اللجنة الدولية للتغيرات المناخية

اللجنة الدولية للتغيرات المناخية[3] IPCC منظمة دولية تتبع الأمم المتحدة وتتألف من ثلاثة آلاف من علماء المناخ، وماسحي المحيطات وخبراء الاقتصاد وغيرهم. وهي الجهة العلمية النافذة في مجال دراسة الاحتباس الحراري وتأثيراته.

اللجنة الدولية للتغيرات المناخية
اللجنة الدولية للتغيرات المناخية


الاختصار IPCC
المقر الرئيسي جنيف،  سويسرا
تاريخ التأسيس 1988 (1988
المدير هوسونج لي 
الجوائز
الموقع الرسمي ipcc.ch

تأسست الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) عام 1988 لتقديم تقديرات شاملة لحالة الفهم العلمي والفني والاجتماعي والاقتصادي لتغير المناخ وأسبابه وتأثيراته المحتملة واستراتيجيات الاستجابة لهذا التغير. وهي هيئة علمية تقوم باستعراض وتقييم أحدث المعلومات العلمية والفنية والاجتماعية – الاقتصادية المتوافرة في كافة أنحاء العالم ذات الصلة بفهم تغير المناخ.

وقد قامت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ منذ إنشائها بإعداد خمسة تقارير للتقييم. كما حازت جائزة نوبل للسلام لعام 2007م مناصفة مع آل غور بسبب مجهودتها في دراسة ظاهرة الاحتباس الحراري.

تُعتبر هيئة حكومية دولية مفتوحة أمام جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية. وقد بلغ عدد الدول الأعضاء في الهيئة حالياً 195 دولة. وتجتمع الهيئة كل عام مرة واحدة على الأقل في جلسات عامة على مستوى ممثلي الحكومات حيث تتخذ القرارات الرئيسية بشأن برنامج عمل الهيئة، ويُنتخب أعضاء مكتبها، بمن فيهم الرئيس. وتشارك الحكومات أيضاً في تحديد نطاق التقارير وترشيح المؤلفين وفي عملية الاستعراض وقبول وإقرار واعتماد التقارير في جلسات عامة.   ونظرا لأن الهيئة الحكومية الدولية (IPCC) ذات طابع علمي وباعتبارها هيئة حكومية دولية، فإنها تمثّل فرصة فريدة لتوفير معلومات عملية دقيقة ومتوازنة لصنعي القرار. وبتأييد تقارير الهيئة الحكومية الدولية (IPCC)، تعترف الحكومات بمرجعية المحتوى العلمي لهذه التقارير، وبالتالي فإن عمل المنظمة يظل على صلة بالسياسات العامة ومحايداً سياسياً، ولا يكون له منظور خاص بالسياسات أبدا.

آليات العمل

يسهم آلاف العلميين من جميع أنحاء العالم في عمل الهيئة بشكل منتظم بوصفهم مؤلفين ومساهمين ومراجعين، ولا يتقاضى أي واحد منهم مقابلاً من الهيئة. وتتخذ الهيئة قرارات رئيسية في الجلسات العامة على مستوى ممثلي الحكومات، وتضطلع أمانة مركزية للهيئة الحكومية الدولية بتقديم الدعم لعمل الهيئة.

ويوجد في الهيئة الحكومية الدولية حالياً ثلاثة أفرقة عاملة وفرقة عمل، ويساعد الأفرقة العاملة وفرقة العمل وحدات للدعم الفني الفني التي تستضيفها حكومة الدولة المتقدمة وتقدم لها الدعم المالي بصفتها الرئيس المشارك للفريق العامل/فرقة العمل. وأنشئت وحدة دعم فني لدعم العمل في التقرير التجميعي.   ويتعامل الفريق العامل الأول مع الأساس العلمي الفيزيائي لتغير المناخ، فيما يتعامل الفريق العامل الثاني مع آثار تغير المناخ، والتكيف معه والتأثر به، والفريق العامل الثالث مع التخفيف من آثار تغير المناخ. وتجتمع الأفرقة العاملة في جلسات عامة على مستوى ممثلي لحكومات. ويتمثل الهدف الرئيسي لفرقة العمل المعنية بالعمليات الوطنية لحصر غازات الاحتباس الحراري في وضع وتنقيح منهجية للتوزيع وإعداد التقارير بشأن الانبعاثات الوطنية لغازات الدفيئة وإزالتها.   إلى جانب الأفرقة العاملة وفرقة العمل، يمكن إنشاء أفرقة عمل وفرق توجيهية أخرى لمدة محدودة أو لمدة أطول لبحث مسألة أو موضوع محدد. ولعل أحد الأمثلة لذلك هو فرقة العمل المعنية بالبيانات ودعم السيناريوهات وتحليل المناخ وتأثيراته.

