التاريخ الدبلوماسي للحرب العالمية الثانية

التاريخ الدبلوماسي للحرب العالمية الثانية (بالإنجليزية: Diplomatic history of World War II)‏ يشمل السياسات الخارجية الرئيسة والتفاعلات الداخلية داخل التحالفات المتعارضة، حلفاء الحرب العالمية الثانية ودول المحور. يُغطى التاريخ العسكري للحرب العالمية الثانية في مقالة الحرب العالمية الثانية. وتُغطى دبلوماسية ما قبل الحرب في مقالة أسباب الحرب العالمية الثانية والعلاقات الدولية (1919-1939).[1][2][3]

الأمم المتحدة

كانت قوى الحلفاء الكبرى تتكون من بريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي والصين، وأطلقوا على أنفسهم اسم «الأمم المتحدة». التحقت عدة دول بهم بعد ذلك مثل كندا وغيرها من دول الكمنولث، بالإضافة للدول في المنفى مثل فرنسا الحرة وهولندا.

مؤتمر القاهرة

عُقد مؤتمر القاهرة في القاهرة بمصر، وحدد موقف الحلفاء من اليابان أثناء الحرب العالمية الثانية، واتخذ قرارات بشأن آسيا في فترة ما بعد الحرب. حضر الاجتماع رئيس الولايات المتحدة فرانكلين روزفيلت، ورئيس وزراء المملكة المتحدة وينستون تشرتشل، والزعيم الصيني تشيانغ كاي-شيك. لم يحضر الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين هذا الاجتماع؛ لأن الاجتماع مع تشيانغ سيسبب حرجاً بينه وبين اليابان.

ثلاث مؤتمرات كبرى

ازداد التواصل بين بريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي من خلال السفراء والقادة العسكريين ووزراء الخارجية ومبعوثين خصوصيين مثل الأمريكي هاري هوبكنز. كان هناك العديد من المؤتمرات عالية المستوى، حضر منها تشرتشل في المجمل 14 اجتماعاً، وحضر روزفيلت 12 اجتماعاً، وحضر ستالين 5 اجتماعات. وقد كان هناك ثلاث مؤتمرات قمة حضر فيها الزعماء الثلاث.[4][5][6]

مؤتمر طهران

يُعتبر مؤتمر طهران أول مؤتمر يتشارك فيه الزعماء الثلاث الحضور، إذ جاء تشرتشل وروزفيلت وستالين إلى مؤتمر طهران في إيران منذ 28 نوفمبر حتى 1 ديسمبر عام 1943. وافق الزعماء في هذا المؤتمر على غزو فرنسا في عام 1944 (الجبهة الثانية) وتعاملوا فيه مع تركيا وإيران ويوغوزلافيا، واتفقوا على الحرب ضد اليابان وتفاهمات ما بعد الحرب.

مؤتمر يالطا

جرت فعاليات مؤتمر يالطا في 4 إلى 11 فبراير عام 1945. ركز المؤتمر على خطط ما بعد الحرب للحدود الأوروبية. في هذا الوقت كان السوفيت متحكمين ببولندا بالفعل. كانت حدود بولندا الجديدة على قدر كبير من الأهمية، إذ سعى ستالين للسيطرة على بيلاروسيا الغربية وأوكرانيا الغربية كذلك. عُرض أن تحصل بولندا على جزء من ألمانيا. وعد ستالين بإجراء انتخابات حرة في بولندا تحت رعاية حكومة من إشرافه. وافق ستالين على الدخول في حرب ضد اليابان بضغط من الرئيس الأمريكي روزفيلت بعد انتهاء الحرب مع ألمانيا بخسارتها بثلاثة شهور. وافق الحاضرون على دخول الاتحاد السوفييتي في عضوية مجلس الأمن للأمم المتحدة، مع حق الفيتو، وأن تكون لأوكرانيا وبيلاروسيا عضوية في الأمم المتحدة، ومنع هذه العضوية عن 12 دولة أخرى في الاتحاد السوفييتي. انقسمت ألمانيا إلى ثلاث مناطق من الاحتلال، وكان لفرنسا أن تأخذ جزءًا أيضاً. وافق الحاضرون على إعادة المواطنين إلى بلدانهم في قرار مثير للجدل.

مؤتمر بوتسدام

عُقد مؤتمر بوتسدام من 17 يوليو إلى 2 أغسطس عام 1945 في بوتسدام، بألمانيا، بالقرب من برلين. قابل ستالين الرئيس الأمريكي الجديد هاري س. ترومان ورؤساء وزراء بريطانيا وينستون تشرتشل وكليمينت أتلي على الترتيب. طُلب في المؤتمر «الانسحاب غير المشروط» من اليابان، وأنهيت الاتفاقيات بشأن ألمانيا على أن تحتلها دول الحلفاء وتتحكم بها مفوضية تحكم دول الحلفاء. نوقشت مكانة الدول المحتلة الأخرى بالتوازي مع الاتفاقيات الأخرى في يالطا.

مؤتمر دومبارتون أوكس

كان مؤتمر دومبارتون أوكس، أو بصورة رسمية، حوارات واشنطن حول منظمة السلام والأمان الدولية، كان مؤتمراً دولياً صيغت فيه الأمم المتحدة وجرت المفاوضات بين القادة الدوليين. عُقد المؤتمر في دومبارتون أوكس من 21 أغسطس عام 1944 حتى 7 أكتوبر عام 1944. جاءت الوفود في المؤتمر من الاتحاد السوفييتي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وجمهورية الصين، واتفقوا على إقامة منظمة تحافظ على السلام والأمن في العالم.

