تاريخ قديم
التاريخ القديم هي الفترة التي جاءت بعد فترة ما قبل التاريخ، أي ابتداء من الألفية الرابعة قبل الميلاد وحتى العصور الوسطى.[1][2][3] وهي محصلة أو مجموع أحداث سابقة بدأت منذ تسجيل التاريخ البشري إلى مرحلة العصور الوسطى المُبكرة . وتمتد مرحلة التسجيل البشري إلى مايقرب من 5000 آلاف سنة مع الكتابات المسمارية السومرية التي تعتبر الأقدم من بين الكتابات المتماسكة في التاريخ، والكتابة الهيروغليفية المصرية التي اسهب المصريون في الكتابة بها سواء كانوا ملوكا أم أناس عاديون . وتشكل أهم مصدر لمعرفة التاريخ القديم للإنسانية، وكيف كان الناس يعيشون في حياتهم اليومية بين 3000 قبل الميلاد وحتى مولد المسيح .
تاريخ وما قبل التاريخ الإنساني |
---|
↑ قبل هومينيا (بليوسين) |
تاريخ |
|
انظر أيضاً |
↓ المستقبل |
يجب ألا يحصل خلطٌ كذلك بين المصطلح الأكاديمي «تاريخ» والمعاني العامية الدالة على الماضي. فدراسة التاريخ بشكلٍ أساسي تنصبّ على التدقيق في الوثائق القديمة، وقد تتخذ شكلاً علمياً (كعلم الآثار) أو إنسانياً (كدراسة التاريخ من خلال اللغة).
رغم الخلاف الشديد على التاريخ الدقيق لانتهاء فترة «التاريخ القديم»، فبعض العلماء الغربيون يستخدمون سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية في العام 476 ميلادية (وهي النقطة الأكثر استخداماً)، ويلجأ غيرهم لاستخدام إغلاق أكاديمية أفلاطون في العام 529 ميلادية، أو وفاة الإمبراطور جوستينيان الأول في العام 565 ميلادية، أو ظهور الإسلام، أو حُكم الملك شارلمان كنقطة نهاية للتاريخين القديم والأوروبي الكلاسيكي. خارج أوروبا، سبّب الإطار الزمني الفضفاض (الذي يشمل الأعوام 450-500) صعوبةً في تحديد الفترة الانتقالية من العصور القديمة إلى العصور ما بعد الكلاسيكية.[4]
خلال الحقبة الزمنية التي تشمل التاريخ القديم (التي بدأت بشكل تقريبي منذ العام 3000 قبل الميلاد)، أخذ تعداد السكان العالم بالتزايد المضطرد والذي يُعزى إلى الثورة الزراعية التي كانت في أوج تطوّرها.[4]
وفقاً لتقديرات مركز هايد التابع لوكالة التقييم البيئي الهولندية فإن عدد سكان العالم ازداد أضعافاً مضاعفة في هذه الفترة.[5]
في العام 10,000 قبل الميلاد، في عصر ما قبل التاريخ، بلغ عدد سكان العالم مليونَي نسمة، ليزداد إلى 45 مليون نسمة بحلول العام 3000 قبل الميلاد. مع بداية العصر الحديدي، في العام 1000 قبل الميلاد، ارتفع عدد سكان العالم إلى 72 مليون نسمة. مع نهاية هذه الحقبة الزمنية في العام 500 ميلادية، يُقدّر عدد السكان العالم حينها بـ 209 مليون نسمة. في فترةٍ زمنية امتدت لـ 3500 سنة، ازداد عدد سكان العالم 100 ضعف.[6]
دراسة التاريخ
يوجد مجالان يلجأ المؤرخون إليهما لتحقيق فهمٍ أفضل للعالم القديم: علم الآثار ودراسة مصادر النصوص. تُشير المصادر الأساسية إلى تلك المصادر الأقرب إلى مصدر المعلومات أو الفكرة قيد الدرس. وثمّة فرق بين المصادر الأصلية والمصادر الثانوية التي تقتبس، أو تعلّق على المصادر الأصلية، أو تستند إليها.[7][8]
علم الآثار
يُعنى علم الآثار بالتنقيب عن الآثار ودراستها سعياً لتفسير وإعادة ترتيب الحقائق الخاصة بالحياة البشرية في الماضي. ينقّب علماء الآثار في أنقاض المدن القديمة بحثاً عن أدلة تمكّنهم من فهمٍ أوفى لأنماط حياة الناس في تلك الفترة. تشمل بعض الاكتشافات المهمة التي قام بها علماء الآثار الدارسين للتاريخ القديم ما يلي:
- الأهرامات المصرية:[9] وهي مدافن عملاقة بناها المصريون القدماء حوالي العام 2600 قبل الميلاد، كمثوى أخير لملوكهم.
