقد وجد أن أمهات المرضى الذين يعانون من هذا المرض يكون لديهم نسبة أعلى من الركود الصفراوي، ويكون حاملو الطفرات غير المتماثل مهيئين لحدوث الركود الصفراوي داخل الكبد التدريجي العائلي.

بالإضافة إلى التغيرات الجينية لجزيئات نقل الأملاح الصفراء، فقد ظهرت مستويات عالية من غلوكورونيدس الإستروجيني لتثبيط مضخة تصدير الأملاح الصفراء (ABCB11) وأيضا مستويات عالية من هرمون البروجسترون لتثبيتط نقل الفوسفوليبد (ABCB4 (MDR3 [9]

ونتيجة لذلك، قد يشاك كل من الطفرات الوراثية في البروتينات الكبدية التي تشارك في إفراز الصفراء، جنبا إلى جنب مع تثبيط تلك البروتينات من قبل المستويات العالية لهرمونات الحمل في الوكود الصفراوي داخل الكبد في الحمل.

عوامل بيئية

العديد من الأسباب تقترح أن العوامل البيئة تلعب دور فذ الركود الصفراوي داخل الكبد في الحمل.

  • حيث يزداد معدل حدوث المرض في فصل الشتاء أكثر من فصل الصيف.
  • وانخفضت معدلات الإصابة في شلى من 14% من الحوامل في عام 1975 إلي 2% في عام 1997.
  • يتكرر الركود الصفراوي داخل الكبد بمعدل 45-70% في الحمل التالي.
  • وارتبطت حالات الركود الصفراوي داخل الكبد في الحمل بنقص السيلينيوم،[10] بالرغم من أن دور السيلينيوم في إفراز الصفراء غير معروف.

التشخيص

عندما تعاني الحامل من حكة من وقت الي آخر في باطن القدم وراحة اليد وكانت الحكة غير مرتبطة بطفح جلدي، فإنه يجب عليها ابلاغ القابلة أو أخصائية الأمراض النسائية.

لتشخيص الركود الصفراوي داخل الكبد في الحوامل يستلزم عمل اختبار وظائف الكبد، وقياس أملاح الصفراء. اختبار وظائف الكبد هو اختبار دم بسيط ينبغي أن تكون نتائجه متاحة في اليوم التالي، فإذا كانت مرتفعة بالإضافة إلي حكة باطن القدم وراحة اليد فإنه يمكن اعتباره تشخيصا محتملا للركود الصفراوي داخل الكبد في الحمل فقط عند ارتفاع الأحماض الصفراء.(ومع ذلك لا ترتفع وظائف الكبد في كل الحالات)، أما اختبار الأخماض الصفرلوية قي الدم هو قياس كمي للاحماض الصفراء، وغالبا ما يستغرق وقت طويل للظهور، ولكنه الأكثر تحديدا في تشخيص الركود الصفراوي داخل الكبد في الحمل.

وتوجد مشاكل أخرى قد تحدث للكبد أثناء فترة الحمل ينبغي التحقق منها من قبل الطبيب المعالج، ومنها تسمم الحمل، ومتلازمة هيلب، والكبد الدهني الحاد من الحمل، وينبغي النظر للاسباب الأخرى المسببة لالتهاب الكبد، مثل فيروسات التهاب الكبد، والسرطان، وبعد الأدوية.

العلاج

يصف الكثير من المعالجين حمض أورسوديوكسكوليك بعد التشخيص، ولايوجد علاج للركود الصفراوي داخل الكبد في الحمل، ولا توجد نتيجة لضمان نتيجة ناجحة، وقد أظهرت نتائج أفضل قليلا للأم والجنين عند استخدام حمضأورسوديوكسكوليك. فحي حين يستخدم الكولسترامين لتخفيف الحكة فقط.

يعطى فيتامين ك للمساعدة في تجنب خطر النزف عند الولادة، وذلك إذا كانت اختبارات الدم الإضافية للتحقق من وقت التخثر غير طبيعي.