الأصول والأهداف

انبثقت اللجنة الدولية للتغيرات المناخية عن الهيئة العلمية الدولية. أنشأ المجلس الدولي للعلوم وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (يو إن إي بي) والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (دبليو إم أو)، المجموعة الاستشارية للغازات الدفيئة في عام 1985، لتقديم توصيات تستند إلى الأبحاث الراهنة. افتقرت هذه المجموعة الصغيرة من العلماء إلى الموارد اللازمة لتغطية الطبيعة متعددة التخصصات متزايدة التعقيد لعلوم المناخ. أرادت وكالة حماية البيئة الأمريكية ووزارة خارجية الولايات المتحدة إبرام اتفاقية دولية للاتفاق على القيود المفروضة على الغازات الدفيئة، إذ شعرت إدارة ريغان المحافظة بالقلق حول تأثير العلماء المستقلين غير المقيد أو هيئات الأمم المتحدة، بما في ذلك برنامج الأمم المتحدة للبيئة والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية. تُعد حكومة الولايات المتحدة القوة الرئيسية في تشكيل اللجنة الدولية للتغيرات المناخية بصفتها هيئة حكومية دولية مستقلة ذاتيًا، شارك فيها العلماء بصفتهم خبراء في العلوم وممثلين رسميين لحكوماتهم، لإنتاج تقارير حظيت بدعم قوي من جميع العلماء البارزين الذين يقومون بالبحث في جميع أنحاء العالم حول هذا الموضوع الذي كان لا بد له من الحصول على اتفاق بتوافق الآراء من كل واحدة من الحكومات المشاركة. شُكلت اللجنة الدولية للتغيرات المناخية بهذه الطريقة، بصفتها خليطًا بين هيئة علمية ومنظمة سياسية حكومية دولية.[4]

أقرت الأمم المتحدة رسميًا إنشاء اللجنة الدولية للتغيرات المناخية في عام 1988. من بين الأسباب التي ذكرتها الأمم المتحدة في قرارها:[5]

«يمكن لبعض الأنشطة البشرية أن تغير أنماط المناخ العالمي، وتهدد الأجيال الحالية والمقبلة بعواقب اقتصادية واجتماعية قاسية محتملة»

«يمكن أن يؤدي ارتفاع تراكيز «الغازات الدفيئة» المتواصل في الغلاف الجوي إلى الاحتباس الحراري مع ارتفاع مستويات سطح البحر في النهاية، والتي قد تكون آثارها كارثية على البشرية إن لم تُتخذ خطوات معينة في الوقت المناسب على جميع المستويات».

كُلفت اللجنة الدولية للتغيرات المناخية بمراجعة المؤلفات العلمية التي استعرضها النظراء، بالإضافة إلى المنشورات الأخرى المتعلقة بالموضوع، وذلك لتقديم معلومات عن حالة المعرفة المتعلقة بتغير المناخ.

المنظمة

لا تُعِدّ اللجنة الدولية للتغيرات المناخية أبحاثًا بنفسها، بل تنتج تقييمات شاملة وتقارير حول مواضيع خاصة ومنهجيات معينة. تستند التقييمات إلى التقارير السابقة، مُسلطةً الضوء على أحدث المعارف المتوفرة. على سبيل المثال، تعكس صياغة التقارير من الدليل الأول وحتى الخامس دليلًا متزايدًا على تغير المناخ الناتج عن النشاط البشري.

تبنت اللجنة الدولية للتغيرات المناخية «المبادئ التي تحكم عمل اللجنة الدولية للتغيرات المناخية» ونشرتها،[6] وهي تنص على أن اللجنة الدولية للتغيرات المناخية ستقيّم:

  • خطر تغير المناخ الناجم عن الإنسان.
  • تبعات الاحترار العالمي المحتملة.
  • الخيارات الممكنة للتخفيف من آثار تغير المناخ.

