تاريخ تصنيف المثلية في الدليل التشخيصي والإحصائي

تغير تصنيف المثلية الجنسية في الدليل التشخيصي والإحصائي المنشور عن الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين عدة مرات في إصداراته المختلفة، بداية من تصنيف المثلية بأنها اضطرابا عقليا ضمن اضطرابات الشذوذ الجنسي، ثم صنفت علي أنها اضطراب توجه جنسي (في الإصدار الثاني)، تلي ذلك إدراجها في تصنيف خاص "المثلية الغير منسجمة مع الأنا" (في الإصدار الثالث) إلي أن تم اسقاطها تماما (مراجعة الإصدار الثالث) باعتبارها تنوع جنسي طبيعي.

الإصدار الثاني من الدليل DSM-II

اعتبر الإصدار الثاني من الدليل المثلية الجنسية اضطرابا عقليا[1] ضمن قسم الانحرافات أو الشذوذ الجنسي.[2]

الطبعة السابعة من الإصدار الثاني

لم تأتي الدعوة لتغيير تصنيف المثلية الجنسية من داخل المجتمع النفسي[3]، وإنما جاءت نتيجة الضغط الاجتماعي لجماعات إل جي بي تي في مختلف أنحاء البلد، حيث نشطت الفعاليات المؤيدة للمثلية الجنسية في عقد الستينيات[4]، كان آخرها أحداث شغب ستون وال (Stonewall riots)، والتي تمثلت في عمليات عنف من المثليين,[5] وتتباعت المظاهرات والفاعليات الداعمة لقبول المثلية الجنسية، وأهمها:

  • في عام 1970 أقيمت مسيرة يوم تحرير المثلين في نيويورك، ومسيرة فخر للمثليين في سان فرانسيسكو وكتب كارل ويتمان بيان مثلي[6][7]، وطبقا لما وصفه رونالد باير (Ronald Bayer) في كتابه[8]، فإن الجمعية الأمريكية عندما أقامت مؤتمرها في سان فرانسيسكو، قام النشطاء بخلق حالة من الاضطراب في المؤتمر وذلك بمقاطعة المتحدثين والصياح عليهم والسخرية من الأطباء النفسيين الذين اعتبروا المثلية الجنسية مرضا، ولاحقا قام الناشط المثلي فرانك كاميني بالتظاهر ضد الجمعية الأمريكية للطب النفسي، وقام نفس الشخص بجذب الميكروفون أثناء أحد مؤتمرات الجمعية، وصاح قائلا:"الطب النفسي هو مجسم للعدو، الطب النفسي قام بشن حرب إبادة علينا، ويمكنك أن تأخذ هذا بإعلان الحرب عليك."، وكانت هذه النشاطات جزء من نشاطات الحركة المضادة للطب النفسي، واعتاد مناهضو الطب النفسي الاحتجاج في مؤتمرات الجمعية.[9]
  • في عام 1971، نشأت منظمة المجتمع الخامس[10] في أستراليا، وألغي تجريم المثلية في أستراليا وكوستريكا وفنلاندا، ورفضت كل من كولورادو وأوريغون القانون المحرم للمثلية، وغيرت هولندا سن السماح بالعلاقات الجنسية المثلية إلي 16 سنة، وهو نفسه سن السماح بالعلاقات الجنسية المغايرة؛ ودعا الحزب الليبرالي الولايات المتحدة إلى إلغاء جميع قوانين ما أسموه "جريمة بدون ضحة"، بما في ذلك قوانين المثلية الجنسية، وأصبح الدكتور فرانك كاميني أول مرشح للكنغجرس الأمركي يعلن صراحة عن مثليته الجنسية، وأسست جامعة ميشيغان أول مكتب لبرامج إلي جي بي تي، والذي عرف لاحقا باسم "مكتب الدفاع عن المثلية"، واعتبرت حركة تحرير المثليين في المملكة المتحدة حركة سياسية في الصحافة الوطنية، وكانت تعقد اجتماعات أسبوعية بين 200 و 300 شخص.[11]
  • في عام 1972، أصبحت السويد أول بلد في العالم يسمح قانونا بالتحول الجنسي، كما وفرت العلاج الهرموني بالمجان[12]؛ وأباحت هاواي المثلية الجنسية، وألغت النرويج تجريم المثلية، وأصبحت إيست لانسنغ وآن آربر بميشيغان، وسان فرانسيسكو بكاليفورنيا أول المدن في الولايات المتحدة الأمريكية تمريرا لقانون حقوق مثلي الجنس.
  • في عام 1973، في أكتوبر أعلنت كل من كلية مجلس الطب النفسي الفدرالي الأسترالية والنيوزيلندية أن المثلية ليست مرضا، مسجلة السبق في هذا الإعلان.

