أنانية عقلانية

في الفلسفة الأخلاقية، تعد الأنانية العقلانية (بالإنجليزية: rational egoism وتعرف أيضًا rational selfishness أو egotism) هو المبدأ القائل بأن التصرف يكون رشيدًا إذا كان يعظم مصلحة الفرد الذاتية فقط.[1] ويعد هذا الرأي شكلاً معياريًا من أشكال الأنانية. ومع ذلك، فإنها تختلف عن الأشكال الأخرى للأنانية، مثل الأنانية الأخلاقية والأنانية النفسية.[1] ففي الوقت الذي تعالج فيه الأنانية النفسية الدافع والأنانية الأخلاقية الأخلاق، فإن الأنانية الرشيدة تتعلق بـالرشد (حيث أن الرشد قد يرتبط وقد لا يرتبط بالأخلاق). كما تختلف الأنانية الأخلاقية عن اللاأخلاقية.

فلسفة

كانت الأنانية العقلانية محل نقاش في القرن التاسع عشر بواسطة هنري سيد غويك في أساليب الأخلاقيات.[2] وأسلوب الأخلاق هو "أي إجراء عقلاني نحدد عن طريقه ما الذي "ينبغي" على الإنسان - أو ما هو "صواب" لهم - القيام به، أو أن يسعى لتحقيقه بمحض اختياره".[3] ويرى سيد غويك أن هناك ثلاثة إجراءات وهي: الأنانية العقلانية، والحدسية العقائدية، والنفعية. فالأنانية العقلانية، إذا كانت كذلك، هي الرأي القائل بأن "اعتبار الفرد لمقدار السعادة والألم المترتبين وحدهما هو الأهم عند الاختيار بين بدائل التصرف؛ فضلاً عن السعي الدائم للحصول على أعظم قدر من السعادة بما يتجاوز الألم".[4]

وجد سيد غويك أن من الصعب العثور على أي سبب مقنع يدفعنا لتفضيل الأنانية العقلانية على النفعية. على الرغم من أنه من الممكن طرح أساس عقلاني للنفعية وتوفيقها مع أخلاقيات الصالح العام، فإن الأنانية العقلانية تبدو وكأنها هي الأخرى مبدأ معقول مماثل فيما يتعلق بالشيء الذي لدينا أكثر من سبب للقيام به. وبالتالي علينا "قبول وجود تناقض نهائي وأساسي في حدسنا الواضح لما هو مقبول في السلوك؛ ومن هذا القبول يبدو وكأن اتباعنا للعملية الحدسية الواضحة للعقل العملي، الذي يظهر في هذه الأحكام المتناقضة، هو في النهاية وهمي.[5]

النقد

قدم الفيلسوف الإنجليزي ديريك بارفيت، الذي ناقش نظرية الأنانية العقلانية مطولاً في كتاب عقول وأشخاص اعتراضين عليها.[6] أولاً: من المنظور الأناني العقلاني، من الرشد الاشتراك في نظام رواتب التقاعد الآن، على الرغم من أن هذا إضرار بمصالح الفرد الحالية (وهي أن تنفق الأموال الآن). ولكن من العقلاني أيضًا تعظيم مصالح الفرد الآن، علمًا بأن أسباب الفرد لا تتعلق به فقط، ولكن تتعلق به أيضًا كما هو الآن (وليس في المستقبل، الذي يقال بأنه سيكون شخصًا مختلفًا). كما يقول بارفيت أنه نظرًا لأن العلاقات بين الحالة العقلية الحاضرة والحالة العقلية لمستقبل الشخص قد تقل، فمن غير المعقول ادعاء أن على المرء التحلي بالحيادية بين حاضره ومستقبله.

