استمناء

الاستمناء[1] أَو العادة السرية[1] كما تُعرف باسم جَلْدُ عُمَيْرَة[1] هي عملية استثارة جنسية عند الثدييات تتم في العادة باستثارة الأعضاء الجنسية بهدف الوصول إلى النشوة الجنسية وهي ليست بديلاً عن العملية الجنسية.

هذه الصورة قد لا يتقبلها البعض.
200
رسم لغوستاف كليمت امرأة جالسة مع فخذين منفرجين (بالألمانية: frau bei der Selbstbefriedigung) رسمت عام 1916

تنتشر العادة السرية بنسبة كبيرة لدى الإنسان وتتم بتحريك وحك الشفرات والبظر من الخارج أو إدخال أجسام داخل المهبل بالنسبة للإناث، وحك القضيب بالنسبة للذكور. والعادة السرية تتم عادةً باستخدام اليد كما هو الحال في الأسود والقردة.[2][3] وقد يتم استعمال وسائل آلية أخرى كما هو الوضع عند الإنسان. وعادة ما يكون الاستمناء ذاتياً وإن كانت بعض أشكاله تتم عبر علاقات تبادلية يقوم بها كل فرد بدور يد المستمني، وهو ما يُطلق عليه الاستمناء المتبادل.

أصل التسمية

الأساليب

يتضمن الاستمناء أو العادة السرية لمس، أو ضغط، أو فرك أو تدليك شخص ما للمنطقة التناسلية الخاصة بالذكر أو الأنثى، إما باستخدام الأصابع (تصبيع) أو أجسام يتم إدخالها في المهبل أو الشرج (طالع استمناء شرجي) وباستثارة القضيب أو الفرج باستخدام أجهزة كهربائية تُحدث ارتجاجات أو اهتزازات (بالإنجليزية: vibrator)‏ والتي يمكن أن يتم إدخالها في المهبل أو الشرج. كما قد تشمل العادة السرية لمس، فرك أو قرص الحلمتان أو المناطق الأخرى المثيرة للشهوة الجنسية أثناء الاستمناء. يستخدم بعض الأفراد من كلا الجنسين مواد تزييت لتكثيف الإحساس.

قراءة أو عرض مواد إباحية أو خيال جنسي أو محفزات شبقية أخرى قد تؤدي إلى رغبة في التخفيف من التوتر الجنسي بنشاطات جنسية مثل الاستمناء.

يحصل بعض الأشخاص على متعة جنسية عن طريق إدخال أجسام مثل المجسات الإحليلية وهي أجسام رفيعة وملساء جداً تستخدم في الطب لزيادة قطر الإحليل وتستخدم أيضاً في السياق الجنسي عند الاستمناء حيث يتم إدخالها للإحليل، ومثل هذه الممارسات قد تؤدي إلى إصابات خطيرة أو الإصابة بالعدوى. بعض الأشخاص يُمارسون العادة السِرية عن طريق استخدام أجهزة تحاكي عملية الجماع. بعض الأشخاص يمارسون العادة السرية حتى يصلوا إلى مرحلة ما قبل الذروة الجنسية (أو ما قبل القذف) ويتوقفون لفترة حتى يقللوا استثارة العضو التناسلي ثم يعاودون الممارسة مرة أخرى، قد يكررون هذه العملية أكثر من مرة. عملية التوقف والإستمرار هذه يُمكنها أن تُحقق ذروة جِنسية أقوى. هناك حالات نادرة من الناس ممن يوقفون الممارسة قبل الذروة ليحافظوا على طاقتهم عالية التي تنخفض بعد الذروة. هذه الممارسة يمكن أن تسبب شعور غير مريح نتيجة احتقان الحوض.