في ديسمبر من نفس العام أزالت الرابطة الأمريكية للطب النفسي المثلية الجنسية من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية ( DSM -II )، مستندة إلى حد كبير على بحث ودعوة إيفلين هوكر.[13] وأزيلت المثلية الجنسية من الدليل علي اعتبار أنها اضطراب عقلي مندرج تحت اضطرابات الشذوذ الجنسي.[14]

اعتبر إلغاء المثلية الجنسية من الدليل التشخيصي حدث كبير، ومن أحد الأشياء التي أثارت الجدل حول هذا التغيير هو أن الجمعية الأمريكية للطب النفسي أزالت المثلية ليس بناء علي دليل علمي[15]، وإنما بناء علي استفتاء من أعضاء الجمعية[16]، حيث وافق 5,854 عضو في حين رفض 3,810 نسبة موافقة تقريبا من 55-60%[3][17]، وبذلك أزيلت المثلية من قائمة الأمراض العقلية ضمن تصنيف الشذوذ الجنسي، ووضعت في تصنيف جديد في وهو اضطراب التوجه الجنسي.

الإصدار الثالث من الدليل DSM-III

نشر الإصدار الثالث من الدليل مستبدلا تصنيف اضطراب التوجه الجنسي الجنسية بتصنيف المثلية الغير منسجمة مع الأنا[14]، معلنا بذلك أن المثلية ليست مشكلة إلا إن كانت غير منسجمة مع الأنا.

مراجعة الإصدار الثالث من الدليل DSM-III-R

تم اسقاط الجنسية المثلية تماما[18] من الدليل التشخصي.

انظر أيضًا

مراجع

  1. كتاب شفاء الحب نسخة محفوظة 18 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
  2. الاصدار الثاني من الدليل نسخة محفوظة 26 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  3. Mental Health Diagnoses Decided by Vote, Not Discovery نسخة محفوظة 21 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  4. قائمة النشاطات المثلية قبل أحداث شغب ستون وال [الإنجليزية]
  5. أحداث ستون وال في ويكبيديا الانجليزية
  6. Wittman, Carl (1970). "A Gay Manifesto (1970)". Gay Homeland Foundation. مؤرشف من الأصل في 11 مارس 2019. اطلع عليه بتاريخ 28 يونيو 2010. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. Blasius, Mark; Shane Phelan (1997). We are everywhere: a historical sourcebook in gay and lesbian politics. Routledge. صفحات 380–90. ISBN 0-415-90859-0. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. Ronald Bayer Homosexuality and American Psychiatry: The Politics of Diagnosis (1981)
  9. تم النقل والترجمة عن هذه الصفحة في ويكيبيدا الانجليزية
  10. المجتمع الخامس [الإنجليزية]
  11. Victoria Brittain (28 August 1971). "An Alternative to Sexual Shame: Impact of the new militancy among homosexual groups". The Times. صفحة 12. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  12. Bergh, Frederick Quist (2001). "Jag känner mig lite homosexuell idag" [I feel a bit gay today] (باللغة السويدية). مؤرشف من الأصل في 27 يونيو 2017. اطلع عليه بتاريخ 01 أبريل 2013. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  13. Stanton L. Jones; Mark A. Yarhouse (20 August 2009). Homosexuality: The Use of Scientific Research in the Church's Moral Debate. InterVarsity Press. صفحة 97. ISBN 978-0-8308-7554-2. مؤرشف من الأصل في 24 يناير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  14. The History of Sex in the DSM نسخة محفوظة 16 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  15. صفحة 8 من كتاب [Destructive Trends in Mental Health [https://www.amazon.com/Destructive-Trends-Mental-Health-Intentioned/dp/0415950864 نسخة محفوظة 2017-11-08 على موقع واي باك مشين.
  16. [ https://www.psychologytoday.com/blog/hide-and-seek/201509/when-homosexuality-stopped-being-mental-disorder]
  17. Psychiatric News Main Frame نسخة محفوظة 27 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  18. When Homosexuality Came Out (of the DSM) - Mad In America نسخة محفوظة 01 مايو 2018 على موقع واي باك مشين.
    • بوابة علم النفس
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.