جزيرة النبيه صالح

جزيرة النبيه صالح هي جزيرة في مملكة البحرين في الخليج العربي. تقع الجزيرة في خليج توبلي شرق جزيرة البحرين. مرتبطة بكل من جزيرة سترة وجزيرة البحرين من خلال جسر سترة.

جزيرة النبيه صالح

الموقع 35
إحداثيات 26°11′00″N 50°35′00″E  
الأرخبيل البحرين  
المساحة (كم²) 10.8 كيلومتر مربع
الحكومة
الدولة مملكة البحرين
ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة
التركيبة السكانية
التعداد السكاني 2058 نسمة (تعداد 2001)

هذه الجزيرة في الأصل مثل سترة مليئة بالمزارع وبساتين النخيل ولكنها تعاني الآن من إزالة الغابات الجماعية. معظم السكان من الشيعة البحارنة.

التسمية

تم تسمية الجزيرة على العالم المسلم الشيخ صالح الذي عاش هناك في القرن 14 الميلادي.[1]

طبيعة الجزيرة

عرفت قديماً بجزيرة (أُكل) وقد اشتهرت بكثرة العيون والنخيل والعديد من الاصناف الزراعية كالليمون والتين والرمان و قصب السكر إضافة إلى أشهر الخضار كالبامية والباذنجان والقرع.

من أهم العيون فيها عين السفاحية التي كانت تسقي معظم مزارع القرية إلى درجة أن الفائض من المياه يصب في البحر من الجهة الشمالية للقرية. كما اشتهرت في القرية عيون اخرى كالعين المدورة وعين الخضراء إلى جانب العديد من الكواكب. ولفظ كوكب لفظ شائع وهو عادة ما يطلق على نبع الماء ذي حجم أصغر من العين. و من أشهر الكواكب في الجزيرة كوكب الشيخ وكوكب الفراح وكوكب العرائس وكوكب الحلة وكوكب ناصر.

وقد بدأت مصادر المياه في القرية من عيون وكواكب وآبار في التلاشي والاضمحلال في بداية عقد 1970 بسبب تسرب الملوحة الشديدة ونقص المياه الجوفية المغذية لها. ففي عام 1987 جفت عين السفاحية ثم بدأت العيون بالجفاف المتلاحق وكان آخرها كوكب الشيخ الذي ردمته البلدية بعد اضمحلال مائه في أغسطس 2001. وبهذا بدأ الغطاء الزراعي بالانهيار نتيجة قلة المياه.

عرفت جزيرة النبيه صالح باعتدال طقسها ولطافة هوائها ويعود الفضل في ذلك لكثرة النخيل ووجود المسطحات المائية بكثرة حيث كانت جداول المياه الاتية من العيون والكواكب تحيط بالمنازل إضافة إلى احاطة البحر لها من جميع الجهات خاصة الساحل الشمالي المفتوح حيث كان الاهالي يتجمعون في منطقة هناك تسمى (بدائع عسل) حيث كانت هذه المنطقة تتميز بساحلها مرتفع الاسوار مما يسبب اندفاع الهواء بقوة وباستمرار. كل هذه المميزات جعلت من هذه المنطقة مصيفاً ممتازاً لأهالي القرية واهالي المناطق المجاورة.[2]

