المساهمة في التغير المناخي الأخير

المساهمة في التغير المناخي الأخير هي الجهد المبذول للتحقق علميًا من الآليات المسؤولة عن الاحتباس الحراري الأخير والتغيرات المناخية المتعلقة بالأرض. كان هذا الجهد مُركزًا على التغييرات التي لوحظت خلال فترة تسجيل درجات الحرارة، وخاصة في السنوات الخمسين الماضية.[1] هذه هي الفترة التي نما فيها النشاط البشري بشكل أسرع وأُتيحت عمليات مراقبة الغلاف الجوي من فوق سطح الأرض.[2] وفقًا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، «من المحتمل جدًا» أن يكون التأثير البشري هو السبب الرئيسي للاحتباس الحراري بين عامي 1951 و2010.[3] ويعود أفضل تقدير، إلى أن الإنسان هو من تسبب في بداية الاحتباس الحراري الملحوظ وبشكل تام، منذ عام 1951.[4]

قاعدة بيانات البحث العالمي للغلاف الجوي، الإصدار 4.2، مشروع 2010.

بعض الأنشطة البشرية الرئيسية التي تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري:[5]

  • زيادة تركيزات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، من أجل الحصول على نظام تدفئة.
  • التغيرات العالمية على سطح الأرض، مثل إزالة الغابات، من أجل الحصول على نظام تدفئة.
  • زيادة تركيزات الهباء الجوي في الغلاف الجوي بشكل أساسي،  للحصول على نظام تبريد.

بالإضافة إلى الأنشطة البشرية، يمكن أن تتسبب بعض الآليات الطبيعية أيضًا في تغير المناخ، بما في ذلك التذبذبات المناخية وتغيرات النشاط الشمسي والنشاط البركاني.

تدعم الأدلة المتعددة، إلى إسناد التغير المناخي الأخير إلى الأنشطة البشرية:[6]

  • الفهم المادي لنظام المناخ: زيادة تركيزات غازات الدفيئة وملاحظة خصائص الاحترار.
  • تشير التقديرات التاريخية للتغيرات المناخية السابقة، إلى اختلاف وعدم طبيعية تغيرات درجة حرارة الأرض الأخيرة.
  • لا تستطيع النماذج الرقمية  لمحاكاة المناخ، تكرار نسبة الاحترار المرصودة ما لم تشمل انبعاثات غازات الدفيئة البشرية.
  • لا يمكن للقوى الطبيعية وحدها (مثل النشاط الشمسي والبركاني)، تفسير ظاهرة الاحتباس الحراري المُتزايدة بطريقة ملحوظة.

تعد مشاركة الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي الأخيرة في الأنشطة البشرية،[7][8][9] وجهة نظر يشاركها المجتمع العلمي، كما تدعمها 196 منظمة علمية أخرى في جميع أنحاء العالم.

خلفية

يمكن تقسيم العوامل المؤثرة على مناخ الأرض إلى قسمين، التأثيرات المتوقعة (تأثيرات بيئية واقتصادية) ورد الفعل على الاحترار العالمي. إن التأثيرات هي المظاهر المفروضة  خارجيًا على النظام المناخي. تشمل التأثيرات الخارجية الظواهر الطبيعية مثل الانفجارات البركانية والاختلافات في منتوج الشمس الحراري.[10] يمكن للأنشطة البشرية أيضًا التغيير والتأثير على التأثيرات الخارجية، على سبيل المثال، من خلال تغيير تكوين الغلاف الجوي. التأثير الإشعاعي هو مقياس لكيفية تغيير العوامل المختلفة في توازن الطاقة في الغلاف الجوي للأرض. يميل التأثير الإشعاعي الإيجابي، إلى زيادة طاقة نظام الأرض والغلاف الجوي، مما يؤدي إلى ارتفاع الحرارة. بين بداية الثورة الصناعية في 1750، وعام 2005، أدت الزيادة في تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إلى تأثير إشعاعي إيجابي، بلغ متوسطة على مساحة سطح الأرض، حوالي 1.66 واط لكل متر مربع متر.[11] يمكن أن تؤدي ردود الفعل المناخية إلى تضخيم أو تخفيف استجابة المناخ لقوة خارجية معينة. هناك العديد من آليات ردود الفعل فيما يتعلق بالنظام المناخي، والتي يمكنها إما تضخيم (ارتجاع إيجابي) أو تقليل (ارتجاع سلبي) آثار التغير في التأثير المناخي. سيختلف نظام المناخ بالوقت، استجابة لتغيرات التأثيرات والعوامل الخارجية. سيُظهر النظام المناخي تقلبًا داخليًا في وجود أو غياب هذه التأثيرات المحتومة. يعود التباين الداخلي إلى نتيجة التفاعلات المعقدة بين مكونات النظام المناخي، مثل الاقتران بين الغلاف الجوي والمحيطات (انظر أيضًا للقسم الأحدث حول تقلب المناخ الداخلي والاحتباس الحراري). يعد التذبذب النينيو الجنوبي، مثالاً على التباين الداخلي.[12]

