اضطرابات عضلية هيكلية

قد تؤثر الاضطرابات العضلية الهيكلية (MSD) على العضلات والمفاصل والأوتار والأربطة والأعصاب.[2][3][4] وتتطور معظم الاضطرابات العضلية الهيكلية المرتبطة بالعمل بمرور الوقت، وتحدث نتيجة للعمل نفسه أو بسبب البيئة التي يعمل فيها الموظف. كذلك، قد تحدث الاضطرابات العضلية الهيكلية في حياة المرضى خارج العمل إما أثناء ممارسة الرياضة، ولا سيما التنس (مرفق لاعب التنس)، أو أثناء عزف الموسيقى وخاصة العزف على الجيتار، أو أثناء ممارسة الهوايات مثل تتبع شجرة العائلة على الإنترنت. وقد تتفاقم هذه الحالات البعيدة عن العمل بسبب الأعمال اليومية. كما أنه من الممكن أن تحدث هذه الاضطرابات نتيجة للتعرض لكسر في حادثة ما. وتصيب الاضطرابات العضلية الهيكلية على وجه العموم الظهر والرقبة والكتفين والأطراف العلوية، وتصيب الأطراف السفلية في أحيان نادرة.

الاضطرابات العضلية الهيكلية
معلومات عامة
الاختصاص طب الروماتزم  
من أنواع مرض لكيان تشريحي   
الموقع التشريحي جهاز عضلي هيكلي [1] 
الإدارة
أدوية
متلازمة النفق الرسغي هي اضطراب عضلي هيكلي، وغالبًا ما تعالج عن طريق الجبيرة.

وتمثل المشكلات الصحية التي تتراوح من الشعور بالإرهاق والأوجاع والآلام الطفيفة إلى الحالات الطبية الأكثر خطورة التي تتطلب وقتًا للإصابة بالاضطرابات العضلية الهيكلية أولوية لدى الاتحاد الأوروبي في إستراتيجيته المجتمعية. كما يعد تقليل الحمل العضلي الهيكلي في العمل جزءًا من معاهدة "أهداف لشبونة" التي تهدف إلي خلق "وظائف الجودة" من خلال:

  • تمكين العمال من البقاء في الخدمة،
  • والتأكد من أن العمل ومكان العمل مناسبان لمجموعة متنوعة من السكان.

الأسباب

يمكن أن تنشأ الاضطرابات العضلية الهيكلية من تداخل العوامل المادية مع عوامل ملائَمة بيئة العمل للهندسة البشرية بالإضافة إلى العوامل النفسية والاجتماعية والمهنية. [5]

ميكانيكية حيوية

يتسبب الحمل الميكانيكي الحيوي (البيومكيانيكي) في الاضطرابات العضلية الهيكلية، يُعبِّر هذا الحمل عن مقدار القوة التي يجب تطبيقها للقيام بالمهام، ومدة القوة المطبَّقة، وتكرار تنفيذ المهام. يمكن أن تؤدي الأنشطة التي تتضمن أحمالًا ثقيلة إلى إصابة حادة، ولكن معظم حالات الإصابة بالاضطرابات العضلية الهيكلية المرتبطة بالعمل الوظيفي تنجم عن الحركات المتكررة أو تكون بسبب الحفاظ على وضع سكوني ثابت.[6] حتى الأنشطة التي لا تتطلب الكثير من القوة يمكن أن تؤدي إلى تلف العضلات إذا تكررت الحركة بما فيه الكفاية على فترات قصيرة. تتضمن عوامل خطر الاضطراب العضلي الهيكلي القيام بمهام تحتاج إلى القوة الشديدة أو التكرار أو الحفاظ على وضعية جسدية تستند بشكل أكثر على جزءٍ محددٍ من الجسد. ما يثير القلق بشكل خاص هو الجمع بين الحمل الثقيل مع التكرار.[6] على الرغم من أن الوضعية الجسدية المربكة الناتجة عن ضعف تناسق النشاط العضلي غالباً تكون سببًا في آلام أسفل الظهر، لكن المراجعة العامة للأبحاث فشلت في إيجاد علاقة ثابتة.[7]

