المسيحية في التبت
بحسب تقديرات تعود إلى عام 2012 كان حوالي 0.02% من سكان منطقة التبت ذاتية الحكم من المسيحيين،[1] ويعيشون بشكل أساسي في المناطق الشرقيَّة من التبت. ويُقدَّر الباحثين أعداد الكاثوليك من العرقيَّة التبتيَّة بحوالي 700 شخص، يتعبدون في كنيسة كاثوليكيَّة تقع في مجتمع يانجينغ الكاثوليكي التقليدي في شرق المنطقة.[1]
تاريخ
العصور المبكرة
انتشرت العديد من المستوطنات التجارية السريانية النسطوريّة على طريق الحرير التجاري حيث كانت هذه البؤر السكانية أولى مراكز المسيحية في آسيا. ومن غير المستبعد أن أعدادًا من المسيحيين وصلوا إلى الصين في الفترة التي سبقت سلالة تانغ (618-907).[2] ومن المعروف أن نشاط رهبان كنيسة المشرق في الصين والتبت يعود للقرن السادس الميلادي، حيث يعزى إليهم جلب دودة القز إلى الغرب حوالي عام 552. ويعود أول أثر لهم في البلاط الإمبراطوري إلى عهد الإمبراطور تايتسونغ حين استقبل الراهب ألوفين الذي شرع في ترجمة كتب دينية مسيحية إلى الصينية عام 635. قام الإمبراطور لاحقًا بسن قانون يسمح بنشر المسيحية في الصين، فبني دير في العاصمة الصينية شيان عام 638.[3] تميز القرن التاسع بانتشار حركة الترجمة من السريانية إلى الصينية من ضمنها العهد الجديد بأكمله بالإضافة لعدة أسفار من العهد القديم.[4] غير أن الأحداث السياسية المتوترة في الصين أدت لتراجع المسيحية،[4] وفي نفس الفترة ازدهرت في التيبت بشكل كبير فانتشرت الكنائس على الطريق الواصلة بين لهاسا وكاشغر. كما أصبحت مملكة تانغوت شرق التيبت مركزًا لبطريرك الصين.[5] في عام 1716 وصل تجار مسيحيين شرقيين من الأرمن والروس إلى لاسا.[6]
البعثات الكاثوليكية
وصلت أولى البعثات الرومانية الكاثوليكية إلى التبت من خلال الرهبان اليسوعيين والفرنسيسكان الذين قدموا من أوروبا في القرن السابع عشر والقرن الثامن عشر. من أهم المبشرين البرتغاليين كان الأب اليسوعي أنطونيو دي أندرادي ومانويل ماركيز الذين وصلوا إلى غرب التبت في عام 1624 وقد تم الترحيب بهم من قبل العائلة المالكة حيث سُمح لهم ببناء كنيسة في وقت لاحق. في عام 1627، كان هناك حوالي مائة من السكان المحليين قد أعتنقوا للمسيحية. وفي وقت لاحق، أُدخلت المسيحية إلى مدن شتى في أرجاء مملكة تسانغ، وقد رحب حاكم مملكة تسانغ بالمبشرين وسَمح للراهب أندرادي بإنشاء دير يسوعي في شيغاتسي في عام 1626.[7] في عام 1661 وصل مبشر يسوعي آخر، وهو الراهب يوهان غربر، وقد عبر التبت قبل التوجه إلى النيبال. وقد بنى رفاقة من المبشرين الآخرين كنيسة في لاسا. وتبعه قدوم الأب اليسوعي إيبوليتو بين عام 1716 وعام 1721، الذي اكتسب معرفة عميقة في الثقافة واللغة التبتية والبوذية. في القرن السابع عشر أُستخدمت المسيحيَّة من قبل بعض الملوك التبتيين من أجل إضعاف تأثير طائفة القبعة الصفراء غيلوغ البوذية التبتية حتى 1745، عندما تم طرد جميع المبشرين بعد إصرار لاما على طردهم.[8][9]
البعثات البروتستانتية
في عام 1877 وصل المبشر البروتستانتي جيمس كاميرون من البعثة الداخلية للصين إلى باتانغ في جارتسه التبتية ذات الحكم الذاتي بمقاطعة سيتشوان، وكان هدفه جلب الإنجيل إلى شعب التبت. في بداية القرن العشرين، أعتنق عدد كبير من السكان المحليين المسيحية. خلال تمرد التبت عام 1905، قادت طائفة القبعة الصفراء غيلوغ البوذية التبتية تمردًا تبتيًا، وهاجم اللامايون البوذيون التبتيون المبشرين المسيحيين وقاموا بتعذيب وقتل المبشرين الكاثوليك الفرنسيين وقتل التبتيين الذين اعتنقوا الكاثوليكية.[10][11][12][13] على الرغم أن التبشير أصبح مهمة غير قانونية في الصين منذ عام 1949، ولكن اعتبارًا من عام 2013 كانت هناك عودة نشطة للبعثات التبشيرية المسيحية.[14]
