تدهور بيئي

التدهور البيئي (بالإنجليزية: Environmental degradation)‏، هو التدهور الذي يحصل للبيئة بسبب استنزاف الموارد مثل الهواء والماء والتربة، وتدمير النُظم البيئية، وتدمير الموائل، والتلوث وانقراض الحياة البرية. ويُعرَّف بأنه أي تغيير أو اضطراب للبيئة طبيعي كان أو من صنع البشر، يُنظر إليه على أنه ضار أو غير مرغوب فيه.

بعد مرور ثمانين عاما على التخلي عن مناجم والارو (في كادينا، جنوب أستراليا)، لا تزال النباتات الحزازية هي الغطاء النباتي الوحيد في بعض مناطق أراضي الموقع

كما هو مُشار في معادلة تأثير الإنسان على البيئة (I=PAT)، فإن التأثير البيئي (I) أو التدهور ينتج عن مزيج من عدد كبير جداً ومتزايد بالفعل من البشر (P)، أو التزايد المستمر في النمو الاقتصادي أو معدل نمو الفرد (A)، وتطبيق تكنولوجيا استنزاف الموارد والتلويث (T).[1][2]

يُعتبر التدهور البيئي أحد التهديدات العشرة التي حذر منها فريق الأمم المتحدة رفيع المستوى المعني بالتهديدات والتحديات والتغيرات. تُعرّف إستراتيجية الأمم المتحدة الدولية للحد من الكوارث، التدهور البيئي بأنه «الحد من قدرة البيئة على تلبية الأهداف والاحتياجات الاجتماعية والبيئية».[3]

يأتي التدهور البيئي في أنواع كثيرة، فمثلاً تتدهور البيئة عندما تُدمر الموائل الطبيعية أو تنفذ الموارد الطبيعية. تشمل الجهود المبذولة لمواجهة هذه المشكلة الحفاظ على البيئة وإدارة الموارد البيئية.

هناك العديد من الأمثلة على التدهور البيئي الحاصل في جميع أنحاء العالم، والمثال الحالي هو تآكل طبقة الأوزون، إذ أنها تشكل حوالي 60 % من جميع الغابات المطيرة. وهي رئة الأرض، ومع تدميرها يُشكل تهديداً كبيراً للبيئة والعالم بأسره.

ستؤدي تأثيرات إزالة الغابات إلى نتائج كبيرة على العالم من حولنا. يحد القطع المستمر للأشجار من إمدادنا بالأوكسجين وبالمثل امتصاص غاز ثاني أوكسيد الكربون. فمع استمرار إزالة الغابات، سيكون لدينا كمية أقل من الأوكسجين المُتاح، وهو الأمر الذي قد يمثل مشكلة ضارة بصحة الإنسان. هناك مشكلة بديلة تنتج عن ذلك تتمثل في الاستهلاك الزائد وهدر المنتجات الورقية التي تأتي من تلك الأشجار. لا يُعاد تدوير النفايات المُنتجة عادةً، وبالتالي تُنتج كمية هائلة من النفايات.

يوجد أيضاً نتيجة ضارة إضافية من هذا الأمر وهو تدهور التربة، إذ تؤدي الإزالة المستمرة للغابات إلى إنقاص العناصر الغذائية في التربة، مما يجعل استخدامها مرة أخرى أمراً أكثر صعوبة.

فقدان التنوع البيولوجي

يؤكد العلماء أن النشاط البشري قد دفع الأرض إلى حدث انقراض الهولوسين. يُعزى فقدان التنوع البيولوجي على وجه الخصوص إلى الانفجار السكاني واستمرار النمو السكاني والاستهلاك المفرط للموارد الطبيعية من قبل الأثرياء في العالم.[4][5][6]

يفترض تقرير التقييم العالمي بشأن التنوع البيولوجي وخدمات النظم البيئية الذي نشره «البرنامج الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم البيئية (IPBES)» في عام 2019، أن ما يقارب المليون نوع من النباتات والحيوانات تواجه خطر الانقراض لأسباب بشرية المصدر، مثل توسع البشر في استخدام الأراضي للزراعة الصناعية الكثيفة وتربية الماشية، إلى جانب الإفراط في صيد الأسماك.[7][8][9]

