حادث غرايز 2019

بعد وقتٍ قصيرٍ من الساعة 01:30 بتوقيت جرينتش في 23 تشرين الأول/أكتوبر 2019؛ عُثرَ على 39 جثة في مقطورة شاحنة تبريد في منطقة جرايز بإسيكس في إنجلترا. أظهرت التحقيقات الأوليّة أن الشاحنة مُسجّلة في بلغاريا تحت اسمِ شركة إيرلندية وقد انتقلت من ميناء زيبروج في بلجيكا إلى بورفليت في المملكة المتحدة. بعدما انتشرَ الخبر؛ أعلنت شرطة إيسكس بدء التحقيقات في الموضوع بالشراكة معَ كل من الشرطة الوطنية في المملكة المتحدة وبلجيكا وإيرلندا؛ وبحلول نهاية اليوم تمّ التعرف على معظم الضحايا وتحديد هوياتهم كـ «مواطنين صينيين».

حادث غرايز 2019
موقع الحادث

المكان غرايز
البلد  المملكة المتحدة
التاريخ 23 تشرين الأول/أكتوبر 2019
الوقت 01:30 (توقيت جرينتش)
السبب غير معروف
أول مراسل سيارة إسعاف
الإحداثيات 51.478888888889°N 0.27333333333333°E / 51.478888888889; 0.27333333333333  
الوفيات 39 قتيلًا
المشتبه بهم سائق الشاحنة

الحادث

في 23 تشرين الأوّل/أكتوبر 2019؛ عُثر على 39 جثة في مقطورة شاحنة تبريد من قِبل موظفي خدمة الإسعاف في شرق إنجلترا وذلك بعد الساعة 01:30 حسب التوقيت المحلّي.[1] استُدعيت الشرطة لعينِ المكان فوصلت بعد حوالي العشر دقائق لتبدأ التحقيق في «الحادث» قبل أن تُعلن أنّ جميع «الموتى» بالغين باستثناء واحدٍ قِيل إنه في عمر المراهقة دون تحديد العمر بالضبط. في ذلك الوقت؛ لم يتم التعرف على الجثث ولا تحديد الجنسيات على الرغم من أن الشرطة ذكرت أنه من غير المحتمل أن تكون بلغارية.[2][3] أعلنّ المسعفون لوسائل الإعلام أن القتلى التسعة والثلاثين قد فارقوا الحياة قبل وصولهم بزمنٍ لذا لم يكن بالإمكان إجراء أيّ محاولات إنعاش.[4][5]

الخلفية

صورة تُظهر جانبًا من منطقة غرايز

دخلت الشاحنة المسجلة في بلغاريا إنجلترا في جزأين؛ حيثُ وصلت المقطورة إلى بورفليت وهي بلدة تقعُ بالقرب من منطقة غرايز بعدما مرّت عبرَ ميناءٍ يقعُ على نهر التمز في بلجيكا في حوالي الساعة 00:30 من يوم 23 تشرين الأول/أكتوبر،[3] بينما تعتقد الشرطة أن الجزء الثاني – الذي هو مقدّمة المقطورة – قد دخل المملكة عبرَ أيرلندا الشمالية،[6] حيثُ مرَّ من ميناء هوليزي يوم السبت الموافق لـ 19 تشرين الأول/أكتوبر ثمّ وصل لمنطقة غرايز في وقتٍ ما.[2][7]

أفيد في الأصل أن الشاحنة الكبيرة قد وصلت بأكملها – بما في ذلك المقطورة – إلى منطقة هوليهيد،[2][3] بينما قالت هيئة النقل والشحن البريطانية أن الشاحنة قد اتخذت على الأرجح طريقًا مُختلفًا من أجل تفادي شرطة الحدود. [6]

تبيّن فيما بعد أن سائق الشاحنة "Maurice Robinson[8]" يبلغُ من العمرِ 25 عامًا وتعودُ أصوله لأيرلندا الشمالية وقد تمّ اعتقاله في مكان الحادث للاشتباهِ في ارتكابه جريمة قتل. تبيّن أيضًا أن الشاحنة هي شاحنة تبريد تُحفظ فيها المواد القابلة للتلف في درجة حرارة منخفضة قد تصلُ إلى −25 °م (−13 °ف)،[4] وعادةً ما تكون حاويات مثل هذه المقطورات مُحكَمة الإغلاق.[5]

التحقيق

وصفت وسائل الإعلام المحلية ما جرى بأنها «واحدةٌ من أكبر تحقيقات القتل التي شهدتها البلاد على الإطلاق»، فيما اقترحت الوكالة الوطنية للجريمة أن «الجريمة المنظمة» قد تكون متورطة.[4] في حوالي الساعة 17:00، حرّكت الشرطة الشاحنة والجثث من مكان الحادث لمكانٍ آمنٍ في حوض تيلبوري لمواصلة التحقيق.[9]

تحدّثَ رئيس الوزراء ليو فرادكار في دويل أيرن – وهو المجلس التشريعي في أيرلندا – قائلًا «إنَّ السلطات الأيرلندية ستُحقّق في الحادث وفي احتماليّة تورط مواطنيها فيما جرى.[6]» في مساء يوم 23 تشرين الأول/أكتوبر؛ أعلنَ مكتب المدعي البلجيكي أنهم سيحققون أيضًا في عبور الشاحنة عبرَ بلدهم،[9] فيما أكَّد متحدث باسم وزارة الخارجية البلغارية أن الشاحنة مسجلة في مدينة فارنا الساحلية تحت اسمِ شركة إيرلندية،[3] لكنه لاحظ أن الكابينة لم تدخل بلغاريا منذ عام 2017.[5] تشتبه الشرطة بشكلٍ عامٍ في احتمال تورط عصابة لتهريب الأشخاص في أيرلندا.[10]