الكشف مقابل الإسناد

إن الكشف عن إشارات المناخ وإسنادها، وكذلك معناها المنطقي، هو تعريف أكثر دقة ضمن أدبيات تغير المناخ، كما عبر عنها الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ. لا يعني الكشف دائمًا عن إشارة المناخ إسنادًا كبيرًا. يقول تقرير التقييم الرابع الصادر عن الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ «من المحتمل للغاية أن الأنشطة البشرية قد مارست تأثيرًا كبيرًا على الاحترار الصافي على المناخ منذ عام 1750»،[13] ويشير «احتمال كبير للغاية» إلى احتمال أكبر من 95٪. يتطلب الكشف عن إشارة ما، إثبات أن التغيير الملحوظ يختلف اختلافًا كبيرًا من الناحية الإحصائية عن التغيير الذي يمكن تفسيره بواسطة التباين الداخلي الطبيعي.[14]

يتطلب الإسناد إثباتًا بأن الإشارة:

  • من غير المحتمل أن تكون الإشارة بسبب التباين الداخلي.
  • تتفق الإشارة مع الاستجابات المُخمنة للمزيج بين التأثير البشري الصناعي والتأثير الطبيعي.
  • لا تتفق الإشارة مع التفسيرات البديلة المقبولة فعليًا لتغير المناخ الحديث والتي تستبعد العناصر المهمة من مجموعة معينة من التأثيرات.

الصفات الرئيسية

غازات الاحتباس الحراري

يعد ثاني أكسيد الكربون، الغاز الرئيسي للدفيئة، الذي يساهم في تغير المناخ الحديث. يُمتص ثاني أكسيد الكربون ويُنبعث بشكل طبيعي كونه جزءًا من دورة الكربون، من خلال التنفس الحيواني والنباتي، والانفجارات البركانية، وتبادل المحيطات والغلاف الجوي. تُطلق الأنشطة البشرية، مثل حرق الوقود الأحفوري والتغيرات في استخدام الأراضي، كميات كبيرة من الكربون في الجو، مما يؤدي إلى ارتفاع تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. تشكل القياسات عالية الدقة لتركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، والتي بدأها تشارلز ديفيد كيلينغ في عام 1958، سلسلة زمنية رئيسية لتوثيق التكوين المتغير للغلاف الجوي. لهذه البيانات حالة مميزة في علم تغير المناخ، لتكون دليلاً على تأثير الأنشطة البشرية على التركيب الكيميائي للغلاف الجوي العالمي. وصل تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي في مايو 2019،  إلى 415 جزء في المليون.[15] كانت آخر مرة يصل تركيز هذا الغاز إلى هذا المتسوى، قبل 2.6 - 5.3 مليون سنة. بدون تدخل بشري، من المفروض أن يكون التركيز 280 جزءًا في المليون. إلى جانب ثاني أكسيد الكربون، يعد الميثان وبدرجة أقل أكسيد النيتروز، من العوامل الرئيسية التي تساهم في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري. تسجل اتفاقية كيوتو هذه المواد جنبًا إلى جنب مع مركبات الكربون الهيدروفلورية ومركبات الكربون المشبعة بالفلور ومركب سداسي فلوريد الكبريت، وهي غازات اصطناعية تمامًا، كونها مساهمة في التأثير الإشعاعي.[16][17]

بخار الماء

يعد بخار الماء من أكثر غازات الدفيئة غزارة، وهو أكبر مساهم في تأثير الدفيئة الطبيعية، على الرغم من قصر صلاحيته  في الغلاف الجوي (حوالي 10 أيام). يمكن لبعض الأنشطة البشرية التأثير على مستويات بخار الماء المحلي. ومع ذلك،  يُتحكم في تركيز بخار الماء بواسطة درجة الحرارة على النطاق العالمي، مما يؤثر على المعدلات الإجمالية للتبخر والهطول. لذلك، لا يتأثر التركيز العالمي لبخار الماء بشكل كبير بالانبعاثات البشرية المباشرة.[16]

استخدام الأراضي

يعزى تغير المناخ إلى استخدام الأراضي لسببين رئيسيين. أُنتج بين عامي 1750 و2007، نحو ثلثي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بسبب الأنشطة البشرية عن طريق حرق الوقود الأحفوري، وحوالي ثلث الانبعاثات الباقي بسبب التغيرات في استخدام الأراضي، وخاصة إزالة الغابات. تتسبب إزالة الغابات في  الحد من كمية ثاني أكسيد الكربون التي تمتصها المناطق التي أزيلت منها الغابات وتطلق غازات الدفيئة مباشرة، إلى جانب الهباء الجوي، من خلال حرق الكتلة الحيوية مصاحبة لذلك في كثير من الأحيان.[18]

