الآثار طويلة الأمد للاحتباس الحراري

يُتوقع وجود تأثيرات عديدة طويلة الأمد ناتجة عن الاحتباس الحراري. تركّز معظم النقاشات والأبحاث، بما فيها التقارير الصادرة عن اللجنة الدولية للتغيرات المناخية على تأثيرات الاحتباس الحراري حتى عام 2100، إضافة إلى موجزٍ بسيط لما بعد ذلك.

خسارة الجليد وارتفاع مستوى سطح البحر

يساهم كل من ماء الجليد المنصهر من الصفائح الجليدية وانحسار الجليد في ارتفاع منسوب البحار.[1]

القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا)

دار القلق حيال استقرار الصفيحة الجليدية في غرب القطب الجنوبي. أشار كل من العالمين فوغان وسباوج عام 2002 على أنه «من غير المرجّح انهيار الصفيحة الجليدية في غرب القطب الجنوبي خلال القرون القليلة القادمة».[2] في مقال افتتاحي طرحه أعضاء الأكاديمية الوطنية للعلوم المُنتخبين عام 2005، اقترح كل من تيموثي لينتون وآخرين بأن انهيار الصفيحة الجليدية في غرب القطب الجنوبي سيحدث في غضون الألفية.

بصورة أكثر تحديدًا، أوضحوا بأنه «على الرغم من أن الجدول الزمني مبهم إلى حدٍّ كبير، لكن التغيّر النوعي في الصفيحة الجليدية في غرب القطب الجنوبي يمكن أن يحدث خلال هذه الألفية، مع انهيارها خلال 300 سنة على أسوأ تقدير. من المرجّح أن يرتفع منسوب البحر (أكثر من متر واحد في القرن) بسبب الصفيحة الجليدية في غرب القطب الجنوبي أكثر منه بسبب الغطاء الجليدي في جرينلاند».[3]

توصلت دراسة أجريت في عام 2015 بأنه على افتراض بلوغ الانبعاثات التراكمية من الوقود الأحفوري 10 آلاف غيغا طن من الكربون، فإن الغطاء الجليدي في القطب الجنوبي قد يذوب كلّيًّا على مدى الألفية القادمة، ما قد يساهم بارتفاع منسوب البحار حول العالم بنحو 85 مترًا، و30 مترًا في غضون الألف سنة الأولى.[4]

جرينلاند

تحوي صفيحة جرينلاند الجليدية ما يكفي من المياه العذبة لرفع منسوب مياه البحر حول العالم بنحو 7 أمتار (23 قدم). قد تصبح غرينلاند دافئة بما فيه الكفاية عام 2100 لتبدأ بالذوبان كليًّا في غضون ما يزيد عن ألف عام.[5][6] لا يرى جيمس إي. هانسن اهتمامًا كافيًا حيال هذه المشكلة.[7]

اقترحت إحدى الدراسات بأن صفيحة جرينلاند الجليدية ستستغرق 3000 عام لتذوب بالكامل.[8] استُنبط هذا الرقم من مستويات مفترضة حول الغازات الدفيئة خلال فترة التجربة.

بخسارة صفيحة جرينلاند الجليدية من كتلتها جرّاء انفصال الجبال الجليدية، إضافةً إلى ذوبان الجليد، فإن أيّ عمليات مشابهة ستزيد من سرعة خسارة الصفيحة الجليدية.[9]

العودة طويلة الأمد إلى التوازن

بعد وصول الحرارة إلى ذروتها بين العصرين الباليوسيني والأيوسيني، كانت هناك فترة طويلة من التبريد سُميت «صفعة المناخ».[10]

لمياه السطح الدافئة قدرة محدودة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون الناتج عن الأنشطة البشرية، ولكن يمكن لمياه السطح الباردة قرب القطبين (والتي تشكل 3% من سطح المحيطات) نقل كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون إلى أعماق المحيط. على مدى قرونٍ عدّة، ستساهم هذه العملية، إضافة إلى عملية امتصاص كربونات الكالسيوم لثاني أكسيد الكربون على الأرض وفي المحيطات، في إزالة من 60 إلى 80% من ثاني أكسيد الكربون الزائد.[11]

عندما تتعرض الصخور النارية (الماغماتية) إلى بيئة قريبة من السطح، فإنها تمتص ثاني أكسيد الكربون بمعدّل تجويةٍ شديد البطء، لكن عملية التجوية تزداد في المناخ الأكثر دفئًا وهطولًا للأمطار، ما يزيد من سرعة العملية. ستمتص هذه التجوية الجيولوجية ما يصل إلى 40% من ثاني أكسيد الكربون المتبقي الناتج عن الأنشطة البشرية خلال فترة تمتد من عشرات الآلاف إلى مئات آلاف السنين.