- دراسة المدن القديمة في هارابا (الباكستان)،[10] موهينجودارو (الباكستان)، ولوثال في الهند (جنوب آسيا).
- مدينة بومبي (إيطاليا): مدينة رومانية قديمة حفظها انفجار بركان جبل فيسوفيوس في العام 79 ميلادية. تشكّل حالة حفظها مصدراً ثرياً يمنح الدارسين فهماً أعمق للثقافة الرومانية وللحضارة الإتروسكانية وشعب السامنيت.[11]
- ضريح الإمبراطور الأول تشين:[12] في الصين القديمة.
- اكتشاف مدينة كنوسوس: اكتشفها كل من مينوس كالوكارينوس والسير آرثر إيفانز.
- اكتشاف مدينة طروادة: اكتشفها هاينريش شليمن.
النصوص الأصلية
إن أغلب ما يُعرف اليوم عن العالم القديم جاءنا من أخبار المؤرخين القدامى. من الأهمية بمكان الأخذ بالحسبان أن لكل مؤرخ تحيزاته الخاصة، ورغم ذلك تشكّل أخباره المصدر الأساسي لفهمنا للتاريخ القديم. تشمل قائمة المؤرخين البارزين: هيرودوت، ثيوسيديديس، أريانوس، بلوتارك، بوليبيوس، سيما شيان، سالوست، تيتوس ليفيوس، يوسفيوس فلافيوس، سويتونيوس، تاسيتس.
ثمة عقبة تواجه دارسي التاريخ القديم تتمثل في عدم قدرة التواريخ المسجلة على توثيق كافة الأحداث البشرية، وأن جزءاً بسيطاً منها هو ما وصلنا في الزمن المعاصر. إضافةً إلى ذلك، يجب مراجعة موثوقية المعلومات التي يُحصل عليها من السجلات المتبقية. كان شأن كتابة التاريخ مقتصراً على قلة من الكتاب المضطلعين بذلك، نظراً لندرة الإلمام بالقراءة والكتابة في شتى الثقافات الماضية، وهو الوضع الذي امتد لفترةٍ طويلةٍ بعد انتهاء التاريخ القديم. [13]
وفقاً لما نعرفه اليوم، فقد ظهر أول فِكر تأريخي منهجي في اليونان القديمة، ابتداءً بكتابات المؤرخ هيرودوت (484 قبل الميلاد تقريباً – 425 ق.م). بالنسبة للمؤرخ ثيوسيديديس فقد استبعد السببية الإلهية من تقريره التاريخي عن الحرب بين أثينا وإسبرطة، واضعاً بذلك الأسس المنطقية التي شكّلت نقطة البداية للكتابات التاريخية الغربية اللاحقة. وكان أول مَن فرّق بين الأسباب البعيدة والأسباب القريبة للحدث.[14]
كانت الإمبراطورية الرومانية حضارة قديمة بنسبة عالية للقراءة والكتابة بين مواطنيها، ولكن فُقدت معظم الأعمال التاريخية لمؤرخيها الأوسع انتشاراً. على سبيل المثال، فالمؤرخ الروماني تيتوس ليفيوس الذي عاش في القرن الأول قبل الميلاد كتب تاريخاً لروما أسماه (منذ تأسيس المدينة) تألف من 144 مجلداً، بقي منها 35 مجلداً فقط، وبعض الملخصات لمعظم المجلدات المفقودة. في الواقع، لم يصل إلينا سوى أقل القليل ممّا كتبه المؤرخون الرومانيون الكبار.[15]
التسلسل الزمني
عصر ما قبل التاريخ
يشمل عصر ما قبل التاريخ الفترة ما قبل التاريخ المسجل. شهدت الهجرات البشرية الأولى في العصر الحجري القديم السفلي شهدت انتشار الإنسان المنتصب عبر يوراسيا منذ 1.8 مليون سنة. حصل الاستخدام المضبوط للنار منذ 800,000 سنة في العصر الحجري القديم الأوسط. منذ 250,000 سنة، ظهر الإنسان العاقل (الإنسان المعاصر) في أفريقيا. منذ 60 إلى 70 ألف سنة، هاجر الإنسان العاقل من أفريقيا عبر الممر الساحلي إلى شمال وجنوب شرق آسيا، ووصل أستراليا. منذ 50,000 سنة، انتشر الإنسان المعاصر من آسيا إلى الشرق الأدنى. وصل البشر إلى أوروبا أول مرة منذ 40,000 سنة. هاجر البشر إلى الأمريكتين منذ ما يقارب الـ ـ15,000 سنة في العصر الحجري القديم العلوي.[16]
يُنظر إلى تاريخ الألفية العاشرة قبل الميلاد على أنها أبكر التواريخ المُقترحة لاختراع الزراعة وبدايات فترة التاريخ القديم. بنى الصيادون وجامعو الثمار منشأة غوبيكلي تيبي الحجرية في الألفية العاشرة قبل الميلاد (أي منذ ما يقارب الـ ـ11500 سنة)، قبل وصول مرحلة الحضر. قدّم موقعا غوبيكلي تيبي ونيفالي تشوري الأثريان قدّما فهماً جديداً للعصر الحجري الحديث في يوراسيا. في القرن السابع قبل الميلاد، بدأت ثقافة جياهو في الصين. مع حلول القرن الخامس الميلادي قبل الميلاد، شهدت حضارات العصر الحجري الحديث اختراع العجلة وانتشار الكتابة الأولية. في الألفية الرابعة قبل الميلاد، ظهرت حضارة كيوكوتيني في منطقة أوكرانيا-مولدوفيا-رومانيا. بحلول العام 3400 قبل الميلاد، انتشرت الكتابات الأولية ذات الشكل المسماري في الشرق الأوسط. شهد القرن الثلاثين قبل الميلاد، والذي يُعرف باسم العصر البرونزي المبكر الثاني، شهد بدايات القراءة والكتابة في منطقة بلاد الرافدين ومصر القديمة. حوالي العام 27 قبل الميلاد، تأسست المملكة المصرية القديمة وأول سلالة حاكمة في الوركاء، وفقاً لأقدم مصادر التأريخ الملكية الموثوقة. [17]
