ثورة اشتراكية

الثورة الاشتراكية (بالإنجليزية: Socialist Revolution)‏ هي ثورة اجتماعية، تنقل المجتمع- بشكل حاسم وجذري وكثيرا ما يرافقها أو يعقبها استخدام للعنف- من النظام الرأسمالي، إلى السير على طريق بناء النظام الاشتراكي، تهدف هذه الثورة إلى تحرير العلاقات الإنسانية من مبدأ جواز استغلال الإنسان للإنسان، وذلك من خلال إحلال المساواة المعنوية والمادية وإلغاء ظاهرة الملكية الفردية لوسائل الإنتاج والتوزيع والتبادل، وما يرافقه ذلك من امتيازات مادية. وتمركز اجتماعي للطبقة المالكة، ومن قهر وحرمان وتخلف للطبقات الفقيرة.

يفتقر محتوى هذه المقالة إلى الاستشهاد بمصادر. فضلاً، ساهم في تطوير هذه المقالة من خلال إضافة مصادر موثوقة. أي معلومات غير موثقة يمكن التشكيك بها وإزالتها. (ديسمبر 2018)
جزء من سلسلة عن
الثورات
السياسة

مدارس اشتراكية

و يوجد عدة مدارس اشتراكية رئيسية تختلف نظرتها بعضها عن بعض إلى الثورة الاشتراكية، فهناك النظرية الماركسية، و هناك نظرية اليسار القومي، و هناك الاشتراكية الديمقراطية اليمينية. و لعل المدرسة الأخيرة قد فقدت إيمانها بالثورة الاشتراكية، عندما تحولت إلى اتباع النهج الإصلاحي للنظام الرأسمالي، و ابتعدت عن الحسم و الجذرية و "الثورة" في التطبيق الاشتراكي، و غابت عندها النظرة الثورية الاشتراكية، أما ماركس و (أنصاره)، فينظر إلى الاشتراكية على أنها نتاج طبيعي للعملية الجدلية المادية، و لتطور المجتمع من المرحلة التي تلي المرحلة الرأسمالية بقيادة البروليتاريا ، التي تبادر من خلال الثورة الاشتراكية إلى تقويض الدولة البورجوازية و إلى إقامة ديكتاتورية البروليتاريا، مع ما يرافق ذلك من إلغاء للملكية الفردية، و تصفية للطبقات المالكة القديمة، و ذلك كمقدمة لانتشار الثورة الشتراكية على نظاق عالمي، تمهيدا لبناء الشيوعية الأممية ، و إلغاء الدولة، و تطبيق مبدأ:

من كل حسب طاقته، و لكل حسب حاجته

لينين و الثورة الاشتراكية

و قد طور لينين هذه النظرة من خلال تحليله للإمبريالية، و النظام الرأسمالي في مرحلة تأزمه. فقال بحصول الثورة في الحلقة الإمبريالية الأضعف (لا الأكثر تقدما كما ذهب ماركس)، و ضرورة بناء الاشتراكية في بلد واحد أو عدة بلدان، و اتباع سياسة التعايش السلمي بين الأنظمة المتصارعة، عوضا عن الدخول في معارك مفتوحة، و صراع عنيف دائم مع الأنظمة الطبقية المادية، و ذلك لحماية الثورة الاشتراكية حين تتحقق في روسيا أو في غيرها من البلدان. و ذهب لينين إلى القول بإمكانية تحول الثورات الوطنية –البورجوازية- الديمقراطية، إلى ثورات اشتراكية. كما حدد لينين ملامح الثورة الاشتراكية في المفهوم الشيوعي في مرحلة ديكتاتورية البروليتاريا بالنسبة إلى التحويل الاشتراكي في الريف و الاقتصاد المخطط و الثورة الثقافية إلخ.. إلا أن العديد من الأحزاب الشيوعية و المفكرين الشيوعيين، أدخلوا تعديلات جذرية على نظريات لينين.

