الإعجاز الغيبي في القرآن الكريم

الإعجاز الغيبي هو إخبار ما غاب عن النبي محمد وقومه مما لم يشهدوه من حوادث وقعت، أو لم يحضروا وقتها، فلم يكونوا على علم بتفاصيلها، وهو يشمل غيب الماضي وغيب الحاضر وغيب المستقبل.[1]

يعتبر هذا النوع من الإعجاز واحداً من اربع أنواع للإعجاز في القرآن الكريم كما يعتقد المسلمون . فبالإضافة غلى الإعجاز الغيبي هناك الإعجاز العلمي التشريعي والبياني.[2]

أنواع الإعجاز الغيبي

غيب الماضي

هو إنباء القرآن الكريم عن الأخبار التي وقعت في الماضي السابق لزمن النبي محمد ، ومن الأمثلة على هذا النوع من الإعجاز الإخبار عن قصص الأقوام السابقين والأنبياء، وما ورد من معلومات ورويات وتفصيلات تتعلق بهم، ووجه الإعجاز الغيبي في هذه الأمور أنها أحداث ماضية، لا علم للنبي محمد وقومه بها ولا سبيل على معرفته، إلا عن طريق الوحي الذي نزل عليه من الله . يقول الله في سورة هود  تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ  

من الامثلة على هذا النوع من الإعجاز هو إخبار القرآن الكريم بالتفصيل عن قصة النبي موسى مع فرعون وهروبه مع الذين آمنوا معه حيث ذُكرت هذه القصة في الآيات 76-92 من سورة يونس. وقد خُتمت القصة بقول الله إلى فرعون :  فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ  

غيب الحاضر

هو إنباء القرآن الكريم عن المغيبات التي حدثت في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كشفت الآيات القرآنية الكريمة مؤامرات الكافرين و المنافقين ومكائدهم قبل تنفيذهم لها.

غيب المستقبل

هو أخبار القرآن الكريم بأمور كثيرة ستقع في المستقبل في زمن النبي محمد


أمثلة على الأعجاز الغيبي في القرآن الكريم

انتصار الروم على الفرس

ومن أمثلة الإعجاز الغيبي في القرآن إخبار القرآن عن انتصار الروم على الفرس، في قوله :{الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [الروم: 1-5]. وأصل الحادثة أن فارس -وهم أهل أوثان- غلبت الرومَ -وهم أهل كتاب- فشَمَتَ كُفَّار مكَّة في النبي وصحبه، فأنزل الله الآيات السابقة تحدِّيًا للعرب وبُشْرَى للمؤمنين؛ لأن طائفة الإيمان ستنتصر؛ لكن القرآن الكريم أخبر عن حدث غيبي مهمٍّ، لم يستطع أَحَدٌ في ذلك العصر أن يُغَيِّر منه في شيء، أو يُكَذِّبه، وهو شكل من أشكال الإعجاز الغيبي الذي جاء به القرآن الكريم، وقد حدث ما أخبر به الله من انتصار الروم على الفرس، وكان ذلك وقت غزوة بدر.

إنتصار المسلمين المستضعفين في مكة

ومن الآيات القرآنية التي بشَّرت المسلمين المستضعفين في مكة أنهم سينتصرون على عدوِّهم، وستقوم دولتهم، قوله: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [القمر: 45]. فقد ذكر ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره أنه لما نزلت هذه الآية الكريمة "قال عمر بن الخطاب: أيّ جمَع يُهزم؟ أيّ جَمْع يُغلب قال عمر: فلما كان يوم بدر رأيتُ رسولَ الله يثب في الدرع، وهو يقول: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}. فعرفتُ تأويلها يومئذ".

طالع أيضآ

مراجع

  1. "الإعجاز الغيبي والتشريعي". المرجع الالكتروني للمعلوماتية. مؤرشف من الأصل في 12 فبراير 2021. اطلع عليه بتاريخ 05 مارس 2021. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. "الإعجاز في القرآن، تعريفه، أنواعه والحكمة منه". ar.assabile.com. مؤرشف من الأصل في 04 أغسطس 2020. اطلع عليه بتاريخ 05 مارس 2021. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    • بوابة القرآن
    • بوابة الإسلام
    • بوابة محمد
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.