اطروحات يوليو

اطروحات يوليو (بالرومانية: Tezele din iulie) هو اسم شائع لخطاب قاله القائد الروماني نيكولاي تشاوشيسكو في 6 يوليو 1971, قبل مجيء اللجنة التنفيذية للحزب الشيوعي الروماني. وكان الاسم الكامل للخطاب هو (Propuneri de măsuri pentru îmbunătățirea activității politico-ideologice, de educare marxist-leninistă a membrilor de partid, a tuturor oamenilor muncii) ويعني ذلك (التدابير المقترحة لتحسين النشاط السياسي - الأيديولوجي، والتعليم الماركسي اللينيني لأعضاء الحزب، ولجميع الكادحين). كان ذلك الخطاب شبيه-الماوية[1][1]يعد "بداية ثورة ثقافية محدودة"[2][3][3] في رومانيا الشيوعية, شن الخطاب هجوما نيو-ستاليني[4] علي الاستقلالية الثقافية الرومانية والمفكرين غير المتفقين مع النظام الشيوعي الحاكم. في الخطاب، تمت المطالبة بالتوحد الأيديولوجي الصارم في العلوم الإنسانية والاجتماعية الذي يتم تدريسها وتداولها في رومانيا لجعلها تتوافق مع الشيوعية. وتم استبدال الحيادية والاكاديمية في الطرح والابحاث العلمية البحتة باخري داعمة لا لشيء سوي الأيديولوجيا الشيوعية؛ وتم استبدال المهنيين والأكاديميين المحترفين بالمحرضين والمناصرين المتحمسين للشيوعية ؛ وأصبحت النخبة العلمية والثقافية مجرد أداة اخري للدعاية الشيوعية الرومانية.[5]

هذه مقالة غير مراجعة. ينبغي أن يزال هذا القالب بعد أن يراجعها محرر مغاير للذي أنشأها؛ إذا لزم الأمر فيجب أن توسم المقالة بقوالب الصيانة المناسبة. يمكن أيضاً تقديم طلب لمراجعة المقالة في الصفحة المُخصصة لذلك. (سبتمبر 2020)

في نسختهم النهائية من الخطاب في نوفمبر 1971, نشر الحزب الخطاب كمستند رسمي للجلسة الكاملة له، الأطروحات كانت بعنوان: Expunere cu privire la programul PCR pentru îmbunătățirea activității ideologice, ridicarea nivelului general al cunoașterii și educația socialistă a maselor, pentru așezarea relațiilor din societatea noastră pe baza principiilor eticii și echității socialiste și comuniste. وتعني ("توضيحات بشأن برنامج الحزب لتحسين النشاط الايدولوجي ولرفع المستوي العام للتعليم الاشتراكي للجماهير من اجل اصلاح العلاقات في مجتمعنا علي الاسس الاخلاقية الاشتراكية والشيوعية المنصفة").[1]

خلفية

بعد فترة من الجمود في الفكر الستاليني منذ 1948, شهدت الحياة الثقافية الرومانية اتجاها متواضعا من التحرر والتراخي الأيديولوجي للستالينية في بدايات عقد الستينيات.[1][2][3] تسارع هذا الاتجاه مع الجلسة التاسعة لمؤتمر الحزب الشيوعي الروماني في عام 1965.[3][4][6] في ذلك الحين، ظهر جيل معارض من الشعراء والكتاب الموهوبين مثل: نيكيتا ستانيسكو, انا بلانديانا، جابرييل ليتشينيو، نيكولاي مانوليسكو، أدريان باونيسكو وآخرون.[5]علاوة علي ذلك، في ابريل 1968 اثناء الجلسة العامة للحزب الشيوعي الروماني انتقد نيكولاي تشاوشيسكو سلفه جيورجي جيورجيو ديج ورد اعتبار لوكريتسيو باتراشكانو، الذي اعدم قبل يومين فقط من التحاق تشاوشيسكو بالمكتب السياسي (وبالتالي سمح له ذلك بتبرئته والتقليل من خصمه الرئيسي، اليكساندرو دراجيشي).[7][8]مما فتح مساحة أكبر للتعبير الفني والأدبي، كانت رواية يوجين باربو Principele (تعني: الأمير) علي الرغم من وقوع احداثها في حقبة يونانيي الفنار بالدولة العثمانية الا انها كانت تشير وتلمح بشكل واضح الي جيورجي جيورجيو ديج، كانت الرواية تتحدث عن قناة يريد ان يحفرها الأمير وكانت تلك القناة المائية ستاخذ ارواح الكثير من العمال القائمين علي حفرها (في تلميح خفي لقناة الدانوب-البحر الأسود). في رواية الكاتب دوميترو رادو بوبيسكو كانت هناك تلميحات ايضا عن الاساءات التي كانت تحدث خلال التنظيم الجماعي للزراعة في عهد جيورجي، وذهبت رواية اوجستين بوزورا Absenții (وتعني : الغائبون) بعيدا، حيث انتقدت المجتمع الروماني المعاصر خلال تحدثها عن ازمة روحية تعرض لها طبيب شاب في احداث القصة.[8]

