اللغة الفرنسية في لبنان

اللغة الفرنسية في لبنان هي اللغة الثانية بعد العربية على مستوى لبنان.[1] ويقرر القانون اللبناني الحالات التي تُستعمل بها الفرنسية في الحكومة،[2] وعادة ما تستخدم اللغة الفرنسية كذلك بكونها لغة ذات مكانة في التجارة والأعمال والتعليم والسياسة.

لوحة باللغة العربية واللغة الفرنسية عند مدخل بلدة رشميا في لبنان.

التاريخ

يعود تاريخ استعمال اللغة الفرنسية في لبنان إلى زمن الحملات الصليبية، خصوصاً كونتية طرابلس الصليبية.[3] وكذلك روابط فرنسا مع الإقليم بما يتضمن ما يعرف باسم الانتداب الفرنسي على لبنان بعد الحرب العالمية الأولى. وفي إحصائية من عام 2004 م فإن ما يُقارب العشرين بالمائة من سكان لبنان يستخدمون الفرنسية في حيواتهم اليومية.[4]

الدور والمكانة

سابقا وخلال الانتداب الفرنسي على لبنان، فإن الجمهورية اللبنانية المستقلة قد نصت في قوانينها الأساسية على مكانة اللغة العربية وكونها اللغة الرسمية الأولى، بيننما نص قانون خاص على التعليمات الناظمة والحالات المتعلقة باللغة الفرنسية ومتى يمكن أن تُستخدم في الأمور العامة. فقد نصت المادة الحادية عشر من الدستور اللبناني على الآتي:[2]

اللغة العربية هي اللغة الوطنية الرسمية. أما اللغة الفرنسية فتحدد الأحوال التي تستعمل بها بموجب قانون.

وتستخدم اللغة الفرنسية في لبنان على الأوراق النقدية الخاصة بالليرة اللبنانية والشواخص واللوحات المرورية ولوحات تسجيل المركبات، كذلك على المباني العامة مع اللغة العربية.

إضافة لذلك، فإن غالبية اللبنانيين يتحدثون اللغة العربية بلهجتها اللبنانية بكونها لغتهم الأم، والتي تعد بدورها جزءا من تصنيف أكبر يعرف بالعربية الشامية، بينما تستعمل اللعربية الفصيحة في المجلات والصحف والإعلام والمعاملات والمتعلقات الرسمية والحكومية. وتعد ظاهرة التناوب اللغوي بين اللغتين العربية والفرنسية من الأمور الشائعة في لبنان.[5][6][7]

ومما يُذكر في هذا الصدد، أن أربعين بالمائة من اللبنانيين يُعدون من الناطقين بالفرنسية، وخمسة عشرة بالمائة منهم يعدون ناطقين بالفرنسية بشكل جزئي، كذلك فإن سبعين بالمائة من المدارس الثانوية في لبنان تستعمل الفرنسية بكونها لغة التدريس الثانية.[8][9] وبالمقارنة مع الإنجليزية، فإن الأخيرة تستخدم في ثلاثين بالمائة من مدارس لبنان الثانوية.[9] وتحظى كل من الفرنسية والإنجليزية بمكانة كبيرة بين الشباب اللبناني المتعلم والمثقف إلى جانب العربية التي يخشى الكثيرون أن تفقد مكتنتها لصالح الفرنسية بسبب عدم الاهتمام الكافي بها.[5][10]

المواقف تجاه الفرنسية

لوحة تسجيل مركبة لبنانية مع اسم لبنان بالفرنسية "Liban".
كتابة باللغة الرنسية "Banque du Liban" على مقر مصرف لبنان.

