انفصال الأكراد في إيران

يشير مفهوم انفصال الأكراد في إيران[1] إلى مختلف الأحداث غير المتعلقة بـ تاريخ إيران الحديث قادها الأفراد أو المنظمات الكردية التي تطالب بـ الانفصال عن إيران. وتشير الأحداث الأقرب التي توصف في بعض الأحيان بالانفصالية إلى المظاهرات التي نشبت في محافظة أذربيجان الغربية المعروفة بهذا الاسم اليوم، والتي جاءت نتيجة كوارث ما بعد الحرب العالمية الأولى والثانية والتدخل الأجنبي المباشر، والأحداث الأخيرة المتمثلة في تمرد حزب الحياة الحرة الكردستاني (PJAK) في غرب إيران والذي بدأ في القرن الواحد والعشرين. ولم تستخدم الحكومة الإيرانية مطلقًا هذا الشكل من الوحشية ضد مواطنيها الأكراد كما فعلت تركيا أو العراق، غير أنها في الوقت ذاته كانت حاسمة في رفض أي مقترح يقوم على أساس انفصال الأكراد.[2] وعلى عكس البلدان الأخرى المأهولة بالسكان الأكراد، تتميز الشعوب الإيرانية بوجود علاقات لغوية عرقية وثقافية قوية بين الأكراد والفرس. إن حقيقة أن إيران ليست نتاج رسم الخريطة الإمبراطورية [3] وأن الأكراد يتقاسمون الكثير من تاريخهم مع بقية إيران يمثل سببًا من وجهة نظر القيادات الكردية في إيران والتي لا ترغب في إقامة دولة منفصلة للأكراد.[4] علاوةً على ذلك، لم تبد أعداد كبيرة من الأكراد في إيران أي اهتمام بإنشاء القومية الكردية، وبخاصة الأكراد الشيعة الذين رفضوا بقوة فكرة الاستقلال الذاتي، وفضلوا أن يكونوا خاضعين للحكم المباشر من طهران. ولم يجرِ التشكيك في الهوية الوطنية الإيرانية سوى في المناطق الكردية السنية الهامشية.

معلومات تاريخية

ثورة سمكو (1918-1922)

يشير مفهوم ثورة سمكو آغا شكاك إلى انتفاضة كردية قبلية مدعومة من تركياbacked[5][6] قامت ضد حكم القاجاريون لـ إيران من 1918-1922، والتي قادها الزعيم الكردي سمكو آغا شكاك من قبيلة توركوفون شكاك.[7] وينظر لهذا التمرد القبلي في بعض الأحيان باعتباره أول محاولة كبرى لإقامة دولة كردستان الكبرى المستقلة داخل إيران،[8] غير أن العلماء يرون هذه الثورة باعتبارها محاولة من أحد زعماء القبيلة الأقوياء لإنشاء سلطة شخصية له تواجه الحكومة المركزية في جميع أنحاء الإقليم. وعلى الرغم من أن بعض عناصر القومية الكردية كانت موجودة في هذه الحركة، اتفق المؤرخون على أن هذه العناصر كانت بالكاد ظاهرة بشكل كاف لتبرير الادعاء المتمثل في أن الاعتراف بالهوية الكردية كان قضية رئيسية بالنسبة لحركة سمكو، وبالتالي كان عليها الاعتماد بشكل كبير على الدوافع القبلية التقليدية. وفي نفس الوقت تفتقر هذه الحركة إلى نوع من أنواع التنظيم الإداري؛ حيث كان سمكو مهتمًا بشكل أساسي بعمليات السلب. وليست القوات الحكومية والعناصر غير الكردية وحدها من تعاني من الهجمات، بل تعرض الشعب الكردي كذلك للسرقة والاعتداء. ولا يبدو أن رجال سمكو تنتابهم أي مشاعر بالوحدة أو التضامن مع إخوانهم الأكراد. ويصف المؤرخ يرواند آبراهاميان سمكو بأنه شخص "سيئ السمعة"؛ حيث إنه قام بذبح آلاف الآشوريين ومضايقة الديمقراطيين،[9] وحمّله مهرداد إيذادي مسؤولية مقتل الأكراد العلاهيين.[10] ولا يزال العرقيون الكورديون اليوم يقدسون سمكو باعتباره "بطل الاستقلال".[11]