المراجع

  1. "NASA - What's in a Name? Global Warming vs. Climate Change". www.nasa.gov (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 14 نوفمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 29 أكتوبر 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. The IPCC defines "extremely likely" as indicating a probability of 95 to 100%, based on an expert assessment of all the available evidence. IPCC AR5 WG1 2013, Section: Summary for Policymakers (finalized version), page 4, footnote 2. نسخة محفوظة 25 أكتوبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  3. IPCC AR5 WG1 2013, Section: Summary for Policymakers (finalized version), Chapter: D.3 Detection and Attribution of Climate Change, page 17. نسخة محفوظة 25 أكتوبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  4. "The likely range of the human contribution to the global mean temperature increase over the period 1951–2010 is 1.1° to 1.4 °F (0.6° to 0.8 °C), and the central estimate of the observed warming of 1.2 °F (0.65 °C) lies within this range (high confidence). This translates to a likely human contribution of 93%–123% of the observed 1951–2010 change." Chapter 3: Detection and Attribution of Climate Change, Climate Science Special Report , U.S. Global Change Research Program. نسخة محفوظة 23 سبتمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  5. IPCC AR4 WG1 2007, chapter "9.7 Combining Evidence of Anthropogenic Climate Change" نسخة محفوظة 11 نوفمبر 2018 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  6. "EPA's Endangerment Finding Climate Change Facts". National Service Center for Environmental Publications (NSCEP). 2009. Report ID: 430F09086. مؤرشف من الأصل في 23 ديسمبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 22 ديسمبر 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. Committee on the Science of Climate Change, US National Research Council (2001). "Summary". Climate Change Science: An Analysis of Some Key Questions. Washington, D.C., USA: دار نشر الأكاديميات الوطنية. صفحات 1–3. ISBN 0-309-07574-2. مؤرشف من الأصل في 05 يونيو 2011. اطلع عليه بتاريخ 20 مايو 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: يستخدم وسيط المؤلفون (link) "The IPCC's conclusion that most of the observed warming of the last 50 years is likely to have been due to the increase in greenhouse gas concentrations accurately reflects the current thinking of the scientific community on this issue" (page 3).
  8. Cook & others 2013
  9. US National Research Council (2008). Understanding and responding to climate change: Highlights of National Academies Reports, 2008 edition (PDF). 500 Fifth St. N.W., Washington, D.C. 20001: National Academy of Sciences. مؤرشف من الأصل في 13 ديسمبر 2011. اطلع عليه بتاريخ 20 مايو 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)CS1 maint: location (link)
  10. Le Treut et al., Chapter 1: Historical Overview of Climate Change Science, FAQ 1.1, What Factors Determine Earth's Climate?, in IPCC AR4 WG1 2007. "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 1 ديسمبر 2018. اطلع عليه بتاريخ 7 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link)
  11. IPCC, Summary for Policymakers, Human and Natural Drivers of Climate Change, Figure SPM.2, in IPCC AR4 WG1 2007. "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 2 نوفمبر 2018. اطلع عليه بتاريخ 7 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link)
  12. Committee on the Science of Climate Change, US National Research Council (2001). "2. Natural Climatic Variations". Climate Change Science: An Analysis of Some Key Questions. Washington, D.C., USA: دار نشر الأكاديميات الوطنية. صفحة 8. ISBN 0-309-07574-2. اطلع عليه بتاريخ 20 مايو 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: يستخدم وسيط المؤلفون (link)
  13. Mitchell et al., Chapter 12: Detection of Climate Change and Attribution of Causes, Section 12.1.1: The Meaning of Detection and Attribution, in IPCC TAR WG1 2001. "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 19 يناير 2017. اطلع عليه بتاريخ 7 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link)
  14. IPCC AR4 WG1 2007, chapter "TS.6 Robust Findings and Key Uncertainties" نسخة محفوظة 2 نوفمبر 2018 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  15. Le Treut, H.; et al., "1.3.1 The Human Fingerprint on Greenhouse Gases", Historical Overview of Climate Change Science الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); الوسيط |separator= تم تجاهله (مساعدة)CS1 maint: ref=harv (link), in IPCC AR4 WG1 2007.
  16. Quote from public-domain source: US Environmental Protection Agency (EPA) (28 June 2012). "Causes of Climate Change: The Greenhouse Effect causes the atmosphere to retain heat". EPA. مؤرشف من الأصل في 08 مارس 2017. اطلع عليه بتاريخ 01 يوليو 2013. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  17. See also: 2.1 Greenhouse Gas Emissions and Concentrations, 2. Validity of Observed and Measured Data, مؤرشف من الأصل في 27 أغسطس 2016, اطلع عليه بتاريخ 01 يوليو 2013 الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); الوسيط |separator= تم تجاهله (مساعدة)CS1 maint: ref=harv (link), in EPA 2009
  18. Solomon, S.; et al., Technical Summary, مؤرشف من الأصل في 28 نوفمبر 2018 الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); الوسيط |separator= تم تجاهله (مساعدة)CS1 maint: ref=harv (link), in IPCC AR4 WG1 2007. [استشهاد منقوص البيانات]
      • بوابة علوم
      • بوابة طبيعة
      • بوابة طاقة
      This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.