التيار المدخلي

المداخلة أو المدخليون نسبة إلى ربيع المدخلي، أو حزب التجريح اشتقاقًا من كلمة الجرح ومعناها عند علماء الحديث: الطعن بالشخص، أو غلاة الطاعة نسبة إلى ما يعتقده غيرهم أنه إفراطهم في مسألة طاعة السلطان.[1]

هذه المقالة بحاجة لمراجعة خبير مختص في مجالها. يرجى من المختصين في مجالها مراجعتها وتطويرها. (سبتمبر 2019)

والتيار المدخلي تيار دينى [2] يقوم أساسه المنهجي على رفض الطائفية والفرقة والتحزب[3] وهي بالتحديد تصنف ضمن التيارات السلفية، من أدبيات المداخلة الأساسية ومذهبهم عدم جواز معارضة الحاكم مطلقاً، وعدم إبداء النصيحة له في العلن، وترى النصيحة لة في السر أولى وتعتبر ذلك أصلاً من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة، ومخالفة هذا الأصل يعتبر خروجاً على الحاكم المسلم - في مذهبهم - .[3]

يتميز التيار المدخلي عن غيره من التيارات في اعتباره أن الجماعة المسلمة هي الدولة والسلطان كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن هذا الأصل والمنطلق تشن هجومها الحاد على الجماعات الإسلامية والحزبية اللتى ترى جواز الخروج على الحاكم لأنها ضد مفهوم الجماعة - في رأيهم - ومن ثم فهم خوارج ومبتدعة في الدين، تجب معاداتهم ومحاربتهم ويجوز قتلهم. فالهدف الرئيسي عند المداخلة يتمثل في إنهاء الفرقة وتجنب الفتنة في الأمة بالتفافها حول سلطانها.[3]

النشأة

ظهرت المداخلة بعد تحرير الكويت عام 1991 في دول الخليج العربي والجزائر، وأحياناً يطلق عليهم الجامية نسبة للشيخ محمد أمان الجامي لتشابههم مع منهجه في بعض الأمور وخاصة أن ربيع المدخلي كان أحد أنجب طلابه.[2]

الخصائص والصفات

  • التزكيات: لابد عندهم لأي شيخ أو داعية، قبل الاستماع إليه أن يحصل على تزكية من أحد رموزهم، وإلا فإنه مشكوك بانتمائه، وبالتالي يكون مبتدعًا لا يجوز الاستماع له.
  • الامتحان بالأشخاص: وهي أن يُسأل الشخص عن رأيه بقادتهم، ورأيه بمخالفيهم، فإن أجاب بجواب غير موافق لما تقوله الجماعة فهو مبتدع، وإن قال: لا أعرف؛ فهو مبتدع متخفي.
  • الجهاد: الإيذان بالجهاد إذا توفرت شروطه وفق الكتاب والسنة، وبأمر من السلطان حصرًا.
  • إنكار المنكر: لا يجوز إنكار أي منكر عام حصل بموافقة الحكومة، ويجب في هذه الحالة على من أراد ابداء استيائه منه، أو إنكاره؛ أن يقول ذلك للحاكم بينه وبينه بالسّر.
  • ولي الأمر: يؤمن المداخلة بأن كل حاكم ينتسب إلى الإسلام يجب له السمع والطاعة حتى لو وقع بالمكفرات المجمع عليها، عدا الاعتراف بأن الصلاة غير واجبة، أما الكافر إذا كان بالمقدور نزعه دون نزول الدم من المسلمين فيجب نزعه وإلا فيصبر المسلمون حتى يقض الله أمراً كان مفعولا ولي أمر له السمع والطاعة.[2]
  • المنابزة: وهي إطلاق اسم خاص على مخالفيهم، ونسبتهم إلى شخص معيّن، مع أن غالب خصومهم ليسوا في الواقع أتباعًا لأحد، وإنما هي محاولة لإيهام الناس بأن الخصم ليس من أهل السنة، كما قال الإمام أحمد: « وَقَدْ رَأَيْتُ لأَهْلِ الأَهْوَاءِ وَالْبِدَعِ وَالْخِلافِ أَسْمَاءً شُنْعَةً قَبِيحَةً يُسَمُّونَ بِهَا أَهْلَ السُّنَّةِ يُرِيدُونَ بِذَلِكَ عَيْبَهُمْ وَالطَّعْنَ عَلَيْهِمْ، وَالْوَقِيعَةَ فِيهِمْ، وَالإِزْرَاءَ بِهِمْ عِنْدَ السُّفَهَاءِ وَالْجُهَّالِ »