أزمات إيران 1946

لقد أصبح خطر تفتيت إيران الحديثة جليًا بعد فترة قصيرة من الحرب العالمية الثانية عندما رفض الاتحاد السوفيتي التنازل عن الأراضي الإيرانية المحتلة الواقعة في المنطقة الشمالية الغربية. وشملت الأزمة الإيرانية في 1946 محاولة انفصالية قام بها الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني الأول (KDP-I) والجماعات الشيوعية[12] لتأسيس حكومة عميلة سوفيتية [13][14][15] تسمى جمهورية مهاباد الواقعة في منطقة أكراد إيران (وتمثل اليوم الجزء الجنوبي من محافظة أذربيجان الغربية). وإلى جانب حكومة أذربيجان الشعبية، نشأت كذلك دولة عميلة سوفيتية أخرى.[16] وتضم الدولة نفسها إقليمًا صغيرًا للغاية، بما في ذلك مدينة مهاباد والمدن المجاورة، ولم تستطع الحكومة دمج أكراد إيران في المنطقة الجنوبية التي تقع داخل منطقة الأنجلو الأمريكية، كما أنها لم تستطع جذب القبائل خارج مهاباد نفسها لأسباب قومية. ونتيجة لذلك، عندما انسحب السوفيتيون من إيران عام 1946، أصبحت القوات الحكومية قادرة على دخول مهاباد دون معارضة. وفي سياق متصل، استمرت العديد من حركات التمرد الماركسية في التواجد لعقود بقيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني الأول (KDP-I) وحزب كوملة، ولكن لم يناصر هذان الحزبان فكرة الدولة الكردية المنفصلة أو فكرة إقامة إقليم كردستان أكبر مثلما فعل حزب العمال الكردستاني (PKK) في تركيا.[17][18]

تمرد حزب الحياة الحرة الكردستاني (PJAK)

يشير مفهوم الصراع بين إيران وحزب الحياة الحرة الكردستاني إلى التمرد الأخير الذي قام به حزب الحياة الحرة الكردستاني؛ حيث قتل مئات من المسلحين الأكراد والقوات الإيرانية والمدنيين، واستمر هذا التمرد رسميًا منذ أبريل 2004 حتى عام 2011. ويتمركز حزب الحياة الحرة الكردستاني في المنطقة الحدودية مع كردستان العراق والتابع لـ حزب العمال الكردستاني الماركسي من تركيا.[19] وعلى الرغم من أن هذا الحزب يوصف في بعض الأحيان باعتباره منظمة تسعى لتوفير مزيد من حقوق الإنسان للأكراد في إيران، تنظر وسائل الإعلام الإيرانية والعديد من المحللين الغربيين إليه بوصفه حركة انفصالية.[1][20] وفي واحد من أوائل الإجراءات التي طبقتها إدارة أوباما، أُعلن عن حزب الحياة الحرة الكردستاني بوصفه منظمة موصوفة بالإرهابية. ووفقًا لبعض المحللين، لا يشكل حزب الحياة الحرة الكردستاني أي تهديد خطير على الحكومة الإيرانية.[1] وهكذا، انتهت أنشطة حزب الحياة الحرة الكردستاني، بعد الاعتداء الإيراني عام 2011 على قواعد حزب الحياة الحرة الكردستاني ووقف إطلاق النار الذي ترتب عليه، الصادر في سبتمبر 2011. وعلى إثر هذا الإجراء، وقع عدد من الاشتباكات بين حزب الحياة الحرة الكردستاني والحرس الثوري الإيراني بعد وقف إطلاق النار.