معرض صور
المصادر
- "معلومات عن تاريخ قديم على موقع thes.bncf.firenze.sbn.it". thes.bncf.firenze.sbn.it. مؤرشف من الأصل في 8 أكتوبر 2017. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة) - "معلومات عن تاريخ قديم على موقع universalis.fr". universalis.fr. مؤرشف من الأصل في 8 مايو 2019. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة) - "معلومات عن تاريخ قديم على موقع psh.techlib.cz". psh.techlib.cz. مؤرشف من الأصل في 13 ديسمبر 2019. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة) - Hadas, Moses (1950). A History of Greek Literature. Columbia University Press. صفحة 273. ISBN 978-0-231-01767-1. مؤرشف من الأصل في 27 مارس 2017. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة) - Breasted, J.H. (1916). Ancient times, a history of the early world: an introduction to the study of ancient history and the career of early man. Boston: Ginn and Company. نسخة محفوظة 11 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
- Data from History Database of the Global Environment. K. Klein Goldewijk, A. Beusen and P. Janssen, "HYDE 3.1: Long-term dynamic modeling of global population and built-up area in a spatially explicit way", from table on p. 2, Netherlands Environmental Assessment Agency (MNP), Bilthoven, The Netherlands. "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 10 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 11 ديسمبر 2019. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link) - Oscar Handlin et al., Harvard Guide to American History (1954) p. 118-246
- "Primary, secondary and tertiary sources". مؤرشف من الأصل في 12 فبراير 2005. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة) - Watkin, David (2005). A History of Western Architecture (الطبعة 4th). Laurence King Publishing. صفحة 14. ISBN 978-1-85669-459-9. مؤرشف من الأصل في 24 يناير 2020. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة)"The Great Pyramid ... is still one of the largest structures ever raised by man, its plan twice the size of St. Peter's in Rome" - Basham, A.L. Review of A Short History of Pakistan by A.H. Dani (with an introduction by اشتياق حسين قريشي). كراتشي: جامعة كراتشي. 1967 Pacific Affairs 41(4): 641–643.
- Lobell, Jarrett (July/August 2002). "Etruscan Pompeii". Archaeological Institute of America 55 (4). Retrieved in September 2007.
- Jane Portal and Qingbo Duan, The First Emperor: China's Terracotta Arm, British Museum Press, 2007, p. 167
- Nadin, M. (1997). The civilization of illiteracy. Dresden: Dresden University Press.
- Cochrane, Charles Norris. Thucydides and the Science of History, Oxford University Press, 1929. p. 179.
- Harris, W.V. (1989). Ancient literacy. Cambridge, Massachusetts: Harvard University Press. p. 175.
- H. Liu, F. Prugnolle, A. Manica, F. Balloux, A Geographically Explicit Genetic Model of Worldwide Human-Settlement History. The American Journal of Human Genetics, Volume 79, Issue 2, pp. 230–237
- Diamond 1999، صفحة 218
مراجع للتوسّع
زهير رمضان، الأصول السومريه للحضارة المصرية.
جابرييل كامبس، في أصول بلاد البربر - ماسينيسا أو بدايات التاريخ.