حمى قلاعية

الحُمّى القلاعية (بالإنجليزية: Foot-and-mouth disease)‏ مرض فيروسي، غير قاتل غالبًا، لكنه معدي جدا.[1][2][3] يصيب الأبقار والخنازير، وأيضا الماعز والأغنام وحيوانات أخرى كالفيلة والفئران. الخيول لا يُصابوا بهذا المرض، ونادرا ما يصيب الإنسان.[4]

الحمى القلاعية
أعراض الحمى القلاعية في فم بقرة مصابة بالمرض.
أعراض الحمى القلاعية في فم بقرة مصابة بالمرض.

معلومات عامة
الاختصاص أمراض معدية ،  وطب بيطري  
من أنواع مرض حيواني المنشأ  
الأسباب
الأسباب فيروس الحمى القلاعية  
المظهر السريري
الأعراض حمى ،  وتسمم   ،  وألم مفصلي ،  وألم عضلي ،  والتهاب الفم القلاعي ،  وإفراز اللعاب  
التاريخ
وصفها المصدر الموسوعة السوفيتية الأرمينية ،  وقاموس موسوعة سطح المكتب   

نشأته والبلدان المعنية الآن

قام فريدريك لوفلر عام 1897م بإثبات الأصل الفيروسي للمرض. بعد تمرير دم حيوان مصاب برشاحة زجاجية وجد أن السائل المحصل عليه لا يزال بإمكانه تسبيب المرض لدى حيوانات سليمة.[5]

الحمى القلاعية منتشرة في العديد من البلدان، ويصيب بصفة جزئية أوروبا، أفريقيا، آسيا وأمريكا الجنوبية. استأصلت بعض البلدان كأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا (استأصلت المرض منذ عام 1929) لم تسجل حالة إصابة بالمرض.[6]

انتشار العدوى سريع جدا وهدا شاغل كبير للعالم أجمع. في المملكة المتحدة عدوى عام 2001 فرضت قتل الكثير من الحيوانات وإلغاء العديد من المناسبات الرياضية والترفيهية. بعد الحرب العالمية الثانية انتشرت الحمى القلاعية في كافة أنحاء العالم. في عام 1996، انتشرت العدوى في آسيا وأفريقيا ومناطق محددة في أمريكا الجنوبية، (شيلي، الأرجنتين...) لم تشهد حالت إصابة منذ عام 1994م

عرفت البلدان الأوروبية بأنها غير مصابة أما البلدان في نطاق الاتحاد الأوروبي فقد أوقفت التلقيحات ضد المرض. أمريكا الشمالية والوسطى، أستراليا ونيوزيلاندا والجزر البريطانية لم تعرف حالات إصابة مند عدة سنوات. وظهرت أيضاً في 7-3-2012 في جمهورية مصر العربية بعدد المحافظات واعلن الطب البيطري وقتها حالة الطوارئ.[7]

بين عامي1960 و 1970 عالج البياطرة الفرنسيين هذا المرض، وقاموا بحملات واسعة للوقاية. يوجد علاج لكنه سحب من الخدمة بقرار تقني.

سبب المرض

يسبب الحمى القلاعية فيروس يحمل ذات الاسم، حجمه من 25 إلى 30 نانومتر، يحوي على حمض ريبي نووي (رنا) أحادي ذا شحنة موجبة.[8]

توجد 7 أنواع مصلية من الحمة القلاعية:

  • O
  • A
  • C
  • SAT-1
  • SAT-2
  • SAT-3
  • Asie-1.

وتظهر هذه الأنواع المصلية بصفات مختلفة حسب المناطق.[9]

الخطر في هذا الفيروس هو إمكانية تغيير التركيب الوراثى له من حين لآخر

حيث تظهر فصائل خطيرة جديدة في الحيوانات تتسبب في خسائر فادحة في الإنتاج الحيوانى (3 ، 4).