فروقات فردية

يختلف الناس في ميلهم للإصابة بالاضطرابات العضلية الهيكلية. الجنس هو أحد العوامل المؤثرة، إذ يرتفع معدل الإصابة بالاضطرابات العضلية الهيكلية لدى النساء أكثر من الرجال. تُعد السمنة أيضًا عاملًا مؤثرًا، إذ يمتلك الذين يعانون من زيادة الوزن احتمالًا أعلى للإصابة بالاضطرابات العضلية الهيكلية، وخاصة تلك التي في أسفل الظهر.[8]

نفسية

هناك إجماع متزايد على أن العوامل النفسية والاجتماعية هي سبب آخر لبعض الاضطرابات العضلية الهيكلية التي تصيب الرجال والنساء.[9] تشمل بعض نظريات هذه العلاقة السببية التي وجدها العديد من الباحثين زيادة الشد العضلي، وزيادة ضغط الدم والسوائل، وانخفاض النمو، وتقليل حساسية الألم، وتوسع بؤبؤ العين، وبقاء الجسم في حالةٍ من الحساسية المرتفعة. على الرغم من عدم وجود توافق في الآراء في هذا الوقت، فقد وُجِد أن بعض الضغوطات في مكان العمل تتعلق بالاضطراب العضلي الهيكلي في مكان العمل بما في ذلك متطلبات العمل المرتفعة، والدعم الاجتماعي المنخفض، والإجهاد الوظيفي العام.[9][10][11] حدد الباحثون باستمرار العلاقات السببية بين عدم الرضا الوظيفي والاضطرابات العضلية الهيكلية. على سبيل المثال، يمكن لتحسين الرضا الوظيفي أن يقلل من 17 إلى 69 في المئة من اضطرابات الظهر المرتبطة بالعمل، ويمكن أن يؤدي تحسين السيطرة الوظيفية إلى تقليل 37-84 في المئة من اضطرابات الرسغ المرتبطة بالعمل.[12]

مهنية

لأن العمال يحافظون على نفس الوضعية خلال أيام العمل الطويلة وغالبًا لعدة سنوات، فحتى الوضعيات الجسدية الطبيعية مثل الوقوف يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالاضطرابات العضلية الهيكلية مثل آلام أسفل الظهر. تساهم الوضعيات الجسدية التي تكون أقل طبيعيةً، مثل التواء الجزء العلوي من الجسد أو توتره، عادة في الإصابة بالاضطرابات العضلية الهيكلية بسبب الحمل الميكانيكي الحيوي غير الطبيعي لهذه الوضعيات. هناك أدلة على أن الوضعية الجسدية تساهم أيضًا في الإصابة بالاضطرابات العضلية الهيكلية في العنق والكتف والظهر. تعتبر الحركة المتكررة أحد عوامل الخطر الأخرى التي تزيد من احتمالية الإصابة بالاضطرابات العضلية الهيكلية ذات السبب الوظيفي لأن العمال قد يفعلون الحركات ذاتها بشكل متكرر على مدار فترات زمنية طويلة (مثل الكتابة التي تؤدي إلى متلازمة النفق الرسغي، ورفع الأشياء الثقيلة الذي يؤدي إلى الفتوق والانزلاقات الغضروفية)، والتي يمكن أن تزيد الحمل على المفاصل والعضلات المشاركة في الحركة المعنية. يُعد العمال الذين يقومون بحركات متكررة بوتيرة عالية من العمل مع القليل من وقت الراحة والعمال والذين لديهم سيطرة ضئيلة أو معدومة على توقيت الحركات (مثل العاملين على خطوط التجميع) أيضًا عرضة للإصابة بالاضطرابات العضلية الهيكلية بسبب طبيعة الحركة في عملهم. يمكن أيضًا ربط القوة اللازمة لأداء الأعمال أثناء العمل بزيادة مخاطر الإصابة بالاضطرابات العضلية الهيكلية عند العمال، لأن الحركات التي تتطلب مزيدًا من القوة قد تؤدي إلى إجهاد العضلات بشكل أسرع ما قد يؤدي إلى الإصابة و/ أو الألم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر التعرض للاهتزاز (الذي يواجهه سائقو الشاحنات أو عمال البناء، على سبيل المثال) ودرجات الحرارة الشديدة أو البرودة الشديدة على قدرة العامل على تقدير مدى القوة وشدتها، ما قد يؤدي إلى إصابته بالاضطرابات العضلية الهيكلية.[13] يرتبط التعرض للاهتزاز أيضًا بمتلازمة اهتزاز الذراع واليد، والتي تظهر عليها أعراض نقص وصول الدم للأصابع، وضغط الأعصاب، والخَدر، و/أو التنميل.[14]