للدقة، بقيت الرقابة كما هي تقريبا. اليكساندرو ايفاسيوك وبول غوما تم اعتقالهما هما الاثنين بسبب مشاركتهم في احتجاجات بوخاريست 1956, وكل منهم كتب رواية تتمحور حول اعتقال شاب ومعاناته داخل المعتقل وجهوده للتأقلم علي الوضع بعدما تم الإفراج عنه. رواية غوما Ostinato تصف حياة السجن، اساليب السيكيوريتات وانتهاكاتهم في الزراعة الجماعية, طلبت الرقابة من غوما اجراء بعض التعديلات علي الرواية، لكن في النهاية نشرت الرواية بدون اية تعديلات في المانيا الغربية في خريف عام 1971. ايفاسيوك في روايته Păsările ("الطيور"), اضطر للخضوع لمطالب الرقابة بتبرير اعتقال بطل القصة وتصوير السيكيوريتات بطريقة ايجابية، ومع ذلك، ظل الكتاب متفائلين بأن الحزب سيتغاضي عن الكثير من الموضوعات الأدبية الابداعية.[9]

الاطروحات

زار تشاوشيسكو جمهورية الصين الشعبية ومنغوليا وكوريا الشمالية وفيتنام الشمالية في عام 1971.[1][10][11] وأبدي اهتماما كبيرا بفكرة التحول الوطني الشامل كما تتجسد في برامج حزب العمال الكوري والثورة الثقافية في الصين كما استوحى أفكاره من عبادة شخصية ماو تسي تونغ وكيم ايل سونغ. بعد فترة وجيزة من عودته إلى الوطن، بدأ في محاكاة نظام كوريا الشمالية ، متأثرًا بفلسفة كيم إيل سونغ جوتشي.

عند عودته أصدر الاطروحات متضمنة سبعة عشر اقتراحًا.[1] ومن بين هذه: النمو المستمر في "الدور القيادي" للحزب؛ تحسين التربية الحزبية والعمل السياسي الجماهيري ؛ مشاركة الشباب في مشاريع البناء الكبيرة كجزء من "عملهم الوطني" (muncă patriotică) ؛ تكثيف التربية السياسية الأيديولوجية في المدارس والجامعات، وكذلك في منظمات الأطفال والشباب والطلاب (مثل اتحاد الشباب الشيوعي والمنظمات التابعة له)والتوسع في الدعاية السياسية، وتوجيه البرامج الإذاعية والتلفزيونية لهذا الغرض، وكذلك دور النشر والمسارح ودور السينما والأوبرا والباليه ونقابات الفنانين، وما إلى ذلك، وتعزيز الشخصية "المناضلة والثورية" في الإنتاج الفني. تمت إدانة تحرير عام 1965 ، وأعيد تأسيس فهرس يتضمن الكتب والمؤلفين المحظورين.