آين راند

كما ناقشت المؤلفة آين راند النظرية التي أطلقت عليها "الأنانية العقلانية" (أو أكثر تحديدًا: "الاهتمام بالذات العقلاني"). فتعتقد أنه من غير المنطقي واللاأخلاقي أن يتصرف المرء بما يتعارض مع مصالحه الذاتية.[7] وبالتالي، فإن رأيها يعد ربطًا بين الأنانية العقلانية (بالمعنى القياسي) والأنانية الأخلاقية، لأنه وفقًا لنظرية الموضوعية لا يمكن تبرير الأنانية تبريرًا صحيحًا دون نظرية المعرفة التي تعتمد على العقل:

فيقدم كتابها فضيلة الأنانية (1964) شرحًا وافيًا لمفهوم الأنانية العقلانية. ووفقًا لراند، فإن الرجل العقلاني يؤمن أن حياته هي أغلى ما يملك، وأن العقلانية هي الفضيلة العليا، وسعادته هي أسمى أهداف حياته.

وبالعكس، انتقدت راند المبدأ الأخلاقي للإيثار:

«Do not confuse altruism with kindness, good will or respect for the rights of others. These are not primaries, but consequences, which, in fact, altruism makes impossible. The irreducible primary of altruism, the basic absolute is self-sacrifice–which means self-immolation, self-abnegation, self-denial self-destruction–which means the self as a standard of evil, the selfless as a standard of the good. Do not hide behind such superficialities as whether you should or should not give a dime to a beggar. This is not the issue. The issue is whether you do or do not have the right to exist without giving him that dime. The issue is whether you must keep buying your life, dime by dime, from any beggar who might choose to approach you. The issue is whether the need of others is the first mortgage on your life and the moral purpose of your existence. The issue is whether man is to be regarded as a sacrificial animal. Any man of self-esteem will answer: No. Altruism says: Yes."[8]»

انظر أيضًا

مراجع

  1. Baier (1990), p. 201; Gert (1998), p. 69; Shaver (2002), §3; Moseley (2006), §2.
  2. Sidgwick 1907
  3. (1907, p. 1)
  4. (ibid., p. 95)
  5. ibid., p. 508
  6. Parfit 1984, parts II and III
  7. Smith (2006); Moseley (2006), §2a.
  8. Ayn Rand, "Faith and Force: Destroyers of the Modern World," Philosophy: Who Needs it, 1982, New American Library, p. 74.

    مراجع وكتابات أخرى

    • Baier, Kurt (1990). "Egoism" in A Companion to Ethics. Peter Singer (ed.), Blackwell: Oxford.
    • Brink, D. 1992, "Sidgwick and the Rationale for Rational Egoism," in Essays on Henry Sidgwick, ed. B. Schultz, Cambridge: Cambridge University Press.
    • Gauthier, David (1986). Morals by Agreement. Oxford: Oxford University Press.
    • Gert, Bernard (1998). Morality: Its Nature and Justification. Oxford University Press.
    • Kagan, S., 1986, "The Present-Aim Theory of Rationality," Ethics 96: 746-759.
    • McKenzie, Alexander J. (2003). "Evolutionary Game Theory". The Stanford Encyclopedia of Philosophy (Summer Edition), Edward N. Zalta (ed.). link
    • Moseley, Alexander (2006). "Egoism". The Internet Encyclopedia of Philosophy. J. Fieser & B. Dowden (eds.). link
    • Mueller, D. (1989). Public Choice II. Cambridge, UK: Cambridge University Press.
    • Parfit, D., 1984, Reasons and Persons, Oxford: Oxford University Press.
    • Parfit, D., 1986, Reply to Kagan, Ethics, 96: 843-846, 868-869. *Shaver, Robert (1998). Rational Egoism: A Selective and Critical History. Cambridge University Press.
    • Shaver, Robert (2002). "Egoism". The Stanford Encyclopedia of Philosophy (Winter Edition), Edward N. Zalta (ed.). link
    • Sigwick, H., The Methods of Ethics. London, 1874, 7th ed. 1907.
    • Smith, Tara (2006). Ayn Rand's Normative Ethics. Cambridge University Press.
    • Sober, E. & D.S. Wilson (1998). Unto Others: The Evolution and Psychology of Unselfish Behavior. Harvard University Press.

    وصلات خارجية

    • بوابة رأسمالية
    • بوابة أخلاقيات
    • بوابة فلسفة
    • بوابة علم النفس
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.