ردود الفعل

قالَ بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني في تغريدةٍ له على موقع تويتر «إن هذا الحادث لمروعٌ» مقدمًا تعازيه الحارّة لعائلات الضحايا ومؤكدًا على أن وزارة الداخلية تعمل إلى جانب شرطة إسيكس في حلّ القضية.[2] أصدرت بريتي باتل وزيرة الداخلية بيانًا صحفيًا قائلة إنها «شعرت بالصدمة والحزن لهذا الحادث المأساوي» كما أوضحت أنها تُساعد شرطة إسيكس في استكمال تحقيقها.[4]

نشرت وزيرة الخارجية البلغارية إيكاترينا زاخاريفا تغريدةً عبر حسابها الرسمي في موقع تويتر عبرت فيها عن صدمتها كما أدانت تهريب البشر مُقدّمةً تعازيها لعائلات الضحايا.[9] دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى «تقديمِ المسؤولين عن هذا الحادث بسرعةٍ إلى العدالة.[11]»

نُظِّمت مظاهرات احتجاجية ضد الاتجار بالبشر تضامنًا مع الضحايا في مقر وزارة الداخلية في 24 تشرين الأول/أكتوبر،[4] وفي نفسِ اليوم قالَ الرئيس التنفيذي للمجموعة الخيرية لرعاية المهاجرين إن الحكومة البريطانية بحاجةٍ إلى فتح طرق آمنة واتخاذ قرارات سريعة بشأن طالبي اللجوء لمنع مثل هذه الأحداث من التكرار فيما أعربت عددٌ من المنظمات الحقوقيّة عن قلقها من أنّ انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي سيتيح المزيد من الفرص للمافيات في ارتكاب جرائم مماثلة.[12]

بعد نشرةِ الأخبار؛ أعلنت القناة الرابعة البريطانية عن تأجيل مسلسل تلفزيوني كان من المقرر أن يتم بثه في 28 تشرين الأول/أكتوبر حيث يحكي قصّة محاولة أشخاصٍ تهريب أنفسهم من بعض المناطق في أوروبا إلى المملكة المتحدة.[13] بعدما تبيَّن أن كل الحظايا هم من الصين؛ قالَ السفير الصيني لدى المملكة المتحدة في تغريدةٍ له «إننا على اتصالٍ وثيقٍ بالشرطة البريطانية لطلب توضيحٍ وتأكيد للتقارير ذات الصلة.[14][15]»

المراجع

  1. "Essex lorry deaths: Police continue to question driver". BBC News. 24 October 2019. مؤرشف من الأصل في 24 أكتوبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. "Bodies of 39 people found in back of lorry on Essex industrial estate". Metro (باللغة الإنجليزية). 23 October 2019. مؤرشف من الأصل في 24 أكتوبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 23 أكتوبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. Grierson, Jamie; Gayle, Damien; Addley, Esther; Carroll, Rory (23 October 2019). "Driver arrested after 39 bodies found in lorry container in Essex". The Guardian. مؤرشف من الأصل في 29 نوفمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 23 أكتوبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. Wathen, Tommy; Gregory, James; O'Neill, Lottie; Hooper, Alasdair; Gray, Brad (23 October 2019). "Live: Murder investigation after 39 people found dead in lorry container". essexlive. مؤرشف من الأصل في 23 أكتوبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 23 أكتوبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. Peltier, Elian; Specia, Megan (23 October 2019). "39 Bodies Found in Truck in U.K.; Police Seek to Retrace Fatal Journey". The New York Times. ISSN 0362-4331. مؤرشف من الأصل في 24 أكتوبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 23 أكتوبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. "Lorry driver held as 39 found dead in container". BBC News (باللغة الإنجليزية). 23 October 2019. مؤرشف من الأصل في 24 أكتوبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 23 أكتوبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. MacMath, Jillian (24 October 2019). "Essex lorry deaths live updates as two houses raided". walesonline. مؤرشف من الأصل في 23 أكتوبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 24 أكتوبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. "كشف لغز العثور على 39 جثة بشاحنة في مدينة إيسكس البريطانية". بوابة الفجر. مؤرشف من الأصل في 5 نوفمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 05 نوفمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  9. "39 bodies found in Essex container: Updates from Grays". BBC News (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 24 أكتوبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 23 أكتوبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  10. "Police probe suspected Irish people-smuggling ring after 39 bodies found inside lorry container". The Daily Telegraph. 23 October 2019. مؤرشف من الأصل في 24 أكتوبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 23 أكتوبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  11. "39 bodies found in truck container in Essex: Live updates". CNN (باللغة الإنجليزية). 23 October 2019. مؤرشف من الأصل في 24 أكتوبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 23 أكتوبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  12. "One man arrested after 39 bodies found in lorry container - updates". Evening Standard (باللغة الإنجليزية). 23 October 2019. مؤرشف من الأصل في 24 أكتوبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 23 أكتوبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  13. Quinn, Ben (23 October 2019). "Channel 4 postpones Smuggled broadcast after bodies found in lorry". The Guardian. مؤرشف من الأصل في 24 أكتوبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 24 أكتوبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  14. "Tweet from Liu Xiaoming". Twitter. 24 October 2019. مؤرشف من الأصل في 24 أكتوبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 24 أكتوبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  15. "英媒称集装箱内39具尸体"为中国公民",我使馆声明:正与英警方联系,核实情况" (باللغة الصينية). 环球网. 2019-10-24. مؤرشف من الأصل في 24 أكتوبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 24 أكتوبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    • بوابة موت
    • بوابة المملكة المتحدة
    • بوابة عقد 2010
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.