ومن أمثلة ذلك (الحجورية) نسبة إلى يحيى الحجوري، (القطبية) نسبة لسيد قطب، (الحدادية) نسبة إلى محمود حداد. وغيرها الكثير من الألقاب، يطلقونها على أشخاص ليسوا منتمين إلى ذلك الشخص، وإنما قد يمسكون على المنبوز عبارة يترحم فيها على شخص من خالفيهم، أو ينقل له قولًا، أو ينصفه في موقف، وقد يكون في الجملة يتبرأ منه، ولا يعده عالمًا، بل وصل الأمر بأحد الأشخاص وهو هشام البيلي الذي وصفوه بأنه حدّادي، إلى البراءة العلنية من محمود حداد، والغلو في مدح ربيع المدخلي وشرح رسائله، وكل هذا لم يشفع له لأنه ينتقد محمد سعيد رسلان، فلا يزالون يسمونه بالحدادي [1]

دعم من مركز مكافحة الإرهاب بأمريكا

تدارس مركز مكافحة الإرهاب بأمريكا خيار دعم ربيع المدخلي من أجل الحرب ضد السلفية الجهادية، والغاية أنه إذا تحقق النفور من السلفية الجهادية في المدى القصير فإن النفور من السلفية عموماً سوف يزداد.[4]

المناظرات

الإصلاحيون

يقول الإصلاحيون أن الجامية ما هم إلا شتات مفرق جمعه النظام واسدى عليهم ستاره فلا تجمعهم سوى قضية تصنيف الناس وتفسيقهم وتبديعهم بل أدق من ذلك أن الذي يربطهم هو شعورهم بالنبذ والطرد من المجتمع والكراهية المطلقة لكل الناس ولا أدل على ذلك من كثرة تفرقهم وتشتتهم واختلافهم على بعضهم فعلى سبيل المثال لا الحصر انقسم الجامية المداخلة في الكويت فقط إلى ست جماعات تشتم كل جماعة الأخرى وتتكلم كل مجموعة في غيرها وعلى سبيل المثال منطقة خيطان، القرين، الخالدية، الرقة، الفحيحيل، الجهراء بل في خيطان وحدها ثلاث جماعات وفي مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث جماعات مدخلية، وفي الرياض كذلك وفي المنطقة الجنوبية والشرقية والوسطى وغيرها.[2]

ومن صفاتهم سوء الخلق وجفاء الأخوة وغلظ العبارة ووقاحة الإشارة وقسوة القلب وتلون الجلد ولعنة الطبائع واتساع الذمة والجبن والخوف عند الملمة والتملص من المسؤولية والهرب من المواجهة. إن الواقع ليتبرأ من هؤلاء الذين يصدون عن اخوانهم فلا يسلمون لأن الناس عندهم مبتدعة. والمجالس تنبئك عن انشغالهم في تصنيف اخوانهم فلم يسلم منهم أحد حتى انفسهم لم يسلموا من انفسهم. فما تركوا عالما ولا شيخا ولا إماما ولا جماعة ولا فرقة إلا لمزوها، ولم يسلم منهم إلا ولي الأمر.[2]