تنص هذه الوثيقة أيضًا على أن اللجنة الدولية للتغيرات المناخية ستنجز هذا العمل من خلال إجراء تقييم «على أساس شامل، وموضوعي، ومنفتح، وشفاف للمعلومات العلمية والتقنية والاجتماعية الاقتصادية ذات الصلة بفهم الأساس العلمي» لهذه الموضوعات. تنص المبادئ أيضًا على أن «تقارير اللجنة الدولية للتغيرات المناخية يجب أن تكون محايدة في ما يتعلق بالمواضيع السياسية، على الرغم من أنها قد تحتاج إلى التعامل بشكل موضوعي مع العوامل العلمية والتقنية والاجتماعية والاقتصادية ذات الصلة بتطبيق سياسات معينة».

عُيّن الاقتصادي الكوري هوسانغ ليي رئيسًا للّجنة الدولية للتغيرات المناخية منذ 8 أكتوبر عام 2015،[7] بناءً على انتخابات مكتب اللجنة الدولية للتغيرات المناخية الجديد. قبل هذه الانتخابات، ترأس اللجنة الدولية للتغيرات المناخية نائب الرئيس إسماعيل الجيزولي، الذي عُين رئيسًا بالنيابة عن راجيندرا كي. باتشوري بعد استقالته في فبراير عام 2015. الرؤساء السابقون للجنة هم راجيندرا كي. باتشوري، الذي انتُخب في مايو 2002، وروبرت واتسون في عام 1997، وبيرت بولين في عام 1988.[8] يساعد الرئيسَ مكتبٌ منتخَب، يضم نواب الرئيس ومجموعة من الرؤساء المشاركين للفريق العامل، وأمانة مركزية.

يتكون الفريق نفسه من ممثلين تعينهم الحكومات، وتُشجَّع مشاركة المندوبين ذوي الخبرة المناسبة. تُعقد الجلسات العامة للجنة الدولية للتغيرات المناخية وفريق عمل اللجنة الدولية للتغيرات المناخية على مستوى ممثلي الحكومات. قد تحضر أيضًا المنظمات غير الحكومية والمنظمات الحكومية الدولية المقبولة بصفتها منظمات مراقبة. إن حضور جلسات فريق اللجنة الدولية للتغيرات المناخية وحلقات العمل واجتماعات الخبراء والمؤلفين الرئيسيين يكون بناءً على دعوة فقط. حضر نحو 500 شخص من 130 دولةً الجلسة الثامنة والأربعين للجنة في إنتشون، في جمهورية كوريا، في أكتوبر عام 2018، بمن فيهم 290 مسؤولًا حكوميًا و60 ممثلًا عن المنظمات المراقبة. تكون الاحتفالات الافتتاحية لجلسات الفريق واجتماعات المؤسسين الرئيسيين مفتوحة أمام وسائل الإعلام، إلا أن اجتماعات فريق اللجنة الدولية للتغيرات المناخية تبقى مغلقة.

هناك عدة مجموعات رئيسية:

  • فريق اللجنة الدولية للتغيرات المناخية: يعقد جلسة عامة مرة واحدة في السنة تقريبًا. وهو يتحكم في هيكل المنظمة وإجراءاتها وبرنامج عملها، ويقبل تقارير اللجنة الدولية للتغيرات المناخية ويوافق عليها. يُعد الفريقُ الكيانَ المؤسسي للجنة الدولية للتغيرات المناخية.[9]
  • الرئيس: ينتخبه الفريق.
  • الأمانة المركزية: تشرف على جميع الأنشطة وتديرها. يدعمها كل من برنامج الأمم المتحدة للبيئة والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
  • المكتب: ينتخبه الفريق، ويرأسه الرئيس. يتألف من 34 عضوًا من بينهم نواب رئيس اللجنة الدولية للتغيرات المناخية، والرؤساء المشاركون للأفرقة العاملة وفرقة العمل، ونواب رؤساء الأفرقة العاملة. يقدم إرشادات للفريق بشأن الجوانب العلمية والتقنية لعمله.[10]
  • أفرقة العمل: تمتلك كل منها رئيسين مشاركين، أحدهما من البلدان المتقدمة والآخر من العالم النامي، ووحدة دعم فني. تعتمد جلسات الفريق العامل ملخصًا مُعدًا من قبل واضعي السياسات حول التقارير الخاصة ومساهمات الفريق العامل في تقرير التقييم. يمتلك كل فريق عامل مكتبًا يضم رؤساءها المشاركين ونوابهم، وهم أيضًا أعضاء في مكتب اللجنة الدولية للتغيرات المناخية.
    • الفريق العامل الأول: يقيّم الجوانب العلمية لنظام المناخ وتغير المناخ. الرئيسان المشاركان: فاليري ماسون ديلموت وبانماو تشاي.[11]
    • الفريق العامل الثاني: يقيّم مدى تعرض النظم الاجتماعية والاقتصادية والطبيعية لتغير المناخ، والنتائج، وخيارات التكيف. الرئيسان المشاركان: هانز أوتو بورتنر وديبرا روبرتس.
    • الفريق العامل الثالث: يقيّم خيارات الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة والتخفيف من تغير المناخ بطريقة أخرى. الرئيسان المشاركان: بريادارشي ر. شوكلا وجيم سكا.
  • فرقة العمل المعنية بقوائم الجرد الوطنية للغازات الدفيئة. الرئيسان المشاركان: كيوتو تانابي وإدواردو كالفو بوينديا.
    • مكتب فرقة العمل: يضم الرئيسين المشاركين، وهما أيضًا عضوان في مكتب اللجنة الدولية للتغيرات المناخية، بالإضافة إلى اثني عشر عضوًا.
  • اللجنة التنفيذية: تضم الرئيس ونواب اللجنة الدولية للتغيرات المناخية والرؤساء المشاركين للأفرقة العاملة وفرقة العمل. يشمل دورها معالجة القضايا الملحة التي تنشأ بين اجتماعات الفريق.