الصحة والآثار النفسية

يتفق المجتمع الطبي على أن الاستمناء عملية صحية سليمة وعادة نفسية طبيعية.[4][5][6][7] الاستمناء مرحلة طبيعية يمر بها الأفراد البالغون ويشعر المرء بحالة من الراحة والتخفيف من حالات الاكتئاب بل وربما تعد الحالة المُثلى لممارسة الجنس بصورة آمنة.[8] من جهة أخرى يعد الاستمناء وسيلة فعالة لتعويض النقص الذي قد يفتقر إليه أحد الزوجين أثناء ممارسة الجماع بسبب مشاكل قد يعانيها الجنس الآخر.[4][9]

يعمل الاستمناء أيضاً على تخفيض ضغط الجسم وبالتالي فقد يكون ذا فائدة لمن يعانون من ارتفاع في الضغط وضرر على من يعانون من انخفاض في الضغط.[10]

في عام 2003، وجد فريق البحث الإسترالي متخصص في أبحاث السرطان بقيادة غراهام جيلز،[11] أن الذكور الذين يمارسون الاستنماء بصورة متواصلة تكون احتمالية إصابتهم بسرطان البروستاتا أقل. وأن الرجال في العشرينات الذين يمارسون الاستمناء بمعدل خمسة أو أكثر أسبوعياً تكون مخاطر إصابتهم أقل بكثير. إلا أنهم لم يتمكنوا من معرفة العلاقة السببية المباشرة. وأشارت الدراسة أيضاً إلى أن زيادة القذف عن طريق الاستمناء بدلاً من الجماع سيكون أكثر فائدة لأن الجماع يرتبط دائماً مع الأمراض المنقولة جنسياً التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان. ومع ذلك يبدو أن عملية الاستنماء ترتبط بشكل أو بآخر بالسن. حيث خلصت دراسة أُجريت عام 2008 أن القذف المتكرر لمن تتراوح أعمارهم بين 20 و 40 قد تكون مرتبطة بارتفاع مخاطر الإصابة بسرطان البروستاتا. من ناحية أخرى، فإن الدراسة تقول أن القذف المتكرر في الخمسينات تكون مرتبطة مع انخفاض هذه المخاطر.[12]

وقد أُجريت دراسة عام 1997 على 918 رجل أثبتت أن هناك علاقة عكسية بين النشاط الجنسي وحالات الوفاة بالأزمة القلبية. حيث كان خطر الوفاة أقل بـ50% لهؤلاء الذين يُمارسون نشاط جنسي أكثر من أقرانهم.[13]

العادة السرية عند الجنسين

بيّنت دراسة أجراها ألفريد كينسي على مجموعة مُختارة من الأميركيين البيض أن نسبة 92% من الرجال و 62% من النساء قد مارسوا العادة السرية في فترة من حياتهم.[14]

الآراء الدينية

المسيحية

لقد قال القديس بولس الطرسوسي في رسالته إلى أهل كورنثوس: "أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟" (1كو 16:3). وقال أيضًا: "أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ، الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ، وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟* لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيِ للهِ" (1كو 19:6-20)

و قد ورد في أصحاح 5 من إنجيل القديس متّى ناقلاً ما قاله يسوع المسيح: "«قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَزْنِ.* وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ.".

البر الأصغر هو عدم الزنا بالفعل، أما برّ ملكوت الله الأعظم فهو عدم ارتكاب الزنا، فأن مجرد النظر إلى أي امرأة بدافع الشهوة الجنسية سواء كان ذلك نظراً بالعين المجردة أو التخيل بدافع الشهوة الجنسية فأنه قد زنا في كلتا الحالتين.

الإسلام

بشكل عام، لا يوافق علماء الإسلام على الاستمناء، باستثناء حالات مخففة. حيث في القرآن، ورد نص في سورة المؤمنون: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ﴾ [23:5] ﴿إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ﴾ [23:6] ﴿فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ﴾ [23:7]. يشجع علماء الإسلام أيضاً المسلمين على الصيام للحد من الرغبة الجنسية إذا كانوا لا يستطيعون الزواج، كما كان ذلك توصية من النبي محمد ففي حديث له قال "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" (متفق عليه).[15] وعلى الرغم من عدم وجود حديث مسند صحيح عن النبي حول الاستمناء بحد ذاته إلا أنه وحسب معظم الفقهاء لا يزال يجوز باعتباره وحسب قاعدة "أهون الشرّين" وهي قاعدة في فقه الإسلام تقول بتحول الفرد لأقل الأفعال خطأً حيث أن الشاب إذا شارف على الزنا (ممارسة الجنس من دون زواج) فيجب عليه أن يختار العادة السرية لتجنب الزنا.[16][17]

