إيلي شرح يحضب

إيلي شرح يحضب (خط المسند:) (?? - 20 ق.م) هو أحد ملوك السلالة الهمدانية التي تولت ملك مملكة سبأ وينتمي إلى بكيل[1] عكس الكثيريين من ملوك مملكة سبأ فقد ذكره الإخباريين باسم "الشرح يحضب" وزعموا أنه والد بلقيس[2] كان عهده مضطربا وحكم في الفترة مابين (60 ق.م وحتى 20 ق.م) وذكره الجغرافي اليوناني سترابو[3]

معنى اسمه

إيلي شرح يحضب اسم من الأسماء السبئية القديمة وقد شهدت الأسماء تغيرًا ملحوظاً من فترات قبل الميلاد لما بعده وكلما تقدم الزمن كلما لاحظ الباحثون تغيرًا في نمطية الأسماء وثقلها على النطق. إيلي هو اسم عبري، وشرح تعني "النصر" فيكون معنى إسمه "نصر إيلي"[4] أما "يحضب" فهو لقب وليس اسم ولادته فعادة الملوك السبئيين أنهم يضيفون لأنفسهم ألقابًا وكلمة يحضب تعني يقمع أو القامع [5]

حملاته العسكرية

أحد أبواب قصر غمدان الذي بناه زعيم بكيل إيلي شرح يحضب

تولى الحكم في فترة مضطربة من العام 60 ق.م وحتى العام 20 ق.م وهي فترة تقلص نفوذ مملكة سبأ وانحطاطها واستقلال الممالك وظهور مملكة حمير ومملكة حضرموت وشهد حملة أيليوس غالوس الرومانية على سبأ. كان ملكاً محارباً وشارك في القتال إلى جانب والده ووصلت حملاته إلى منطقة خليص شمال جدة في تهامة الحجاز حالياً[6] بدأ أول حملة على مكان اسمه "ريمت" (محافظة ريمة) وتمكن من إخماد التمرد ثم قاتل في معركة ضد أمير حرب إسمه "صاحب بن جياش" وانتهت المعركة بقطع رأس ويديّ ابن جياش هذا[7] ثم خاض معارك عديدة مع أمير حرب حِميَّري إسمه شمر ذو ريدان (شمر صاحب ريدان) وانتصر في المعارك ضده وذكر إيلي في نص دونه أن شمَّر هذا "زاغ عن الحق" ومع ذلك لا دليل أن شمر قد قُتل[8] هزيمة شمر الحميَّري دفعته للإتصال بمملكة أكسوم وكان هذا أول تحالف بين الحميَّريين وأكسوم ضد سبأ [9] خرج إيلي على رأس ألف وخمسمائة فارس وستة عشر ألف راكب على الجمال لتعقب المنشقين الحِميَّريين فبدأ بحملة على الحديدة ثم ذمار ثم "جرش" (عسير) ووصل إلى جبل جمدان في خليص شمال جدة وقدم سكان هذه المناطق أطفالهم رهائن لملك سبأ وزعيم بكيل[6] ثم توجه إلى نجران وأنزل بسكانها خسائر فادحة نتيجة تعاونهم مع حضرموت وانتهت معاركه في نجران بتسليم سكانها ألف طفل رهينة منهم تعبيرًا عن الولاء وعاد إيلي إلى قصر غمدان [10] ثم وصلته معلومات عن وجود جماعات منشقة في "جرش" (عسير) أرسل إيلي قوة لتعقبهم وأدرك أنهم تمركزوا في مناطق بعيدة عن نسائهم وأولادهم حتى لا يأخذهم رهائن، فأمر إيلي بقتلهم وقتل كل من يحاول الهرب عبر البحر [11] وكان قائد هذه الحملة أمير حرب يدعى "رب شمس" تصفه نصوص المسند بأنه "قول بكيل ذي ريدت" (قيل بكيل ريدة (وهي منطقة في محافظة عمران حاليا) وكتب "رب شمس" هذا أن إلمقه نصر إيلي شرح يحضب وأذل أعدائه[12] انتهت بذلك تمردات شمر ذو ريدان وتصالح مع إيلي شرح يحضب على محاربة حضرموت [13] لم يخضع كل الحميَّريين بخضوع شمر ذو ريدان بل ظهر أمير حرب حِميَّري آخر يدعى كربئيل ذو ريدان حارب إيل شرح يحضب في منطقة تدعى "ظلمة" في محافظة إب حالياً وانتهت المعركة باقتحام إيلي شرح يحضب لحصن كربئيل هذا وإستسلامه[14] إلا أنه فوجئ بهجوم من قبيلة كندة بقيادة أمير حرب كندي يدعى "إمرؤ القيس بن عوف" وانتهت المعركة بينهما بأسر الكندي وتقديمه تعهدًا بعدم التمرد على المقه فقد كان ملوك سبأ يعتبرون أنفسهم ممثلين للأصنام والمقة [15] في العام 25 ق.م تعرضت مملكة سبأ لحملة من حاكم مصر الروماني بقيادة أيليوس غالوس انتهت المعركة بنتائج كارثية وانسحاب الجيش الروماني وإعدامهم لدليلهم النبطي الذي اتهموه بالخيانة [16][17]

لم تكتشف كتابة رسمية سبئية عن هذه الحملة بعد وأمل الباحثين كبير باكتشافها ولكن مامن شك أنها حدثت أيام إيلي شرح يحضب الذي ذكر سترابو (مرافق غالوس) أن "إيليزاريوس" كان مسيطرًا على حضرموت[18] ولكن يعتقد الباحثون أن النص الرسمي الذي يشير إلى تصدي السبئيين لـ"قوة غريبة معادية لمعبودات سبأ الوثنية" تشير إلى الرومان فقد كانت حدثًا إستنثائيًا عبر تاريخ مملكة سبأ الطويل[19]

وفاته

توفي إيلي في العام 20 ق.م أي بعد خمسة سنوات من الحملة الرومانية وذكر أبناء بكيل أنه أصيب بـ"مقيظ" (أرق وفق لغة السبئيين) قبيل وفاته وتضرعوا للآصنام أن تبقي لهم زعيمهم وأن "تشرح يدهو ولسانهو" وفق لغتهم أي تشرح يده ولسانه [20]

مراجع

  1. AFl Beaston Problems with Sabaean chrocology p.53
  2. الطبري ج 1 ص 566 ط دار المعارف
  3. Albert Jamme inscriptions from Mahram Bilqis p.390
  4. Albert Jamme,Inscriptions from Mahram Bilqis p.436
  5. المفصل ج 2 ص 104
  6. Albert Jamme,Inscriptions from Mahram Bilqis p.60
  7. D. H. Muller, 1891; Mordtmann, Himyarische Inschriften, 1893 p.54
  8. D. H. Muller, 1891; Mordtmann, Himyarische Inschriften, 1893 p.319
  9. Albert Jamme. Inscriptions from Mahram Bilqis p.319
  10. Albert Jamme,inscription from Mahram Biqlis p.322
  11. Albert Jamme,Inscriptions from Mahram Bilqis p.64
  12. Le Muséon: Revue d’Études Orientales 1948 3-4 p.232
  13. Albert Jamme,Inscriptions from Mahram Biqlis p.323
  14. Albert Jamme,Inscriptions from Mahram Biqlis p.318
  15. Albert Jamme. Inscriptions from Mahram Bilqis p.318
  16. حمد عبد القادر بافقيه، تاريخ اليمن القديم ص 76
  17. Most of the information about south Arabia reported by Strabo probably came straight from the Roman expedition. Strabo's close relationship with Aelius Gallus led him to attempt to justify his friend's defeat in his writings. Roman sources still bore the clear image of a wealthy and prosperous people living in a splendid country, but devoid of fundamental qualities such as the ability to fight. Other news of which Strabo was also the source, typical of the Romans' opinion of their own cultural superiority appears on the curious systems of how south Arabia's regal power was transferred and on its inhabitants' unorthodox sexual habits. Strabo described the custom in south Arabia which permitted women to have many husbands provided they were all brothers. There is no direct mention in south Arabian inscriptions of the Roman expedition, a completely exceptional occurrence for a country that had never seen enemy troops on its soil
  18. Jane Taylor, Petra: And the Lost Kingdom of the Nabataeans p.61
  19. Bafaqīh, M. ‛A., L'unification du Yémen antique. La lutte entre Saba’, Himyar et le Hadramawt de Ier au IIIème siècle de l'ère chrétienne. Paris, 1990 (Bibliothèque de Raydan) p.34
  20. Paul Geuthner Robin, C. and J. Ryckmans 1978 "L'attrfibution d'un bassin à une divinité en Arabie du Sud antique,” Raydan p.179
    • بوابة أعلام
    • بوابة اليمن
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.