مراجع
- Internazional Religious Freedom Report 2012 by the US government. p. 20: «Most ethnic Tibetans practice Tibetan Buddhism, although a sizeable minority practices Bon, an indigenous religion, and very small minorities practice Islam, Catholicism, or Protestantism. Some scholars estimate that there are as many as 400,000 Bon followers across the Tibetan Plateau. Scholars also estimate that there are up to 5,000 ethnic Tibetan Muslims and 700 ethnic Tibetan Catholics in the TAR.» "نسخة مؤرشفة" (PDF). Archived from the original on 4 مايو 2017. اطلع عليه بتاريخ 23 أكتوبر 2017. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link) - Winkler & Baum 2010، صفحات 46
- Winkler & Baum 2010، صفحات 47
- Winkler & Baum 2010، صفحات 49
- Winkler & Baum 2010، صفحات 50
- Françoise Pommaret, Françoise Pommaret-Imaeda (2003). Lhasa in the Seventeenth Century: The Capital of the Dalai Lamas. BRILL. p.159. ISBN 90-04-12866-2 نسخة محفوظة 28 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
- Extensively using Italian and Portuguese archival materials, Wu's work gives a detailed account of Cacella's activities in Tsang. See Zaoqi Chuanjiaoshi jin Zang Huodongshi, esp. chapter 5.
- "Yunnan Province of China Government Web". مؤرشف من الأصل في 17 يوليو 2012. اطلع عليه بتاريخ 15 فبراير 2008. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة) - Kapstein 2006, pp. 31, 206
- Hattaway, Paul (2004). Peoples of the Buddhist World: A Christian Prayer Diary. William Carey Library. صفحة 129. ISBN 0878083618. مؤرشف من الأصل في 6 ديسمبر 2016. اطلع عليه بتاريخ 24 أبريل 2014. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة)CS1 maint: ref=harv (link) - Great Britain. Foreign Office, India. Foreign and Political Dept, India. Governor-General (1904). East India (Tibet): Papers relating to Tibet [and Further papers ...], Issues 2-4. Printed for H. M. Stationery Off., by Darling. صفحة 17. مؤرشف من الأصل في 2 مايو 2019. اطلع عليه بتاريخ 28 يونيو 2011. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link) - "Tibetan". SIM (Serving In Mission) - An International Christian Missions ... مؤرشف من الأصل في 06 أغسطس 2016. اطلع عليه بتاريخ أكتوبر 2020. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
(مساعدة) - Hattaway, Paul (2000). Operation China. Piquant. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة) - Kaiman, Jonathan (21 February 2013). "Going undercover, the evangelists taking Jesus to Tibet". The Guardian. مؤرشف من الأصل في 17 يوليو 2013. اطلع عليه بتاريخ 21 فبراير 2013. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة)