دولة الدراويش

دولة الدراويش (بالصومالية: Dawlada Daraawiish)‏. دولة إسلامية سنية أسسها السيد محمد عبد الله حسن مطلع القرن الـ20، وهو زعيم ديني محلي جمع البهانتة [1] حوله وكوّن بهم جيشا مواليا عرف باسم الدراويش. تمكن هذا الجيش من إقامة دولة قوية من خلال السيطرة على أراضي الواقعة تحت حكم السلاطين البهانتة [2] وإثيوبيا والقوى الأوربية. حازت دولة الدراويش على شهرة واسعة في العالمين الإسلامي بسبب مقاومته ضد الامبراطوريتين البريطانية والإيطالية. صدت قوات الدراويش بنجاح الإمبراطورية البريطانية في أربع حملات عسكرية، وأجبرها على التراجع إلى المنطقة الساحلية. ونتيجة لشهرتها في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا، تم إدراج دولة الدراويش كحليف للإمبراطورية العثمانية والإمبراطورية الألمانية. بقيت دولة الدراويش طوال الحرب العالمية الأولى القوة الإسلامية المستقلة الوحيدة في القارة. وبعد ربع قرن من التحكم البريطاني في الساحل، هزم الدراويش أخيرا في عام 1920. [3] [4][5][6]

Dervish
دولة الدراويش
Dawlada Daraawiish

1897  1920
 

 

دولة الدراويش
علم
سميت باسم درويش  
عاصمة تلاح
نظام الحكم ملكية
الديانة اسلام سني (صوفية)
ملك
محمد عبد الله حسن 1897 –1920
التاريخ
التأسيس 1897
الزوال 9 فبراير 1920
بيانات أخرى
العملة تالر ماريا تريزا
روبية أرض الصومال الايطالية

اليوم جزء من  الصومال
 اثيوبيا

الأصل

دولة الدراويش، عام 1915.

كانت المقاومة ضد الاستعمار من قِبل المسلمين في أفريقيا وآسيا مصدر إلهام لحركة المقاومة الكبرى في الصومال. وكان محمد عبد الله حسن، الذي كان قد سافر إلى العديد من المراكز الإسلامية في العالم الإسلامي وعاد إلى الصومال قد بدأ الترويج للطريقة الصالحية الصوفية في المدن الحضرية والمناطق الداخلية حيث وجد نجاحا كبيرا.

في عام 1897، غادر السيد بربرة. وعندما وصل منطقة تسمى "دايمول"، التقى بعض الأطفال الصوماليين الأيتام الذين كانت ترعاهم بعثة كاثوليكية. وعندما سألهم عن عشيرتهم وأولياء الأمور، ردوا أنهم ينتمون إلى "عشيرة الكاثوليكية". صدمه هذا الرد حيث علم مدى تغلغل الحملات التنصيرية في بلاده. وفي عام 1899 باع أحد الجنود البريطانيين للسيد بندقية رسمية، وعندما حققوا مع الجنود عن سبب فقدان البندقية قالوا أن السيد قد سرقها. فأرسل القنصل رسالة مهينة إليه برد البندقية رد السيد برسالة يفند فيها هذه المزاعم. فكانت هذه الحادثة أول اشتباك له مع البريطانيين.

العاصمة

تاليح, عاصمة الدراويش.

انشأ السيد محمد خلال حملاته ضد القوى الأوروبية والمحلية الحصون في جميع أنحاء منطقة القرن الإفريقي، ونقل جيوشه من مدينة إلى أخرى. وفي عام 1913، بعد انسحاب القوات البريطانية إلى الساحل، شيد العاصمة الدائمة ومقر الدراويش في طاليح، وهي مدينة كبيرة مسورة مع أربعة عشر قلعة. شملت القلعة الرئيسية حديقة مسورة ومنزلا للحارس. وأصبح مقر إقامة محمد عبد الله حسن وزوجاته، وأسرته، وقادة الجيش البارزين، كما استضاف عددا من الشخصيات التركية، اليمنية والألمانية، والمهندسين المعماريين والبنائين ومصنعي الأسلحة. واستحدثت الأراضي الشمالية الشرقية للزراعة، وجُعلت المقابر في الجهتين الشمالية والجنوبية. وكانت الساحة الرئيسية لتنفيذ عقوبة الإعدام ضد الخونة ومرتكبي الجرائم.

الاقتصاد

بسيطرة الدراويش على المناطق النائية في شبه الجزيرة الصومالية أصبحت الطرق التجارية الهامة تحت هيمنتها، وتشمل الواردات الهامة الأسلحة النارية والخيول ومواد البناء لبناء عشرات الحصون في منطقة القرن الأفريقي.

الجيش

كان الجيش يتكون من سبعة أفواج. ويبلغ عددهم من 1000 إلى 4000 من المتطوعون. والخيالة من 5000 ألى 10000 متطوع. وكان الجيش مزودا بالأسلحة التقليدية والمتطورة. كما استعملوا الرقص الشعبي التي كانت تؤدى على ظهور الخيول لرفع الروح المعنوية.

الحرب ضد إيطاليا، بريطانيا واثيوبيا

جنود من الدراويش يشتبكون مع جنود من الجيش البريطاني في البحر.


تمكنت دولة الدراويش بقوتها وشموخها الرائد الثابت من دون زعزعته من صد هجوم الإمبراطورية البريطانية أربع مرات متتالية وأجبرتها على الانسحاب نحو الساحل.

ونتيجة لشهرتها الواسعة على مستوى الشرق الأوسط وأوروبا اعترفت بها كل من الدولة العثمانية والإمبراطورية الألمانية كحليف لهما خلال الحرب العالمية الأولى، وبذلك بقيت السلطة المسلمة الوحيدة المستقلة على أرض القارة الإفريقية. وبعد انقضاء ربع قرن من إبقاء القوات البريطانية غير قادرة على التوغل داخل الأراضي الصومالية، هُزمت دولة الدراويش في عام 1920 عندما استخدمت القوات البريطانية الطائرات خلال معاركها في إفريقيا لقصف "تليح" عاصمة الدولة الدرويشية وبذلك تحولت كل أراضي الدولة إلى مستعمرة تابعة للإمبراطورية البريطانية. كما واجهت إيطاليا نفس المقاومة من جانب السلاطين الصوماليين ولم تتمكن من بسط سيطرتها الكاملة على أجزاء البلاد المعروفة حالياً بدولة الصومال إلا خلال العصر الفاشي في أواخر عام 1927 واستمر هذا الاحتلال حتى عام 1942 حيث تم استبداله بالحكم العسكري البريطاني وظل شمال الصومال مستعمرة بريطانية في حين تحول جنوب الصومال إلى دولة مستقلة تحت الوصاية البريطانية إلى أن تم توحيد شطري الصومال عام 1960تحت اسم جمهورية الصومال الديموقراطية.

انظر أيضًا

المصادر

  1. THE SCRAMBLE IN THE HORN OF AFRICA Mohamed Osman Omar, "In his last letter the Mullah pretends to speak in the name of the Dervishes, their Amir (himself), and the Dolbahanta tribes. This letter shows his object is to establish himself as the Ruler of the Dolbahanta, and it has a Mahdist look.", 2001 scramble in the Horn of Africa. History of Somalia (1827-1977).pdf نسخة محفوظة 2018-07-13 على موقع واي باك مشين.
  2. Churchill and the Mad Mullah of Somaliland: Betrayal and Redemption 1899-1921 |date=13 July 2018 }}, Roy Irons, 2013, "The plan of operations is briefly to attack the Mullah with two columns, to crush those tribes of the Dolbahanta, who have willingly and persistently assisted him ... In the hands of the Mullah they are a constant menace to the peace of the country; without them the Mullah is powerless." نسخة محفوظة 2020-08-07 على موقع واي باك مشين.
  3. ʻAbdi ʻAbdulqadir Sheik-ʻAbdi (1993). Divine madness: Moḥammed ʻAbdulle Ḥassan (1856-1920). Zed Books. صفحة 67. مؤرشف من الأصل في 11 مايو 2020. اطلع عليه بتاريخ 19 يونيو 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. Abdullah A. Mohamoud (2006). State Collapse and Post-conflict Development in Africa: The Case of Somalia (1960-2001). Purdue University Press. صفحات 60–61, 70–72 with footnotes. ISBN 978-1-55753-413-2. مؤرشف من الأصل في 15 يناير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. Emmanuel Kwaku Akyeampong; Mr. Steven J. Niven (2012). Dictionary of African Biography. Oxford University Press. صفحات 35–37. ISBN 978-0-19-538207-5. مؤرشف من الأصل في 1 يناير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. Mukhtar, Mohamed (2003). Historical Dictionary of Somalia. صفحة 27. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)

    Jump up ^ Encyclopedia of African history – Page 1406[full citation needed]

    Jump up ^ The modern history of Somaliland: from nation to state – Page 78[full citation needed]

    Jump up ^ Historical dictionary of Ethiopia – Page 405[full citation needed]

    Jump up ^ Jihad in the Arabian Sea 2011, Camille Pecastaing, In the land of the Mad Mullah: Somalia

    Jump up ^ The Failure of The Daraawiish State: The Clash Between Somali Clanship and State System Abdisalam M. Issa-Salwe – the 5th International Congress of Somali Studies December 1993

    Jump up ^ Taleh W. A. MacFadyen The Geographical Journal, Vol. 78, No. 2 (Aug., 1931), pp. 125–128

    Jump up ^ Beautiful Somalia – Page 86

    Jump up ^ SOMALIA: A Nation's Literary Death Tops Its Political Demise by Said S Samatar

    Jump up ^ Pg 393 – Literatures in African Languages: Theoretical Issues and Sample Surveys By B. W. Andrzejewski, S. Pilaszewicz, W. Tyloch

    Jump up ^ Pg 187 – The Soviet Union in the Horn of Africa: the diplomacy of intervention and Disengagement By Robert G. Patman

    • بوابة دول
    • بوابة الصومال
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.