الحرب في أفغانستان (2001–الآن)

الحرب في أفغانستان (أو الحرب الأمريكية في أفغانستان، أو الحرب الأفغانية، أو الحرب الإنجليزية الأفغانية الرابعة) سُميت حركيًّا بين 2001–2014 عملية الحرية الباقية، ومن 2015 إلى الآن عملية حارس الحرية، عقب غزو الولايات المتحدة لأفغانستان في 7 أكتوبر 2001، حين نجحت هي وحلفاؤها في تنحية طالبان عن السلطة لحرمان القاعدة من اتخاذ مقر عملياتي آمن في أفغانستان. بعد تحقيق الأهداف الأولية، أَطلق تحالف من أكثر من 40 دولة (منها جميع دول حلف الناتو) مهمة أمنية في البلد. منذ ذلك الحين الحرب قائمة بين الولايات المتحدة وقوات الحكومة الأفغانية الحليفة وبين مقاتلي طالبان. وهي أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة.[1][2][3][4][5][6][7]

الحرب في أفغانستان
جزء من الحرب على الإرهاب
قصف الطيران الأمريكي في خضم معركة تورا بورا
معلومات عامة
بداية 7 أكتوبر 2001 
نهاية 28 ديسمبر 2014 
من أسبابها أحداث 11 سبتمبر 2001  
الموقع  أفغانستان
النتيجة غزو أفغانستان.
سقوط كابل.
زوال حكم حركة طالبان.
تدمير مقرات القاعدة.
مقتل أسامة بن لادن.
الحرب في شمال غرب أفغانستان.
اندلاع مقاومة طالبان.
قيام حكومة كرزاي في كابل.
المتحاربون
حركة طالبان
تنظيم القاعدة
شبكة حقاني
الناتو
تحالف الشمال الأفغاني
جيش أفغانستان الوطني
شرطة أفغانستان الوطنية
القادة
الملا محمد عمر
أسامة بن لادن
جلال الدين حقاني
سراج الدين حقاني

بعد هجمات 11 سبتمبر في 2001 على الولايات المتحدة، ألقى الرئيس جورج بوش اللوم على أسامة بن لادن (كان مختبئًا في أفغانستان، وكان حينئذ مطلوبًا بالفعل منذ 1998)، وطالب طالبان التي كانت مسيطِرة على البلد بتسليمه. فرفضت طالبان تسليمه ما لم تُقدَّم أدلة وثيقة على علاقته بالهجمات، وقد رفضت الولايات المتحدة تقديم الأدلة رفضًا كان منها تكنيك تأخير، وفي 7 أكتوبر 2001 شنت عملية الحرية الباقية بالتعاون مع المملكة المتحدة. ولتبرير الحرب زعمت إدارة بوش أن سيادة أفغانستان مجرد «سيادة انتقائية»، وأن التدخل كان ضروريًّا، لأن طالبان هددت سيادة بلاد أخرى. وقد انضم إلى القوتين قوات أخرى، منها التحالف الشمالي (المعارضة الأفغانية التي كانت تحارب طالبان في الحرب الأهلية المستمرة منذ 1996). بحلول ديسمبر 2001 كانت طالبان وحلفاؤها من القاعدة قد انهزموا، وفي مؤتمر بون انتَخبت السلطات الأفغانية الجديدة المؤقتة (كان أغلبها من التحالف الشمالي) حامد كرزاي رئيسًا للإدارة الأفغانية المؤقتة. أنشأ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة «قوات المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان» لمعاونة السلطة الجديدة على تأمين كابُل، السلطة التي صارت بعد «مجلس 2002 الأكبر» الإدارة الانتقالية الأفغانية. بعد نهاية نظام طالبان الشمولي بُذلت جهود شاملة لإعادة إعمار البلد. في 2004 انتُخب كرزاي رئيسًا للبلد الذي اسمه الحالي: جمهورية أفغانستان الإسلامية. في أغسطس 2003 شارك الناتو في قوات المساعدة الدولية، وتولى قيادتها في وقت لاحق من ذلك العام. حينئذ كان مشارِكًا في هذه القوات 43 دولة، وكان أغلب القوات من دول الناتو. وكان من القوات الأمريكية قسم واحد تحت قيادة الناتو، وأما البقية فظلت تحت القيادة الأمريكية المباشرة.[8][9][10][11][12][13][14][15][16][17][18]

