الحزب الشيوعي الكندي

الحزب الشيوعي الكندي (بالانجليزية: Communist Party of Canada، وبالفرنسية: Parti communiste du Canada)، هو حزب سياسي شيوعي في كندا تأسس عام 1921 في ظل ظروف غير قانونية. وعلى الرغم من أن الحزب أصبح الآن حزب سياسي بلا أي تمثيل برلماني، إلا أن مرشحي الحزب قد انتخبوا لعضوية البرلمان الكندي وبرلمان مقاطعة أونتاريو وبرلمان مقاطعة مانيتوبا بالإضافة إلى العديد من الحكومات البلدية في مختلف أنحاء البلاد. ساهم الحزب أيضًا بشكل كبير في تنظيم اتحاد نقابة العمال وتاريخ العمال في كندا وفي أنشطة خاصة بحركة السلام والعديد من الحركات الاجتماعية الأخرى.[1]

الحزب الشيوعي الكندي
البلد كندا  
تاريخ التأسيس 1921 
قائد الحزب ميغيل فيغيروا  
المقر الرئيسي تورونتو  
الأيديولوجيا شيوعية ،  وماركسية لينينية  
الانحياز السياسي أقصى اليسار  
الألوان      أحمر
     أصفر  
الموقع الرسمي الموقع الرسمي 

يُعد الحزب الشيوعي الكندي ثاني أقدم حزب نشط بعد الحزب الليبرالي الكندي. في عام 1993، أُلغي تسجيل الحزب وضُبطت صلاحياته، ما اضطر الحزب إلى بدء معركة سياسية وقانونية لاقت النجاح ودامت ثلاثة عشر عامًا وذلك من أجل الحفاظ على تسجيل الأحزاب السياسية الصغيرة في كندا. انتهت الحملة، بالقرار النهائي الذي اتخذته المحكمة العليا في كندا، بتغيير التعريف القانوني للحزبية السياسية في كندا.[2] على الرغم من استمرار وجوده كحزب سياسي مُسجَّل، يضع الحزب تركيزه الأكبر على النشاط خارج البرلمان الذي يسمى «حركات العمل والشعب»، الأمر الذي تم توضيحه في برنامج الحزب «مستقبل كندا هو الاشتراكية».

التاريخ

المنشأ

بدأ الحزب الشيوعي الكندي كمنظمة غير قانونية في مبنى ريفي بالقرب من مدينة جيلف بمقاطعة أونتاريو في 28 و29 مايو عام 1921. عمل العديد من الأعضاء المؤسسين كمنظمين للعمل وكناشطين مناهضين للحرب، وكان هؤلاء الأعضاء ينتمون إلى جماعات مثل الحزب الاشتراكي الكندي والاتحاد الكبير الواحد وحزب العمل الاشتراكي والعمال الصناعيين في العالم أو غير ذلك من الأحزاب أو الأندية والمنظمات الاشتراكية والماركسية والعُمالية. استمدَّ الأعضاء الأوائل الإلهام من الثورة الروسية وسرعان ما أصبحوا متطرفين بفعل الآثار السلبية للحرب العالمية الأولى والكفاح من أجل تحسين مستويات المعيشة وحقوق العمال بما في ذلك تجربة الإضراب العام في وينيبيج. وقد قبلت الشيوعية الدولية انضمام الحزب بصفته الفرع الكندي لها في ديسمبر عام 1921، ومن ثم اعتمدت هيكلًا تنظيميًا وسياسيًا مشابهًا للأحزاب الشيوعية في جميع أنحاء العالم.

تناوب الحزب بين الشرعية وعدم الشرعية أثناء عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين. وبسبب قانون تدابير الحرب الذي كان ساريًا وقت إنشائه، عمل الحزب «كحزب العمال الكندي» في فبراير عام 1922 على اعتباره قضية العمال وجهًا عامًا له، وفي مارس بدأ الحزب بنشر صحيفة «ذا ووركر». عندما سمح البرلمان بإلغاء قانون تدابير الحرب عام 1924، تم حلّ المنظمة السرية وغُير اسم الحزب إلى الحزب الشيوعي الكندي.

من بين أولى المهمات التي قام بها الحزب هي تأسيس منظمة شبابية، وهي رابطة الشباب الشيوعية في كندا، والتضامن مع الاتحاد السوفييتي. بحلول عام 1923، كان الحزب قد جمع أكثر من 64 ألف دولار لصالح الصليب الأحمر الروسي، وهذا يُعتبر مبلغًا ضخمًا للغاية في ذلك الوقت. أطلق الحزب أيضًا الرابطة التعليمية النقابية (تي يو إي إل)، والتي سُرعان ما أصبحت جزءًا هامًا من حركة العمل مع مجموعات نشطة في 16 من ستين مجلس للعمال وأيضًا في معسكرات التعدين وقطع الأشجار. بحلول عام 1925، بلغ عدد أعضاء الحزب نحو 4500 شخص، ويتألف معظمهم من عمال المناجم والخشب ومن عمال السكك الحديدية والمزارع ومصانع الألبسة.[3] معظم هؤلاء الأشخاص قد جاءوا من مجتمعات مهاجرة مثل الفنلنديين والأوكرانيين.