التشخيص

يستند تقييم الاضطرابات العضلية الهيكلية إلى المعلومات التي يقولها المريض عن الأعراض والألم وكذلك الفحص البدني من قبل الطبيب. يعتمد الأطباء على التاريخ الطبي والمخاطر الترفيهية والمهنية وشدة الألم والفحص البدني لتحديد مصدر الألم وأحيانًا الفحوصات المخبرية أو الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي. يبحث الأطباء عن معايير محددة لتشخيص كل اضطراب عضلي هيكلي بشكل منفصل، استنادًا إلى موقع الألم ونوعه وشدته، وكذلك نوع الحركة المقيدة أو المؤلمة التي يعاني منها المريض. أحد المقاييس الشائعة للاضطرابات العضلية الهيكلية هو استبيان بلدان الشمال الأوروبي الذي يحتوي على صورة للجسم مع مناطق مختلفة تحمل علامات ويطلب الاستبيان من الفرد الإشارة إلى المناطق التي يعاني فيها من الألم، وفي أي المناطق يتداخل الألم مع النشاط الطبيعي.[6]

الوقاية

تعتمد الوقاية من الاضطرابات العضلية الهيكلية على تحديد عوامل الخطر، إما عن طريق المعلومات التي يعطيها المريض، أو الملاحظة بناءً على الوظيفة، أو قياس الوضعية الجسدية التي قد تؤدي إلى الاضطرابات العضلية الهيكلية. بمجرد تحديد عوامل الخطر، هناك العديد من أساليب التدخل التي يمكن استخدامها لمنع الإصابة بالاضطرابات العضلية الهيكلية. غالبًا يكون هدف جهود الوقاية من الاضطراب العضلي الهيكلي هو مكان العمل من أجل تحديد معدلات الإصابة بالاضطرابات بالإضافة إلى التعرض لظروف غير آمنة. [15]