انظر أيضاً

مراجع

  1. قاموس المورد، البعلبكي، بيروت، لبنان.
  2. "Breeding Soundness Examination of the Stallion". Petplace.com. مؤرشف من الأصل في 06 أكتوبر 2014. اطلع عليه بتاريخ 29 مايو 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ أرشيف= (مساعدة)
  3. Bagemihl, Bruce (1999). Biological Exuberance: Animal Homosexuality and Natural Diversity. St. Martin's Press. ISBN 0-312-19239-8. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. "Masturbation Information on Healthline". Healthline.com. مؤرشف من الأصل في 07 يناير 2014. اطلع عليه بتاريخ 17 أغسطس 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ أرشيف= (مساعدة)
  5. Coon, Dennis; Mitterer, John O. (2010) [2007]. "11. Gender and Sexuality". Introduction to Psychology. Gateways to Mind and Behavior (الطبعة 12th). Belmont, CA: Wadsworth, Cengage Learning. صفحة 371. ISBN 978-0-495-59911-1. اطلع عليه بتاريخ 27 يونيو 2013. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. Sigel, Lisa Z. (Summer 2004). "Masturbation: The History of the Great Terror by Jean Stengers; Ann Van Neck; Kathryn Hoffmann". Journal of Social History. Oxford: Oxford University Press. 37 (4): 1065–1066. doi:10.1353/jsh.2004.0065. ISSN 0022-4529. JSTOR 3790078. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); |access-date= بحاجة لـ |url= (مساعدة)
  7. Wood, Kate (Mar 2005). "Masturbation as a Means of Achieving Sexual Health by Walter Bockting; Eli Coleman". Culture, Health & Sexuality. London: Taylor and Francis, Ltd. 7 (2): 182–184. ISSN 1369-1058. JSTOR 4005453. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); |access-date= بحاجة لـ |url= (مساعدة)
  8. الاستمناء وفوائده الصحية - موقع بي بي سي. نسخة محفوظة 27 فبراير 2014 على موقع واي باك مشين.
  9. "Masturbation key to healthy, functional sexual relationships". The Badger Herald, Daily campus newspaper. Madison, Wisconsin, USA: Badger Herald, Inc. April 19, 2007. مؤرشف من الأصل في 28 يناير 2013. اطلع عليه بتاريخ July 2007. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  10. Brody S (2006). "Blood pressure reactivity to stress is better for people who recently had penile-vaginal intercourse than for people who had other or no sexual activity". Biol Psychol. 71 (2): 214–22. doi:10.1016/j.biopsycho.2005.03.005. PMID 15961213. مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  11. Giles، G.G.; G. Severi, D.R. English, M.R.E. McCredie, R. Borland, P. Boyle and J.L. Hopper."Sexual factors and prostate cancer". BJU International.Retrieved on 2009-01-09.
  12. Dimitropoulou, Polyxeni (November 11, 2008). "Sexual activity and prostate cancer risk in men diagnosed at a younger age". BJU International. 103 (2): 178–185. doi:10.1111/j.1464-410X.2008.08030.x. PMID 19016689. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  13. Smith, George Davey; F; Y (December 20, 1997). "Sex and death: are they related? Findings from the Caerphilly cohort study". BMJ. 315 (7123): 1641. doi:10.1136/bmj.315.7123.1641. PMC 2128033. PMID 9448525. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة); |access-date= بحاجة لـ |url= (مساعدة)
  14. The Kinsey Institute Data from Alfred Kinsey's studies [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 01 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
  15. حكم العادة السرية في الكتاب والسنة، إسلام ويب، اطلع عليه بتاريخ 12 أغسطس 2015. نسخة محفوظة 04 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  16. النابلسي، راتب- العادة السرية في الإسلام -موقع راتب النابلسي، اطلع عليه بتاريخ 12 أغسطس 2015. نسخة محفوظة 16 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
  17. Sunnah.com Sahih al-Bukhari; Book of Wedlock, Marriage (Nikaah); Hadith 4 نسخة محفوظة 17 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
    • بوابة طب
    • بوابة علم الجنس
    • بوابة علم النفس
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.