رأي اليسار القومي

وأما اليسار القومي و أنصار الثورة الاشتراكية في العالم الثالث ، فيرون أن الثورة الاشتراكية هي حصيلة النضال من أجل تحقيق التحرر الإنساني من الاستغلال و التبعية، و من أجل إحقاق عدالة اجتماعية و بناء قاعدة صلبة من الديمقراطية الشعبية. و إطلاق إماكنيات الجماهير، و نهضة الأمة، و لإغناء حياة المجموع و الفرد، تمهيدا للمساهمة في تقدم مسيرة الحضارة الإنسانية و إن مثل هذه الثورة، تتحقق بواسطة التحالف بين القوى و الطبقات الثورية التقديمة المعادية للإمبريالية و الرأسمالية ، من عمال و فلاحين و مثقفين ثوريين و عسكريين و طنيين تقدميين، و من خلال تحويل الدولة من أداة لقهر الجماهير إلى أداة للتغيير الثوري المنشود كما يجرى تأميم وسائل الإنتاج الرئيسية، و إعادة تخطيط الاقتصاد، و تصحيح مناهج التعليم و التربية و الثقافة و الإعلام، و بهدف نشر الوعي و الثقافة الثورية على أوسع نطاق جماهيري ممكن، و لاسيما بالنسبة للأجيال الطالعة.

مقارنة النظرة الماركسية ونظرة اليسار القومي

ومن شأن المقارنة بين المدرستين الاشتراكيتين الثوريتين، الاستدلال على بعض الفوارق الهامة، فالمدرسة الماركسية تقول بنظرية الحتمية التاريخية. فتكاد الثورة تحصل بشكل ميكانيكي (ومن هنا أهمل ماركس دور الحزب) وتركز على الجماعة على حساب الفرد (تنادي بديكتاتورية طبقية)، وتهمل أهمية اعتبار العامل القومي في النضال وكإطار للمجتمع (تركز على الثورة الأممية) وتنظر نظرة غير عميقة لتفاعل البناء الفوقي مع البناء التحتي. فتهمل تأثير العوامل القيمية والروحية والمعنية في التصرف الإنساني. أما اليسار القومي، فيولي الروابط القومية أهمية موضوعية ونضالية، ويركز على أهمية الجماعة دون إهمال الفرد، ويحرص على الديمقراطية دون أن يكون ذلك عنده وسيلة للتساهل مع القوى المعادية للثورة الاشتراكية، كما يولي النواحي الأخلاقية والمعنوية والثقافية أهمية كبيرة. وفي العالم الثالث، ترتبط الثورة الاشتراكية بالنضال الجماهيري ضد الإمبريالية، وكثيرا ما تكون مناهضة الاستعمار طريقا لتعبئة الجماهير وإطلاق قواها فتحقق، عن طريق المشاركة الشعبية، ثورات وطنية ديمقراطية، قابلة للتحول بسرعة إلى التوجه لبناء الثورة الاشتراكية. ذلك لأن العملية النضالية، والطموح إلى تحقيق التقدم، يفرزان أعداء الجماهير ومعوقات تقدمها. ويضعفان الطبقات المستغلة في الخندق المعادي، فيتصل بذلك النضال القومي مع النضال الاجتماعي.

مصادر

  • موسوعة السياسة، المؤسسة العربية للدراسات و النشر، الجزء الأول، 1990، الطبعة الثالثة، ص 876-877.

انظر أيضا

روابط إضافية

مراجع للاستزادة

  • الثورة الوطنية الديمقراطية بآفاقها الاشتراكية، عبد الفتاح إسماعيل،

دار ابن خلدون

  • قضايا التحرر الوطني والثورة الاشتراكية في مصر، ط.ث. شاكر،

دار الفارابي

  • بوابة القرن 19
  • بوابة شيوعية
  • بوابة السياسة
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.