تاريخ النرويج

تشير الاكتشافات الأثرية أن منطقة النرويج الحالية كانت مأهولة بالسكان منذ ما لا يقل عن الألف العاشرة قبل الميلاد.[1] يُطلق على السكان الأصليين في شمال النرويج ووسطها اسم "شعب سامي"، رغم أن الثقافة النوردية وصلت في وقت مبكر جداً أيضاً. ذكر الملك الحالي للنرويج أن المملكة تأسست على أراضي الشعبين النرويجي وسامي.[2] وفي القرون الأولى للميلاد، تألفت النرويج من عدد من الممالك الصغيرة، ووفقاً لجاريد دياموند، تعلم الشعب النوردي ركوب البحر حوالي سنة 600م.

نقوشات صخرية في ألتا.

أتسم عهد الفايكنغ بالتوسع والهجرة من قبل الفايكنغ البحارة. أصبح هارالد هارفاغر أول ملك للنرويج الموحدة في عام 872م بعد معركة هافرسفيورد في ستافانغر التي وحدت الفايكنج.[3] أستُبدلت التقاليد المسيحية بتلك النوردية بشكل تدريجي في القرنين العاشر والحادي عشر. ويعزى ذلك إلى حد كبير للملوك المبشرين "أولاف تريغفاسون" والقديس "أولاف". مع وفاة هاكون الخامس ملك النرويج عام 1319 ورث ماغنوس إريكسون ذو الثلاث سنوات عرش النرويج، فعُرف باسم ماغنوس السابع.[4] كما بدا في الوقت نفسه أن التحرك لجعل ماغنوس ملكاً للسويد قد نجح،[4] ذلك أنه حينها كان ملوك السويد والدنمارك يُنتخبون من قبل طبقة النبلاء.[4] وهكذا مع انتخابه لعرش السويد توحدت السويد والنرويج تحت حكم الملك ماغنوس السابع.[4] تزوج هاكون السادس في عام 1363 من مارغريت ابنة الملك فالديمار الدنماركي. بعد وفاة هاكون السادس في سنة 1379. عملت مارغريت على ضم عرش السويد إلى الدنمارك والنرويج عن طريق انتخاب أولاف لعرش السويد، وكانت على وشك تحقيق مرادها عندما توفي ولدها فجأة، فانتخبت الدنمارك مارغريت كحاكمة مؤقتة بعد وفاة الملك. وفي 2 فبراير/شباط سنة 1388 حذت النرويج حذو الدنمارك وتوجت مارغريت ملكة عليها.

بعد أن هوجمت الدنمارك والنرويج من طرف المملكة المتحدة، دخلت النرويج في تحالف مع الإمبراطور الفرنسي نابليون الأول في معركة كوبنهاغن. أدت الحرب إلى مجاعة عام 1812، كما وجدت المملكة الدنماركية نفسها في الجانب الخاسر في عام 1814 واضطرت تحت شروط معاهدة كييل للتنازل عن النرويج لملك السويد في حين بقيت المقاطعات الدنماركية النرويجية الأخرى مثل أيسلندا وغرينلاند وجزر فارو ضمن التاج الدانماركي.[5] خلال الحرب العالمية الأولى التزمت النرويج الحياد، لكنها عملياً تعرضت لضغوط من قبل بريطانيا العظمى لتسليم أجزاء متزايدة من أسطولها التجاري الكبير لبريطانيا بأقل الأسعار، فضلا عن الانضمام إلى الحصار التجاري المفروض على ألمانيا. كان على السفن النرويجية التجارية والبحارة النرويج رفع العلم البريطاني على سفنهم رغم خطورة إغراقها من طرف الغواصات الألمانية،[6] وكان من نتيجة ذلك أن فقدت البلاد كثيرًا من بحارتها وسفنها،[6] وهبط ترتيب الأسطول التجاري النرويجي من المركز الرابع عالمياً إلى المركز السادس.[6]

أعلنت النرويج أيضاً حيادها خلال الحرب العالمية الثانية ولكنها تعرضت للغزو الألماني في 9 أبريل/نيسان سنة 1940. خلال السنوات الخمس من الاحتلال النازي، أسس النرويجيون حركة مقاومة حاربت الاحتلال الألماني وأعلنوا العصيان المدني والمقاومة المسلحة وقاموا بتدمير محطة نورسك هيدرو للمياه الثقيلة ومخزون من المياه الثقيلة في فيمروك مما شل البرنامج النووي الألماني. أما العنصر الأكثر أهمية للحلفاء كان دور البحرية التجارية النرويجية، إذ أن البلاد امتلكت في وقت الغزو رابع أسطول تجاري بحري في العالم. أدارت شركة الشحن النرويجية "نورتراشب" الأسطول تحت إدارة الحلفاء خلال الحرب حيث كان دورهم إخلاء دونكيرك تمهيدًا لعملية الإنزال في النورماندي. في كل شهر كانون الأول/ديسمبر من كل عام، تهدي النرويج شجرة عيد ميلاد للمملكة المتحدة اعترافاً بفضلها في مساعدة النرويج خلال الحرب العالمية الثانية، ويُقام حفل نصب الشجرة في ساحة الطرف الأغر الشهيرة في لندن.[7]

خلال الفترة الممتدة بين عاميّ 1945 و 1961، سيطر حزب العمال على البرلمان بعد حصوله على الأغلبية المطلقة من الأصوات.تم تأميم البترول وأصبحت من الدول المنتجة للنفط بشكل سلس عام 1963 مما جعلها رابع إنتاج دولي للبترول. وصلت نسبة وعدد العاملين في الصناعة إلى أعلى معدلاتها حوالي عام 1975. منذ ذلك الحين عملت البلاد على الاستعانة باليد العاملة الخارجية لتلبية حاجة الإنتاج الصناعي والخدماتي المكثف مثل مصانع الإنتاج الضخمة والشحن البحري. النرويج عضو مؤسس في المنطقة الأوروبية للتجارة الحرة. أجري استفتاءان حول الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي فشلا بفارق ضئيل في عامي 1972 و 1994. في عام 1981 تشكلت حكومة المحافظين بقيادة "كور ويلوك" واتبعت سياسة لتحفيز الاقتصاد المتضخم والراكد من خلال خفض الضرائب وتحرير الاقتصاد وتحرير الأسواق واتخاذ تدابير للحد من التضخم الذي وصل إلى مستويات قياسية (13.6% في سنة 1981).

مراجع

  1. "Different genetic components in the Norwegian population revealed by the analysis of mtDNA and Y chromosome polymorphisms" (PDF). European Journal of Human Genetics. Nature Publishing Group. 2002. مؤرشف من الأصل (PDF) في 16 أكتوبر 2011. اطلع عليه بتاريخ 06 مايو 2009. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. "Sámediggi Sametinget - PRM: Sametinget gratulerer H.M. Kong Harald V på fødselsdagen". Samediggi.no. 2007-02-21. مؤرشف من الأصل في 26 أغسطس 2011. اطلع عليه بتاريخ 08 يوليو 2009. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. Karen Larsen, A History of Norway (Princeton University Press: Princeton, 1948) p. 83.
  4. Karen Larsen, A History of Norway (Princeton University Press, 1948) p. 192.
  5. Treaty of Kiel, January 14, 1814.
  6. Karen Larsen, A History of Norway p. 510.
  7. (بالإنجليزية) PM to light London tree, افتنبوستن. نسخة محفوظة 11 أكتوبر 2011 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
    • بوابة تاريخ أوروبا
    • بوابة النرويج
    • بوابة التاريخ
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.