العالم المسلم

هو النبيه صالح, أو صالح النبيه وقصته كما يروى بأنه كان عبدا صالحا متواضعا كان يعيش بين أهل جزيرته التي تعرف اليوم باسمه ((جزيرة النبيه صالح)) كان يعيش كأي شخص عادي منهم، لم يكن أحد يعرف منزلته ومقامه، فقد كان كعادته يصلي صلاة الجماعة خلف أحد علماء عصره في الجزيرة نفسها، وكان يحضر صلاة المغرب والعشاء وصلاة الصبح فقط دون الظهر والعصر، وكان معتادا بأن يخرج في ثلاث ليالٍ معينه من الأسبوع من منزله بعد العتمة ولا يعود إلا بعد صلاة الصبح دون أن يعلم أحد إلى أين يذهب.. وهذا ما جعل زوجته تشك في أمره ضانة بأنه متزوج بإمرة غيرها، وخصوصا بأنها إذا قامت بسؤاله لا جيبها ويلتزم الصمت، فشكت أمره عند عالم القرية، فوعدها العالم خيرا، فلما انتهى من الصلاة ليلا استدعى الشيخ صالح واخبره بمقالة زوجته وأنها تشتكيه عنده، ثم قال له : وانك تعلم أن لها الحق في ذلك إلا أنها كانت لك زوجة غيرها، فلم يرد جوابا، فلما كان وقت خروجه من بيته ليلا وقفت زوجته أمامه وقالت ألا تمتثل أمر العالم وتترك الخروج أو تخبرني عن سبب غيابك؟ فلم يجبها وخرج، فجاءت إلى العالم في اليوم الثاني وأخبرته، وبعد الصلاة ليلا أحضره وأعاد عليه السؤال ثم قال له : وأنت غير جاهل بما يترتب عليك من الجزاء شرعا، هذا والشيخ صالح مطأطئ رأسه وهو ساكت، وفي المرة الثالثة هدده على عدم الامتثال وعلى سكوته. فلما رجع العالم إلى منزله أخذ يفكر ويسأل نفسه عن معني إصرار الشيخ صالح على مواصلة خروجه من منزله وعلى سكوته عند السؤال، ثم قال لعله يعمل شيئا لا يريد اطلاع زوجته ولا علمي به، فلما أصبح استدعى زوجة الشيخ صالح وسألها في أي ليلة اعتاد الخروج ؟ فأخبرته فوقف العالم في مكان بحيث يرى ولا يراه أحد، فجاء الشيخ صالح على عادته وهو لا يعلم حتى دخل في المسجد الذي يكون غربا من الجزيرة، وموقعه على ساحل البحر ويعرف عند أهل الجزيرة مسجد الغبة، فصلى ركعتين لاستجابة الدعاء ثم فرش إزاره على وجه ماء البحر وعبر عليه. ففعل العالم مثله وتبعه هو الآخر على الإزار والشيخ صالح لم يشعر به، حتى وصل إلى الساحل الشرقي من توبلي عند قرية جد علي. فلما صار على اليابسة خرج وأخذ إزاره ونفضه ووضعه على كتفه والعالم يتبعه ويفعل مثله، حتى جاء الشيخ صالح إلى المسجد المعروف مسجد الحرم وهو أحد المساجد السبعة التي كانت قبلتها من إرشاد أمير المؤمنين علي ابن أبى طالب في عهد خلافته ويكون غرب القرية، وإذا بحلقة من العلماء جلوس ينتظرون وبمجرد أن رأوه تباشروا وقالوا : جاء الشيخ ثم قالوا له : يا شيخنا لقد أبطأت علينا هذه الليلة ؟ فقال لهم : لشغل بدأ لي، هذا والعالم يرى ويسمع كل ذلك من

حيث لا يراه أحد. ثم تقدم الشيخ صالح وأخذ يلقي على الجماعة بحثا علميا فوق مستوى العالم فوقف يسمع حتى قرب وقت صلاة الليل فقام الشيخ صالح ومن معه وتهيئوا للصلاة، فعند ذلك رجع العالم إلى الجزيرة على الطريقة الأولى وقد أكبر الشيخ صالح وعظم في عينه وداخله الندم على ما فعله من التأنيب والتهديد للشيخ صالح. فلما جاء وقت صلاة الصبح وحضر العالم المسجد وأذن المؤذن للإعلان والعالم جالس ينتظر فقال له الجماعة في ذلك فسألهم عن الشيخ صالح قالوا : لم يحضر بعد قال : ننتظره، فلما جاء أخبروه فدعا وقال له تقدم وصل بنا فأبى وتواضع أمام العالم وقال : لا يجوز لي أن أتقدم شيخنا في الصلاة فقال له : بل أنت كفؤ لذلك وأني كنت معك في الليلة الماضية من أولها حتى الأخير. فلما سمع فتح عينه مبتهرا وقال : اطلعت على كل شيء من أمري ؟ قال : نعم. قال : ومع هذا فالصلاة إنما أقيمت لكم، فأعاد العالم الطلب، فلما ألح عليه قال الشيخ صالح : إذا كان ولابد فأنا أصلي (وهمس في أذن العالم) ولكن إذا فرغت من الصلاة لا تبرح حتى تجهزني أنت وأصحابك، فابتهر العالم من هذا الكلام وقال : وكيف ؟ قال : لا عليك، ثم أوصاه بما أراد. فلما صلى دعا الله في سجدة الشكر أن يقبض روحه، ولما أطال سجوده حركوه وإذا هو ميت فقاموا في تجهيزه ومشى العالم في تشييعه بكل تبجيل واكبار، وقد اظهر الحزن والتفجع، ودفنوه في محل قبره الآن. وأعلن العالم الخسارة الفادحة في فقده، ولما سئل عن ذلك اخبر عن علمه ونوه بفضله، ونصب له الفاتحة وتصدر المجلس واستقبل المعزين وشاع خبر اعتناء العالم بشأنه. وعلى أثر ذلك نذرت إليه النساء فاستجاب الله نذرهن ولبى دعائهن كرامة لعبده الصالح، وانتشر خبره في القرى والمدن من البحرين وأخذت تفد الزوار وأهل النذور إلى مرقده الشريف.

مصادر

    • بوابة جغرافيا
    • بوابة الشرق الأوسط
    • بوابة البحرين
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.