بعد انهزام طالبان في بداية الغزو، أعاد قائدها مُلَّا عمر تنظيمها، وشَنّ في 2003 موجة تمرد على الحكومة الأفغانية وقوات المساعدة الدولية.[19][20][21][22][23]

ما قبل الغزو

عاش أسامة بن لادن في أفغانستان مع أفراد تنظيم القاعدة وأسسوا معسكرات تدريب تحت غطاء حركة طالبان. بعد تفجير سفارات الولايات المتحدة 1998 في أفريقيا أطلق الجيش الأمريكي مجموعة صواريخ كروز على هذه المعسكرات التدريبية وكان لها تأثير محدود على التنظيم. أصدر مجلس الأمن القرارات 1267 و1333 في 1999 و2000 بحق حكومة طالبان وفي القرارات عقوبات اقتصادية وتهديدات عسكرية لحث طالبان على تسليم ابن لادن إلى محاكمة دولية بتهمة ضلوعه في تفجيرات السفارتين الأمريكيتين في أفريقيا في أغسطس 1998 ومطالبة طالبان بإغلاق معسكرات التدريب الإرهابية ومعسكرات تدريب الأطفال الإرهابية. لكن هذه القرارات لم تسمح باستخدام القوة التي استخدمت في الغزو الأمريكي على أفغانستان.

كان قسم الأنشطة الخاصة بالفرق شبه العسكرية التابع لوكالة المخابرات المركزية ناشطا في أفغانستان في فترة التسعينات. وكانت يقوم بعمليات سرية في محاولة لاعتقال أو قتل أسامة بن لادن. نظم هذا القسم وطرح عمليات مختلفة لكنه لم يتلق الأمر بالتنفيذ من الرئيس الأمريكي بيل كلنتون. بعد ذلك استفاد الجيش الأمريكي من هذه الجهود وكانت عاملا مهما في الغزو الأمريكي على أفغانستان.

تفاصيل الحرب

ضمت الحرب عمليتين عسكريتين على أفغانستان. الهدف منهما السيطرة على الدولة.

  • العملية الأولى : شنتها الولايات المتحدة. وسمتها عملية التحرير الدائمة. واشترك في هذه العملية دول أخرى. والنطاق الجغرافي لهذه العملية هو الجزء الشرقي والجزء الجنوبي من أفغانستان والحدود الأفغانية مع باكستان. وعدد الجنود من القوات الأمريكية يقارب 28,800 جندي.
  • العملية الثانية: بدأت في ديسمبر 2001. شنتها قوات المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان واختصارا (إيساف). أنشئت هذه القوات بقرار من مجلس أمن الأمم المتحدة. ونطاقها الجغرافي العاصمة الأفغانية كابل والمناطق المحيطة بها. في عام 2003 انضمت قوات إيساف إلى حلف الناتو. بحلول 23 يوليو 2009 كان لقوات إيساف قرابة 64.500 جندي من 42 دولة مختلفة مع إمدادت مستمرة من الناتو مركز قيادة هذه العملية. عدد الجنود من الولايات المتحدة في قوات إيساف يبلغ قرابة 29.950.

قادت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة حملة القصف الجوي مع دعم مساند من القوات البرية تابعة لحلف الشمال الأفغاني أو ما يسمى بالتحالف الشمالي. في العام التالي عام 2002، انضم إلى جنود المشاة الأمريكان والبريطانيون جنود اخرون من عدة دول منهم كنديون وأستراليون. ثم انضمت اليهم قوات النيتو.

بعد الهجوم العسكري الأول، تم ابعاد طالبان عن السلطة. لكن قوات طالبان استعادت بعد ذلك قوتها. لم تحقق الحرب النجاح المتوقع والمطلوب. لم يتم تحقيق الهدف الأهم بتدمير أو تقييد تحركات تنظيم القاعدة. ومنذ ذلك الوقت تشهد أفغانستان استقرارا معدوما وهجمات متزايدة من حركات التمرد بقيادة طالبان. وانتشر في أفغانستان إنتاج وترويج المخدرات بشكل كبير. والحكومة الجديدة ضعيفة وسيطرتها محدودة جدا خارج العاصمة كابل.