الأعراض

تتراوح فترة حضانة المرض بين 2-7 أيام كما ترتفع درجة حرارة الحيوان ويتكاثر الفيروس بسرعة كبيرة في الدم (Viraemia) وبعد ذلك تظهر حويصلات مليئة بسائل شفاف داخل الفم وبخاصة الغشاء الطلائى للسان وفي شق الأظلاف وعلى حلمات الضرع، ثم يزداد إفراز اللعاب وسيولته وعندما تنفجر الحويصلات تترك منطقة قابلة للعدوى بالبكتيريا حيث تلتهب وتتعفن وهذه الأنسجة الملتهبة في الفم تمنع الحيوان من الأكل وعند وجودها في القدم تمنعه من الحركة كما يقل إنتاج اللبن.[10]

كما أن المرض يكون في قمته في الحيوانات التي تعتمد على الرعى في حياتها فهى تفقد القدرة على الحركة كما تفقد القدرة على الأكل فيقل وزنها، وفي الصغار تزيد نسبة الوفاة عن 50% أما في الكبار فالمرض غير قاتل ونسبة الوفاة تصل إلى 5%، ومن الآثار السيئة لهذا المرضى على الحيوان المصاب الإجهاض، العقم وضعف في المواليد ونقص إنتاج اللبن لفترة كبيرة تصل إلى ستة أشهر أو أكثر.[11]

الانتشار

انتشر هذا المرض بعد الحرب العالمية الثانية في العالم ففى عام 1996 وجدت مناطق موبوءة مثل أسيا وأفريقيا كذلك أجزاء من جنوب أمريكا ووجد أن الأرجنتين خالية من المرض منذ عام 1994 وعرفت معظم الأقطار الأوروبية على أنها خالية من المرض كما أن الأقطار التي تنتمى للاتحاد الأوروبى أوقفت التحصين ضد هذا المرض.[12]

لقد أعلنت مقاطعة جوانغ نام الواقعة في وسط فيتنام رسميا انتشار مرض الحمى القلاعية الذي أصاب حوالي ألفى بقرة ومعظمها من الجاموس والأبقار والثيران. وأصاب مرض الحمى القلاعية 27 منطقة في ست بلدان وأقاليم منذ الأول من ديسمبر عام 2003 وحسبما ذكرت صحيفة " يونغ بيبل" المحلية.[13]

قد شكلت السلطات في المقاطعات فرقا بين القطاعات لضمان سلامة صحة المواد الغذائية، ونصحت المواطنين المحليين بعدم تناول منتجات الأبقار المصابة على الرغم من عدم وجود أى حالة إصابة لإنسان بهذا المرض بعد تناوله لحوم البقر المصاب. وتسبب انتشار مرض الحمى القلاعية، الذي ضرب أجزاءً كثيرة من آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية في خسائر اقتصادية فادحة لأنه يؤدى إلى إضعاف مناعة البقر وخفض كمية إنتاج اللحم والحليب كما يؤدى أيضا إلى الإجهاض.[14]

حالات حديثة للحمي القلاعية

  • المملكة المتحدة 2001م: نجم عن العدوى بشمال أوروبا سنة 2001م خسائر قدرة ب 13 مليار أوروبا.[15]

حسب النظرية فإن النوع المصلي o المسببة لهذه العدوى جاءت من طبق أحد المطاعم الآسيوية، عدم احترام القوانين الأوروبية بأحد مزارع تربية الخنازير أدى إلى عدوى شملت كل بريطانيا العظمى وجزء كبير من أوروبا.

  • المملكة المتحدة 2007م: ظهرت في أوت 2007 ب إنجلترا عدوى جديدة للحمى القلاعية.
  • في أبريل 2010 انتشرت عدوى الحمى القلاعية في اليابان وكوريا الجنوبية مسببة أضرار فادحة في قطاع المواشي وإنتاج اللحوم.
  • مصر 2012م ظهرت في العديد من المحافظات الريفية وأصابت المئات من المواشي.
  • الجزائر سنة 2014 م ظهر في 23 ولاية من 40 ولاية جزائرية.