بصفته منظم لرابطة (تي يو إي إل)، فقد لعب الحزب دورًا هامًا في العديد من حركات الإضارب والحركات التنظيمية التنسيقية، وأيضًا في دعم النقابات الصناعية المسلحة. من عام 1922 حتى عام 1929، ارتبطت الأحزاب الإقليمية أيضًا بحزب العمل الكندي، وهو تعبير آخر عن استراتيجية «الجبهة المتحدة» التي يتبعها الحزب الشيوعي الكندي. عمل اتحاد حزب العمال كحزب عمل موحد. أراد الحزب الشيوعي الكندي ليقود منظمة الحزب الشيوعي في عدة مناطق من البلاد، بما في ذلك كيبيك، لكنه لم يتقدم بمرشحين خلال الانتخابات. في عام 1925 أصبح ويليام كوليسنيك أول شيوعي منتخب للمنصب العام في أميركا الشمالية، تحت راية الحزب الشيوعي في وينيبيج. بيد أن الحزب ذاته لم يصبح قط منظمة وطنية فعّالة. فقد انسحب الشيوعيون من الحزب في الفترة ما بين 1928-1929 في أعقاب تحول في سياسة الكومترن، الأمر الذي أدَّى نهايةً إلى حلّ المنظمة.

النقاشات والجدالات وحالات الطرد

في الفترة من عام 1927 حتى عام 1929، خاض الحزب سلسلة من المناقشات السياسية والصراعات الإيديولوجية الداخلية التي طُرِدَ فيها أنصار أفكار ليون تروتسكي، فضلًا عن أنصار ما أسماه الحزب «الاستثنائية في أمريكا الشمالية». وكان من بين المطرودين موريس سبيكتور، محرر صحيفة ذا ووركر ورئيس الحزب، وجاك ماكدونالد (ممن أيَّد طرد سبيكتور) الذي انشق عن الحزب كأمين عام للحزب.[4] نجت سكرتيرة مكتب المرأة والمحرر العام لصحيفة وورمن ووركر (1926-1929) فلورنس كوستانس من الطرد من الحزب بسبب وفاتها في الوقت غير المناسب عام 1929.[5] اشتهرت كوستانس بتأييدها للحركة النسائية والدعوة للسيطرة على النسل على سبيل المثال، كانت شخصية مشهورة بالفعل في الصحافة السائدة[6] لكن معاصريها الراديكاليون شككوا في تعاطفها السياسي وأعطوها فرصًا قليلة للتألق.[7]

انضم ماكدونالد، الذي كان متعاطفًا أيضًا مع الأفكار التروتسكية، إلى سبيكتور في تأسيس رابطة العمل الاشتراكي (تروتسكي) في كندا، والتي شكلت جزءًا من المعارضة التي أطلق عليها تروتسكي المعارضة اليسارية الرابعة. طرد الحزب أنصار نيكولاي بوخارين والمعارضة اليمينية لجاي لوفيستون، مثل ويليام موريارتي. اختلف الشيوعيون حول الإستراتيجية والتكتيكات والهوية الاشتراكية للاتحاد السوفياتي وفيما يتعلق بوضع كندا كقوة استعمارية.[8] بينما أعرب بعض الشيوعيين من أمثال جي. بي. سالسبيرغ عن تعاطفهم مع هذه المواقف، وبعد مناقشات عديدة هيمنت على مؤتمرات الحزب منذ عامين في أوائل الثلاثينات، قررت الغالبية العظمى من الأعضاء مواصلة العمل مع الحزب.

فاز تيم باك في الانتخابات في منصب أمين عام للحزب عام 1929. واستمر بشغل هذا المنصب حتى عام 1962.

انظر أيضًا

  • تصنيف:شيوعيون كنديون

مراجع

  1. Alvin Finkel. "Workers Unity League". الموسوعة الكندية. مؤرشف من الأصل في 30 أبريل 2020. اطلع عليه بتاريخ September 8, 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. "THIS → How the Communist Party changed Canadian elections forever". this.org. مؤرشف من الأصل في 26 أكتوبر 2015. اطلع عليه بتاريخ October 3, 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. Communist Party of Canada (1982). Canada's Party of Socialism. Toronto: Progress Books. صفحات 29, 33, 34. ISBN 0-919396-45-3. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. Busky, Donald F. Communism in history and theory. Westport, Conn: Praeger, 2002. ص. 150
  5. Endicott, Stephen (2012). Raising the Workers' Flag: The Workers' Unity League of Canada, 1930-1936. Toronto: University of Toronto Press. صفحة 159. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. "Bench Cannot Advise on Birth Control". Toronto Daily Star. December 6, 1928. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. Beswick, Lorne. "Reds in Beds: The Communist Party of Canada and the Politics of Reproduction, 1920-1970," (PhD diss., Queen's University, 2017), 36-7.
  8. "Thirty Years - Ch 5". January 2, 2004. مؤرشف من الأصل في January 2, 2004. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)

    وصلات خارجية

    • بوابة السياسة
    • بوابة شيوعية
    • بوابة كندا
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.