مؤتمر سان فرانسيسكو

جرى مؤتمر مؤتمر سان فرانسيسكو بحضور 50 وفداً من دول الحلفاء، من 25 إبريل إلى 26 يونيو من العام 1945 في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة. راجع الوافدون اتفاقية دوبمارتون أوكس وأعادوا صياغتها في ذلك المؤتمر. أسفرت الاتفاقية عن إنشاء ميثاق الأمم المتحدة، الذي كان مفتوحاً للتوقيع في 26 يونيو. تناوب رؤساء وفود الدول الراعية للاتفاقية (الصين وبريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي) دور الرئيس في اجتماعات الهيئة العامة.

بريطانيا-الولايات المتحدة

بالرغم من تفضيل أغلب الأمريكيين لبريطانيا في الحرب، كانت هناك معارضة واسعة للتدخل العسكري الأمريكي في الشؤون الأوروبية. سمحت سياسة الرئيس روزفيلت «ادفع واشحن» لبريطانيا وفرنسا بشراء الذخيرة من الولايات المتحدة وحملها للبلاد.

طالما حذر وينستون تشرتشل ضد ألمانيا وطالب بإعادة التسليح، وأصبح رئيساً للوزراء بعد سياسة تشامبرلين حول التراضي، التي أفسدت بريطانيا وسببت انهيارها، ولم تكن بريطانيا قادرة على إيقاف الغزو الألماني للنرويج في إبريل عام 1940. أعطى روزفيلت فرنسا كل المساعدات التي تحتاجها للحرب بعد سقوطها. أعطت اتفاقية مدمرات القواعد في سبتمبر عام 1940 الولايات المتحدة حق استئجار القواعد في مناطق مهمة استراتيجياً في الأطلسي مقابل حصول الأسطول الملكي لخمسين مدمرة لتستخدمها في حرب الغواصات. باع روزفيلت أيضاً (نقداً) ذخائر حملتها السفن البريطانية بعيداً، منها نصف مليون بندقية و85 ألف سلاح آلي و25 ألف بندقية آلية ومئات الأسلحة الميدانية وقذائف هاون ومساعدات عن الذخيرة الضرورية. احتاجت بريطانيا هذه الذخيرة لإعادة تجهيز جنودها الذين فقدوا أسلحتهم عند تفريغ دنكريك في يونيو عام 1940.

فعَّلت الولايات المتحدة الإعارة والاستئجار بدءاً من مارس عام 1941، لترسل الدبابات والطائرات المقاتلة والذخائر والمؤن الغذائية والخدمات الطبية. استقبلت بريطانيا 31.4 مليار دولار من أصل 50.1 مليار دولار من المساعدات المرسلة إلى الحلفاء. لم تُسدد هذه المساعدات، ولم تكن قروضاً كما حدث في حالة الحرب العالمية الأولى. 

استقر عدد من الجنود الأمريكيين يصل إلى الملايين في بريطانيا أثناء الحرب، ما أدى إلى مناوشات مع الرجال البريطانيين والزواج من البريطانيات. خضعت تلك العداوات للتحليل الفني في السينما، مثل أفلام مسألة حياة أو موت  A Matter of Life and Death وحكاية كانتربيري A Canterbury Tale. أرسل تشرتشل أسطولاً بريطانيا لمساعدة الولايات المتحدة في هجماتها على اليابان.

مؤتمر الدار البيضاء

من 14 إلى 24 يناير عام 1943، اجتمع روزفيلت وتشرتشل في الدار البيضاء في المغرب. اتفق الحاضرون على استراتيجية الحلفاء الرئيسة لسنة 1943 في أوروبا، خاصة غزو إيطاليا والتخطيط لغزو فرنسا. اقترح روزفيلت الموافقة على سياسة «الانسحاب غير المشروط». رفعت تلك السياسة من القيمة الأخلاقية للحلفاء، ولكنها جعلت النازيين يصرون على القتال حتى النهاية الأليمة. حاول روزفيلت أيضاً تأسيس علاقة عمل بين حليفين فرنسيين، هنري غيراود هو والمفوض الفرنسي الأعلى لشمال أفريقيا، وشارل ديغول، وهو قائد فرنسا الحرة.

انظر أيضا

المراجع

  1. David Stevenson, The First World War and International Politics (1988).
  2. Z.A.B. Zeman, Diplomatic History of the First World War (1971)
  3. See Carnegie Endowment for International Peace. Official Statements of War Aims and Peace Proposals: December 1916 to November 1918, edited by James Brown Scott. (1921) 515pp online free
  4. Aldis Purs, "Working towards 'an unforeseen miracle' redux: Latvian refugees in Vladivostok, 1918–1920, and in Latvia, 1943–1944." Contemporary European History 16#4 (2007): 479-494.
  5. Alan Palmer, The Baltic: A new history of the region and its people (New York: Overlook Press, 2006; published in London with the title Northern shores: a history of the Baltic Sea and its peoples (John Murray, 2006). ch 21–22, pp. 252–92.
  6. Dovile O. Vilkauskaite, "From Empire to Independence: The Curious Case of the Baltic States 1917-1922." (thesis, University of Connecticut, 2013). online نسخة محفوظة 8 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
    • بوابة بولندا
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.