'طرق العدوى

يعتبر هذا المرض من أكثر الأمراض عدوى حيث ينتقل من الحيوان المصاب إلى السليم عن طريق مباشر أو غير مباشر نتيجة الملامسة لمواد ملوثة بالفيروس مثل: اللعاب، اللبن، البراز، البول. كما ينتشر عن طريق الطيور والسيارات والآدميين علاوة عن انتقاله بواسطة الحيوانات الأليفة والبرية والتي تحمل الفيروس لمدة طويلة بعد شفائها، كما ينتقل عن طريق الرياح تحت الظروف الجوية الملائمة.[16]

يمكن إرجاع سهولة انتشار فيروس الحمى القلاعية إلى ثلاثة عوامل مهمة هي مقاومة الفيروس القوية لكل اللقاحات وقابليته للتطاير بالإضافة إلى ازدياد عدد مزارع التربية وارتفاع الكثافة فيها، وسهولة حركة الحيوانات من مكان إلى آخر، وهذا كله يجعل مرض الحمى القلاعية ينتشر بشكل أسرع ويصيب حيوانات أكبر. يقول الاختصاصي البيطري برنار فالا: (يستطيع الفيروس العيش بضعة أيام في الهواء الخارجي، ثم ينتقل من حيوان إلى آخر بالاحتكاك المباشر، أو عن طريق الهواء، أو أرجل الحيوانات الملوثة التي تضعها في الطين، وأيضاً عن طريق  الأحذية  وتوجد عوامل بيئية واجتماعية واقتصادية أخرى تساعد على سرعة انتقال العدوى وعلى رأسها انتشار تربية الحيوانات على نطاق واسع وبشكل مكثف، بعد أن كانت مقصورة على بعض المزارع المعزولة ومن ثم فإن تكدس هذه الحيوانات في مصانع اللحوم يسهل عملية انتقال الفيروس، إضافة إلى سائر الفيروسات المعدية  كما يلعب تبادل الحيوانات، وهو أسلوب متبع في تربيتها دوراً حيوياً في العدوى، فلم تعد الحيوانات تقضي عمرها بالكامل في مزرعة واحدة بل تنتقل من وحدة متخصصة في التكاثر إلى وحدة أخرى متخصصة في التسمين. وهكذا يجد الفيروس نفسه محمولاً من ضحية إلى أخرى مجاناً وبسهولة كبيرة.[17]

  • تكون عن طريق الرذاذ المحمل بالفيرس
  • عن طريق الجماد الملوث بالفيروس من إفرازات الحيونات المصابة (قيء أو لعاب)
  • عن طريق السائل المنوي وخاصة في الأبقار
  • يمكن ان تنقل الحيوانات المفترسة والأليفة المرض وهي لا يظهر عليها أعراض واضحه للمرض فقط تحمل الفيرس
  • يمكن للإنسان ان يساهم في نقل المرض من المناطق المصابة إلى المناطق الأخرى عن طريق حمل الفيروس على الملابس أو الجلد

في الإنسان

  • لا ينتقل المرض في الغالب إلى الإنسان إلا في بعض الحالات النادرة لأن الفيرس يتأثر بالأحماض (الحمض المعدي) وبالتالي الانتقال يكون عن طريق الفم قبل البلع ووصول الفيرس إلى المعدة.[18]

التشخيص المختبري للمرض

  1. تؤخذ عينة من الغشاء الطلائى للسان أو سائل الحويصلات.
  2. توضع العينة في محلول 50% جلسيرين ملحي معقم على أن تكون نسبة تركيز الأس الهيدروجيني فيه لا يقل عن 7.4.
  3. تستخدم تقنية الإليزا (Elisa) في تشخيص هذا المرض.
  4. التعرف على الفيروس المسبب للمرض وذلك لاختيار اللقاح المناسب لاستعماله كلقاح مضاد للمرض.

 

طريقة الوقاية من الإصابة عند الأكل

  1. تقطيع اللحم قطع صغيرة
  2. رفع درجة الحرارة حيث تساهم في قتل الفيروس
  3. شراء اللحم من مصدر موثوق به .

اعراض مشابهة فيروس آخر

يوجد مرض فيروسي آخر مشابه، يعرف باسم مرض اليد، القدم والفم الذي يصيب الإنسان، خاصة الأطفال ويسببه فيروس مختلف عن فيروس الحمى القلاعية يسمى Coxsackie A.