تتلقى اللجنة الدولية للتغيرات المناخية التمويل من الصندوق الاستئماني الخاص بها، الذي أنشأه برنامج الأمم المتحدة للبيئة (يونيب) والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية في عام 1989، وتوفر المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تكاليف أمين اللجنة وإسكان الأمانة المركزية، بينما يتحمل برنامج الأمم المتحدة للبيئة تكلفة نائب الأمين. تقدم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية واليونيب وأعضاء اللجنة الدولية للتغيرات المناخية مساهمات نقدية سنوية إلى الصندوق الاستئماني. تُعد المدفوعات وحجمها أمرًا طوعيًا. الفريق مسؤول عن النظر في الميزانية السنوية واعتمادها بتوافق الآراء. المنظمة ملزمة بالامتثال للنظام المالي وقواعد المنظمة العالمية للأرصاد الجوية المالية.

مراجع

  1. http://www.nobelprize.org/nobel_prizes/peace/laureates/2007/
  2. https://www.nobelprize.org/nobel_prizes/about/amounts/
  3. الموقع الرسمي نسخة محفوظة 27 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  4. General Assembly resolution 43/53, Protection of global climate for present and future generations of mankind A/RES/43/53 (6 December 1988) نسخة محفوظة 2018-08-15 على موقع واي باك مشين.
  5. Weart, Spencer (December 2011). "International Cooperation: Democracy and Policy Advice (1980s)". The Discovery of Global Warming. المعهد الأمريكي للفيزياء. مؤرشف من الأصل في 29 يونيو 2016. اطلع عليه بتاريخ 09 يوليو 2012. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. IPCC. "Principles Governing IPCC Work" (PDF). مؤرشف من الأصل (PDF) في 20 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة). Approved 1–3 October 1998, last amended 14–18 October 2013. Retrieved 22 February 2019.
  7. "IPCC press release 24 February 2015: IPCC agrees on Acting Chair after R.K. Pachauri steps down" (PDF). IPCC. مؤرشف من الأصل (PDF) في 20 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 22 فبراير 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. "16 Years of Scientific Assessment in Support of the Climate Convention" (PDF). مؤرشف من الأصل (PDF) في 20 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  9. "Structure of the IPCC". IPCC. مؤرشف من الأصل في 20 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 22 فبراير 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  10. "Terms of Reference of the Bureau" (PDF). مؤرشف من الأصل (PDF) في 20 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 25 فبراير 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  11. "Bureau Portal — IPCC". مؤرشف من الأصل في 28 يناير 2020. اطلع عليه بتاريخ 09 أغسطس 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)

    وصلات خارجية

    • بوابة السياسة
    • بوابة طبيعة
    • بوابة عقد 1980
    • بوابة جوائز نوبل
    • بوابة الأمم المتحدة
    • بوابة علم البيئة
    • بوابة علاقات دولية
    • بوابة طاقة متجددة
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.