انظر أيضًا

مراجع

  1. معرف أنطولوجية المرض: http://www.disease-ontology.org/?id=DOID:17 — تاريخ الاطلاع: 15 مايو 2019 — الرخصة: CC0
  2. "CDC - Ergonomics and Musculoskeletal Disorders - NIOSH Workplace Safety and Health Topic". www.cdc.gov. مؤرشف من الأصل في 17 يوليو 2018. اطلع عليه بتاريخ 25 مارس 2016. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. "CDC - NIOSH Publications and Products - Musculoskeletal Disorders and Workplace Factors (97-141)". www.cdc.gov. مؤرشف من الأصل في 26 يونيو 2018. اطلع عليه بتاريخ 24 مارس 2016. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. Goodridge, Donna; Lawson, Josh; Marciniuk, Darcy; Rennie, Donna (2011-09-20). "A population-based profile of adult Canadians living with participation and activity limitations". Canadian Medical Association Journal. 183 (13): E1017–E1024. doi:10.1503/cmaj.110153. ISSN 0820-3946. PMC 3176864. PMID 21825051. مؤرشف من الأصل في 03 يونيو 2018. اطلع عليه بتاريخ 14 أبريل 2015. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. Gatchel, R. J., & Kishino, N. (2011). Pain, musculoskeletal injuries, and return to work. In J. C. Quick & L. E. Tetrick (Eds.), Handbook of occupational health psychology (2nd ed.). Washington, DC: American Psychological Association.
  6. Barbe, Mary F; Gallagher, Sean; Massicotte, Vicky S; Tytell, Michael; Popoff, Steven N; Barr-Gillespie, Ann E (2013). "The interaction of force and repetition on musculoskeletal and neural tissue responses and sensorimotor behavior in a rat model of work-related musculoskeletal disorders". BMC Musculoskeletal Disorders. 14: 303. doi:10.1186/1471-2474-14-303. PMC 3924406. PMID 24156755. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. Roffey DM, Wai EK, Bishop P, Kwon BK, Dagenais S (January 2010). "Causal assessment of awkward occupational postures and low back pain: results of a systematic review". The Spine Journal. 10 (1): 89–99. doi:10.1016/j.spinee.2009.09.003. PMID 19910263. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. Kerr MS, Frank JW, Shannon HS, Norman RW, Wells RP, Neumann WP, Bombardier C (July 2001). "Biomechanical and psychosocial risk factors for low back pain at work". American Journal of Public Health. 91 (7): 1069–75. doi:10.2105/AJPH.91.7.1069. PMC 1446725. PMID 11441733. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  9. Safety, Government of Canada, Canadian Centre for Occupational Health and. "Musculoskeletal Disorders - Psychosocial Factors : OSH Answers". www.ccohs.ca. مؤرشف من الأصل في 07 فبراير 2019. اطلع عليه بتاريخ 07 أبريل 2016. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  10. Sprigg C. A.; Stride C. B.; Wall T. D.; Holman D. J.; Smith P. R. (2007). "Work characteristics, musculoskeletal disorders, and the mediating role of psychological strain: A study of call center employees". Journal of Applied Psychology. 92 (5): 1456–1466. doi:10.1037/0021-9010.92.5.1456. PMID 17845098. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  11. Hauke A.; Flintrop J.; Brun E.; Rugulies R. (2011). "The impact of work-related psychosocial stressors on the onset of musculoskeletal disorders in specific body regions: A review and meta-analysis of 54 longitudinal studies". Work & Stress. 25 (3): 243–256. doi:10.1080/02678373.2011.614069. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  12. Punnett (2004). "Work-related Musculoskeletal Disorders: The Epidemiologic Evidence and the Debate". Journal of Electromyography and Kinesiology. 14 (1): 13–23. doi:10.1016/j.jelekin.2003.09.015. PMID 14759746. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  13. Safety, Government of Canada, Canadian Centre for Occupational Health and. "Work-related Musculoskeletal Disorders (WMSDs) - Risk Factors : OSH Answers". www.ccohs.ca. مؤرشف من الأصل في 27 أكتوبر 2018. اطلع عليه بتاريخ 25 مارس 2016. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  14. "CDC - NIOSH Publications and Products - Criteria for a Recommended Standard: Occupational Exposure to Hand-Arm Vibration (89-106)". www.cdc.gov. 1989. doi:10.26616/NIOSHPUB89106. مؤرشف من الأصل في 19 أغسطس 2019. اطلع عليه بتاريخ 25 مارس 2016. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  15. Côté, Julie N.; Ngomo, Suzy; Stock, Susan; Messing, Karen; Vézina, Nicole; Antle, David; Delisle, Alain; Bellemare, Marie; Laberge, Marie; St-Vincent, Marie (2013). "Quebec Research on Work-related Musculoskeletal Disorders". Relations Industrielles. 68 (4): 643. doi:10.7202/1023009ar. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)

    وصلات خارجية

    • بوابة طب
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.