اقرأ أيضا

المراجع

  1. Stenfeldt, C; Pacheco, JM; Borca, MV; Rodriguez, LL; Arzt, J (2014). "Morphologic and phenotypic characteristics of myocarditis in two pigs infected by foot-and mouth disease virus strains of serotypes O or A" (PDF). Acta Vet. Scand. 56: 42. doi:10.1186/s13028-014-0042-6. PMC 4105858. PMID 25015718. مؤرشف من الأصل (PDF) في 23 سبتمبر 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. Stenfeldt, Carolina; Pacheco, Juan M.; Rodriguez, Luis L.; Arzt, Jonathan (2014). "Early Events in the Pathogenesis of Foot-and-Mouth Disease in Pigs; Identification of Oropharyngeal Tonsils as Sites of Primary and Sustained Viral Replication". PLoS ONE. 9 (9): e106859. Bibcode:2014PLoSO...9j6859S. doi:10.1371/journal.pone.0106859. PMC 4153717. PMID 25184288. مؤرشف من الأصل في 18 ديسمبر 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. Origin of the UK Foot and Mouth Disease Epidemic 2001 نسخة محفوظة 01 أبريل 2013 على موقع واي باك مشين.
  4. "Hand-foot-and-mouth disease - Symptoms and causes - Mayo Clinic". www.mayoclinic.org (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 6 مايو 2019. اطلع عليه بتاريخ 23 ديسمبر 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. "Hand-Foot-and-Mouth Disease". WebMD (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 01 ديسمبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 23 ديسمبر 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ أرشيف= (مساعدة)
  6. "Hand, foot and mouth disease". nhs.uk (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 1 مارس 2019. اطلع عليه بتاريخ 23 ديسمبر 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. "Hand, Foot, and Mouth Disease: Risks, Treatment, and Prevention". Healthline (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 23 ديسمبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 23 ديسمبر 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. "Hand Foot and Mouth Disease | Causes and Transmission | HFMD | CDC". www.cdc.gov (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 10 يناير 2019. اطلع عليه بتاريخ 23 ديسمبر 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  9. "Hand, Foot & Mouth Disease". Centers for Disease Control and Prevention (باللغة الإنجليزية). 2017-06-26. مؤرشف من الأصل في 10 يناير 2019. اطلع عليه بتاريخ 23 ديسمبر 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  10. "Hand, foot, and mouth disease: Symptoms, causes, and treatment". Medical News Today (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 24 ديسمبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 23 ديسمبر 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  11. "Hand, Foot, and Mouth Disease Symptoms & HFMD Pictures". MedicineNet (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 23 ديسمبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 23 ديسمبر 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  12. "Hand-Foot-and-Mouth Disease (HFMD): Practice Essentials, Background, Pathophysiology". 2017-12-01. مؤرشف من الأصل في 30 يناير 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); Cite journal requires |journal= (مساعدة)
  13. "Hand, Foot and Mouth Disease | Health". patient.info (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 24 ديسمبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 23 ديسمبر 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  14. "Hand, Foot, and Mouth Disease - Causes, Symptoms, Treatment, Diagnosis - MedBroadcast.com" (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 24 ديسمبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 23 ديسمبر 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  15. Services, Department of Health & Human. "Hand, foot and mouth disease" (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 17 أبريل 2019. اطلع عليه بتاريخ 23 ديسمبر 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  16. "Hand, Foot, and Mouth Disease". kidshealth.org (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 23 يوليو 2018. اطلع عليه بتاريخ 23 ديسمبر 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  17. "Hand, foot and mouth disease - NHS.UK". NHS.UK (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 2 فبراير 2018. اطلع عليه بتاريخ 23 ديسمبر 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  18. "Hand Foot Mouth Disease (HFMD) in Singapore: Symptoms and Causes - HealthXchange". www.healthxchange.sg (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 24 ديسمبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 23 ديسمبر 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)

      وصلات خارجية

      • بوابة بيطرة
      • بوابة طب
      • بوابة علم الفيروسات
      • بوابة زراعة
      This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.