المراجع

  1. "Climate Change 2001: The Scientific Basis". اللجنة الدولية للتغيرات المناخية. 2001-02-16. مؤرشف من الأصل (Table 11.3) في 03 أكتوبر 2016. اطلع عليه بتاريخ 24 ديسمبر 2007. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. Vaughan, D. G.; Spouge, J. R. (2002). "Risk Estimation of Collapse of the West Antarctic Ice Sheet". Climatic Change. 52: 65–00. doi:10.1023/A:1013038920600. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. Lenton, T. M.; Held, H.; Kriegler, E.; Hall, J. W.; Lucht, W.; Rahmstorf, S.; Schellnhuber, H. J. (2008). "Inaugural Article: Tipping elements in the Earth's climate system". Proceedings of the National Academy of Sciences. 105 (6): 1786–1793. Bibcode:2008PNAS..105.1786L. doi:10.1073/pnas.0705414105. PMC 2538841. PMID 18258748. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. Winkelmann, Ricarda; Levermann, Anders; Ridgwell, Andy; Caldeira, Ken (2015). "Combustion of available fossil fuel resources sufficient to eliminate the Antarctic Ice Sheet". Science Advances. 1 (8): e1500589. Bibcode:2015SciA....1E0589W. doi:10.1126/sciadv.1500589. PMC 4643791. PMID 26601273. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. Gregory JM; Huybrechts P; Raper SC (April 2004). "Climatology: threatened loss of the Greenland ice-sheet" (PDF). Nature. 428 (6983): 616. Bibcode:2004Natur.428..616G. doi:10.1038/428616a. PMID 15071587. مؤرشف من الأصل (PDF) في 09 أغسطس 2017. The Greenland ice-sheet would melt faster in a warmer climate and is likely to be eliminated — except for residual glaciers in the mountains — if the annual average temperature in Greenland increases by more than about 3 °C. This would raise the global average sea-level by 7 metres over a period of 1000 years or more. We show here that concentrations of greenhouse gasses will probably have reached levels before the year 2100 that are sufficient to raise the temperature past this warming threshold. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. "Regional Sea Level Change". اللجنة الدولية للتغيرات المناخية. مؤرشف من الأصل (Figure 11.16) في 19 يناير 2017. اطلع عليه بتاريخ أكتوبر 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  7. J E Hansen (April–June 2007). "Scientific reticence and sea level rise". Environ. Res. Lett. 2 (2): 024002. arXiv:physics/0703220. Bibcode:2007ERL.....2b4002H. doi:10.1088/1748-9326/2/2/024002. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. Lowe, Jason; Jonathan M. Gregory; Jeff Ridley; Philippe Huybrechts; Robert J. Nicholls; Matthew Collins (January 2006). "The Role of Sea-Level Rise and the Greenland Ice Sheet in Dangerous Climate Change: Implications for the Stabilisation of Climate" (PDF). UK Met Office. مؤرشف من الأصل (PDF) في 27 مارس 2009. اطلع عليه بتاريخ 29 مارس 2009. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  9. Zwally, J.; Abdalati, W.; Herring, T.; Larson, K.; Saba, J.; Steffen, K. (Jul 2002). "Surface melt-induced acceleration of Greenland ice-sheet flow". ساينس. 297 (5579): 218–222. Bibcode:2002Sci...297..218Z. doi:10.1126/science.1072708. ISSN 0036-8075. PMID 12052902. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  10. Curt Stager (November 28, 2015). "Tales of a Warmer Planet". The New York Times. مؤرشف من الأصل في 21 سبتمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 30 نوفمبر 2015. From the perspective of future generations, the whiplash and subsequent cooling that follows our own thermal peak could be as challenging as the warming. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  11. David Archer (2009). The Long Thaw: How Humans Are Changing the Next 100,000 Years of Earth's Climate. دار نشر جامعة برنستون. صفحة 109. ISBN 978-0-691-13654-7. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    • بوابة طبيعة
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.