إن الولادة المبكرة قبل 35-37 أسابيع قد تكون مهمة لنتائج أفضل للجنين، كما أظهرت دراسة حديثة بأنه يزداد خطر ولادة جنين ميت بنسبة 1.5% في الركود الصفراوي الشديد (زيادة الأحماض الصفراء أكثر من 50 أومول/لتر) مقارنة ب0.5% من حالات الحمل الطبيعي. ويزداد هذا الخطر إذا تضاعفت الأحماض الصفراء.

المخاطر إذا لم يعالج

مخاطر للأم:

  • الحكة التي من الممكن أن تصبح شديدة أو مهينة
  • مخاض مبكر
  • خطر النزف الذي يعالج باستخدام فيتامين ك

مخاطر للجنين

وقد أوصي بالولادة عند 38 أسبوع، عند اكتمال نمو الرئة.[11]

انظر أيضاً

المراجع

  1. "Al-Qamoos القاموس - English Arabic dictionary / قاموس إنجليزي عربي". www.alqamoos.org. مؤرشف من الأصل في 25 يناير 2020. اطلع عليه بتاريخ 24 مايو 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. Rapini، Ronald P.; Bolognia، Jean L.; Jorizzo، Joseph L. (2007). Dermatology: 2-Volume Set. St. Louis: Mosby. ISBN 1-4160-2999-0. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. Tunzi M، Gray GR (January 2007). "Common skin conditions during pregnancy". Am Fam Physician. 75 (2): 211–8. PMID 17263216. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); Vancouver style error: $1 (مساعدة)
  4. Pusl T، Beuers U (2007). "Intrahepatic cholestasis of pregnancy". Orphanet J Rare Dis. 2: 26. doi:10.1186/1750-1172-2-26. PMC 1891276. PMID 17535422. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); Vancouver style error: $1 (مساعدة)
  5. Lammert F، Marschall HU، Glantz A، Matern S (December 2000). "Intrahepatic cholestasis of pregnancy: molecular pathogenesis، diagnosis and management". J. Hepatol. 33 (6): 1012–21. doi:10.1016/S0168-8278(00)80139-7. PMID 11131439. مؤرشف من الأصل في 17 فبراير 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); Vancouver style error: $1 (مساعدة)
  6. Kreek MJ (February 1987). "Female sex steroids and cholestasis". Semin. Liver Dis. 7 (1): 8–23. doi:10.1055/s-2008-1040559. PMID 3296217. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. Gonzalez MC، Reyes H، Arrese M،, et al. (July 1989). "Intrahepatic cholestasis of pregnancy in twin pregnancies". J. Hepatol. 9 (1): 84–90. doi:10.1016/0168-8278(89)90079-2. PMID 2768798. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); Vancouver style error: initials (مساعدة)
  8. Reyes H، Sjövall J (March 2000). "Bile acids and progesterone metabolites in intrahepatic cholestasis of pregnancy". Ann. Med. 32 (2): 94–106. doi:10.3109/07853890009011758. PMID 10766400. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); Vancouver style error: $1 (مساعدة)
  9. Debry P، Nash EA، Neklason DW، Metherall JE (January 1997). "Role of multidrug resistance P-glycoproteins in cholesterol esterification". J. Biol. Chem. 272 (2): 1026–31. doi:10.1074/jbc.272.2.1026. PMID 8995398. مؤرشف من الأصل في 25 يناير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); Vancouver style error: $1 (مساعدة)
  10. Kauppila A، Korpela H، Mäkilä UM، Yrjänheikki E (January 1987). "Low serum selenium concentration and glutathione peroxidase activity in intrahepatic cholestasis of pregnancy". Br Med J (Clin Res Ed). 294 (6565): 150–2. doi:10.1136/bmj.294.6565.150. PMC 1245162. PMID 3109544. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); Vancouver style error: $1 (مساعدة)
  11. Geenes, V.; Chappell, L.C.; Seed, P.T.; Steer, P.J.; Knight, M.; Williamson, C. (April 2014). "Association of severe intrahepatic cholestasis of pregnancy with adverse pregnancy outcomes: a prospective population-based case-control study". Hepatology. 59 (4): 1482–91. doi:10.1002/hep.26617. PMC 4296226. PMID 23857305. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    • بوابة طب
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.