التخطيط للحرب قبل هجمات سبتمبر

في مايو 2002 أظهرت شبكة إن بي سي العالمية الإخبارية تقريرا يفيد بأن جهاز الأمن القومي الأمريكي قد قدم قبل يومين من هجمات 11 سبتمبر 2001 خطة كانت إجمالا نفس خطة الحرب التي وضعت موضع التنفيذ من قبل البيت الأبيض ووكالة المخابرات المركزية والبنتاغون بعد هجمات 11 سبتمبر. كانت الخطة المذكورة تفيد بشن حرب ضد القاعدة. تبدأ هذه الحرب بالمبادرات الدبلوماسية حتى تصل إلى العمليات العسكرية ضد القاعدة في أفغناستان. وكانت هذه الخطة تقول بأنه سيتم إقناع حكومة طالبان الأفغانية بتسليم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن إلى الولايات المتحدة. وأن الحكومة الأمريكية ستبدأ باستخدام القوة العسكرية إذا رفضت طالبان ذلك.

شكلت لجنة مشتركة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري للتحقيق في هجمات 11 سبتمبر. وطبقا لتقرير نشرته اللجنة في عام 2004 فإنه قبل يوم بالضبط من هجمات 11 سبتمبر 2001 وافقت إدارة جورج بوش على خطة للإطاحة بنظام طالبان في أفغانستان بالقوة إذا رفضت طالبان تسليم أسامة بن لادن. في ذلك الشهر وتحديدا يوم 10 سبتمبر في اجتماع عالي المستوى ضم مسؤولي الأمن القومي في إدارة الرئيس بوش تمت الموافقة على منح طالبان إنذارا أخيرا لتسليم بن لادن. وفي حال فشل ذلك فإن الولايات المتحدة ستعطي مساعدات عسكرية سرية إلى المجموعات المسلحة المضادة لطالبان. وإذا فشلت هذه الخيارات جميعا فقد "وافق النواب على أن الولايات المتحدة ستسعى للإطاحة بنظام طالبان من خلال إجراءات أكثر صرامة".[24]

وفي تقرير صحفي نشر في مارس 2001 في جريدة جاينز البريطانية، صرح مصدر استخباراتي وعسكري مسؤول أن الولايات المتحدة كانت قد خططت واتخذت اجراءات ضد طالبان كان سيشرع فيها قبل ستة أشهر من هجمات 11 سبتمبر 2001. وفقا لجريدة جاينز فإن واشنطن أعطت تحالف الشمال الأفغاني معلومات ودعم لوجستي كجزء من إجراءات متفق عليها مع الهند وإيران وروسيا ضد نظام طالبان الأفغاني. واستخدمت القواعد العسكرية الأمريكية في طاجكستان وأوزباكستان.