تُعتبر آثار هذه الخسائر مخاوفاً خطيرة على ظروف معيشة الإنسان ورفاهيته. فيما يتعلق بقطاع الزراعة على سبيل المثال، تنص حالة التنوع الحيوي للأغذية والزراعة التي نشرتها منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة في عام 2019،[10] على أن «البلدان تُبلغ أن أعداد العديد من الأنواع التي تساهم في خدمات النظام البيئي الحيوية، بما في ذلك المؤبرات والأعداء الطبيعيين للآفات وكائنات التربة وأنواع المُغذيات البرية، تهبط نتيجةً لتدمير وتدهور الموائل والاستهلاك المفرط والتلوث والتهديدات الأخرى» وأن «النظم البيئية الرئيسية التي تقدم العديد من الخدمات الأساسية لإنتاج الغذاء والزراعة، بما في ذلك إمدادات المياه العذبة والحماية من المخاطر وتوفير الموائل لبعض الأنواع مثل الأسماك والمؤبرات، آخذة في الانخفاض أيضاً».[11]

التدهور المائي

يُعتبر استنزاف المياه العذبة على الأرض أحد العناصر الرئيسية للتدهور البيئي. تُشكل المياه العذبة الموجودة على الأرض[12] حوالي 2.5 % فقط، والباقي مياه مالحة. تبلغ نسبة المياه المجمدة في أغطية جليدية واقعة في أنتاركتيكا وغرينلاند حوالي 69 %، لذلك يتوفر 30 % فقط من 2.5 % من المياه العذبة للاستهلاك.[13][14]

تُعتبر المياه العذبة مورداً مهماً للغاية، لأن الحياة على الأرض تعتمد عليها في نهاية المطاف. تنقل المياه المغذيات والمعادن والمواد الكيميائية داخل المحيط الحيوي إلى جميع أشكال الحياة، وتدعم النباتات والحيوانات على حد سواء، وتقولب سطح الأرض مع نقل وترسيب المواد.

تمثل الاستخدامات الثلاثة الأولى الحالية للمياه العذبة 95 % من استهلاكها؛ يُستخدم 85 % تقريباً من المياه العذبة لري الأراضي الزراعية وملاعب الغولف والحدائق، و6 % للأغراض المنزلية مثل استخدامات الحمام الداخلية وري الحدائق والمروج الخضراء، بينما يُستخدم 4 % لأغراض صناعية مثل المعالجة والغسيل والتبريد في مراكز التصنيع.[15]

تشير التقديرات إلى أن شخصاً واحداً من بين كل ثلاثة أشخاص في جميع أنحاء العالم يواجه بالفعل نقصاً في المياه، وأن ما يقارب خُمس سكان العالم يعيشون في مناطق تعاني من ندرة المياه، وحوالي ربع سكان العالم يعيشون في دولة نامية تفتقر إلى البنية التحتية اللازمة لاستخدام المياه من الأنهار والمياه الجوفية المُتاحة.

تُعتبر ندرة المياه مشكلة متزايدة بسبب العديد من القضايا المتوقعة في المستقبل، بما في ذلك النمو السكاني وزيادة التحضر وارتفاع مستويات المعيشة والاحتباس الحراري.

التغير المناخي ودرجات الحرارة

يؤثر التغير المناخي على إمدادات المياه للأرض بعدد كبير من الطرق. فمن المتوقع ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية في السنوات القادمة بسبب وجود عدد من القوى تؤثر على المناخ. إذ سترتفع كمية ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