انظر أيضًا

المراجع

  1. Habeeb, William Mark; Frankel, Rafael D.; Al-Oraibi, Mina (2012). The Middle East in Turmoil: Conflict, Revolution, and Change. Santa Barbara: Greenwood Publishing Group. صفحة 46. ISBN 9780313339141. OCLC 753913763. مؤرشف من الأصل في 15 فبراير 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. Kreyenbroek, Philip G.; Sperl, Stefan (1992). The Kurds: A Contemporary Overview. London; New York: Routledge. صفحات 17–19. ISBN 9780415072656. OCLC 24247652. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. Abrahamian, Ervand (2008). A History of Modern Iran. Cambridge, U.K.; New York: Cambridge University Press. صفحة 195. ISBN 9780521528917. OCLC 171111098. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. Kreyenbroek, Philip G.; Sperl, Stefan (1992). The Kurds: A Contemporary Overview. London; New York: [Routledge. صفحات 138–141. ISBN 9780415072656. OCLC 24247652. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. Bruinessen, Martin (2006). "Chapter 5: A Kurdish warlord on the Turkish-Persian frontier in the early Twentieth century: Isma'il Aqa Simko". In Atabaki, Touraj (المحرر). Iran and the First World War: Battleground of the Great Powers. London; New York: I.B. Tauris. صفحات 18–21. ISBN 9781860649646. OCLC 56455579. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. Allen, William Edward David; Muratoff, Paul (1953). Caucasian battlefields: A History of the Wars on the Turco-Caucasian border, 1828-1921. Cambridge: Cambridge University Press. صفحة 296. OCLC 1102813. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. Oberling, Pierre (20 July 2004). "Kurdish Tribes". Encyclopædia Iranica. New York. مؤرشف من الأصل في 10 أغسطس 2011. اطلع عليه بتاريخ 06 أغسطس 2013. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. Entessar, Nader (2010). Kurdish Politics in the Middle East. Lanham: Lexington Books. صفحة 17. ISBN 9780739140390. OCLC 430736528. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  9. Abrahamian, Ervand (1982). Iran Between Two Revolutions. Princeton, New Jersey: Princeton University Press. صفحة 115. ISBN 9780691053424. OCLC 7975938. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  10. Izady, Mehrdad (1992). The Kurds: A Concise Handbook. Washington: Crane Russak. صفحة 58. ISBN 9780844817293. OCLC 25409394. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  11. Elling, Rasmus Christian (2013). Minorities in Iran: Nationalism and Ethnicity after Khomeini. New York: Palgrave Macmillan. صفحة 312. ISBN 9780230115842. OCLC 714725127. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  12. Zabih, Sepehr (December 15, 1992). Communism ii.. in Encyclopædia Iranica. New York: Columbia University نسخة محفوظة 17 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  13. Romano, David (2006). The Kurdish Nationalist Movement: Opportunity, Mobilization and Identity. Cambridge, UK; New York: Cambridge University Press. صفحة 227. ISBN 9780521850414. OCLC 61425259. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  14. Chelkowski, Peter J.; Pranger, Robert J. (1988). Ideology and Power in the Middle East: Studies in Honor of George Lenczowski. Durham: Duke University Press. صفحة 399. ISBN 9780822307815. OCLC 16923212. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  15. Abrahamian, Ervand (1982). Iran Between Two Revolutions. Princeton, N.J.: Princeton University Press. صفحات 217–218. ISBN 9780691053424. OCLC 7975938. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  16. Chubin, Shahram; Zabih, Sepehr (1974). The Foreign Relations of Iran: A Developing State in a Zone of Great-Power Conflict. Berkeley: University of California Press. صفحات 39–41, 178. ISBN 9780520026834. OCLC 1219525. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  17. Abrahamian, Ervand (1982). Iran Between Two Revolutions. Princeton, New Jersey: Princeton University Press. صفحة 453. ISBN 9780691053424. OCLC 7975938. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  18. Yodfat, Aryeh (1984). The Soviet Union and Revolutionary Iran. New York: [St. Martin's Press. ISBN 9780312749101. OCLC 9282694. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  19. Katzman, Kenneth (2009). Iraq: Post-Saddam Governance and Security. New York: Nova Science Publishers. صفحة 32. ISBN 9781614701163. OCLC 756496931. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  20. Lovelace, Douglas C. (2009). Terrorism: Documents of International and Local Control. 110. New York: مطبعة جامعة أكسفورد. صفحة 445. ISBN 9780195398151. OCLC 693185463. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    • بوابة كردستان
    • بوابة إيران
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.