المصادر

  1. The Fourth Afghan War is lost ديلي تلغراف, 4 September 2009 نسخة محفوظة 4 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  2. Peter Dahl Thruelsen, From Soldier to Civilian: DISARMAMENT DEMOBILISATION REINTEGRATION IN AFGHANISTAN, DIIS REPORT 2006:7 نسخة محفوظة 2 April 2015 على موقع واي باك مشين., 12, supported by Uppsala Conflict Database Project, Uppsala University.
  3. David P. Auerswald; Stephen M. Saideman (5 يناير 2014). NATO in Afghanistan: Fighting Together, Fighting Alone. Princeton University Press. صفحات 87–88. ISBN 978-1-4008-4867-6. مؤرشف من الأصل في 25 يناير 2016. اطلع عليه بتاريخ 31 أكتوبر 2015. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. Maloney, S (2005). Enduring the Freedom: A Rogue Historian in Afghanistan. Washington, D.C: Potomac Books Inc. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. Darlene Superville and Steven R. Hurst. "Updated: Obama speech balances Afghanistan troop buildup with exit pledge". cleveland.com. Associated Press. مؤرشف من الأصل في 15 يوليو 2014. اطلع عليه بتاريخ 13 يونيو 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة) and Arkedis, Jim (23 October 2009). "Why Al Qaeda Wants a Safe Haven". Foreign Policy. مؤرشف من الأصل في 14 يوليو 2014. اطلع عليه بتاريخ 13 يونيو 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. "A Timeline of the U.S. War in Afghanistan". مؤرشف من الأصل في 27 فبراير 2019. اطلع عليه بتاريخ 5 مارس 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. "Indictment #S(9) 98 Cr. 1023" نسخة محفوظة 24 March 2012 على موقع واي باك مشين. (PDF). United States District Court, Southern District of New York.
  8. "Bush rejects Taliban offer to hand Bin Laden over". The Guardian. مؤرشف من الأصل في 25 أغسطس 2013. اطلع عليه بتاريخ 24 يناير 2015. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  9. "Operation Enduring Freedom". history.navy.mil (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 15 نوفمبر 2018. اطلع عليه بتاريخ 13 سبتمبر 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  10. Ayub, Fatima; Kouvo, Sari (2008). "Righting the course? Humanitarian intervention, the war on terror and the future of Afghanistan". International Affairs. 84 (4): 641–657. doi:10.1111/j.1468-2346.2008.00730.x. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  11. Vulliamy, Ed; Wintour, Patrick; Traynor, Ian; Ahmed, Kamal (7 أكتوبر 2001). "After the September Eleventh Terrorist attacks on America, "It's time for war, Bush and Blair tell Taliban – We're ready to go in – PM|Planes shot at over Kabul"". The Guardian. London. مؤرشف من الأصل في 25 أغسطس 2013. اطلع عليه بتاريخ 2 أغسطس 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  12. "Canada in Afghanistan: 2001". National Post. مؤرشف من الأصل في 15 يونيو 2013. اطلع عليه بتاريخ 7 يونيو 2013. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  13. "Archived copy". مؤرشف من الأصل في 27 أبريل 2019. اطلع عليه بتاريخ 12 مارس 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: الأرشيف كعنوان (link)
  14. "Can the Northern Alliance Control Kabul?". Time. 12 نوفمبر 2001. مؤرشف من الأصل في 27 أبريل 2019. اطلع عليه بتاريخ 12 مارس 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  15. "Saira Shah: Pursuing Truth Behind Enemy Lines". 2 فبراير 2002. مؤرشف من الأصل في 27 مارس 2019. اطلع عليه بتاريخ 12 مارس 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  16. Felbab-Brown, Vanda (2012). "Slip-Sliding on a Yellow Brick Road: Stabilization Efforts in Afghanistan". Stability: International Journal of Security and Development. 1 (1): 4–19. doi:10.5334/sta.af. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  17. Rubin, Alyssa J. (22 ديسمبر 2009). "NATO Chief Promises to Stand by Afghanistan". The New York Times. مؤرشف من الأصل في 5 مارس 2014. اطلع عليه بتاريخ 29 يناير 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  18. These are America's 9 longest foreign wars, washingtonpost.com. نسخة محفوظة 25 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
  19. America's longest war comes to an end (sort of), msnbc.com. نسخة محفوظة 12 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  20. Obama Welcomes End Of The Longest War In American History, huffingtonpost.com.au. نسخة محفوظة 12 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  21. The Longest War in American History Is Officially Over, slate.com. نسخة محفوظة 21 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
  22. Editor's Notebook: Afghan War Now Country's Longest, abcnews.go.com. نسخة محفوظة 29 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  23. إدارة بوش قررت قبل يوم من الهجمات إطاحة طالبان، عنوان نشر في جريدة الشرق الأوسط بتاريخ (24/مارس/2004)

    انظر أيضا

    وصلات خارجية

    • بوابة علاقات دولية
    • بوابة الحرب
    • بوابة أفغانستان
    • بوابة عقد 2010
    • بوابة إرهاب
    • بوابة الولايات المتحدة
    • بوابة عقد 2000
    • بوابة الحلف الأطلسي
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.