وضحالتهم الشرعية وقلة علمهم، فليس عندهم من يفاخرون به إلا ميت. انهم هم المنظرون العلماء المفتون وقد شحنت رسائلهم بالاغاليط والاكاذيب والجرأة على العلماء السابقين والتنقص من قدرهم فيوم تكلموا في ابن حجر ومرة في النووي ومرة في البيهقي ومرة في القاضي عياض وهكذا، وقد شحنوا اشرطتهم بالاقوال المبتورة والحكايات المكذوبة الملفقة والنقول المغلوطة وحمل النصوص على غير محملها وانزال مرادات العلماء على ما يشتهون.[2]

ويقول الإصلاحيون أن المداخلة لم يقدموا للأمة شيئا. أن مجموع ما قدمه الجامية المداخلة بشيوخهم الاحياء منهم والاموات وبشبابهم المجتمع منهم والشتات انما هو هدم وتفريق وكلام لا ينتهي في تصنيف الناس والعلماء وردود مريضة عقيمة إن مجمل ما قدموه للأمة هو التجسس عليها، وضرب بعضها ببعض فالجامية المداخلة هم الذين قدموا تقريرا مفصلا عن الصحوة الإسلامية وخطرها على الأمة، قدموه لمؤتمر وزراء الداخلية العرب لمكافحة الإرهاب. وهم الذين بلغوا عن كثير من التسجيلات الإسلامية في كل أنحاء العالم ليتم اغلاقها ومصادرة ما فيها بحجة أنها تنشر الإرهاب. وهم الذين بلغوا عن مئات الطلبة ليتم فصلهم من الدراسة أو الوظيفة وهم في أوج تفوقهم وتقدمهم سواء في الدراسات العليا أو الجامعية. وهم الذين عملوا جواسيس بين الشباب لنقل اخبارهم في حلهم وترحالهم وجلوسهم وقعودهم.[2]

ولا يملك الجامية المداخلة أي قبول لهم بين الناس ولا حتى بين اهلهم بل حتى بين بعضهم فقلوبهم متنافرة، وهم كالجواسيس في الدول الشيوعية كل منهم يخاف من الآخر أن يشي به أو يتكلم عنه. وهناك التناقض الصارخ في حياتهم بين النظرية والتطبيق، ففي الوقت الذي يتكلمون فيه عن ولي الامر يعصونه متى ما احتاجوا أو غابت اعين الرقابة عنهم، وفي الوقت الذي يتكلمون عن اخوانهم من باقي الجماعات ويشنعون عليهم ويجاورهم في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم مئات من المتصوفة والعلوية ولا يجرؤون ان يتكلموا عليهم. ولقد أكثر الجامية المداخلة الكلام عن ولي الأمر وأنا على يقين انهم يفاخرون في هذه القضية لان ظهورهم بعد لم تجلد وتسخن عليهم الحديدة ولم تفتح لهم المعتقلات، ومع هذا فهم يتخذون ولي الأمر ستار التطويع الناس أو إرهابهم.[2]

الجهاديون

يتهم الجهاديين أتباع التيار المدخلي بمباركتهم لتدمير دولة طالبان، وفرحوا بقتل وترويع المسلمين في الشيشان، وحرموا جهاد الدفع للمحتل حتى يظهر الإمام، وسعوا بالوشاية ببقايا الشباب المسلم عند الأنظمة والحكومات للإيقاع بهم.[2]

المدخليون

يعرف المداخلة أنفسهم بأنهم من يدعو إلى السمع والطاعة لولاة الأمور في المعروف، ويدعو لهم بالصلاح والعافية والتوفيق وحسن البطانة سواء في مجالسه الخاصة أو في خطب جمعة أو في محاضرة أو في مقالة. وأنهم من يحذر من الخروج على ولاة الأمور، وينهى عن شق عصا الطاعة وهم من يحذر من الفكر التكفيري ورموزه وهم من ينشر فتاوى العلماء ومؤلفاتهم التي تحذر من الجماعات الحزبية كجماعة الإخوان المسلمين، وجماعة التبليغ وأمثالهم وهم من ينشر فتاوى العلماء التي تحذر من الطرق المخترعة المبتدعة في الدعوة إلى الله كالأناشيد المسماة بالإسلامية، والتمثيل، والقصص وأمثالها. ومن ينشر فتاوى العلماء ومؤلفاتهم في الردود التي تكشف عن أخطاء الجماعات أو أخطاء الدعاة التي تمس العقيدة أو تمس منهج الدعوة إلى الله تعالى.[3]