مراجع

  1. Chertow, M.R., "The IPAT equation and its variants", Journal of Industrial Ecology, 4 (4):13–29, 2001.
  2. Huesemann, Michael H., and Joyce A. Huesemann (2011). Technofix: Why Technology Won’t Save Us or the Environment, Chapter 6, "Sustainability or Collapse?", New Society Publishers, (ردمك 0865717044). نسخة محفوظة 16 مايو 2019 على موقع واي باك مشين.
  3. "ISDR : Terminology". The International Strategy for Disaster Reduction. 2004-03-31. مؤرشف من الأصل في 3 يناير 2013. اطلع عليه بتاريخ 09 يونيو 2010. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. Ripple WJ, Wolf C, Newsome TM, Galetti M, Alamgir M, Crist E, Mahmoud MI, Laurance WF (13 November 2017). "World Scientists' Warning to Humanity: A Second Notice". BioScience. 67 (12): 1026–1028. doi:10.1093/biosci/bix125. Moreover, we have unleashed a mass extinction event, the sixth in roughly 540 million years, wherein many current life forms could be annihilated or at least committed to extinction by the end of this century. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. Pimm, S. L.; Jenkins, C. N.; Abell, R.; Brooks, T. M.; Gittleman, J. L.; Joppa, L. N.; Raven, P. H.; Roberts, C. M.; Sexton, J. O. (30 May 2014). "The biodiversity of species and their rates of extinction, distribution, and protection" (PDF). Science. 344 (6187): 1246752. doi:10.1126/science.1246752. PMID 24876501. مؤرشف من الأصل (PDF) في 28 يوليو 2019. The overarching driver of species extinction is human population growth and increasing per capita consumption. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. Ceballos, Gerardo; Ehrlich, Paul R.; Dirzo, Rodolfo (23 May 2017). "Biological annihilation via the ongoing sixth mass extinction signaled by vertebrate population losses and declines". PNAS. 114 (30): E6089–E6096. doi:10.1073/pnas.1704949114. PMC 5544311. PMID 28696295. Much less frequently mentioned are, however, the ultimate drivers of those immediate causes of biotic destruction, namely, human overpopulation and continued population growth, and overconsumption, especially by the rich. These drivers, all of which trace to the fiction that perpetual growth can occur on a finite planet, are themselves increasing rapidly. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. Plumer, Brad (May 6, 2019). "Humans Are Speeding Extinction and Altering the Natural World at an 'Unprecedented' Pace". نيويورك تايمز. مؤرشف من الأصل في 1 نوفمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 21 يونيو 2019. “Human actions threaten more species with global extinction now than ever before,” the report concludes, estimating that “around 1 million species already face extinction, many within decades, unless action is taken.” الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. Vidal, John (March 15, 2019). "The Rapid Decline Of The Natural World Is A Crisis Even Bigger Than Climate Change". هافينغتون بوست. مؤرشف من الأصل في 3 أكتوبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 21 يونيو 2019. "The food system is the root of the problem. The cost of ecological degradation is not considered in the price we pay for food, yet we are still subsidizing fisheries and agriculture." - Mark Rounsevell الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  9. Watts, Jonathan (May 6, 2019). "Human society under urgent threat from loss of Earth's natural life". The Guardian. مؤرشف من الأصل في 23 أكتوبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 21 يونيو 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  10. The State of the World’s Biodiversity for Food and Agriculture (PDF). Rome: FAO. 2019. ISBN 978-92-5-131270-4. مؤرشف من الأصل (PDF) في 10 فبراير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  11. In brief − The state of the World's Biodiversity for Food and Agriculture (PDF). FAO. 2019. مؤرشف من الأصل (PDF) في 24 سبتمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  12. Warner, K.; Hamza, H.; Oliver-Smith, A.; Renaud, F.; Julca, A. (December 2010). "Climate change, environmental degradation and migration". Natural Hazards. 55 (3): 689–715. doi:10.1007/s11069-009-9419-7. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  13. Young, Gordon J., James Dooge, and John C. Rodda. Global Water Resource Issues. Cambridge UP, 2004.
  14. ”Water.” نسخة محفوظة 2011-12-06 على موقع واي باك مشين. Climate Institute. Web. Retrieved 2011-11-03.
  15. Frederick, Kenneth D., and David C. Major. “Climate Change and Water Resources.” Climatic Change 37.1 (1997): p 7-23.
    • بوابة علم البيئة
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.