تعد كل من اللغتين الفرنسية والإنجليزية لغات ثانية بعد العربية في لبنان؛ إذ أن خمسة وأربعين بالمائة من اللبنانين هم ناطقون بالفرنسية بكونها لغتهم الثانية، وثلاثون بالمائة ناطقون بالإنجليزية بنفس الوضعية. [11] إن استخدام اللغة الإنجليزية في الأعمال والإعلام ينمو بشكل كبير في لبنان. من حوالي تسعمائة ألف طالب، فإن حوالي خمسمائة ألف مسجلون في مدارس ناطقة بالفرنسية سواءا كانت خاصة أو حكومية؛ إذ تدرس بها العلوم والرياضيات بالفرنسية.[12] إن استخدام اللغة الفرنسية في لبنان يعتمد على معايير منها المنطقة والوضع الاجتماعي. وفي الواقع، فإن ثلث الطلاب الذين يتلقون تعليما مدرسيا في مدارس ناطقة بالفرنسية يكملون دراساتهم العليا في مؤسسات تعليمية ناطقة بالإنجليزية. وتعد اللغة الإنجليزية لغة المال والأعمال والتواصل إلى جانب الفرنسية التي أضحت أداة تميز اجتماعي والتي تُختار لمكانتها الاجتماعية العالية.[13]

الفرنسية اللبنانية

اللهجة الفرنسية اللبنانية ((بالفرنسية: français libanais)‏) هي لهجة من لهجات اللغة الفرنسية يُتحدث بها في لبنان. وتستعمل في لبنان بكون اللغة الفرنسية هي اللغة الثانية بعد العربية التي تُدرس في المؤسسات التعليمية خصوصا المدارس.

انظر أيضا

المراجع

  1. Aleya Rouchdy (2002). Language Contact and Language Conflict in Arabic: Variations on a Sociolinguistic Theme. Psychology Press. صفحة 71. ISBN 978-0-7007-1379-0. مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. Prof. Dr. Axel Tschentscher, LL.M. "Article 11 of the Lebanese Constitution". Servat.unibe.ch. مؤرشف من الأصل في 27 أبريل 2019. اطلع عليه بتاريخ 17 يناير 2013. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. Battye, Adrian; Hintze, Marie-Anne; Rowlett, Head of School of Languages Paul; Rowlett, Paul (1 September 2003). "The French Language Today: A Linguistic Introduction". Routledge. مؤرشف من الأصل في 10 أغسطس 2018 عبر Google Books. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. "Lebanon". Encyclopædia Britannica. 2011. مؤرشف من الأصل في 3 مايو 2015. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. Hesham Shawish (24 June 2010). "Campaign to save the Arabic language in Lebanon". بي بي سي نيوز أون لاين. مؤرشف من الأصل في 22 أبريل 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. Dalia Mortada (October 5, 2015). "Is Beirut the codeswitching capital of the world?". Public Radio International. مؤرشف من الأصل في 22 أبريل 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. Suzanne Talhouk (October 27, 2015). "Don't kill your language". TED. مؤرشف من الأصل في 22 أبريل 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. Nadeau, Jean-Benoit; Barlow, Julie (28 May 2010). "The Story of French". Knopf Canada. مؤرشف من الأصل في 4 يوليو 2018 عبر Google Books. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  9. Jean-Benoît Nadeau, Julie Barlow (2008). The Story of French. Macmillan. صفحة 311. ISBN 978-0-312-34184-8. مؤرشف من الأصل في 12 أكتوبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 14 ديسمبر 2010. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  10. "Arabic – a dying language?". France 24. مؤرشف من الأصل في 18 مارس 2015. اطلع عليه بتاريخ 25 يونيو 2010. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  11. OIF 2014، صفحة 217.
  12. OIF 2014، صفحة 218.
  13. OIF 2014، صفحة 358.

    قراءة إضافية

    • Aithnard, Aminata (2014). La langue française dans le monde 2014 (PDF) (باللغة الفرنسية). Nathan. ISBN 978-2-09-882654-0. مؤرشف من الأصل (PDF) في 11 يونيو 2019. اطلع عليه بتاريخ 05 أبريل 2015. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    • بوابة اللغة
    • بوابة اللغة الفرنسية والفرنكوفونية
    • بوابة فرنسا
    • بوابة لبنان
    • بوابة لسانيات
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.