وأنهم هم من يحذر الشباب من الانخراط في الفتن التي لبست بلباس الجهاد وهي لم تستوف شروط الجهاد الشرعي ومن يحذر من استغلال الأنشطة الخيرية المشروعة لتحزيب الشباب وضمهم إلى التيارات التكفيرية التدميرية ومن لم يرتض أن ينضم تحت لواء أي فرقة من الفرق وإنما اكتفى باسم الإسلام والسنة والانتماء إلى السلف الصالح لا يتعصب لفرقة، ولا يتعصب لرأي، ولا يسير على منهاج دعوي مخترع ومن يحرص على التوحيد دعوة وبيانا، ويحرص على بيان الشرك تنبيها وتحذيرا، ويعتني بنشر العلم الشرعي وبيان البدع حسب استطاعه ومن يوقر العلماء العاملين الذين بذلوا أنفسهم لنشر العلم الشرعي، وبذلوا أنفسهم لرد البدع والتحذير من أهلها، يحبهم في الله ولا يطعن فيهم ولا يسميهم علماء حيض ونفاس ولا علماء سلاطين ولا يلمزهم بشيء من صفات النقص، مع اعتقاده أنهم بشر يخطئون ويصيبون، لكن يكفيهم فضلا ونبلا أنهم في غاية الحرص على موافقة الكتاب والسنة ومنهاج السلف الصالح.[3]

كتب صنّفت فيهم

نقد

  • ابن جبرين: وصف ابن جبرين سمات الجامية بحسب رأيه، وقال "الجامية قوم يغلب عليهم انهم من المتشددين على من خالفهم، والذين يحسدون كل من ظهر وكان له شهرة فيدخلون عليهم ويصدق عليهم الحسد، فلأجل ذلك صاروا يتنقصون كل من برز من العلماء ويعيبونهم ويتتبعون عثراتهم، ويسكتون عن العثرات في ما بينهم".[7]

مصادر

  1. المداخلة نسخة محفوظة 23 مارس 2018 على موقع واي باك مشين.
  2. من هم جماعة المدينة. المتطرفون الجدد؟! بقلم طارق الطواري. نسخة محفوظة 13 نوفمبر 2014 على موقع واي باك مشين.
  3. السلفيون المداخلة في مصر بقلم صلاح الدين حسن. نسخة محفوظة 16 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  4. JARRET M.BRACHMAN, WILLIAM F.MCCANTS (2006). Stealing Al Qa’ida’ Playbook (PDF) (Report). Combating Terrorism Center. صفحات 21–22. مؤرشف من الأصل (PDF) في 21 يونيو 2020. The U.S. could discretely fund mainstream Salafi figures like Madkhali who are effective in siphoning off support from jihadis and who do not advocate violence (e.g. by paying for publications, lectures, new schools). This will be effective in the short term, but it further strengthens the dehumanizing Salafi ideology from which the jihadi movement derives much of its inspiration. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. "إمداد ذوي العرفان بانحرافات محمد سعيد رسلان" (PDF). مؤرشف من الأصل (PDF) في 3 يناير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. "الكشف الجلي عن ظلمات ربيع المدخلي" (PDF). مؤرشف من الأصل (PDF) في 3 يناير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / حمد العتيق ... و«البكيني» نسخة محفوظة 6 سبتمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
    • بوابة السياسة
    • بوابة الإسلام
    • بوابة إسلام سياسي
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.