على الرغم من تقديمها علي انها "الإنسانية الاشتراكية" ، إلا أن الأطروحات كانت في الواقع بمثابة عودة إلى الواقعية الاشتراكية ، حيث أكدت على الأساس الأيديولوجي للأدب الذي لم يتخلى عنه الحزب من الناحية النظرية. كان الاختلاف هو إضافة القومية التي يرعاها الحزب في التأريخ. نقلاً عن نيكولاي لورجا في خطاب آخر في يوليو 1971، أكد تشاوشيسكو أن "الرجل الذي لا يكتب لشعبه بكافة طوائفه ليس شاعرا",[12]وقام بتقديم نفسه علي انه المدافع عن القيم الرومانية (كتعزيز لعبادة الشخصية).[13]حرية

التأثير

بعد مؤتمر الكتاب عام 1968 بالذات، بدأ قادة الحزب في الصدام مع الكتاب. في وقت سابق من ذلك العام، أعلن تشاوشيسكو ان" حرية الفرد لا تتعارض مع المطالب والمصالح العامة للمجتمع، بل على العكس من ذلك، تخدم هذه المصالح".[14] نجح تشاوشيسكو في استمالة العديد من المثقفين (العديد منهم كانوا غير سياسيين أو حتى معارضين) وضمهم إلى الحزب بعد إدانة غزو حلف وارسو لتشيكوسلوفاكيا [15] لكن مع ذلك بدأ الحزب في تكثيف الصراع بين الكتاب كمجموعة وبينهم وبين الحزب. في عام 1970 ، أدت الجوائز الأدبية إلى دخول قيادة الحزب في صراع مفتوح مع اتحاد الكتاب. ذلك جعل الحزب عازما علي استرداد امتياز منح هذه الجوائز وتحديد معايير قيمتها. [16]

ملاحظات

  1. Cioroianu, p. 489.
  2. Keith Hitchins, "Historiography of the Countries of Central Europe: Romania", The American Historical Review, Vol. 97, No. 4. (Oct. 1992), p. 1081.
  3. Tismăneanu, pp. 223–42.
  4. (in Romanian) "Memoria comunismului. Fondul ISISP din Biblioteca Centrală Universitară din București" ("The Memory of Communism. The ISIP Fund at the Central University Library in Bucharest") Archived 2007-05-06 at the Wayback Machine. نسخة محفوظة 9 ديسمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  5. Bozóki, p. 56
  6. Tismăneanu, pp. 157–8.
  7. Cioroianu, pp. 397–9.
  8. Deletant, p. 182.
  9. Deletant, pp. 182–3.
  10. Tismăneanu, p. 2412.
  11. Minutes of the Romanian Politburo Meeting Concerning Nicolae Ceaușescu's Visit to China, North Korea, Mongolia, and Vietnam Archived 2016-01-20 at the Wayback Machine, Parallel History Project on Cooperative Security نسخة محفوظة 14 سبتمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  12. Deletant, p. 184.
  13. Roper, Steven D., Romania: The Unfinished Revolution, p. 51, Routledge, 2000, ISBN 90-5823-027-9.
  14. Ceaușescu, in Verdery, p. 113.
  15. Verdery, p. 185.
  16. Verdery, p. 113.

    مراجع

    • Barbu, Bogdan, Vin americanii! Prezența simbolică a Statelor Unite în România Războiului Rece, Humanitas, Bucharest, 2006, (ردمك 973-50-1248-0).
    • Bozóki, András, Intellectuals and Politics in Central Europe, الجامعة الأوروبية المركزية Press, Budapest, 1991, (ردمك 963-9116-21-1).
    • أدريان سيورويانو, Pe umerii lui Marx. O introducere în istoria comunismului românesc ("On the Shoulders of Marx. An Incursion into the History of Romanian Communism"), Editura Curtea Veche, Bucharest, 2005, (ردمك 973-669-175-6).
    • Deletant, Dennis, Ceaușescu and the Securitate: Coercion and Dissent in Romania, 1965-1989, M.E. Sharpe, London, 1995, (ردمك 1-56324-633-3).
    • Liiceanu, Gabriel, The Păltiniș Diary: A Paideic Model in Humanist Culture, Central European University Press, Budapest, 2000, (ردمك 963-9116-89-0).
    • Tismăneanu, Vladimir, Stalinism pentru eternitate, Polirom, ياش, 2005 (ردمك 973-681-899-3) (translation of Stalinism for All Seasons: A Political History of Romanian Communism, دار نشر جامعة كاليفورنيا, Berkeley, 2003, (ردمك 0-520-23747-1)).
    • Verdery, Katherine, National Ideology Under Socialism: Identity and Cultural Politics in Ceaușescu's Romania, University of California Press, Berkeley, 1991, (ردمك 0-520-20358-5).
        • بوابة رومانيا
        This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.